عرفنا هذه السنة أن جماعات الحياة البريّة قلت بنسبة 60% في 40 سنة فقط بسبب النشاط البشريّ، تأثرت كائنات مختلفة من الفيل الضخم حتى النحل الصغير بمعدلات مقلقة.
ولكن ما تأثير تضاؤل الجماعات على الحيوانات نفسها؟
نُشرت دراسة جديدة في مجلة Current Biology وجدت أن غوريلا غراور خسرت الكثير من التنوع الجينيّ في السنوات الماضية، وأن القرود في حالة خطيرة من الطفرات الجينيّة، إذ أن تناقص أعداد الغوريلا يعني المزيد من زواج الأقارب داخل العشيرة ما يؤدي لمشاكل جينيّة في الأجيال القادمة.
تُعرف تلك الغوريلا أيضًا باسم غوريلا المناطق المنخفضة، وهي نوع فرعيّ من الغوريلا الشرقيّة التي توجد في الغابات الجبليّة في شرق جمهوريّة الكونغو الديمقراطيّة، صنَّفها الاتحاد الدوليّ للحفاظ على الطبيعة International Union for Conservation of Nature بأنها في خطر بسبب ضغوط البشر عن طريق تدمير مناطق سكنهم ما أدى إلى تناقص أعدادها بنسبة 80% في العقود الأخيرة.
ولمعرفة كيف أثر ذلك على الصحة الجينيّة للغوريلا، نظر فريق من الباحثين من جامعة أبسالا Uppsala University ومتحف التاريخ الطبيعيّ بالسويد في جينوم الغوريلا التي عاشت منذ 100 عام بالمقارنة مع تلك التي تعيش حاليًا.
وجد الباحثون أن الغوريلا فقدت الكثير من التنوع الجينيّ خلال عقود. وأن معدَّل الطفرات الضارة قد زاد، منها طفرات تسبب ضعف خصوبة الذكور وضعف مقاومة الأمراض.
وجد الفريق أيضًا علامات على طفرات مرتبطة بفقدان الوظائف الحيويّة في الجينات المسؤولة عن نمو أطراف الأصابع في اليدين والقدمين، ما يفسر مظهر الغوريلا هذه الأيام بسبب التحام أصابعها معًا.
وفي تصريح لـ«لاف دالين» من المتحف السويديّ للتاريخ الطبيعيّ: «هذه الزيادة المستمرة في الطفرات الضارة تؤكد على أننا بحاجة لمحاربة التناقص المستمر في الغوريلا».
نظر الفريق أيضًا في جينوم غوريلا الجبال، المرتبطة بغوريلا غراور. لكنهم وجدوا أن تلك الغوريلا لم تعان من نفس الطفرات الضارة وفقدان التنوع الجينيّ. يقول الباحث أن هذا ربما يكون بسبب أن غوريلا الجبال كانت نادرة لآلاف السنين وبالتالي فقدوا الجينات الضارة بسبب الانتخاب الطبيعيّ، بينما زادت أعداد غوريلا غراور بين 5 آلاف و10 آلاف سنة مضت.
الحل في الحفاظ على هذه الغوريلا يكمن في تركها تتكاثر، فهذا سيضمن التنوع الجينيّ المطلوب مرة أخرى.
وهناك شيء يمكنك فعله للمساعدة.. التعدين غير الشرعيّ للمعادن المستخدمة في الهواتف الخلويّة يحدث في مناطق حياة الغوريلا، لذلك احرص على إعادة تدوير هاتفك الخلويّ لتقليل الطلب على المعادن.