هَدْهِدْ همومَكَ عندي
على حَيائي وصدّي
حورُ النعيم تمنّتْ
نُعمى هواي ووجدي
هل عندهنّ رحيقي
و هل لديهنّ شهدي
يا ساكبَ الشعرِ خمراً
من ِشعر رَبِّك خدّي
ومن معانيه عِطري
ومن قوافيه وردي
تأنّقَ اللهُ دهراً
يعيدُ فيّ ويُبدي
حتّى جلانيَ شعراً
يا حسرةَ الشعرِ بعدي!
خيالُهُ السمحُ نَدّى
ثغري ونمنمَ عِقدي
وقلبه كان كأسي
وجفنهُ كان مَهدي
والأنجمُ الزُهْرُ حولي
دُمىً لِلَهوي وعدّي
فغارتِ الحورُ منّي
وكُلُّ زَهوٍ ومَجْدِ
وهبَّ في روضِ عَدنْ
عليَّ عاصفُ حِقدِ
فكان للّهِ حكمٌ
لشقوتي بل لسعدي
و اختار بُعدِيَ عنه
وراح يبكي لبُعدي
دنياي أحلى و أغلى
من ألفِ جنّةِ خُلدِ
أنّا الربيع المندّى
قارورةُ العطر نهدي
يهيم حُسني بحُسني
ويجتلي و يُفَدِّي
وجُنَّ ثَغري بريقي
وَحَنَّ جيدي لزندي
وكلُّ وَشيِ حريرٍ
يودُّ لو لفَّ قدّي
وكلُّ عطرٍ تشهّى
أن أسفحَ العطرَ وحدي
شقراءُ تحلمُ شمسُ الـ
ضحى بخدّي وبردي
رَفَّتْ خُصَيْلاتُ شَعري
بأشقر النور جَعدِ
سكرانِ تيهٍ ودلٍّ ....
مخمورِ وهجٍ ووَقْدِ
يا شاكياً زورَ وعدي
أحلى من الوصلِ وعدي
هِيامُنا يا حبيبي
طيوبُ خمرٍ ونَدِّ
أريدُ طيفاً لجفني
أريدُ حلماً لسُهدي
كلُّ المحبّين ملكي
و أنت وحدكَ نِديّ
و كبرياءُ جمالي
تريدُ منكَ التحدّي
شقراءُ يا لونَ حُسنٍ
مُحَبَّبٍ مُسْتَبِدِّ
ويا جمالاً غريباً
على ظِباءِ مَعَدِّ
لا وسمُ ليلايَ فيهِ
و لا ملامحُ هِندي
ولا اسمرارُ الغريراتِ
بالعقيقِ ونَجْدِ
ظمآنُ أنشدُ وِرداً
وعند عينيكِ وِردي
يا سكرةً بعد صحوي
وفتنةً بعد رُشدي
يا رغبةَ العين والقلب
بعد يأسٍ وزُهدِ
بيني وبينكِ حربٌ
وهولُ أخذٍ ورَدِّ
صراعُ روحينِ فيه
عنفُ العدوِّ الألدِّ
وغزوُ قلبٍ لقلبٍ
فتحٌ يبيدُ ويُردي
فَناءُ دنيا بدنيا
وطيُّ بندٍ ببندِ
الحبُّ لا حكمُ شورى
لكنَّهُ حُكمُ فَردِ
فهيّئي فتنةَ الحُسنِ
كُلَّها واستعدّي