كلمة العدد
الانتاج الفوتوغرافي للعام ١٩٨٧ كان فعلا غزيراً ويستحق التوقف عنده ، خصوصاً ان النوعية بدأت تأخذ مكانها عند معظم القراء وبالتالي لم تعد مقتصرة على فئة معينة من المحترفين .
إذن مفهوم الفن الضوئي هو الذي تطور لدى الهواة عبر التجارب والممارسة وصولا إلى النتائج المرضية ، أي النتائج التي ترضي احساس هؤلاء وتذوقهم لهذا الفن . قبل ان ترضي الآخرين .
أكثر ما يعنينا هذا العام هو تكاثر النشاط الفوتوغرافي في الأندية . وبالأخص المعارض الفوتوغرافية العامة وما يبرز منها من أعمال فنية رائعة وما تكتنز من مؤهلات عند العديد من
العارضين ، فالمعارض السنوية التي تقيمها النوادي في العالم العربي هي المتنفس الضروري لكل هاو وهي التحدي له في سبيل الانطلاق نحو الأفضل " والمرأة التي تعكس ثقافة هذا الفن عند العارفين والمشاهدين على السواء ، من هنا كان تقديرنا لثلاثة نواد وهذا التقدير المعنوي نعني فيه المسؤولين عن كل ناد وبالتالي كافة الأعضاء .
رئيس التحرير
فلاش تقديم : فرید ظفور
أهمية فن التصوير وعلاقته بعلم النفس
إن علم النفس هو دراسة العقل ، لأن عقولنا هي المقياس الحقيقي لقيمنا ، أما الحياة العقلية فلها ثلاثة وجوه : المعرفة والوجدان والإرادة ، وكل نمو فيها يعني نموا في الشخصية ، أما الشوق فهو المفتاح الذهني للتعلم والتذكر والمعرفة ، وأما الوجدان فهو القوة الدافعة للحياة , انه للشخصية الإنسانية بمثابة المحروقات للسيارة . واما الإرادة فهي عملية طبيعية من عمليات العقل بحيث تقوى الإرادة بالتدريب والتمرين .
وعلم نفس التصوير هو دراسة عقل الصورة ، تكوينها وتشكيلها وتدرجها اللوني وتقنيتها وكادرها وكينونتها وصيرورتها وشكلها العام والخاص ، الكلي والجزئي ، ومدى تأثر المصور بالأرض والبيئة وعلاقته الجدلية بالإنسان والمجتمع والكون .
لعل غاية علم النفس العام دراسة سلوك الأفراد وما خلفه من دوافع وعمليات عقلية دراسة علمية بغية التنبؤ باشكال السلوك وضبطه وتوجيهه والتخطيط له ، ولقد تعددت مجالات علم النفس ونافت اقسامه عن الخمسة وثلاثين قسماً .
علم نفس الصورة هو العلم الذي يدرس دراسة علمية وقتية وجمالية سلوك الإنسان في علاقاته الحياتية بوسائل الإعلام والإعلان والدعاية والتربية والتعليم المنطوقة والمنظورة ، نتيجة لتأثره بالمثيرات البصرية والسمعية وتأثيره في الافراد الآخرين في المجتمع .
من هنا تظهر أهمية علم النفس الفوتوغرافي في اعطاء الاستعداد النفسي للمشاهد وعلاقته بالمصور عن طريق الثقة والإيمان والشجاعة بتقديم الأسلحة الضوئية التي توصل البعد الفني والنفسي والجمالي للصورة وذلك بتربيته بالمعنى الفني الجمالي الصحيح وتوجيه مبوله ومواقفه ودوافعه نحو اغراض سامية وقيم ومثل غليا وتقديم الجيد والجميل عبر المعارض والصحف والمجلات والكتب والسينما والفيديو والتلفزيون .
ان فن الدعاية هو عنصر مهم في العمليات النفسية ، بحيث يمكن بواسطته ترسيخ أفكار وتبديل مواقف لدى بعض الاشخاص والجماعات ، وللدعاية أنواع متعددة وهناك هدفان نفسيان للدعاية :
١ - الاقتراب من المستمع أو المشاهد واللعب بعواطفه .
٢ - بث التفرقة والانقسام والفوضى بالمجتمع .
وكي تتم العملية النفسية الناجحة للدعاية لا بد من تحقيق ما يلي :
۱ - جذب انتباه الجمهور .
٢ - أن تكون محترمة من قبل الجمهور .
٣ - إثارة الحاجات والدوافع والرغبات المتوخاة .
٤ - تناغمها مع رغبات وعواطف الجمهور .
وللدعاية حسب المضمون والمصدر ثلاثة أنواع : بيضاء وسوداء ورمادية .
ـ أيضاً تلعب الإشاعة مشكلة ذات أهمية بالغة في نفسية الجمهور وذلك لأن شرطي الاشاعة هما : الأهمية والغموض . ولكي نحيا حياة أكثر اكتنازاً وتوازناً وسعادة نحتاج الى معرفة المزيد عن انفسنا وعن فن التصوير ، ودور الصورة نفسيا بين الجماهير عبر اختبارات تتيح للقاريء معرفة شخصيته في العمق مكتشفاً عن صورته الحقيقية وتحديد طبيعته النفسية وكشف القناع عن حوافزه المخفية وقياس ردود فعله العاطفية اتجاه من يحبهم أو من يكرهم . عبر دراسات فنية نفسية وجمالية واختبارات لصور وأعمال ضوئية ، وما الغاية منها ، بحيث سيجد القارىء صلة كبيرة بين تاريخ ميلاده وبرجه وزمرته الدموية وبصمته الجسدية والاجتماعية ورقمه المفضل ولونه المميز ، فلقد قام فريق من علماء النفس باختبار القصص المصورة ، مثلا : يعطيك صورة لفتاة وشاب يتعانقان على شاطىء البحر عند المغيب ويطلب منك بأن تختار أحد الأسماء للقصة : - اللقاء ، الوداع ، الفراق ، الوعد ، الشوق - .. او اختبار للكلمات بأن يعطيك صورة لمستعطفة تقف على قارعة الطريق تستجدي المارة ، ويعطيك كلمات لتختار منها : معوزة ، معدمة ، بائسة . فقيرة ، محرومة .
وهكذا تكتشف من الصور التي تصورها ، أو التي تشاهدها أو من صداقتك مع المصورين أو من مطالعاتك أو من علم النفس ، شخصيتك التي تمثل الأساس في ماهيتك والترتيب الخاص للمزايا والعيوب الذي يجعلك مختلفاً فريداً وبالتالي مهماً بالمجتمع بعيداً عن التوتر والتشويش اللذين تتميز بهما حياتنا العصرية .
الانتاج الفوتوغرافي للعام ١٩٨٧ كان فعلا غزيراً ويستحق التوقف عنده ، خصوصاً ان النوعية بدأت تأخذ مكانها عند معظم القراء وبالتالي لم تعد مقتصرة على فئة معينة من المحترفين .
إذن مفهوم الفن الضوئي هو الذي تطور لدى الهواة عبر التجارب والممارسة وصولا إلى النتائج المرضية ، أي النتائج التي ترضي احساس هؤلاء وتذوقهم لهذا الفن . قبل ان ترضي الآخرين .
أكثر ما يعنينا هذا العام هو تكاثر النشاط الفوتوغرافي في الأندية . وبالأخص المعارض الفوتوغرافية العامة وما يبرز منها من أعمال فنية رائعة وما تكتنز من مؤهلات عند العديد من
العارضين ، فالمعارض السنوية التي تقيمها النوادي في العالم العربي هي المتنفس الضروري لكل هاو وهي التحدي له في سبيل الانطلاق نحو الأفضل " والمرأة التي تعكس ثقافة هذا الفن عند العارفين والمشاهدين على السواء ، من هنا كان تقديرنا لثلاثة نواد وهذا التقدير المعنوي نعني فيه المسؤولين عن كل ناد وبالتالي كافة الأعضاء .
رئيس التحرير
فلاش تقديم : فرید ظفور
أهمية فن التصوير وعلاقته بعلم النفس
إن علم النفس هو دراسة العقل ، لأن عقولنا هي المقياس الحقيقي لقيمنا ، أما الحياة العقلية فلها ثلاثة وجوه : المعرفة والوجدان والإرادة ، وكل نمو فيها يعني نموا في الشخصية ، أما الشوق فهو المفتاح الذهني للتعلم والتذكر والمعرفة ، وأما الوجدان فهو القوة الدافعة للحياة , انه للشخصية الإنسانية بمثابة المحروقات للسيارة . واما الإرادة فهي عملية طبيعية من عمليات العقل بحيث تقوى الإرادة بالتدريب والتمرين .
وعلم نفس التصوير هو دراسة عقل الصورة ، تكوينها وتشكيلها وتدرجها اللوني وتقنيتها وكادرها وكينونتها وصيرورتها وشكلها العام والخاص ، الكلي والجزئي ، ومدى تأثر المصور بالأرض والبيئة وعلاقته الجدلية بالإنسان والمجتمع والكون .
لعل غاية علم النفس العام دراسة سلوك الأفراد وما خلفه من دوافع وعمليات عقلية دراسة علمية بغية التنبؤ باشكال السلوك وضبطه وتوجيهه والتخطيط له ، ولقد تعددت مجالات علم النفس ونافت اقسامه عن الخمسة وثلاثين قسماً .
علم نفس الصورة هو العلم الذي يدرس دراسة علمية وقتية وجمالية سلوك الإنسان في علاقاته الحياتية بوسائل الإعلام والإعلان والدعاية والتربية والتعليم المنطوقة والمنظورة ، نتيجة لتأثره بالمثيرات البصرية والسمعية وتأثيره في الافراد الآخرين في المجتمع .
من هنا تظهر أهمية علم النفس الفوتوغرافي في اعطاء الاستعداد النفسي للمشاهد وعلاقته بالمصور عن طريق الثقة والإيمان والشجاعة بتقديم الأسلحة الضوئية التي توصل البعد الفني والنفسي والجمالي للصورة وذلك بتربيته بالمعنى الفني الجمالي الصحيح وتوجيه مبوله ومواقفه ودوافعه نحو اغراض سامية وقيم ومثل غليا وتقديم الجيد والجميل عبر المعارض والصحف والمجلات والكتب والسينما والفيديو والتلفزيون .
ان فن الدعاية هو عنصر مهم في العمليات النفسية ، بحيث يمكن بواسطته ترسيخ أفكار وتبديل مواقف لدى بعض الاشخاص والجماعات ، وللدعاية أنواع متعددة وهناك هدفان نفسيان للدعاية :
١ - الاقتراب من المستمع أو المشاهد واللعب بعواطفه .
٢ - بث التفرقة والانقسام والفوضى بالمجتمع .
وكي تتم العملية النفسية الناجحة للدعاية لا بد من تحقيق ما يلي :
۱ - جذب انتباه الجمهور .
٢ - أن تكون محترمة من قبل الجمهور .
٣ - إثارة الحاجات والدوافع والرغبات المتوخاة .
٤ - تناغمها مع رغبات وعواطف الجمهور .
وللدعاية حسب المضمون والمصدر ثلاثة أنواع : بيضاء وسوداء ورمادية .
ـ أيضاً تلعب الإشاعة مشكلة ذات أهمية بالغة في نفسية الجمهور وذلك لأن شرطي الاشاعة هما : الأهمية والغموض . ولكي نحيا حياة أكثر اكتنازاً وتوازناً وسعادة نحتاج الى معرفة المزيد عن انفسنا وعن فن التصوير ، ودور الصورة نفسيا بين الجماهير عبر اختبارات تتيح للقاريء معرفة شخصيته في العمق مكتشفاً عن صورته الحقيقية وتحديد طبيعته النفسية وكشف القناع عن حوافزه المخفية وقياس ردود فعله العاطفية اتجاه من يحبهم أو من يكرهم . عبر دراسات فنية نفسية وجمالية واختبارات لصور وأعمال ضوئية ، وما الغاية منها ، بحيث سيجد القارىء صلة كبيرة بين تاريخ ميلاده وبرجه وزمرته الدموية وبصمته الجسدية والاجتماعية ورقمه المفضل ولونه المميز ، فلقد قام فريق من علماء النفس باختبار القصص المصورة ، مثلا : يعطيك صورة لفتاة وشاب يتعانقان على شاطىء البحر عند المغيب ويطلب منك بأن تختار أحد الأسماء للقصة : - اللقاء ، الوداع ، الفراق ، الوعد ، الشوق - .. او اختبار للكلمات بأن يعطيك صورة لمستعطفة تقف على قارعة الطريق تستجدي المارة ، ويعطيك كلمات لتختار منها : معوزة ، معدمة ، بائسة . فقيرة ، محرومة .
وهكذا تكتشف من الصور التي تصورها ، أو التي تشاهدها أو من صداقتك مع المصورين أو من مطالعاتك أو من علم النفس ، شخصيتك التي تمثل الأساس في ماهيتك والترتيب الخاص للمزايا والعيوب الذي يجعلك مختلفاً فريداً وبالتالي مهماً بالمجتمع بعيداً عن التوتر والتشويش اللذين تتميز بهما حياتنا العصرية .
تعليق