التعامل مع الوجهيات تحت أشعة الشمس
قد يتبادر الى أذهان البعض أن تصوير الوجهيات بطريقة سليمة وناجحة يتم دائماً في الداخل ، ولكن الحقيقة لا تندرج باستمرار ضمن هذا الاطار ، بل يمكننا القول أننا سنحقق أفضل الوجهيات في الخارج وتحت ضوء الشمس حتى ، هذا الضوء الذي علينا الاستفادة منه .
الدخول الى عالم الوجهيات التي تلتقط تحت النـور الطبيعي هـو اشـبـه بمغامرة الدخول الى بعد آخـر .
هناك نجد عوالم جديدة وشاملة خلف كل زاوية . كما ان هناك فرصاً من الاكتشافات قابعة بالانتظار لا حدود لها لالتقاط صور متعددة النوعيات لا تستطيع حتى إضاءة الاستديو ان تحقق مثلها .
على أن النـجـاح فـي ذلك ، يحتاج باديء ذي بدء للتعرف الى كيفية استعمال - المفـاتيـح • المتعددة المختلفة التي تدخلنا الى العالم الإبـداعـي هـذه المـفـاتيـح ـ وهـي الكـامـيـرا والعدسات والفيلم . والنور قبل كل شيء آخـر ـ ينبغي فهمهـا حـق الفهم وحالما نفهمها ، حينذاك نستطيع أن نتعامل مع حالات نور النهار دون أن نرهق كاهلنا بحمل حقيبة مليئة بالستائر أو المنصات أو العاكسات او معدات الفلاش ، وسنتمكن من انتاج وجهيات مثيرة وفريدة في أي وقت من النهار ، وذلك بمجرد موضوع وكاميرا وما لدينا من خبرة .
عدسات وفيلم :
عندما يتعلق الأمر ببنية كاميرا ال ٣٥ ملم ، فعدسات التيليفوتو العـاديـة ٥٠٠ - ٥٥ ملم ، والقصيرة . ١٠٠ - ١٠٥ ملم ، هي الأكثر استعمالا لتحقيق وجهيات طالما أنها تتميز بالأبعاد النموذجية لمواضيع بشرية ، فالعدسة العادية جيدة للقطات طول کامل او ثلاثة ارباع طول او اجتزاء من الخصر . والتيليفوتو نموذجية للقطات قريبة كما أن الأحيان بعدسات واسعة الزاوية . ولكن استعمالها محدود بسبب خصائصها البصرية . أمـا العدسات التي تتراوح بين ١٣٥ ملم و ۲۰۰ ملم فغالباً ما تحتاج الوجهيـات التي تعتمد على المخيلة ممكنة الصنع في بعض الى الثبات الذي تؤمنـه ركيزة ثلاثية الأرجل وتميل لأن تبعدنا جدا عن موضوعنا الى حد اننا لا نستـطيـع أن نتحـدث مـعـه ونوجهه .
هناك افلام مختلفة متعـددة تناسب الوجهيات بشكل جيد .
ووقفـاً على الذوق والحـاجـات الفوتوغرافية ، نستطيع اختيـار اي شيء ، من الكـوداكـروم ٢٥ بطيء السرعـة ، وهـو فيلم انعكاسي ناعم التبرغل للغاية الى الطبقات الحساسة السلبية ١٦٠٠ آزا ذات المقدرة المذهلة على العمل في ظروف ضوئيـة ضعيفة . والـجـديـر بـالـذكـر ان الازدياد في الحساسية الضوئية يحمـل مـعـه زيـادة في مقياس النقاط ، ولكن يمكن لهذه الميزة ان تكون حسنة في العديد من لقطاتنا الرومانطيقية أو التي تكشف عن الأمزجة .
خصائص النور :
النـوعيـة والاتجـاه والقـوة واللون هي الخصائص الضوئية التي ينبغي أن نستكشفهـا قبـل تصویر مواضيعنا :
النـوعيـة وتشير الى درجـة القوة او الضعف في النور ، فكلما صفـر المصدر الضوئي وازداد بعداً عن الموضوع ، كلما كـان النور أكثر قوة ، واي موضوع مضاء بأشعة شمسية مباشرة سیتمیز بتباين ضوئي كبير وظلال حادة الحواف . اما العكس فهو أن الموقع المظلل أو النهار الضبابي او السماء المكللة بالسحب سوف تبعث بنور ضعيف . والنتيجة ان موضوعنا سيتميز بتباين ضوئي ضئيل وظلال خفيفة اذا كانت هناك ظلال على الاطلاق .
الانـجـاه : او زاويـة النور الساقط على الموضوع كما يشاهد من موقع الكاميرا ، وهـو أحـد المقلقات الأكثر أهمية في التصوير الفوتوغرافي للوجهيات . فعلى الرغم من ان الأشعة الشمسية المباشرة هي مصدر ضوئي قوي ، تبقى زاويـة هـذه الاشعـة ، لا نوعيتها ، وهي التي تسبب المشكلة واتجاه النور الضعيف له اهميته هو الآخر ذلك انه حتى النور الاضعف يكبـر المـسـام ويشدد على ابـراز الخطوط والتشويهات عندما ينصب على الموضوع من الجانب .
القوة : على قوة الضوء الذي ينير الموضوع أن ينظر بـاهمية هو الآخر ، ففي نـور النهار ، قد تعمـل القـوة هـذه على تحـديـد السرعة وبالتالي تحديد التبرغل في الفيلم ، أو الحاجة الى ركيزة ثلاثية الأرجـل . أو المقدرة على وقف النشاط ، أو ابتداع خلفيات واقعة خارج التركيز ، فاذا لم تكن مصورين فوتوغرافيين نتنقل مع فیلم ۱۰۰۰ آزا وجـيـب مليء بمرشحات الكثافة المعدومة للوصول بالتعريض الضوئي الى مجال مقبول . تستدعي الحاجة الى التنسيق بين هذه العناصر مسبقاً .
اللون : تكون الأفلام الملونة التي تستعمل في الخارج متوازنة لمشهد ذي نور نهار معتدل ، الا ان الالوان الحقيقيـة لنـور النهـار تتفاوت تبعاً لتفـاوت الأحـوال الجوية والوقت من النهار ففي اليـوم المتميز بسمـاء صـافـيـة يكون لون نور الصباح الباكر احمـر جدا او حـاراً ، ومع تقـدم النهار ، وانتقال الشمس الى زاوية اكثر ارتفاعاً ، يتحول لون النـور ليتوازن مع فيلم نور النهار ، ثم مع تناقص زاوية الشمس باقتراب المغيب ، بتحـول النـور ليتخذ
مسحة حمراء مرة أخرى ، هذا ، وعلى الرغـم مـن ان العـين اللامـدربـة قـد لا تـلاحـظ هـذه التغيرات ، سيقوم الفيلم الملون بتسجيل ما هو موجود بالفعـل . وكثيرون هـم المـصـورون الفوتوغرافيون الذين يفضلون التقاط المشـاهـد الحـارة دون ترشيح ، طالما أن اللون يضفي بريقاً صحياً على المـوضـوع . ويعطي الصورة ذلك الاحساس المهم بالوقت .
معدلات ضوئية :
يقوم الفارق ممكن القياس بين تنـويـر الشـرقـات والظلال في الموضوع على تحديد المعدل الضوئي - التباين الضوئي . فالموضوع الذي يقع نصفه تحت أشعة الشمس ونصفه الآخـر في الظل ، له معدل ضوئي كبير ، ١ : ٨ ، بينما الأخـر المـضـاء بـالـتـسـاوي من سمـاء مكللة بـالسحب له معدل ضئيـل ، ١ : ٢ .
وعنـد الـعمـل بفيلم أسـود وابيض ، من الممكن تسجيل أية مجموعة من الحالتين بتعديـل التـعـريض الضـوئـي للفـيـلـم وتـظهيـره . على انه لا يمكـن التـعـامـل مـع المـواد الملونـة بالطريقة ذاتهـا . ذلك أن كلا من الأفلام والأوراق محدودة من حيث مقدرتها على تسجيل التفاصيل في مشرقات وتفاصيل مشهد ذي تباين ضوئي كبير .
وبالبقاء ضمن معدل ١ : ۳ - فارق ٢/٣ ١ وقفة بين المشـر والظلال - نستطيع صنع صور فوتوغرافية تكون ممتعة تجارياً وسهلة الطبـع معاً . قد تنشأ المتاعب عندما يتجاوز الفارق ١ : ٤ - وقفتـان ـ على فيـلم شفافية و ١ : ٨ ، - ۳ وقفات - مع سلبيات ملونة وبمزج ما نلاحظ وجـوده من عـاكـسـات طبيعية مع تفهمنا لطاقات الفيلم وخصائص النور وأساليب العداد الضوئي ، سنكون اكثر استعداداً للعمل على مشـاهـد ذات تباين ضوئي كبير .
التعريض الضوئي :
تعتبر معظم الصـور الفوتوغرافية سليمة التعريض الضوئي عندما تحتوي على ظلال ذات تفاصيل ومشـرقات نظيفة .
وتعتبر الوجـهـيـات سليـمـة التعريض الضوئي عندما يعرض الموضوع تدرجاً لونياً مستساغاً في بشـرتـه علمـا انـه لا يمكن الاعتماد على عداد ضوئي موقعي لكل الوجهيات ، انه عداد يسهل استـعـمـالـه لقيـاس المـعـدلات الضوئية ذات التاثير الحاسم عند التـعـريض الضوئـي لافـلام انعكاسية . وحيث ان العـداد الموقعي يقيس النور الساقط على الموضوع ، فهو لا يأخذ باعتباره تلك القيم الانعكاسية في الثياب .. الخ .. لذلك عنـدمـا نـعمـل على مشاهد ذات معدل ضوئي ضئيل نعوض على الثياب الداكنة بزيادة التعريض الضوئي وقفة واحدة أمـا في المشاهد الفاتحة جداً . فنحن نقلل التعـريض الضوئي وقفـة ونصف . ثم مع مـواضيـع ذات تباين ضوئي كبير ، على فيلم شفافية ، يكون القانون العام هو التعريض الضوئي للمشـرقات الأمر الذي يسمح بتجنب وجـود مناطق شفافة في الفيلم .
نور في الموقع :
ظل منفتح : فـي النـهـار المشمس ، دائماً ما تتواجد مناطق ظليـة منفتحة ترميهـا ابنيـة أو اشجار او هيكليات كبيرة أخرى .
النـور هنا متساو يتناسب مع مواضع بشرية وعلى الرغم من ان نوعية الظل المنفتح هي خفيفة يأتي مقدار النور الأكبر من الأعلى ويستطيع هكذا بعث ظلال غير جذابة ، الا اذا تم التعامل معها بدقة وعناية لتجنب هذه الحالة . نطلب من المواضيع رفع ذقونهم يمـلا المنطقة الواقعة تحت قليلا ، الأمر الذي يسمح للنور أن العينين وفي الظل المنفتح ، كما الى التعرف على أنظمـة النـور في أي نور آخر ، تدعو الأهميـة والظل على وجـه المـوضـوع .
نطلب منه ادارة راسه الى هذا الجانب وذاك الى حين نرضى عما نشاهده .
ظل مستتـر : قد تضطر الى البحث بمزيد من المشقة عن هذا النوع من الإضاءة . البحث عن مواقع في الظل ولكنهـا مغطاة بشيء مندل يعيق النور المنعكس من فوق المـوضـوع من هذه المواقع النموذجية ما يشمل تلك الواقعة تحت مـداخـل وقناطر واشجار .
سماء ملبدة بالغيوم : عنـدمـا يتميز النهار بسماء ملبدة بالغيوم ، فسيكون من النوع الذي يرحب به ، ليتحول الجـو الى ما يشبه خيمة نورهائلة ربما تحتوي على ظلال تكون شفافة للغايـة كذلك . هنا تنطبق ذات الاقتراحات التي آوردناها حول الظلال المنفتح .
وحيث أنه لا وجـود لمعـدلات ضوئية لنهتم بها ، غالباً ما نستطيع ان نبـالـغ بـالـتـعـريض الضوئي على فيلم شفافيـة لبعث تاثيرات باستيل خفيفة .
أشعة شمسية مشتتة : عندما يكون قرص الشمس البراق مرئياً من خلال طبقة غيـوم رقيقة ، من الممكن استعمـالـه بـالـعـديـد من الطرق لصنع وجهيات مذهلة . هنا تستدعي الضرورة ان نراقب الزاوية بدقة لمعرفة البنية التي تبعتها .
نور منعکس : ما من مصـور فوتوغرافي الا ويمر في حياته بفترة تصبح احدى الأبنية البيضاء مستوی مقبول تحت أكثر الظروف صعوبةحتى . وسيسـاعـد هـذا خلالها وهي أفضل صديق له فاذا كان باستطاعتنا توقيع مواضيعنا بحيث ينصب النور عليها منعكساً عن بناء أبيض اللون ، نستطيـع خفض المـعـدل الضـونـي الى بشكل خاص عندما يستعمل مع جائب قوي او لقطة ثلاثة أرباع أو اضاءة خلفيـة . هذا ومن الـعـاكـسـات الكبيرة الملائمة الأخرى نجد مـا هـو حـار التدرج اللوني فاتح الألوان من سيارات أو صخور او حواف تلال او رمل أو ثلج .
اضاءة خلفية : عندما يتعلق الأمر بالتباين الضوئي ، غالباً ما تنشا المتاعب الأكبر من الإضاءة الخلفية ، وتستـعمـل أشـعـة الشمس اللامشتتـة افـضـل مـا تستعمل عندما يكون هناك عاكس لخفض المعدل الضـونـي ثم بـاستثنـاء لقطات الكشف عن الطباع ينصب الاهتمام الأكبـر على وجه الموضوع ، نستطيع تقييم الاضاءة الخلفية باخذ قراءة حدث ( Incident Reading ) للنور الساقط على الوجه ، متاكدين من عدم سقوط أي مقدار من الإضاءة الخلفية على مجمـع النـور في العداد .
ثم نشدد العداد على الشمس وهي تصيب ظهر الموضوع ، فاذا كان الفارق بين القراءتين وقفة واحدة أو أقل ، تعـرض ضوئيا للوجه وتلتقط . أما اذا بلغ الفارق وقفة ونصف ، فعلينا أن نعرض ضوئيا للوجه ، آخذين بالاعتبار ان الخـلفيـة سـتكـون بـالـغـة ما التعريض الضوئي الى حد ما .
يعمل هذا الأسلوب جيدا حتى مقابل خلفيـة فاتحـة اذا فتحنا عدستنا كلياً لابتداع مشـرقـات خارج التركيز .
أشعة شمس مبـاشـرة : اذا استطعنا تدبير الأمر لاجراء جلسة التقاط في صباح باكر جدا أو وقت متاخر من بعد الظهر بينما الشمس فوق الأفق تماماً ، سنجد على موضوعنـا تـنـويـرا حـاراً او دراماتيكياً . وعلى الرغم من ان الظلال تـكـون داكـنـة وحـادة الحـواف ، من الممكن توقيعها بدقة وعناية لتشكل السمات مؤدية بها الى إعطاء نتـائـج مثيرة وبالنسبة لوجهيـات تحت أشعة شمس مباشرة ، ناخذ قراءة حدث ضوئية من مكان يقع في الوسط بين الشمس ومحـور الكاميرا - الموضوع .
نور عذب ( Sweet Light : تعبير النور العذب الذي يسمى الوقت السحـري ، يصف تلك الفترة التي تلي غيـاب الشمس مباشرة ويتخذ النور المتبقي بريقاً رقيقاً ناعماً .
زاوية النـور هنـا منخفضة لان مقدار التنوير الأكبر ياتي من منطقة الشمس التي غابت منذ لحـظات ، والفارق بيـن المشرقات والظلال هو نصف وقفة تقريبا .
ما هي السيئة الوحيدة هنا ؟ . انهـا ديـمـومـة ذلك فلن تمـر ثلاثون دقيقة تقريباً الا ويحل الظلام الدامس . من هنا يصبح علينا ان نخطط للقطات النـور العذب مسبقا ونحن على معرفة بـاتـجـاه النـور والـخـلـفـيـة والانتصـابـة . ثم عنـدمـا تغيب الشمس ، علينا عدم هـدر الوقت على الاطلاق . بل نبدا بالالتقاط على الفور .
الصورة الكلية الشاملة :
على الرغم من ان مـعـظم التشديد انصب على أساليب الإضاءة الأسـاسيـة ، علينا ان نخطط خطوة خارج الأسس ونفكر بشيء ما يرفع عملنا من مجـرد صـور اشـخـاص بسيـطة الى وجهيات ابداعية ، نطلق على هذا الذي نقصـده تـعبـيـر تشـكيـل ( Styling ) .
يشتمل - التشكيل - على مزيج فني من شعـر وتجميـل وثيـاب وملحقات وممتلكات ومـوقـع أو خلفية والوان . وحتى لو لم نشعر بان لدينا موهبة طبيعية في هذه المجالات ، فهي تبقى مهارات من الممكن تنميتها .
علينا أن نتعود على التخيـل والتخطيط ، ونثابر على الالتقاط ، وستزداد الصور التي تصنعها وتلهمنا لنعمل بشكل أفضل⏹
قد يتبادر الى أذهان البعض أن تصوير الوجهيات بطريقة سليمة وناجحة يتم دائماً في الداخل ، ولكن الحقيقة لا تندرج باستمرار ضمن هذا الاطار ، بل يمكننا القول أننا سنحقق أفضل الوجهيات في الخارج وتحت ضوء الشمس حتى ، هذا الضوء الذي علينا الاستفادة منه .
الدخول الى عالم الوجهيات التي تلتقط تحت النـور الطبيعي هـو اشـبـه بمغامرة الدخول الى بعد آخـر .
هناك نجد عوالم جديدة وشاملة خلف كل زاوية . كما ان هناك فرصاً من الاكتشافات قابعة بالانتظار لا حدود لها لالتقاط صور متعددة النوعيات لا تستطيع حتى إضاءة الاستديو ان تحقق مثلها .
على أن النـجـاح فـي ذلك ، يحتاج باديء ذي بدء للتعرف الى كيفية استعمال - المفـاتيـح • المتعددة المختلفة التي تدخلنا الى العالم الإبـداعـي هـذه المـفـاتيـح ـ وهـي الكـامـيـرا والعدسات والفيلم . والنور قبل كل شيء آخـر ـ ينبغي فهمهـا حـق الفهم وحالما نفهمها ، حينذاك نستطيع أن نتعامل مع حالات نور النهار دون أن نرهق كاهلنا بحمل حقيبة مليئة بالستائر أو المنصات أو العاكسات او معدات الفلاش ، وسنتمكن من انتاج وجهيات مثيرة وفريدة في أي وقت من النهار ، وذلك بمجرد موضوع وكاميرا وما لدينا من خبرة .
عدسات وفيلم :
عندما يتعلق الأمر ببنية كاميرا ال ٣٥ ملم ، فعدسات التيليفوتو العـاديـة ٥٠٠ - ٥٥ ملم ، والقصيرة . ١٠٠ - ١٠٥ ملم ، هي الأكثر استعمالا لتحقيق وجهيات طالما أنها تتميز بالأبعاد النموذجية لمواضيع بشرية ، فالعدسة العادية جيدة للقطات طول کامل او ثلاثة ارباع طول او اجتزاء من الخصر . والتيليفوتو نموذجية للقطات قريبة كما أن الأحيان بعدسات واسعة الزاوية . ولكن استعمالها محدود بسبب خصائصها البصرية . أمـا العدسات التي تتراوح بين ١٣٥ ملم و ۲۰۰ ملم فغالباً ما تحتاج الوجهيـات التي تعتمد على المخيلة ممكنة الصنع في بعض الى الثبات الذي تؤمنـه ركيزة ثلاثية الأرجل وتميل لأن تبعدنا جدا عن موضوعنا الى حد اننا لا نستـطيـع أن نتحـدث مـعـه ونوجهه .
هناك افلام مختلفة متعـددة تناسب الوجهيات بشكل جيد .
ووقفـاً على الذوق والحـاجـات الفوتوغرافية ، نستطيع اختيـار اي شيء ، من الكـوداكـروم ٢٥ بطيء السرعـة ، وهـو فيلم انعكاسي ناعم التبرغل للغاية الى الطبقات الحساسة السلبية ١٦٠٠ آزا ذات المقدرة المذهلة على العمل في ظروف ضوئيـة ضعيفة . والـجـديـر بـالـذكـر ان الازدياد في الحساسية الضوئية يحمـل مـعـه زيـادة في مقياس النقاط ، ولكن يمكن لهذه الميزة ان تكون حسنة في العديد من لقطاتنا الرومانطيقية أو التي تكشف عن الأمزجة .
خصائص النور :
النـوعيـة والاتجـاه والقـوة واللون هي الخصائص الضوئية التي ينبغي أن نستكشفهـا قبـل تصویر مواضيعنا :
النـوعيـة وتشير الى درجـة القوة او الضعف في النور ، فكلما صفـر المصدر الضوئي وازداد بعداً عن الموضوع ، كلما كـان النور أكثر قوة ، واي موضوع مضاء بأشعة شمسية مباشرة سیتمیز بتباين ضوئي كبير وظلال حادة الحواف . اما العكس فهو أن الموقع المظلل أو النهار الضبابي او السماء المكللة بالسحب سوف تبعث بنور ضعيف . والنتيجة ان موضوعنا سيتميز بتباين ضوئي ضئيل وظلال خفيفة اذا كانت هناك ظلال على الاطلاق .
الانـجـاه : او زاويـة النور الساقط على الموضوع كما يشاهد من موقع الكاميرا ، وهـو أحـد المقلقات الأكثر أهمية في التصوير الفوتوغرافي للوجهيات . فعلى الرغم من ان الأشعة الشمسية المباشرة هي مصدر ضوئي قوي ، تبقى زاويـة هـذه الاشعـة ، لا نوعيتها ، وهي التي تسبب المشكلة واتجاه النور الضعيف له اهميته هو الآخر ذلك انه حتى النور الاضعف يكبـر المـسـام ويشدد على ابـراز الخطوط والتشويهات عندما ينصب على الموضوع من الجانب .
القوة : على قوة الضوء الذي ينير الموضوع أن ينظر بـاهمية هو الآخر ، ففي نـور النهار ، قد تعمـل القـوة هـذه على تحـديـد السرعة وبالتالي تحديد التبرغل في الفيلم ، أو الحاجة الى ركيزة ثلاثية الأرجـل . أو المقدرة على وقف النشاط ، أو ابتداع خلفيات واقعة خارج التركيز ، فاذا لم تكن مصورين فوتوغرافيين نتنقل مع فیلم ۱۰۰۰ آزا وجـيـب مليء بمرشحات الكثافة المعدومة للوصول بالتعريض الضوئي الى مجال مقبول . تستدعي الحاجة الى التنسيق بين هذه العناصر مسبقاً .
اللون : تكون الأفلام الملونة التي تستعمل في الخارج متوازنة لمشهد ذي نور نهار معتدل ، الا ان الالوان الحقيقيـة لنـور النهـار تتفاوت تبعاً لتفـاوت الأحـوال الجوية والوقت من النهار ففي اليـوم المتميز بسمـاء صـافـيـة يكون لون نور الصباح الباكر احمـر جدا او حـاراً ، ومع تقـدم النهار ، وانتقال الشمس الى زاوية اكثر ارتفاعاً ، يتحول لون النـور ليتوازن مع فيلم نور النهار ، ثم مع تناقص زاوية الشمس باقتراب المغيب ، بتحـول النـور ليتخذ
مسحة حمراء مرة أخرى ، هذا ، وعلى الرغـم مـن ان العـين اللامـدربـة قـد لا تـلاحـظ هـذه التغيرات ، سيقوم الفيلم الملون بتسجيل ما هو موجود بالفعـل . وكثيرون هـم المـصـورون الفوتوغرافيون الذين يفضلون التقاط المشـاهـد الحـارة دون ترشيح ، طالما أن اللون يضفي بريقاً صحياً على المـوضـوع . ويعطي الصورة ذلك الاحساس المهم بالوقت .
معدلات ضوئية :
يقوم الفارق ممكن القياس بين تنـويـر الشـرقـات والظلال في الموضوع على تحديد المعدل الضوئي - التباين الضوئي . فالموضوع الذي يقع نصفه تحت أشعة الشمس ونصفه الآخـر في الظل ، له معدل ضوئي كبير ، ١ : ٨ ، بينما الأخـر المـضـاء بـالـتـسـاوي من سمـاء مكللة بـالسحب له معدل ضئيـل ، ١ : ٢ .
وعنـد الـعمـل بفيلم أسـود وابيض ، من الممكن تسجيل أية مجموعة من الحالتين بتعديـل التـعـريض الضـوئـي للفـيـلـم وتـظهيـره . على انه لا يمكـن التـعـامـل مـع المـواد الملونـة بالطريقة ذاتهـا . ذلك أن كلا من الأفلام والأوراق محدودة من حيث مقدرتها على تسجيل التفاصيل في مشرقات وتفاصيل مشهد ذي تباين ضوئي كبير .
وبالبقاء ضمن معدل ١ : ۳ - فارق ٢/٣ ١ وقفة بين المشـر والظلال - نستطيع صنع صور فوتوغرافية تكون ممتعة تجارياً وسهلة الطبـع معاً . قد تنشأ المتاعب عندما يتجاوز الفارق ١ : ٤ - وقفتـان ـ على فيـلم شفافية و ١ : ٨ ، - ۳ وقفات - مع سلبيات ملونة وبمزج ما نلاحظ وجـوده من عـاكـسـات طبيعية مع تفهمنا لطاقات الفيلم وخصائص النور وأساليب العداد الضوئي ، سنكون اكثر استعداداً للعمل على مشـاهـد ذات تباين ضوئي كبير .
التعريض الضوئي :
تعتبر معظم الصـور الفوتوغرافية سليمة التعريض الضوئي عندما تحتوي على ظلال ذات تفاصيل ومشـرقات نظيفة .
وتعتبر الوجـهـيـات سليـمـة التعريض الضوئي عندما يعرض الموضوع تدرجاً لونياً مستساغاً في بشـرتـه علمـا انـه لا يمكن الاعتماد على عداد ضوئي موقعي لكل الوجهيات ، انه عداد يسهل استـعـمـالـه لقيـاس المـعـدلات الضوئية ذات التاثير الحاسم عند التـعـريض الضوئـي لافـلام انعكاسية . وحيث ان العـداد الموقعي يقيس النور الساقط على الموضوع ، فهو لا يأخذ باعتباره تلك القيم الانعكاسية في الثياب .. الخ .. لذلك عنـدمـا نـعمـل على مشاهد ذات معدل ضوئي ضئيل نعوض على الثياب الداكنة بزيادة التعريض الضوئي وقفة واحدة أمـا في المشاهد الفاتحة جداً . فنحن نقلل التعـريض الضوئي وقفـة ونصف . ثم مع مـواضيـع ذات تباين ضوئي كبير ، على فيلم شفافية ، يكون القانون العام هو التعريض الضوئي للمشـرقات الأمر الذي يسمح بتجنب وجـود مناطق شفافة في الفيلم .
نور في الموقع :
ظل منفتح : فـي النـهـار المشمس ، دائماً ما تتواجد مناطق ظليـة منفتحة ترميهـا ابنيـة أو اشجار او هيكليات كبيرة أخرى .
النـور هنا متساو يتناسب مع مواضع بشرية وعلى الرغم من ان نوعية الظل المنفتح هي خفيفة يأتي مقدار النور الأكبر من الأعلى ويستطيع هكذا بعث ظلال غير جذابة ، الا اذا تم التعامل معها بدقة وعناية لتجنب هذه الحالة . نطلب من المواضيع رفع ذقونهم يمـلا المنطقة الواقعة تحت قليلا ، الأمر الذي يسمح للنور أن العينين وفي الظل المنفتح ، كما الى التعرف على أنظمـة النـور في أي نور آخر ، تدعو الأهميـة والظل على وجـه المـوضـوع .
نطلب منه ادارة راسه الى هذا الجانب وذاك الى حين نرضى عما نشاهده .
ظل مستتـر : قد تضطر الى البحث بمزيد من المشقة عن هذا النوع من الإضاءة . البحث عن مواقع في الظل ولكنهـا مغطاة بشيء مندل يعيق النور المنعكس من فوق المـوضـوع من هذه المواقع النموذجية ما يشمل تلك الواقعة تحت مـداخـل وقناطر واشجار .
سماء ملبدة بالغيوم : عنـدمـا يتميز النهار بسماء ملبدة بالغيوم ، فسيكون من النوع الذي يرحب به ، ليتحول الجـو الى ما يشبه خيمة نورهائلة ربما تحتوي على ظلال تكون شفافة للغايـة كذلك . هنا تنطبق ذات الاقتراحات التي آوردناها حول الظلال المنفتح .
وحيث أنه لا وجـود لمعـدلات ضوئية لنهتم بها ، غالباً ما نستطيع ان نبـالـغ بـالـتـعـريض الضوئي على فيلم شفافيـة لبعث تاثيرات باستيل خفيفة .
أشعة شمسية مشتتة : عندما يكون قرص الشمس البراق مرئياً من خلال طبقة غيـوم رقيقة ، من الممكن استعمـالـه بـالـعـديـد من الطرق لصنع وجهيات مذهلة . هنا تستدعي الضرورة ان نراقب الزاوية بدقة لمعرفة البنية التي تبعتها .
نور منعکس : ما من مصـور فوتوغرافي الا ويمر في حياته بفترة تصبح احدى الأبنية البيضاء مستوی مقبول تحت أكثر الظروف صعوبةحتى . وسيسـاعـد هـذا خلالها وهي أفضل صديق له فاذا كان باستطاعتنا توقيع مواضيعنا بحيث ينصب النور عليها منعكساً عن بناء أبيض اللون ، نستطيـع خفض المـعـدل الضـونـي الى بشكل خاص عندما يستعمل مع جائب قوي او لقطة ثلاثة أرباع أو اضاءة خلفيـة . هذا ومن الـعـاكـسـات الكبيرة الملائمة الأخرى نجد مـا هـو حـار التدرج اللوني فاتح الألوان من سيارات أو صخور او حواف تلال او رمل أو ثلج .
اضاءة خلفية : عندما يتعلق الأمر بالتباين الضوئي ، غالباً ما تنشا المتاعب الأكبر من الإضاءة الخلفية ، وتستـعمـل أشـعـة الشمس اللامشتتـة افـضـل مـا تستعمل عندما يكون هناك عاكس لخفض المعدل الضـونـي ثم بـاستثنـاء لقطات الكشف عن الطباع ينصب الاهتمام الأكبـر على وجه الموضوع ، نستطيع تقييم الاضاءة الخلفية باخذ قراءة حدث ( Incident Reading ) للنور الساقط على الوجه ، متاكدين من عدم سقوط أي مقدار من الإضاءة الخلفية على مجمـع النـور في العداد .
ثم نشدد العداد على الشمس وهي تصيب ظهر الموضوع ، فاذا كان الفارق بين القراءتين وقفة واحدة أو أقل ، تعـرض ضوئيا للوجه وتلتقط . أما اذا بلغ الفارق وقفة ونصف ، فعلينا أن نعرض ضوئيا للوجه ، آخذين بالاعتبار ان الخـلفيـة سـتكـون بـالـغـة ما التعريض الضوئي الى حد ما .
يعمل هذا الأسلوب جيدا حتى مقابل خلفيـة فاتحـة اذا فتحنا عدستنا كلياً لابتداع مشـرقـات خارج التركيز .
أشعة شمس مبـاشـرة : اذا استطعنا تدبير الأمر لاجراء جلسة التقاط في صباح باكر جدا أو وقت متاخر من بعد الظهر بينما الشمس فوق الأفق تماماً ، سنجد على موضوعنـا تـنـويـرا حـاراً او دراماتيكياً . وعلى الرغم من ان الظلال تـكـون داكـنـة وحـادة الحـواف ، من الممكن توقيعها بدقة وعناية لتشكل السمات مؤدية بها الى إعطاء نتـائـج مثيرة وبالنسبة لوجهيـات تحت أشعة شمس مباشرة ، ناخذ قراءة حدث ضوئية من مكان يقع في الوسط بين الشمس ومحـور الكاميرا - الموضوع .
نور عذب ( Sweet Light : تعبير النور العذب الذي يسمى الوقت السحـري ، يصف تلك الفترة التي تلي غيـاب الشمس مباشرة ويتخذ النور المتبقي بريقاً رقيقاً ناعماً .
زاوية النـور هنـا منخفضة لان مقدار التنوير الأكبر ياتي من منطقة الشمس التي غابت منذ لحـظات ، والفارق بيـن المشرقات والظلال هو نصف وقفة تقريبا .
ما هي السيئة الوحيدة هنا ؟ . انهـا ديـمـومـة ذلك فلن تمـر ثلاثون دقيقة تقريباً الا ويحل الظلام الدامس . من هنا يصبح علينا ان نخطط للقطات النـور العذب مسبقا ونحن على معرفة بـاتـجـاه النـور والـخـلـفـيـة والانتصـابـة . ثم عنـدمـا تغيب الشمس ، علينا عدم هـدر الوقت على الاطلاق . بل نبدا بالالتقاط على الفور .
الصورة الكلية الشاملة :
على الرغم من ان مـعـظم التشديد انصب على أساليب الإضاءة الأسـاسيـة ، علينا ان نخطط خطوة خارج الأسس ونفكر بشيء ما يرفع عملنا من مجـرد صـور اشـخـاص بسيـطة الى وجهيات ابداعية ، نطلق على هذا الذي نقصـده تـعبـيـر تشـكيـل ( Styling ) .
يشتمل - التشكيل - على مزيج فني من شعـر وتجميـل وثيـاب وملحقات وممتلكات ومـوقـع أو خلفية والوان . وحتى لو لم نشعر بان لدينا موهبة طبيعية في هذه المجالات ، فهي تبقى مهارات من الممكن تنميتها .
علينا أن نتعود على التخيـل والتخطيط ، ونثابر على الالتقاط ، وستزداد الصور التي تصنعها وتلهمنا لنعمل بشكل أفضل⏹
تعليق