الحركة التشكيليّة تشهد تجربةً نوعيّة جديدةً من فن «الفيوزينك كلاس»
تشرين- لمى بدران:
تشهد الحركة التشكيلية السورية هذه الأيام الكثير من التجارب على ساحاتها، وعلينا في هذا الطور أن نلتفت لما يثير الاهتمام منها التي تُعرَض أول مرّة بمواد جديدة ينصهر فيها السيراميك مع الزجاج.. وتنتشر على جدران ورفوف صالة زوايا في القصاع وسط دمشق أعمال متنوّعة للفنانة التشكيلية لمى كوكش تراوحت بين اللوحات الجداريّة التشكيليّة وعددها ٣٠ لوحة وقطع تطبيقية تشكيلية منها صحون ومجسمات وصناديق ولمبديرات وصوان وعددها ٣٠ قطعة أيضاً.
إذ إن للمرّة الأولى تشهد سوريّة ودول الوطن العربي هذا النوع من المعارض الذي يحتوي أعمالاً مشغولة بتقنية التشكيل بالزجاج الملوّن المصهور على سطوح السيراميك رغم الصعوبات العديدة في إنجاز هذا العمل وقد ذكرتها الفنانة كوكش لـ(تشرين) وهي أولاً انقطاع الكهرباء لكونها تستخدم الفرن الكهربائي من أجل صهر موادها ما سبّب لها كمية هدر كبيرة ودرجة تقلّص أثناء العمل، وأيضاً صعوبة الحصول على هذه المواد، وذكرت أن الفن والتشكيل سوري والتجربة سوريّة بحت إلّا أن موادها تأتي بها معها من إسبانيا، فهي تسافر كل فترة وأخرى.
في هذه التجربة أدخلت كوكش لمساتها على أعمالها لتبتكر تجربة خاصة بها ابتداءً من الفكرة وحتى إدخال بعض المواد الغريبة كالشلمونات والشعيريّة وقطع المورانو حتى إنها أدخلت الخط العربي والحروف العربية داخل لوحاتها، وأشارت لنا إلى أن الحضور الذي كان في الافتتاح منذ يومين لم يقتصر على جمهور الفن فقط بل توسّع إلى متذوّقي الفن الذين كانوا في حالة ذهول وانبهار من أعمالها الجديدة.
ومن يذهب إلى المعرض يلاحظ وجود داعم كبير ومُشجِّع يقف دائماً جانب الفنانة لمى وهو زوجها النّحات السوري المعروف أكثم عبد الحميد الذي يحمل وجهة نظر تجاه هذا المعرض كناقد وكفنان بالدرجة الأولى، فالفن في رأيه لم يعد فقط لوحة زيتيّة أو «إكريليك» بل أصبح هناك تداخل غير محدود وغير مرتبط بشكل أو بقالب، فحدوث الدهشة وملاحظة الانبهار على وجوه الزائرين هما الغاية من التجارب الجديدة، وهذا ما شاهده خلال المعرض، لذلك يعد أنه تجربة مهمة جدّاً وغير مطروحة، وتتخلّلها رؤية جمالية جديدة وحركة في التشكيلات وبهجة في الألوان.
ليس الفنان أكثم فقط من لاحظ بشأن الألوان شيئاً، بل هنالك إحدى الحاضرات التي رأت أن اللون النيلي والتركواز هما الطاغيان على الأعمال، وربما يعود ذلك حسب قولها لردّ العين وإبعاد الشر كما تقول الميثولوجيا المحلية، وأبدت أمنياتها أن تتوسّع هذه المعارض في العالم كلّه.