آ«تانغو وفضة الكلام» أوّلُ ترجمةٍ للشعر الأرجنتينيّ للعربيّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • آ«تانغو وفضة الكلام» أوّلُ ترجمةٍ للشعر الأرجنتينيّ للعربيّة


    آ«تانغو وفضة الكلام» أوّلُ ترجمةٍ للشعر الأرجنتينيّ للعربيّة


    تشرين- نضال بشارة:
    يُعدّ كتاب «تانغو وفضة الكلام» الذي ترجمته للعربية الشاعرة والإعلامية السورية المغتربة كراسيا العوض التي تقيم في الأرجنتين منذ ربع قرن تقريباً، وكان قد صدر مؤخراً عن دار المحيط الإماراتية، يعد أولَ ترجمةٍ لمختاراتٍ من الشعر الأرجنتيني إلى اللغة العربية.
    وقد حاولت فيها الشاعرة العوض قدر المستطاع تقديم باقة من الأصوات الشعرية التي تمثل جانباً من الحركة الشعرية الأرجنتينية اليوم، واعتمدت فيها على ذائقة موضوعية، إذ إن الإحاطة بكامل المشهدية الشعرية أمر يتطلب وقتاً و ربما كتباً عدة في تقديمه، لذلك حاولت كما تشير في مقدمتها، إلقاء الضوء على أرضيّة تاريخية عامة تتناول جزءاً مهماً من تاريخ الشعر الأرجنتيني كنوع من عملية استكمال لما لا يستوعبه عمل واحد، وللنصوص التي اختارتها وترجمتها بأقل الخيانات الممكنة وبأكثر الصدق والأمانة، وذلك من خلال التحدي الحدسيّ بالدخول إلى العوالم السرية للنص الشعري.
    جوهره وجواهره
    لا تختصر هذه المجموعة من المختارات الشعرية الشعر الأرجنتيني ولا شعراء هذه البقعة الدافئة من الأرض المسيّجة بالدهشة كما لو أن أنهارها تنبع من الفردوس، فهذه المحاولة كما تقول كراسيا العوض ليست أكثر من جزء زمني من ذلك العمل الذي ينتظره الشعر، ويسعى إليه الشعراء عبر الزمن، ومتغيراته التي كانت ولا تزال تمنح هوية للشعر وتسلبه أخرى، تهديه روحاً وتخبىء أخرى، بينما الشعر يظلّ شعراً بجيناته وجوهره وجواهره التي اختارت منها في هذه المناسبة باقة تنتمي إلى خمسين شاعرة و شاعراً أنجبوا قصائدهم في حقبة ما بين أعوام 2000 و 2022 ، وبالرغم من تنوع أعمارهم ومعاصرتهم لظروف متباينة من السيرة الذاتية للأرجنتين الحافلة بأصوات وصرخات، بموت وقيامات مشبعة بذلك الشغف اللاتيني للفرح وكرة القدم كما للتانغو والسامبا والأغنيات.
    شعر الموضوع
    وتشير كراسيا العوض إلى أن الشاعر «خوان خيلمان» كان واحداً من الذين دفعوا المنفى ثمناً للكلمة كشعراء آخرين منهم من سيمر علينا في مجموعة هذه المختارات وسيلاحظ قارئها من خلال سيرهم الذاتية وقصائدهم التي تمت كتابتها بعد عودتهم إلى الوطن مع عودة الديمقراطية، أنه قد بدأ عصر شعري جديد اكتسب هوية ثقافية أبعد بكثير مما وراء الأدب والفن, وأنه كان فترة فاصلة بين احتضار القديم وبداية تشكّل الجديد, وأن ذلك الكثير مما كتب في ذلك الوقت، جاء ردة فعل على ما كتبه الجيل السابق منتجاً بهذا الشكل خطاباً شعرياً جديداً مشبعاً بقوة العامية، يتسم ببساطته الظاهرة وعدم خوفه من السقوط في الابتذال أو الركاكة, لافظاً للغنائية, ومستعصياً على التجريد والميتافيزيقيا, متردداً في الدلالات الثقافية ومقترباً مما يعدّ إرثاً لباروكية أواخر الثمانينيات وممهداً لاتجاه شعريّ جدلي جديد يسمى الشعر الموضوعي أو شعر الموضوع الذي اكتسب القوة لفرض هيمنته كشعرية مشهدية، لاقى قبولاً عند الجيل الشعري الشاب بإجماع كحركة ديالكتية داخل علم الجمال الشعري وكاستجابة رافضة لأقنوم الباروكية الجديدة المرهقة.
    قيامة الماضي
    وتقول الشاعرة والمترجمة كراسيا في ختام مقدمتها: هذه المجموعة الشعرية التي أقدمها للقارئ العربي كامتداد لكل النماذج التي مررت عليها عبر تاريخ الشعر الأرجنتيني وانعكاس له في كل الأحوال، فالأرجنتين هكذا, متباينة ومتضاربة ومتناقضة في كل شيء، جنوبها بارد، شمالها حار، شرقها جبال، وغربها أشجار، لا تنظر إليها ككل متجانس، إنها كلٌّ من أجزاء، وهكذا هي قصيدتها الذاكرة فحسب، قيامة الماضي , استحضار المستقبل، فكما الفلسفة ابنة الشعر منشغلة بما هو آن، فإن الشعر مشغول بما هو آت، بالاحتمالات التي يقترحها الزمن، إنه لحظة المضارع الشاعرية لا هوية لديه وله كل الملامح، وكل الجينات والجنسيات واللغات.« انه الوردة من دون (لماذا) تزهر لأنها تزهر, ليس لديها اهتمام بنفسها, ليست لديها رغبة في أن يراها أحد».
يعمل...
X