مناظر متباينة .. تجارب جوزيف باري بطبع التباين الضوئي الكبير أو صلته الى هذا الاسلوب المثير ...
يميل الانتاج القائم على تباين ضوئي كبير ليكون شيئاً لا يحصل الا على ادنى قدر من الاهتمام بين المصورين الفوتوغرافيين ، ربما لأن القليل من العاملين في هكذا مجال ينتجون أعمالا فيها اي شيء اكثر من قيمة ابتكارية متلاشية .
والاستثناء المؤكد هنا هو جوزيف باري - طبيب للصحة العامة طور تصويره الفوتوغرافي - من ناحيتي المناظر والتقنيات ـ الى فن جميل .
صورة تعرض رقة في الخطوط ودقة في التفاصيل وايحاء بتدرجات لونية وسطية ، رغم أن هذه انخفضت في الحقيقة الى مجرد اثنين : أسود وأبيض والنتيجة النهائية كما نستطيع مشاهدتها هي مزيج ممتع : تم الحصول عليه فوتوغرافيا ، ومع ذلك تدخله بعض اللمسات التي تصنع بالقلم والرسوم التي تصنع بالحبر ...
قال باری :
- ما زلت مهتماً بالتصوير الفوتوغرافي منذ حداثتي ، رغم ان هذا الاهتمام أصابه الوهن الى حين بدأت بجمع و الانتيكات » منذ عشر سنوات على وجه التقريب ، حيث ما لبثت جهودي لتصوير ما اجمعه من اوان زجاجية ان اعادت بعث الحماس في تعلقي بالتصوير الفوتوغرافي عموماً . ومنذ بعض الوقت وأنا أخوض التجارب على مناهج عمل مختلفة لتحويل طبعات المونوكروم ذات التدرج اللوني المتواصل الى الوان سوداء وبيضاء صرفة ، مع الالغاء الكلي لجميع التدرجات اللونية الوسطية .
جربت كل العمليات النقشية المقبولة - خط التدرج اللوني ، والنقش ضئيل البروز ( bas - relief ) وشاشة تنقيط ، وتبرغل - فتحقق لي النجاح أكثر ما تحقق بزيادة التبرغل مستعملا مظهر ( MQ ) مخفف جداً مع فيلم الليث الذي ينتج في نهاية المطاف -وبعد مراحل متعددة ـ ايجابية أسود وابيض بمجال التدرج اللوني ذاته تماماً كالأصلية .
على انني وجدت هذه العملية متعبة جدا والنتائج غير موثوقة ؛ لذلك استقريت أخيراً على المنهج الذي أجربه الآن ، وهو قائم على التشميس ( solarisation ) باستعمال فيلم خطي .
ويتابع باري :
في معظم المجلات والمعـارض ، نحن نشاهد بعض الطبقات السوداء البيضاء الرائعة للغاية ، ولكنها جميعها تقريباً مجرد أمثلة افرادية بتأثير نقشي مثير ، معظمها قائم على تباين ضوئي كبير ، أو تشميس خطي او تبرغل : ولكنني لم اقابل حتى الآن أي شخص يركز مثلي على البحث عن منهج عمل يغير التدرج اللوني المتواصل الى أسود وأبيض ، دون التسبب بتغيير مادي يطرا على مجال التدرج اللوني للأصلية . محتمل انني لم اكن باحثاً في الأماكن الصحيحة ، أو قد أكون الوحيد الذي يظن ان الفكرة جيدة ربما .
فأنا اشعر ان الطبعة السوداء البيضاء تتميز بتاثير فني يسمح بصنع اطارات لها ، كما يسمح لها أن تنافس الرسوم الزينية أو المائية أو الفحمية او القلمية والحبرية لاحتلال الفسحة المتوفرة على الجدار ، أشعر ايضا ان نوع الطبعات التي أنتجها قد يكون لها مكان في المجال الإعلاني كمنشورات الفنادق والقماش - لوضع الأواني فوقه على الطاولات - ولوائح الطعام في المطاعم ، عوضاً عن صور التباين الضوئي الكبير التي غالباً ما تستعمل .
ويعترف الدكتور باري بان الشغف على مر السنين القليلة اسلوب نموذجي يحقق له نتائـج تجاربه تحولت الى نوع من الماضية ، ولكنه توصل الى ناجحة ممكنة التكرار .
وهو يقول :
- جربت قراءة كل الكتابات المتوفرة حول التصوير الفوتوغرافي النقشي - في هذه أساليب « التشميس » ليست موثوقة ، وان النتائج يصعب الكتابات ، يدعي معظم الكتاب أن التكهن بها . ولكنني وجدت انك اذا عملت بذات الدقة والعناية كما قد تفعل مع الطبع الملون . تستطيع حينذاك أن تحصل على طبعة نقشية مقبولة من أية سلبية تقريباً ، وأشير هنا الى ان التباين الضوئي البالغ للغاية على فيلم الليث سيعطي نتيجة سوداء بيضاء صرفة ، ولكن تفاصيل المشـرقـات أو الظلال ستضيـع بمعظمها .
وأول ما هو ضروري في العملية التي أمارسها هو انتاج شفافيتين إيجابيتين - واحدة تعطي أسود صرفاً مع تفاصيل في الظلال القوية ، ولكن لا شيء في المناطق المشرقة ، وتعطي الأخرى تفاصيل في مناطق التدرج اللوني الوسطي والمشرفات ولكن لا شيء في الظلال القوية . هذا ، ويتم انتاج الشفافية الأولى على مادة
الليث معطية هكذا ايجابية تباين ضوئي كبير للتدرجات اللونية الأعمق : بينما يتم انتاج الثانية بتشميس على فيلم ليث يعطي تفاصيل للمشرقات فقط . بعد ذلك تجمع الايجابيتان معاً وتطبع تلامسيا لإنتاج السلبية التي ستولد الطبعة النهائية .
والعملية بالتفصيل ، كما تحسنت على يدي الدكتور باري هي كالتالي :
يقيم فيلم كوداك ( Tri- X ) على ١٦٠٠ آزا ويتظهر في برومیکرول ، معطياً هكذا سلبية بمجال تدرج لوني جيد وتبرغل ناعم الى حد ما ، تطبع هذه السلبية على فيلم شريحة کودا غراف ( ON4 ) وتتظهر في ( D163 ) بتخفيف ١ + ٣ لاعطاء ايجابية رئيسية ذات تدرج لوني متواصل .
هذا ، وللحصول على إيجابية الظلال العميقة ، يتم صنع الايجابية الرئيسية أولا ، بالطبع التلامسي لسلبية على ( ON4 ) . تتظهر في مظهر ليث .
ثم تطبع تلامسياً من هذه السلبية لانتاج ايجابية .
وبالنسبة لمرحلة التشميس توضع الايجابية الرئيسية على شريحة ( ON4 ) غير معرضة ضوئياً تحت المكبر وتعطى تعريضاً ضوئياً بعد ذلك ينقل الفيلم المعرض ضوئيا الى طبق تحت المكبر ويسكب المظهر فوقه هنا يبدأ تشغيل عداد : وبعد ثوان عشر ، يتم تشغيل المكبر لاعطاء شريحة الفيلم تعريضاً ضوئياً ثانياً وبعد التعريض الضوئي ، يسمح للفيلم أن يتظهر لمدة ٢٥ ثانية اضافية .
على الوقت وقوة الضوء في هذا التعريض الضوئي الثاني أن يتحددا بطريقة التجربة والخطا ؛ فإذا تم تحديدهما ينبغي بقاؤهما ثابتين . أما التعريض الضوئي الأول فينبغي ان يكون المتغير الوحيد ، ففي حين ان كل التغييرات الأخرى ثابتة ، يصبح هذا التعريض الضوئي الأول هو الذي يحدد نقطة التدرج اللوني التي يـحـدث التشميس وانـعـكـاس التدرج اللوني عندها .
والآن ، تتسجل الايجابيتان معاً بدقة ، وتطبعان على شريحة ( 4 ON ) ١٠ × ٨ بوصة . وتحتاج السلبية التي تم انتاجها هكذا الى تكثيف ( spatting ) ، ثم تطبع بعد ذلك تلامسياً لتامين إيجابية ۱۰ × ٨ بوصة .
وينبغي تكثيف هذه الايجابية بدورها ثم تطبع تلامسية لانتاج السلبية النهائية التي يمكن صنع طبعات ۱۰ × ۸ بوصة منتهية منها .
نشير هنا الى ان مظهر الليث يستعمل لهذه المراحل الأخيرة .
أما نوعية الطبعة النهائية كما يؤكد الدكتور باري فتتوقف كثيراً على التقاط الأدق للمنهاج الذي لا
يمكن فهمه من خلال التجربة والخطا ، اضافة الى الاحتفاظ بسجلات شديدة التدقيق بالتفاصيل لاعتمادها كمرجع و وسيلة مقارنة .
ليس هذا بالاسلوب الأسرع بين أساليب العمل في الغرفة المظلمة ، كما اننا نحتاج الى ابتکار مناهج عمل منتظمة لتحقيق النجاح . الا ان الصور المنتهية تجعل الجهود جديرة بالبذل على وجه التأكيد طالما أن الأسلوب يعطي نتائج هي اكثر متعة واثارة من نتائج الألاعيب الأخرى في الغرفة المظلمة ، كالنقش قليل البذور ( bas- relief ) والتشميس المباشر⏹
يميل الانتاج القائم على تباين ضوئي كبير ليكون شيئاً لا يحصل الا على ادنى قدر من الاهتمام بين المصورين الفوتوغرافيين ، ربما لأن القليل من العاملين في هكذا مجال ينتجون أعمالا فيها اي شيء اكثر من قيمة ابتكارية متلاشية .
والاستثناء المؤكد هنا هو جوزيف باري - طبيب للصحة العامة طور تصويره الفوتوغرافي - من ناحيتي المناظر والتقنيات ـ الى فن جميل .
صورة تعرض رقة في الخطوط ودقة في التفاصيل وايحاء بتدرجات لونية وسطية ، رغم أن هذه انخفضت في الحقيقة الى مجرد اثنين : أسود وأبيض والنتيجة النهائية كما نستطيع مشاهدتها هي مزيج ممتع : تم الحصول عليه فوتوغرافيا ، ومع ذلك تدخله بعض اللمسات التي تصنع بالقلم والرسوم التي تصنع بالحبر ...
قال باری :
- ما زلت مهتماً بالتصوير الفوتوغرافي منذ حداثتي ، رغم ان هذا الاهتمام أصابه الوهن الى حين بدأت بجمع و الانتيكات » منذ عشر سنوات على وجه التقريب ، حيث ما لبثت جهودي لتصوير ما اجمعه من اوان زجاجية ان اعادت بعث الحماس في تعلقي بالتصوير الفوتوغرافي عموماً . ومنذ بعض الوقت وأنا أخوض التجارب على مناهج عمل مختلفة لتحويل طبعات المونوكروم ذات التدرج اللوني المتواصل الى الوان سوداء وبيضاء صرفة ، مع الالغاء الكلي لجميع التدرجات اللونية الوسطية .
جربت كل العمليات النقشية المقبولة - خط التدرج اللوني ، والنقش ضئيل البروز ( bas - relief ) وشاشة تنقيط ، وتبرغل - فتحقق لي النجاح أكثر ما تحقق بزيادة التبرغل مستعملا مظهر ( MQ ) مخفف جداً مع فيلم الليث الذي ينتج في نهاية المطاف -وبعد مراحل متعددة ـ ايجابية أسود وابيض بمجال التدرج اللوني ذاته تماماً كالأصلية .
على انني وجدت هذه العملية متعبة جدا والنتائج غير موثوقة ؛ لذلك استقريت أخيراً على المنهج الذي أجربه الآن ، وهو قائم على التشميس ( solarisation ) باستعمال فيلم خطي .
ويتابع باري :
في معظم المجلات والمعـارض ، نحن نشاهد بعض الطبقات السوداء البيضاء الرائعة للغاية ، ولكنها جميعها تقريباً مجرد أمثلة افرادية بتأثير نقشي مثير ، معظمها قائم على تباين ضوئي كبير ، أو تشميس خطي او تبرغل : ولكنني لم اقابل حتى الآن أي شخص يركز مثلي على البحث عن منهج عمل يغير التدرج اللوني المتواصل الى أسود وأبيض ، دون التسبب بتغيير مادي يطرا على مجال التدرج اللوني للأصلية . محتمل انني لم اكن باحثاً في الأماكن الصحيحة ، أو قد أكون الوحيد الذي يظن ان الفكرة جيدة ربما .
فأنا اشعر ان الطبعة السوداء البيضاء تتميز بتاثير فني يسمح بصنع اطارات لها ، كما يسمح لها أن تنافس الرسوم الزينية أو المائية أو الفحمية او القلمية والحبرية لاحتلال الفسحة المتوفرة على الجدار ، أشعر ايضا ان نوع الطبعات التي أنتجها قد يكون لها مكان في المجال الإعلاني كمنشورات الفنادق والقماش - لوضع الأواني فوقه على الطاولات - ولوائح الطعام في المطاعم ، عوضاً عن صور التباين الضوئي الكبير التي غالباً ما تستعمل .
ويعترف الدكتور باري بان الشغف على مر السنين القليلة اسلوب نموذجي يحقق له نتائـج تجاربه تحولت الى نوع من الماضية ، ولكنه توصل الى ناجحة ممكنة التكرار .
وهو يقول :
- جربت قراءة كل الكتابات المتوفرة حول التصوير الفوتوغرافي النقشي - في هذه أساليب « التشميس » ليست موثوقة ، وان النتائج يصعب الكتابات ، يدعي معظم الكتاب أن التكهن بها . ولكنني وجدت انك اذا عملت بذات الدقة والعناية كما قد تفعل مع الطبع الملون . تستطيع حينذاك أن تحصل على طبعة نقشية مقبولة من أية سلبية تقريباً ، وأشير هنا الى ان التباين الضوئي البالغ للغاية على فيلم الليث سيعطي نتيجة سوداء بيضاء صرفة ، ولكن تفاصيل المشـرقـات أو الظلال ستضيـع بمعظمها .
وأول ما هو ضروري في العملية التي أمارسها هو انتاج شفافيتين إيجابيتين - واحدة تعطي أسود صرفاً مع تفاصيل في الظلال القوية ، ولكن لا شيء في المناطق المشرقة ، وتعطي الأخرى تفاصيل في مناطق التدرج اللوني الوسطي والمشرفات ولكن لا شيء في الظلال القوية . هذا ، ويتم انتاج الشفافية الأولى على مادة
الليث معطية هكذا ايجابية تباين ضوئي كبير للتدرجات اللونية الأعمق : بينما يتم انتاج الثانية بتشميس على فيلم ليث يعطي تفاصيل للمشرقات فقط . بعد ذلك تجمع الايجابيتان معاً وتطبع تلامسيا لإنتاج السلبية التي ستولد الطبعة النهائية .
والعملية بالتفصيل ، كما تحسنت على يدي الدكتور باري هي كالتالي :
يقيم فيلم كوداك ( Tri- X ) على ١٦٠٠ آزا ويتظهر في برومیکرول ، معطياً هكذا سلبية بمجال تدرج لوني جيد وتبرغل ناعم الى حد ما ، تطبع هذه السلبية على فيلم شريحة کودا غراف ( ON4 ) وتتظهر في ( D163 ) بتخفيف ١ + ٣ لاعطاء ايجابية رئيسية ذات تدرج لوني متواصل .
هذا ، وللحصول على إيجابية الظلال العميقة ، يتم صنع الايجابية الرئيسية أولا ، بالطبع التلامسي لسلبية على ( ON4 ) . تتظهر في مظهر ليث .
ثم تطبع تلامسياً من هذه السلبية لانتاج ايجابية .
وبالنسبة لمرحلة التشميس توضع الايجابية الرئيسية على شريحة ( ON4 ) غير معرضة ضوئياً تحت المكبر وتعطى تعريضاً ضوئياً بعد ذلك ينقل الفيلم المعرض ضوئيا الى طبق تحت المكبر ويسكب المظهر فوقه هنا يبدأ تشغيل عداد : وبعد ثوان عشر ، يتم تشغيل المكبر لاعطاء شريحة الفيلم تعريضاً ضوئياً ثانياً وبعد التعريض الضوئي ، يسمح للفيلم أن يتظهر لمدة ٢٥ ثانية اضافية .
على الوقت وقوة الضوء في هذا التعريض الضوئي الثاني أن يتحددا بطريقة التجربة والخطا ؛ فإذا تم تحديدهما ينبغي بقاؤهما ثابتين . أما التعريض الضوئي الأول فينبغي ان يكون المتغير الوحيد ، ففي حين ان كل التغييرات الأخرى ثابتة ، يصبح هذا التعريض الضوئي الأول هو الذي يحدد نقطة التدرج اللوني التي يـحـدث التشميس وانـعـكـاس التدرج اللوني عندها .
والآن ، تتسجل الايجابيتان معاً بدقة ، وتطبعان على شريحة ( 4 ON ) ١٠ × ٨ بوصة . وتحتاج السلبية التي تم انتاجها هكذا الى تكثيف ( spatting ) ، ثم تطبع بعد ذلك تلامسياً لتامين إيجابية ۱۰ × ٨ بوصة .
وينبغي تكثيف هذه الايجابية بدورها ثم تطبع تلامسية لانتاج السلبية النهائية التي يمكن صنع طبعات ۱۰ × ۸ بوصة منتهية منها .
نشير هنا الى ان مظهر الليث يستعمل لهذه المراحل الأخيرة .
أما نوعية الطبعة النهائية كما يؤكد الدكتور باري فتتوقف كثيراً على التقاط الأدق للمنهاج الذي لا
يمكن فهمه من خلال التجربة والخطا ، اضافة الى الاحتفاظ بسجلات شديدة التدقيق بالتفاصيل لاعتمادها كمرجع و وسيلة مقارنة .
ليس هذا بالاسلوب الأسرع بين أساليب العمل في الغرفة المظلمة ، كما اننا نحتاج الى ابتکار مناهج عمل منتظمة لتحقيق النجاح . الا ان الصور المنتهية تجعل الجهود جديرة بالبذل على وجه التأكيد طالما أن الأسلوب يعطي نتائج هي اكثر متعة واثارة من نتائج الألاعيب الأخرى في الغرفة المظلمة ، كالنقش قليل البذور ( bas- relief ) والتشميس المباشر⏹
تعليق