اسماعيل محمد شريف (مولاي)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اسماعيل محمد شريف (مولاي)












    اسماعيل محمد شريف (مولاي)

    Ishmael bin Mohammed bin Sharif (Mawlay-) - Ismaël ben Mohammad ben Charif (Mawlay-)

    إسماعيل بن محمد الشريف (مولاي ـ)
    (1056ـ 1139هـ/ 1645ـ 1726م)

    أبو النصر المظفر بالله المولى إسماعيل بن محمد الشريف بن علي الشريف بن يوسف المراكشي الحسني العلوي، ثالث المؤسسين لملك الأشراف العلويين السجلماسيين في المغرب الأقصى، وثاني سلاطينهم وأبرز ملوكهم. وينتهي نسب أسرته إلى محمد النفس الزكية من أحفاد الحسن بن علي بن أبي طالب. وقد قدمت الأسرة من ينبع في الحجاز واستقرت في سجلماسة في إقليم تافيللّيت جنوبي المغرب في القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، وكان الشريف حسن بن قاسم الحسني أول من قدم من هذه الأسرة إلى المغرب واستقر في سجلماسة سنة 664هـ، كما كان أول من تولى الملك من هذه الأسرة المولى محمد بن علي الشريف، وقد بويع سنة 1050هـ بسجلماسة ثم تولى الحكم أخوه المولى الرشيد سنة 1075هـ.
    كان إسماعيل عاملاً على المغرب ومقره مكناسة الزيتون في أثناء حكم أخيه المولى الرشيد أول سلاطين العلويين في العاصمة فاس. ولما توفي الرشيد في مراكش (1082هـ/ 1672م) بويع لإسماعيل بالمُلك في مكناسة الزيتون فاتخذ هذه المدينة قاعدة لمُلكه. لكنه اضطر إلى مناضلة الطامعين والمنافسين حتى خلص له الأمر. وقد استطاع التغلب على ابن أخيه أحمد بن محرز المبايَع له في مراكش، ثم على ثورات إخوته الثلاثة: المولى الحرّان والمولى هاشم والمولى أحمد مع ثلاثة من بني عمهم في تافيللّيت والجنوب، وعلى ثورة قائد العساكر غير النظاميين الخضر غيلان في شمال غربي البلاد، وعلى ثورة الدلاّئيين في تادلا وغربي مراكش. وكان كثير من هذه الثورات يقوم بدعم من الأتراك حكام الجزائر وتحريضهم.
    واجه إسماعيل بعد بسط سلطته على المغرب جملة من الأزمات الداخلية والخارجية، واستطاع أن يحقق قدراً جيداً من النجاح في معالجتها وهذا ما جعله أهم شخصية بين الأشراف العلويين.
    أما في الداخل فإن المهمة الأولى كانت تتمثل في فرض سلطة الدولة المركزية وإزالة سلطة الزعامات الدينية (الصوفية منها خاصة) والسياسية ونفوذها، وإضعاف القبائل النزّاعة دائماً إلى الانفصال، ولاسيما القبائل البربرية منها.
    وأما المهمة الثانية فهي معالجة تأخر الزراعة والتجارة وانحطاط الصناعة وتحقيق الازدهار الاقتصادي. وقد عمد إسماعيل لبلوغ هذه الأهداف إلى تنظيم الدولة، وإيجاد جيش مساند من العبيد المحررين سماه «جيش عبيد البخاري»، وتأليف جيش «الودايا» من مقاتلين محترفين اختارهم من قبائل بدوية عربية، ليعوِّض بالجيشين عن السند القبلي المفقود، إضافة إلى تجريده القبائل من الخيل والسلاح وهما عدّتها المعهودة في التمرد. ويمكن القول إن المولى إسماعيل مدين في توطيد سلطانه إلى أصله العلوي ذي المكانة الرفيعة في المغرب وإلى تأليف هذين الجيشين القويين.
    وقد اتجهت إجراءات إسماعيل إلى النهوض الاقتصادي فعمد بذلك إلى تشجيع القبائل على التحّول إلى الزراعة وإلى تربية الحيوان تحت مظلة الأمن المستتب بديلاً من العصيان، واعتنى بالمواصلات والري مع الإفادة من الخبرة الأجنبية فيهما. بيد أن النهوض في هذا المجال كان محدوداً بسبب القيود الظالمة المفروضة على الزراعة، وكثرة الضرائب والغرامات وأعمال السخرة وعسف الدولة وعسف جيشها في أثناء تحركه لقمع تمرّد منطقة ما أو تأديبها، ولغياب إصلاحات اقتصادية معوِّضة. وكان النجاح أشد كمالاً في ميدان التجارة بفضل إجراءات عدة، منها الأمن النسبي المتحقق وتوسيع علاقات المغرب التجارية بالأوربيين بمقتضى معاهدات تجارية تتضمن منحهم تسهيلات وامتيازات، ومكافحة القرصنة، واستعادة معظم الموانئ التي سيطر عليها القراصنة أو المحتل الأجنبي البرتغالي والإسباني والإنكليزي، ومنها موانئ المهديّة (المعمورة) وطنجة والعرائش وآصيلا (أصيلة)، في حين أخفقت محاولات استعادة ميناءي سبتة ومليلة اللذين بقيا حتى اليوم تحت الاحتلال الإسباني.
    كانت سياسة إسماعيل الخارجية تعمل في الشرق على احتواء تدخل الأتراك الحاكمين في الجزائر، الذين استمرت علاقته بهم تترجح بين الهدوء والتوتر، ولم يتحقق له في ذاك الاتجاه نجاح يذكر.
    واتجهت سياسته حيال أوربة إلى محاولة إقامة علاقات جيدة وعقد تحالفات مع إنكلترة وكذلك مع فرنسة تحت حكم لويس الرابع عشر، لاستخدامها في مناهضة الأتراك في الجزائر والإسبان والبرتغاليين الذين يهددون المغرب مباشرة، وللحصول على منافع اقتصادية وعسكرية وغيرها ومنها العمران والعلم والصناعة العسكرية. غير أن النجاح في هذه المساعي كان محدوداً أيضاً.
    أما أبرز مشكلات السلطان إسماعيل فتمثلت في تنازع أبنائه وتنافسهم في أثناء حياته وتمرد بعضهم عليه، وفي فساد الفرق العسكرية التي أنشأها. وقد حكم السلطان إسماعيل مملكة شملت المغرب كله وامتدت من بسكرة من بلاد الجريد في الجزائر شرقاً إلى الأطلسي غرباً، ومن المتوسط شمالاً إلى تخوم السودان والنيل جنوباً. وكان ميالاً إلى البناء والعمران، ويعود إليه الفضل في عمارة قلاع وقصور ومساجد ومبانٍ عامة كثيرة في المغرب وفي تجميل عاصمته. واشتهر عهده بازدهار العلم والأدب وظهور أدباء وشعراء مشهورين منهم ابنه علي وأبو علي اليوسيّ، وعبد القادر الفاسي وابن زاكور، واستمر في الحكم حتى وفاته في الثانية والثمانين بعد حكم استمر سبعة وخمسين عاماً. وخلفه في السلطنة ابنه مولاي أحمد الذهبي.
    ج.ت

يعمل...
X