غور
Al-Ghur - Al-Ghor
الغور
الغور تسمية عربية لمنخفض انهدامي في جنوب غربي بلاد الشام، يشكل جزءاً مشتركاً ما بين فلسطين والأردن وسورية. يعد جزءاً من مجموعة المنخفضات التي رافقت الانهدام السوري الإفريقي، ويمتد حالياً ما بين خليج العقبة على البحر الأحمر جنوباً وأقدام جبل الشيخ الجنوبية شمالاً. تكوّن جيولوجياً خلال النيوجين، وعلى دفعات. تغور فيه أعمق مناطق اليابسة في العالم عند قاع البحر الميت حتى 800م تقريباً، وبالتالي فهو أعمق منخفضات قارات العالم قاطبة، ويقسم طبيعياً إلى أربعة أحواض هي من الشمال إلى الجنوب كما يأتي:
- حوض الحولة وطبريا: تحده من الشرق هضبة الجولان البازلتية، ومن الشمال السفوح الدنيا الجنوبية لجبل حرمون ومن الغرب جبال الجليل، بطول نحو70كم، وارتفاع يقارب مستوى سطح البحر عند الحولة، و-210م عند سطح مياه بحيرة طبريا، ويتصف بوفرة ينابيعه ومياهه الجوفية والجارية.
- حوض نهر الأردن (الشريعة أو المتدهور): الرئيس ما بين طبريا والبحر الميت على امتداد يزيد على 100كم، تنتهي إليه روافد عدة مهمة، كنهري اليرموك والزرقاء من الشرق، كما يصب فيه من الغرب نهر الحارود عند بيسان، وكل من وادي الفارعة والعوجة شمالي أريحا.
- حوض البحر الميت (بحيرة لوط): ما بين مصب نهر الأردن وسبخة قاع الصافي مستنقعات سدوم الملحية. يراوح طوله تبعاً لمنسوب مائه ما بين 74 و93كم. أقصى عرض له يقارب الـ20كم، وأكبر أعماقه في الشمال الشرقي ويقدر بنحو 450م تحت سطح مائه. تقل هذه الأعماق جنوباً حتى المتر الواحد، وقد أخذ مستوى سطح مائه ينخفض في الربع الأخير من القرن العشرين من - 392م إلى ما دون -402م، بسبب تحويل معظم مياه النهر وروافده للري والشرب والاستعمالات المنزلية. إضافة إلى ضخ مياهه عبر قناة طبريا - النقب، وكذلك تحويل قسم من مياه روافده الشرقية إلى قناة الغور الشرقية التي تروي نحو 70% من أراضي الأردن المسقية كلها. تطل عليه المرتفعات الشرقية (+1736م) بانحدارات شديدة.
وادي عربة: يمتد ما بين قـاع الصافي شمالاً وخليـج العقبة جنوباً بطول يقارب الـ150كم. يرتفع في وسطه نحو +250م. لذا فإن جوانبه الكلسية والرملية والغرانيتية في الشرق أقل انحداراً وارتفاعاً نسبياً من الأقسام السابقة.
يربو طول الغور على 410كم، ومساحته في فلسطين فقط 4000كم2، أما عرضه فيراوح ما بين 6كم في أقصى الشمال ونحو 35كم شمالي البحر الميت. ومن سهوله في فلسطين سهول بيسان وأريحا والناصرية والدجانية (الدكانية).
تعرض البحر الميت في الدور الرابع المتأخر والحديث لتغير في مستوى سطح مائه، مما أدى إلى غمر المياه لبلدة سدوم التاريخية التي تشغل حالياً قاع البحر في جنوبه، بينما يتناقص مستواه حالياً بشكل باستمرار.
يراوح مناخه ما بين الصحراوي في جنوبي أريحا (أمطاره أقل من 200مم) وحتى العقبة (50مم) وشبه الصحراوي في الوسط، حتى طبريا (أمطارها ما بين 200 و400مم)، ومن ثم شبه الرطب شمالي طبريا حيث تصل كمية الهطل إلى 800مم، وأخيراً رطب في أقصى الشمال حيث يزيد الهطل في بلدة المطلة على 900مم. متوسطاته الحرارية تعادل متوسطات حرارة المناطق الساحلية وتزيد عليها بدرجتين على الأقل، بسبب انخفاض قسم من أراضيه دون مستوى سطح البحر. تعتدل حرارة الغور شتاء وتصل إلى 20 ْمئوية، كما تصل الحرارة صيفاً على سواحل البحر الميت إلى +49 ْم. تبلغ القحل أشده جنوبي المنطقة الواقعة عند منتصف المسافة ما بين البحر الميت وخليج العقبة. وإلى الغور ترجع بلدة الحمة (البلدة السورية الفلسطينية الأردنية) ذات المياه المعدنية التي تصل حرارة ينابيعها إلى 46 ْم، وتجاورها ينابيع طبريا التي تصل حرارتها إلى 60 ْم.
تعد أراضيه رسوبية عميقة، وخاصة في السهل الفيضي لنهر الأردن، وهي في الشمال عالية الخصوبة، حيث تسود في طبريا والحولة وبيسان والناصرية التربة السوداء اللينة، تراوح مكوناتها ما بين الطينية الخفيفة جنوبي طبريا والكلسية في الوسط والجنوب. تتوفر في شماله المياه الجوفية والسطحية بغزارة.
كان الغور بجوار البحر الميت، موئلاً للحضارات التي ترجع إلى العصور الحجرية المبكرة، كما في منطقة اللسان، حيث عثر على فؤوس حجرية آشولية، وفي موضع عينان في الحولة وأريحا عثر على آثار الحضارة النطوفية التي ترجع إلى الألفين السابع والسادس ق. م، ولحضارة أريحا فيما بين الألف السابع والرابع موضع متميز في تخطيط المدن وبناء الأبراج ذات الأدراج وحفر الخنادق وبناء المساكن بالطوب. وفي غور دامية اكتشفت مقابر الدولمنز الحجرية، كما اكتشف في تل «أبو حامد» وتليلات الغسول توابيت فخارية على هيئة مساكن ذات أسقف سنامية ترجع إلى 3500ق.م. ولحضارة الكنعانيين في أريحا وبيسان ترجع الجرار التي تعلوها التماثيل والرسوم الجدارية لمواكبهم التي تحمل الكحل لفرعون مصر، وكذا الأمر لما خلفه الهكسوس فيما بين عام 1710ق.م وعام 1570ق.م في أريحا من صناديق خشبية مزخرفة بالعاج. وفي أدوم جنوبي البحر الميت، وما بين الحسا وخليج العقبة، أقام الآدوميون دولتهم المتميزة بنظمها الإدارية والمعيشية الزراعية والرعوية الخاصة بهم. ومثلهم الموآبيون فيما بين الحسا والموجب.
وللبحر الميت قدسيته الدينية وخاصة في المدن المكتشفة في شماله الشرقي (تليلات الغسول) إضافة إلى أريحا، حيث عمّد القديس يوحنا المعمدان السيد المسيح بجوارها. وكذلك مدينة الناصرة، حيث ترعرع السيد المسيح. وفي أيام دوقليانوس فيما بين 284 و305م عدّت بيسان «سكيثوبوليس»، مركزاً لوحدة فلسطين الثانية. وقرب جسر الملك حسين يقع مخيم الكرامة رمز صمود المقاومة الفلسطينية المهجّرة، وبذا ارتبط تاريخ الغور كلياً بتاريخ بلاد الشام، ومازال كذلك.
تساعد ظروفه الطبيعية عامة على تنوع محاصيله الزراعية كثيراً، فتنتشر فيه زراعة الباكوريات من الخضر بسبب وسطه الحراري المرتفع، كما تنتشر فيه زراعة المحاصيل المدارية كالموز والمتوسطية كالحمضيات.
أقيم على مجرى الأردن مشروع روتنبرغ لتوليد الطاقة، كما تستخرج من مياه البحر الميت الفائقة الملوحة (33%) أملاح البوتاس والبروم والمغنيزيوم منذ عام 1930.
تعد مدنه كطبريا وبيسان وأريحا وأواهله كافة كالحمة مناطق سياحية متميزة لتمضية فصل الشتاء، لأهميتها التاريخية وقدسيتها الدينية. كما تمتاز كل من العقبة وإيلات بوفرة خدماتهما السياحية للرياضات البحرية، وبأهميتهما التجاريه بوصفهما ثغرين وواجهتين بحرييتين تصلان جنوبي الغور بموانئ دول البحر الأحمر والمحيط الهندي.
عماد الدين الموصلي
Al-Ghur - Al-Ghor
الغور
- حوض الحولة وطبريا: تحده من الشرق هضبة الجولان البازلتية، ومن الشمال السفوح الدنيا الجنوبية لجبل حرمون ومن الغرب جبال الجليل، بطول نحو70كم، وارتفاع يقارب مستوى سطح البحر عند الحولة، و-210م عند سطح مياه بحيرة طبريا، ويتصف بوفرة ينابيعه ومياهه الجوفية والجارية.
- حوض نهر الأردن (الشريعة أو المتدهور): الرئيس ما بين طبريا والبحر الميت على امتداد يزيد على 100كم، تنتهي إليه روافد عدة مهمة، كنهري اليرموك والزرقاء من الشرق، كما يصب فيه من الغرب نهر الحارود عند بيسان، وكل من وادي الفارعة والعوجة شمالي أريحا.
- حوض البحر الميت (بحيرة لوط): ما بين مصب نهر الأردن وسبخة قاع الصافي مستنقعات سدوم الملحية. يراوح طوله تبعاً لمنسوب مائه ما بين 74 و93كم. أقصى عرض له يقارب الـ20كم، وأكبر أعماقه في الشمال الشرقي ويقدر بنحو 450م تحت سطح مائه. تقل هذه الأعماق جنوباً حتى المتر الواحد، وقد أخذ مستوى سطح مائه ينخفض في الربع الأخير من القرن العشرين من - 392م إلى ما دون -402م، بسبب تحويل معظم مياه النهر وروافده للري والشرب والاستعمالات المنزلية. إضافة إلى ضخ مياهه عبر قناة طبريا - النقب، وكذلك تحويل قسم من مياه روافده الشرقية إلى قناة الغور الشرقية التي تروي نحو 70% من أراضي الأردن المسقية كلها. تطل عليه المرتفعات الشرقية (+1736م) بانحدارات شديدة.
وادي عربة: يمتد ما بين قـاع الصافي شمالاً وخليـج العقبة جنوباً بطول يقارب الـ150كم. يرتفع في وسطه نحو +250م. لذا فإن جوانبه الكلسية والرملية والغرانيتية في الشرق أقل انحداراً وارتفاعاً نسبياً من الأقسام السابقة.
يربو طول الغور على 410كم، ومساحته في فلسطين فقط 4000كم2، أما عرضه فيراوح ما بين 6كم في أقصى الشمال ونحو 35كم شمالي البحر الميت. ومن سهوله في فلسطين سهول بيسان وأريحا والناصرية والدجانية (الدكانية).
تعرض البحر الميت في الدور الرابع المتأخر والحديث لتغير في مستوى سطح مائه، مما أدى إلى غمر المياه لبلدة سدوم التاريخية التي تشغل حالياً قاع البحر في جنوبه، بينما يتناقص مستواه حالياً بشكل باستمرار.
يراوح مناخه ما بين الصحراوي في جنوبي أريحا (أمطاره أقل من 200مم) وحتى العقبة (50مم) وشبه الصحراوي في الوسط، حتى طبريا (أمطارها ما بين 200 و400مم)، ومن ثم شبه الرطب شمالي طبريا حيث تصل كمية الهطل إلى 800مم، وأخيراً رطب في أقصى الشمال حيث يزيد الهطل في بلدة المطلة على 900مم. متوسطاته الحرارية تعادل متوسطات حرارة المناطق الساحلية وتزيد عليها بدرجتين على الأقل، بسبب انخفاض قسم من أراضيه دون مستوى سطح البحر. تعتدل حرارة الغور شتاء وتصل إلى 20 ْمئوية، كما تصل الحرارة صيفاً على سواحل البحر الميت إلى +49 ْم. تبلغ القحل أشده جنوبي المنطقة الواقعة عند منتصف المسافة ما بين البحر الميت وخليج العقبة. وإلى الغور ترجع بلدة الحمة (البلدة السورية الفلسطينية الأردنية) ذات المياه المعدنية التي تصل حرارة ينابيعها إلى 46 ْم، وتجاورها ينابيع طبريا التي تصل حرارتها إلى 60 ْم.
تعد أراضيه رسوبية عميقة، وخاصة في السهل الفيضي لنهر الأردن، وهي في الشمال عالية الخصوبة، حيث تسود في طبريا والحولة وبيسان والناصرية التربة السوداء اللينة، تراوح مكوناتها ما بين الطينية الخفيفة جنوبي طبريا والكلسية في الوسط والجنوب. تتوفر في شماله المياه الجوفية والسطحية بغزارة.
منظر من وادي عربة في الغور |
وللبحر الميت قدسيته الدينية وخاصة في المدن المكتشفة في شماله الشرقي (تليلات الغسول) إضافة إلى أريحا، حيث عمّد القديس يوحنا المعمدان السيد المسيح بجوارها. وكذلك مدينة الناصرة، حيث ترعرع السيد المسيح. وفي أيام دوقليانوس فيما بين 284 و305م عدّت بيسان «سكيثوبوليس»، مركزاً لوحدة فلسطين الثانية. وقرب جسر الملك حسين يقع مخيم الكرامة رمز صمود المقاومة الفلسطينية المهجّرة، وبذا ارتبط تاريخ الغور كلياً بتاريخ بلاد الشام، ومازال كذلك.
تساعد ظروفه الطبيعية عامة على تنوع محاصيله الزراعية كثيراً، فتنتشر فيه زراعة الباكوريات من الخضر بسبب وسطه الحراري المرتفع، كما تنتشر فيه زراعة المحاصيل المدارية كالموز والمتوسطية كالحمضيات.
أقيم على مجرى الأردن مشروع روتنبرغ لتوليد الطاقة، كما تستخرج من مياه البحر الميت الفائقة الملوحة (33%) أملاح البوتاس والبروم والمغنيزيوم منذ عام 1930.
تعد مدنه كطبريا وبيسان وأريحا وأواهله كافة كالحمة مناطق سياحية متميزة لتمضية فصل الشتاء، لأهميتها التاريخية وقدسيتها الدينية. كما تمتاز كل من العقبة وإيلات بوفرة خدماتهما السياحية للرياضات البحرية، وبأهميتهما التجاريه بوصفهما ثغرين وواجهتين بحرييتين تصلان جنوبي الغور بموانئ دول البحر الأحمر والمحيط الهندي.
عماد الدين الموصلي