الفن الدمشقي بين البقاء والتلاشي

الفن الدمشقي بين البقاء والتلاشي
خاص وكالة روماف-وجه الحق\روسيل
تشتهر دمشق أنها أقدم عاصمة لا تزال عامرة بالحياة وفاعلة في السياسة والاقتصاد والثقافة وهي من أقدم عشرة مدن في العالم.
هناك نوع من الفنون، خاصة بدمشق وتستلهم اسمها ومعانيها من دمشق، إلا أنها فنون تصارع وتسابق الزمن المتسارع وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة في هذا الصراع المحكوم بالتكنولوجيا وتغيّر كافة المفاهيم وسقوط الكثير من عناصر التراث والهويات الوطنية.
في إحدى حارات دمشق القديمة يستطيع الزائر أن يتوقف قليلاً ليشاهد الكثير من لوحات الخط العربي والدهان الدمشقي والزخارف الملونة على الخشب وأعمال العجمي والأرابيسك.. إنه مركز الفن الدمشقي الذي أسسه ويديره الفنان الدمشقي “محمد الحاج قاب”.
قد تكون صورة ‏منظر داخلي‏
الفنان الدمشقي “محمد الحاج قاب”
لم يزاول “الحاج قاب” الفن الدمشقي كمهنة موروثة عن عائلته، كما هي العادة في الكثير من المهن الدمشقية التقليدية، بل كانت هواية رافقته منذ الطفولة ثم تبلورت مع دراسته للفنون التطبيقية.
“انطلقت من الشغف بالخط العربي ورسم لوحاته، وصولاً إلى إتقان كل أنواع الزخارف‏ بما تحتويها من أسقف وجدران ولوحات حتى الزخارف المخصصة لتزيين المساجد والكنائس والزخارف الملونة على الخشب، المعروف اصطلاحاً عند العامة بـ “العجمي”. وامتد اهتمام “الحاج قاب” إلى إتقان زخارف الحجر المعروف بـ”الأبلق”.
قد تكون صورة ‏‏نصب تذكاري‏ و‏نص‏‏
يقول “الحاج قاب” إن أعماله تجد سوقاً ضمن السوق المحلي وبعضها يذهب للتصدير ويساهم في انتشارها والطلب عليها خارج البلاد تواجد السوريين في شتى بقاع الأرض وتأثير المسلسلات ذات الطابع الدمشقي على الذوق العام، خاصة دول الخليج العربي.
يأسف “الحاج قاب” لعدم وجود معارض خاصة بالفن الدمشقي، منوهاً إلى أن مشغله في دمشق القديمة أصبح محجاً للأدلاء السياحيين.
ويأسف كذلك لعدم إقبال الهواة الشباب على تعلم هذا الفن نتيجة ” تهافت الشباب على الموبايل والكمبيوتر”، محذراً “نحن في طور الاندثار”.
وحول حماية هذه المهنة، يدعو “الحاج قاب” إلى مجموعة خطوات: أولها اعتماد الفن الدمشقي مادة أساسية في كلية الهندسة المعمارية، وهو يعبر عن سروره في هذا الصدد لكون مشغله مزاراً لطلاب وأساتذة الهندسة المعمارية، وثاني الخطوات هو أن تقدم الدولة السورية الدعم اللازم من خلال تطبيق المرسوم الجمهوري الذي يعفي المهن الفنية من الرسوم المالية وهو ما لا يطبق حالياً، وثالث الخطوات هو “الدمج المجتمعي” بين هذه الأعمال التي تعتبر هوية وطن.
الشركة السورية للحرف هي إحدى كيانات الأمانة السورية للتنمية التي ترعاها عقيلة الرئيس السوري “أسماء الأسد” وهي تقيم مجموعة نشاطات ودورات للتدريب على المهن التراثية وقد أقامت، في شهر تشرين الثاني 2021، على أرض مدينة المعارض القديمة، حيث مقر الشركة السورية للحرف، دورة تدريبية حول مهنة القيشاني، وكان لافتاً أن الفنان “محمد الحاج قاب” ليس لديه أي فكرة عن الشركة السورية للحرف ونشاطها، ما يشير إلى انعدام التنسيق والتشبيك بين القائمين على هذه الشركة والفعاليات العاملة في الفن الدمشقي.
http://ru-maf.net/?p=6303
=AZWce3RoYD0dE-JJ2TXCKxU9R2MKf3-I11v29mC98UothikNc8PHb64sLWNj7Ecw0B4ZWLa96bqeq9eH-q-USxcDYPnQEWw0jwvGH1cGqIX1tJuCdMNJkWSOY4Dh8nglBrTo7 p7MfSejHmVHA36eZaiWgteVSw95k9D8MYUxvzZ9R28W-v9-H9mwp3kyUQWIBYM&__tn__=EHH-R]