غودل (كورت)
Godel (Kurt-) - Godel (Kurt-)
غودل (كورت -)
(1906-1978)
كورت غودل Kurt Gödel أو (Goedel) عالم في الرياضيات والمنطق، نمساوي الأصل، حل كثيراً من المشكلات الرئيسة في المنطق الرياضي. انضم إلى جامعة ڤيينا في الثلاثينيات، وكان واحداً من أعضاء جماعة ڤيينا[ر] إلى جانب فلاسفة وعلماء ورياضيين آخرين أمثال كارناب[ر] Carnap وغيره. وقد شارك زملاءَه في رفضهم للميتافيزيقا وفهمهم الفلسفة على أنها منطق العلم والتحليل المنطقي لمفاهيمه ونظرياته. وهذا التحليل هو البناء المنطقي للغة العلم.
هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1940 بعد ملاحقة الحكومة النمسوية النازية لكل دعاة هذه الجماعة، ومقتل مؤسسها موريتس شليك[ر] Moritz Schlick. أصبح عضواً في «معهد العلوم المتقدمة» Institut for Advanced Study في برنستون Princeton، ودرّس فيه المنطق الحديث والرياضيات. وقد أخضع للفحص جميع أنساق التعريفات الرياضية، وبرهن على عدم اكتمال الأنساق الشكلية axiomatic التي تفترض الصياغة الشكلية لعلم حساب الأعداد الطبيعية. وقد أثبت أن ما من نسق من هذه الأنساق يحتوي في ذاته دليل تماسكه consistency، بمعنى أن هذه الأنساق تحتوي على قضايا داخل إطارها، مما لا يمكن البرهنة عليه، ولا يمكن دحضه على السواء، وقد تسبب الفرض الذي قدمه غودل في قيام البحث في حدود الأنساق الشكلية على أيدي ألونزو تشيرش Alonzo Church وستيفن كول Stephen Kol وتارسكي Alfred Tarski وموستوفسكي Mostovsky وغيرهم، وهو البحث الذي بلغ ذروته في الاستنباط الفلسفي الأساسي القائل إن الصياغة الشكلية بطريقة كاملة للمعرفة العلمية مستحيلة.
وبدءاً من صياغة منطقية لبنية الحساب، وهي ما سماه الميتارياضيات meta- mathematics، أو علم ما وراء الرياضيات، برهن غودل في نظريتين مشهورتين له، على أنه يستحيل إثبات عدم تناقض الحساب؛ لأن هذا الحساب يتضمن منطوقات، «غير بتّية»؛ أي يمتنع إثبات كونها قابلة للبرهان أو للدحض، ولأن هذه النتائج تنطبق على جميع الأنساق الرياضية المتقدمة؛ فإن نظرية غودل ترسم علامة استفهام وشك فيما يتعلق بالأنساق المنطقية والصورية لدى دافيد هلبرت Helbert وبرتراند رسل[ر] Russell.
قصر غودل جهوده على المنطق التكويني أو الاستدلالي constructive logic، فضلاً عن علم ما وراء الرياضيات أيضاً، وهو فرع من فروع المنطق الحديث يدرس الحسابات المنطقية، إذ تمكّن، اعتماداً على علم الحساب الخاص به، من تحليل سيرورات معينة ترتبط بالمتغيرات، مثل الاستبدال على سبيل المثال. وقد طمح غودل من ذلك إلى تسهيل أسس المنطق الرياضي، واستبعاد التناقضات. وأسهم أيضاً في تطوير نظرية العوامل الارتدادية. وهذا الإلحاح على النزعة العلمية، واعتماد اللغة جزءاً من الحساب قد أديا به إلى رفض الماورائيات.
له دراسات ومقالات عدة في مجال اللغة والمنطق الرياضي والتحليل المنطقي، تم جمعها في مجلدين صدرا عن جامعة أوكسفورد في عام 1986 وعام 1990. وكان لآراء غودل الفلسفية أثر كبير في تطور الفلسفة الوضعية الجديدة neo-positivism التي أنتجت تيار الفلسفة التحليلية اللغوية.
سوسن بيطار
Godel (Kurt-) - Godel (Kurt-)
غودل (كورت -)
(1906-1978)
هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1940 بعد ملاحقة الحكومة النمسوية النازية لكل دعاة هذه الجماعة، ومقتل مؤسسها موريتس شليك[ر] Moritz Schlick. أصبح عضواً في «معهد العلوم المتقدمة» Institut for Advanced Study في برنستون Princeton، ودرّس فيه المنطق الحديث والرياضيات. وقد أخضع للفحص جميع أنساق التعريفات الرياضية، وبرهن على عدم اكتمال الأنساق الشكلية axiomatic التي تفترض الصياغة الشكلية لعلم حساب الأعداد الطبيعية. وقد أثبت أن ما من نسق من هذه الأنساق يحتوي في ذاته دليل تماسكه consistency، بمعنى أن هذه الأنساق تحتوي على قضايا داخل إطارها، مما لا يمكن البرهنة عليه، ولا يمكن دحضه على السواء، وقد تسبب الفرض الذي قدمه غودل في قيام البحث في حدود الأنساق الشكلية على أيدي ألونزو تشيرش Alonzo Church وستيفن كول Stephen Kol وتارسكي Alfred Tarski وموستوفسكي Mostovsky وغيرهم، وهو البحث الذي بلغ ذروته في الاستنباط الفلسفي الأساسي القائل إن الصياغة الشكلية بطريقة كاملة للمعرفة العلمية مستحيلة.
وبدءاً من صياغة منطقية لبنية الحساب، وهي ما سماه الميتارياضيات meta- mathematics، أو علم ما وراء الرياضيات، برهن غودل في نظريتين مشهورتين له، على أنه يستحيل إثبات عدم تناقض الحساب؛ لأن هذا الحساب يتضمن منطوقات، «غير بتّية»؛ أي يمتنع إثبات كونها قابلة للبرهان أو للدحض، ولأن هذه النتائج تنطبق على جميع الأنساق الرياضية المتقدمة؛ فإن نظرية غودل ترسم علامة استفهام وشك فيما يتعلق بالأنساق المنطقية والصورية لدى دافيد هلبرت Helbert وبرتراند رسل[ر] Russell.
قصر غودل جهوده على المنطق التكويني أو الاستدلالي constructive logic، فضلاً عن علم ما وراء الرياضيات أيضاً، وهو فرع من فروع المنطق الحديث يدرس الحسابات المنطقية، إذ تمكّن، اعتماداً على علم الحساب الخاص به، من تحليل سيرورات معينة ترتبط بالمتغيرات، مثل الاستبدال على سبيل المثال. وقد طمح غودل من ذلك إلى تسهيل أسس المنطق الرياضي، واستبعاد التناقضات. وأسهم أيضاً في تطوير نظرية العوامل الارتدادية. وهذا الإلحاح على النزعة العلمية، واعتماد اللغة جزءاً من الحساب قد أديا به إلى رفض الماورائيات.
له دراسات ومقالات عدة في مجال اللغة والمنطق الرياضي والتحليل المنطقي، تم جمعها في مجلدين صدرا عن جامعة أوكسفورد في عام 1986 وعام 1990. وكان لآراء غودل الفلسفية أثر كبير في تطور الفلسفة الوضعية الجديدة neo-positivism التي أنتجت تيار الفلسفة التحليلية اللغوية.
سوسن بيطار