مسلم بن عقيل بن أبي طالب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مسلم بن عقيل بن أبي طالب

    مسلم عقيل طالب

    Muslem ibn Akil ibn abi Talib - Muslem ibn Akil ibn abi Talib

    مسلم بن عقيل بن أبي طالب
    (… ـ 60هـ/… ـ 680م)

    مسلم بن عقيل بن أبي طالب بن هاشم، تابعي من آل بيت الرسولr.
    أرسله الحسين بن علي إلى الكوفة حين جاءته كتبهم تترى عليه، طالبة منه المجيء إليهم لمبايعته خليفة عليهم، وذلك بعد موت معاوية وعدم اجتماع الكلمة على تولية يزيد الذي خلفه.
    وقد كتبوا إليه يقولون له: «إنه ليس علينا إمام، فأقدم لعلَّ الله أن يجمعنا بك على الهدى، والنعمان بن بشير (أمير الكوفة الأموي) في قصر الإمارة، لسنا نجتمع معه في عيد أو جمعة، ولو بلغنا إقبالك إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله تعالى…».
    فكتب إليهم الحسين بعدما كثرت كتبهم التي بلغت نحواً من مئة وخمسين كتاباً: «أما بعد؛ فقد فهمت كل الذي اقتصصتم، وقد بعثت إليكم بأخي وابن عمي وثقتي من أهل بيتي؛ مسلم بن عقيل، وأمرته أن يكتب إليّ بحالكم وأمركم ورأيكم…».
    ثم دعا الحسين - وكان في مكة - مسلم بن عقيل فسيَّره إلى الكوفة، وأمره بتقوى الله، وكتمان أمره واللطف في الدعوة، فإن رأى الناس مجتمعين له، كتب إليه بذلك.
    فمضى مسلم إلى المدينة، فصلّى في مسجد رسول اللهr، وودّع أهله، واستأجر دليلين وسار قاصداً الكوفة، ولكن الدليلين ضلاّ الطريق، وماتا من العطش بعدما قالا لمسلم مشيرين: هذا الطريق إلى الماء.
    فكتب مسلم إلى الحسين: «أني أقبلت إلى المدينة، واستأجرت دليلين فضلاّ الطريق، واشتدّ عليهما العطش فماتا، وأقبلنا حتى انتهينا إلى الماء، فلم ننج إلا بحشاشة أنفسنا، وذلك الماء بمكان يدعى المضيق، وقد تطيّرت من وجهي هذا، فإن رأيت أعفيتني وبعثت غيري».
    فكتب إليه الحسين يطلب منه المضيّ في طريقه وإتمام مهمته، فسار مسلم حتى أتى الكوفة، وهناك التفّ حوله كثيرون من أهلها، وبايعوه على القتال والنصرة، فاغترّ مسلم بما رآه منهم، وأرسل إلى الحسين يستعجله القدوم إلى الكوفة.
    وراح الناس يأتونه زرافات ووحدانا مبايعين، وبلغ ذلك النعمان بن بشير، وكان حليماً يحب السلامة والعافية، فصعد المنبر وخطب في الناس، وكان مما قاله: «أما بعد؛ فلا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة، فإن فيهما تهلك الرجال، وتسفك الدماء، وتغصب الأموال،… وإني لا أقاتل من لم يقاتلني، ولا أنبّه نائمكم، ولا أتحرّش بكم، ولا آخذ بالظنّة ولا التهمة، ولكنكم إن نكثتم بيعتكم، وخالفتم إمامكم، فوالله الذي لا إله غيره، لأضربنّكم بسيفي وأثبت قائمه بيدي، وإن لم يكن لي منكم ناصر أو معين…».
    فكتب بعض حلفاء بني أميّة إلى يزيد في الشام يخبره بقدوم مسلم بن عقيل إلى الكوفة، ومبايعة الناس له، ويقول له: إن كان لك في الكوفة حاجة؛ فابعث إليها رجلاً قويّاً ينفّذ أمرك، فإن النعمان رجل ضعيف أو هو يتضعّف.
    فعزل يزيد النعمان، وولّى على الكوفة عبيد الله بن زياد إضافة إلى البصرة التي كان عبيد الله أميرها. فسار عبيد الله إلى الكوفة، وصعد المنبر خطيباً في أهلها، فهدّد وتوعّد، وأخذ الناس بالشدّة، وطلب منهم أن يكتبوا له عن الغرباء في المدينة ومن فيها من أهل الريب، والخارجين عن طاعة الخليفة، وقال لهم: من كتب إليّ بريء، ومن لم يفعل برئت منه الذمّة، وحلال لنا دمه وماله.
    وسمع مسلم بمقالة عبيد الله، فخرج من الدار التي كان فيها، وأتى دار هانيء بن عروة المرادي، وكان ذا مكانة في قومه وقوّة، وقال له: أتيتك لتجيرني وتضيفني، فآواه هانيء.
    ولكن ابن زياد ظل يتتبع أخبار مسلم، وحين علم بمكانه أرسل واستدعى هانئاً وعذّبه ليسلّم إليه مسلم، فأبى هانيء، وحين بلغ الخبر مسلم بن عقيل، نادى في أصحابه «يا منصور أمت»، وكان هذا شعارهم، وكان قد بايعه ثمانية عشر من أهل الكوفة، فاجتمع إليه خلق كثير، فسار بهم إلى القصر الذي فيه ابن زياد وأحاطوا به حتى ملؤوا ما حوله، وضاق بابن زياد أمره ولم يكن معه من الرجال في القصر سوى ثلاثين رجلاً، ولكنه احتال للأمر فأرسل إلى بعض أشراف المدينة سرّاً يطلب منهم أن يخذلوا الناس عن مسلم، وأن يمنّوا أهل الطاعة ويخوّفوا أهل المعصية، ففعلوا ذلك وبدأ الناس يتفرّقون عن مسلم حتى لم يبق معه إلا عدد قليل من الرجال لا يتجاوز الثلاثين، فلما رأى ذلك خرج من المسجد ومضى في أزقّة الكوفة وليس معه أحد حتى انتهى إلى باب امرأة من كندة آوته وأمّنته حين عرفته.
    وعرف عبيد الله تفرّق الناس عن مسلم، فخرج من القصر قاصداً المسجد، وخطب في الناس وشدّد عليهم، وظلّ مشدّداً حتى عرف مكان مسلم، فأرسل إليه رجالاً ليقبضوا عليه، ولكنه رفض الاستسلام وقاتل حتى قتل، وقتل عبيد الله هانئاً أيضاً.
    عبدو محمد

يعمل...
X