ازد Al Azd من قبائل العرب القحطانية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ازد Al Azd من قبائل العرب القحطانية



    ازد

    Al Azd - Al Azd

    الأزد

    من قبائل العرب القحطانية، وأكثرها شهرة، تنتسب إلى الأَزْد بن الغَوْث بن نَبْت بن مالك بن زيد بن كَهلان بن سَبَأ بن يَشجُب بن يَعْرُب بن قحطان؛ ورد اسمها في بعض المصادر الأسْد (بتسكين السين) وهي غير قبيلة أسَد (بفتح السين) العدنانية، بطونها كثيرة زادت على ستة وعشرين بطناً كبيراً، ينتمي أكثرها إلى: مازن وعمرو، ونصر والهِنو بني الأزد. وإلى مازن بن الأزد تنتمي أشهر تلك القبائل وبطونها، منها الأَوس والخَزْرَج، وبارِق، وخُزاعة، والعَتيك، وجَفنة التي ينتسب إليها أمراء الغساسنة، وكعب، وشُقران، وزِمَّان. ومن بطون نصر بن الأزد: زَهران، وأسلَم، وقَرن، وغامد، وأحجن. ومن زَهران قبيلتا دَوْس بن عُدثان ونصر بن زهران. ومن أحجن قبيلة لهب المشهورة بالعيافة. ومن قبائل الأزد الأخرى عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد.
    مواطن الأزد قبل الإسلام ونزوحهم عنها
    كانت مواطن الأزد الأولى بلاد اليمن جنوبي بلاد العرب، وبعد خراب سد مأرب سنة 543م، أو قُبَيل خرابه، نزحت قبائل الأزد من مواطنها في اليمن وتفرقت في مواطن أخرى، فنزل بنو نصر بن الأَزْد بلاد السَّراة وعُمان، فسمي من نزل منهم بجبال السراة أزد السراة، وسمي من نزل بعُمان أزد عُمان. ونزلت طائفة من قبائل الأزد، تنحدر من مازن بن الأزد، ماءً يُعرف بغسَّان، فنسبوا إليه، منهم الأوس والخزرج الذين نزلوا يثرب، وخُزاعة التي نزلت مكة وما حولها، وآل جفنة الذين نزلوا بلاد الشام وأسسوا إمارة الغساسنة، ويقال إن طائفة من الأزد بقيت بموضع شَنوُءة فعُرفوا بأزد شَنوءة.
    ديانة الأزد في الجاهلية، ثم دخولهم في الإسلام
    كان الأزد في الجاهلية، وثنيين ولهم أكثر من صنم، فمن آلهتهم مَناة، وهي صنم على ساحل البحر ناحية المُشلَّل بقُديد بين المدينة ومكة، فكانوا يعظمونه ويذبحون له ويهدون له ولم تكن مناة للأزد وحدهم. وكان الأوس والخزرج يحلقون رؤوسهم عنده بعد النفير من الحج. و«ذو الخَلَصة»، وكان صنمه مروةً بيضاء منقوشة عليها كهيئة التاج، وموضعه بتبالة في اليمن، وكانت خَثْعَم وبَجيلة وأزد السَّراة تعظمه وتهدي له. ومنها كذلك «باجر» الذي كان الأزد يعظمونه ومن جاورهم من طيء وقُضاعة. و«عائم» وهو صنم لأزد السَّراة.
    بقي الأزد على ديانتهم الوثنية زمناً بعد ظهور الإسلام. وقدم وفد منهم إلى الرسول r في عام الوفود سنة 9هـ/ 631م برئاسة صُرَد بن عبد الله في بضعة نفر فأسلم، وأُعجب الرسول r بما رآه من سَمْتهم وزِيهم، وطلب منهم دعوة من يجاورهم من قبائل اليمن إلى الإسلام، فدَعوا أهل جُرَش إليه حتى دانوا به. وكذلك وفد إلى الرسول r وفد من أزد عُمان يرأسه أسَد بن يَبْرَح فبايعوه، وأرسل معهم من يعلمهم القرآن والأحكام، وقدم عليه وفد آخر برئاسة سَلَمة بن عِياذ الأزدي، فطلب منه الرسول r دعوة بقية رؤساء الأزد إلى الإسلام، وكتب إليهم كتباً علي يد أُبيّ بن كعب، ومنها كتاب إلى جَيْفر وعَبَّاد ابني الجُلنْدي اللذين كانا بصُحار، فأسلما ودَعَوا العرب هناك إلى الإسلام، وكتاب إلى خالد بن ضِماد الأزدي جعل له الرسول r فيه ما أسلم عليه من أرضه، وكتب مثل ذلك لجُنادة الأزدي وقومه، وكتب إلى أبي ظبيان عُمير بن الحارث الأزدي من غامِد، وكتب لبارِق من الأزد كتاباً نظّم فيه حقوقهم وأشهد عليه الشهود.
    الأزد في الإسلام
    بعد وفاة الرسول r ارتد الأزد بعُمان، وعلى رأسهم ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي، وادّعى مثل ما ادعى به غيره من المتنبئين، وغلب على عُمان وألجأ من بقي على إسلامه، وعلى رأسهم جَيْفَر وعبَّاد، إلى الجبال والبحر، فأرسل جَيْفَر إلى الخليفة أبي بكر الصديق يعلمه بذلك، فأرسل أبو بكر لهم حُذيفة بن مِحصن الغَلْفاني الحميري، وعَرْفَجة البارقي من الأزد فخرجا متساندين، وأمرهما أن يبتدئا بعُمان على أن يكاتبا جَيْفراً وعبّاداً، ويعملا برأيهما، ولحق بهما عِكْرِمة بن أبي جهل ليساندهما.
    عسكر لقيط بدَبا إثر سماعه بمسير الجيش إليه، وعسكرت جيوش المسلمين، وعليها جَيْفَر وعبَّاد بصُحار، ولحق بهما حُذيفة وعَرْفَجة وعِكْرِمة، وجرى قتال في دَبا، كاد ينتهي لصالح لقيط، لولا وصول مدد إلى المسلمين من بني ناجية، وعبد القيس، فكانت الغلبة للمسلمين وولى المرتدون الأدبار، وبقي حذيفة بعُمان حتى يوطئ الأمور ويسكِّن الناس، ثم ما لبث المرتدون أن فاؤوا إلى الإسلام.
    وتجمع قوم من الأزد مع بَجيلة وخثعم بشنوءَة من أرض اليمن بقيادة حُميضة بن اليمان، وقد ارتدوا عن الإسلام، فبعث إليهم عامل الطائف بعثاً التقى بهم في شنوءَة، فشتت جموعهم وفرَّقهم عن حُميضة، وأعادهم إلى الإسلام.
    كذلك شارك الأزد في الفتوحات منذ خلافة أبي بكر، وكان الأزد وفق ما ذكره ابن عساكر وابن حبيش ثلث الناس، واستحرّ القتل فيهم فأصيبوا بما لم يُقتل مثله من القبائل. وفي خلافة عمر بن الخطاب كان في عداد جيش سعد بن أبي وقاص حين توجه إلى العراق عدد منهم.
    وقطن قسم من أزد السَّراة في عهده الكوفة والبصرة، وكان بعضهم قد نزل البصرة منذ أن مُصِّرَت. ولحقهم آخرون في نهاية خلافة معاوية بن أبي سفيان، حتى أصبح الأزد يؤلفون في العصر الأموي أحد أخماس البصرة. كما استوطن قسم منهم خراسان بتدبير من زياد بن أبيه.
    وقد قاتلت الأزد تحت لواء عائشة أم المؤمنين في معركة الجمل سنة 36هـ/ 656م، وقُتل منهم يومئذ زهاء ألفين. كما شاركوا مشاركة فعالة في أحداث العصر الأموي السياسية والعسكرية.
    إسهامهم الحضاري
    تميزت لغة الأزد العربية بإبدال التنوين في الوقف بحرف مدّ من جنس حركة آخر الكلمة، فيقولون جاء خالدو، ومررت بخالدي، كما كان للأزد دور كبير في الثقافة العربية في الجاهلية وفي الإسلام، فمن شعراء الأزد في العصر الجاهلي الشَنْفَرى، وكان من الصعاليك، ومن شعرائهم في العصر الإسلامي، حسان بن ثابت الخَزرجي وقيس بن الخَطيم الأوسي وكُثيِّر بن عبد الرحمن الخُزاعي، والأحوص بن محمد الأَوسي وكعب الأشقري. وفي مجال الطب ظهر في الأزد عدد من الأطباء ولاسيما من أزد شَنوءة، وعلى رأس هؤلاء ضِماد بن ثعلبة الأزدي الذي عاصر الرسول r، كما برز منهم عدد من العلماء والمحدِّثين، من أشهرهم أبو هُريرة صاحب رسول الله r، وجرير بن حازم المحدِّث، وأبو رَوْق المفسر وهو عطية بن الحارث بن عبد الرحمن، وسفيان بن أبي ليلى.
    وبرز من الأزد كثير من القادة وفيهم سفيان بن عوف الأزدي، القائد والصحابي الذي كان من ولاة الصوائف والشواتي المشهورين، وصَبْرَة بن شَيْمان رأس الأزد يوم الجمل وقد قُتل يومئذ، ومسعود بن عمرو العَتكي سيد أهل البصرة وأخوه زياد، إلا أن أشهر قادتهم كان المهلب بن أبي صُفرة وابنه يزيد بن المهلب، وآل المهلب هم من أزد عُمان، وقد دخل كثير من الأزد في مذهب الخوارج، فكان منهم عبد الله بن وهب الراسبي الأزدي.

    أمينة بيطار


يعمل...
X