إن الكلام المباشر الواضح له ميزة أنه يوصل المعنى بأقصر الطرق، كقولك مثلًا معبرًا عن الفرح: أنا سعيدٌ، ولكن قد يلجأ آخر إلى استخدام أسلوب مختلف للتعبير عن المعنى فيقول: أطير من الفرح، هو في الحقيقة لا يطير ولكنه فضّل استخدام أسلوباً مجازياً بدلًا من الأسلوب المباشر، وفي اللغة العربية باب اسمه الحقيقة والمجاز، ويُقصد به التعبير عن فكرة أو أمر ما بوضوح ومباشرة، أما المجاز فهو الانزياح عن المستوى المباشر في الخطاب إلى أسلوب آخر مثل استخدام التشبيه، أو الاستعارة التي تعد من المجاز اللغوي، وهذا المقال سيركز على تعريف الاستعارة، وبيان أقسامها مع توضيح أركانها، وطرح بعض التدريبات عليها.
تعريف الاستعارة
تُعرّف الاستعارة على أنها تشبيه حُذِفَ أحد طرفيه، وتعد من المجاز اللغوي، ولفهم الاستعارة لا بد من التفريق بينها وبين التشبيه كالآتي:
التشبيه: يُذكر فيه الطرفان المشبه والمشبه به مثل قولكَ: هو أسدٌ، إذ إنّ (هو) هي المشبه، و(الأسد) هو المشبه به، فجملة (هو أسدٌ).
الاستعارة: يُحذف منها أحد طرفي التشبيه، المشبه أو المشبه به، ومثال ذلك: رأيتُ أسدًا يتكلم، حُذف المشبه وهو (الإنسان) وبقي المشبه به وهو (أسد) لذلك فإن الجملة احتوت على استعارة، بسبب حذف أحد طرفي التشبيه، مع الإشارة إلى أن الصفة المُرادة في جملة التشبيه أو الاستعارة تكون أقوى في المشبه به منها في المشبه، بمعنى أن صفة القوة تتضح في الأسد أكثر من الإنسان لذلك يعدّ الأسد مشبهًا به.
تدريب
ميز الجمل التي فيها تشبيه من الجمل التي فيها استعارة كما في المثال:
الجـــــــــــــملــــة
المشبه
المشبه به
تشبيه/استعارة
كلامُه كالشهد.
كلامه
الشهد
(تشبيه) لتوافر طرفي التشبيه.
العمرُ مثل الضيف فأَحسِن ضيافته.
رأيتُ أسدًا يُحاربُ في المعركة.
طارَ الخبرُ في المدينة.
أركان الاستعارة
سبقت الإشارة إلى أنّ الاستعارة تشبيه حُذف أحد طرفيه الرئيسيين المشبه والمشبه به، مع عدم ذكر أداة التشبيه أو وجه الشبه، وبيان أركان الاستعارة في النقاط الآتية:
المستعار منه: ويُقصد به المشبه به، وهو المعنى الأصلي الذي وضعت من أصله الجملة.
المستعار له: وهو المشبه، وهو المعنى الفرعي المأخوذ من المعنى الأصلي.
المستعار: وهو اللفظ المنقول، أو وجه الشبه بين المستعار منه والمستعار له.
القرينة: وهي المانع الذي يمنع إرادة المعنى الحقيقي.
مثال: قال الحجاج في إحدى خطبه:" إني لأرى رؤوسًا قد أينَعت وحان قطافها، وإني لصاحبها".
المستعار منه: وهو هنا الثمار، فالقصد قوله " إني لأرى رؤوسًا قد أينعت كالثمار وحان قطافها"، لكن حُذف المشبه به.
المستعار له: وهو هنا الرؤوس وقد ذُكر المشبه في الجملة.
المستعار: وهو هنا الإيناع استعدادًا للقطف، ويقصد بذلك موعد قطف الثمار عندما تنضج، وموعد قطع الرؤوس عندما تتمرد، فالجملة هنا الهدف منها التهديد.
القرينة: كلمة أينعت وكلمة قطافها، فهاتان الكلمتان دلالة على أن الجملة فيها استعارة وليست على وجه الحقيقة، لأن الرؤوس لا تينع أو تنضج ولا تُقطف على الحقيقة.
تدريب: أكمل الجدول الآتي مستعينًا بفهمك لأركان الاستعارة والمثال السابق الموضّح:
الــــجـــمـــــــلـــــــــــــــة
المستعـــــار منه
المستعـــار له
المــستعــــــار
القـــــرينــــة
" وإذا المنيّةُ أنشبت أظفارها ألفيتَ كل تميمةٍ لا تنفعُ".
شراءُ النفوس بالإحسانِ خيرٌ من بيعها بالعدوانِ.
وعَدَ البدرُ بالزيارةِ ليلًا.
قال الخزاعي:
لا تعجبي يا سلمُ من رجلٍ ضحكَ المشيبُ برأسه فبكى