تعدّ رواية الخيميائي لمؤلفها الروائي والقاصّ باولو كويلو من أعماله الأدبية التي وظّف فيها الرموز، وبيّن الرحلات التي تخوضها النفس الإنسانية، وقد لاقت اهتمامًا واضحًا من النقّاد والدارسين ومن القراء أيضًا، وفي هذا المقال قدّمنا لكم مُلخّصًا موجزًا لها.
ملخص رواية الخيميائي
تعد رواية الخيميائي من الروايات العالمية ومن الأكثر قراءةً ومبيعًا، وهي من الروايات الخيالية التي تحمل بُعدًا فلسفيًا ورمزيًا تقع في حدود (198) صفحة، وقد تُرجمت إلى العديد من اللغات بالإضافة إلى اللغة العربية، يوضّح باولو كويلو من خلالها طريق النفس البشرية في سعيها للاكتشاف والبحث عن الغاية والهدف في الحياة، من خلال تتبع مجموعة من الإشارات والدلائل.[١][٢]
يُقصد بالخيميائي الشخص الذي يحاول تحويل المعادن غير الثمينة إلى ذهب وفضة باستخدام الكيمياء، وهو شخص يبحث عن أسطورته الشخصية للوصول إلى الحقيقة ومعرفة أسرار العالم ولغة الكون، لذلك كان عنوان الرواية مَدخلًا مُلائمًا لأحداثها، وفقًا لما ورد في دراسة تحليلية لهذه الرواية.
وقد دارت أحداث رواية الخيميائي في عدد من الأماكن، انطلاقًا من (إسبانيا- الأندلس) من كنيسة مهجورة، مرورًا بالمغرب ووصولًا إلى الأهرامات في مصر.[٣]
كما دارت أحداثها بين عدد من الشخصيات الرئيسية؛ البطل (سانتياغو) الراعي الإسباني الذي يسعى وراء حلمه، و(الخيميائي) الذي يعرف لغة الكون وأسراره، و(فاطمة) الفتاة التي يقابلها سانتياغو في الصحراء ويحبها، إلى جانب عدد من الشخصيات الثانوية؛ (الملك سالم) الذي أصرّ على سانتياغو أن يتتبع حلمه ويُشغل نفسه بهذا الأمر، وتاجر الكريستال الذي يعمل عنده سانتياغو ليحصل على المال، و(الرجل الإنجليزي) الذي كان يبحث عن حلمه هو الآخر، وفقًا لما ورد في دراسة تحليلية لهذه الرواية.
حسب ما ورد في دراسة تحليلية لهذا العمل تحكي الرواية قصة شابّ إسباني اسمه (سانتياغو) عمل راعيًا بعد تركه للدراسة، وكان يتوقف في رحلاته الرعوية في العديد من المناطق، منها كنيسة مهجورة نمت في ساحتها شجرة جُمّيز كان يستريح تحتها، وكان يرى (سانتياغو) حلمًا متكررًا عن وجود كنز مخبأ عند الأهرامات في مصر، وبعد مدّة باع أغنامه وقرر السفر إلى مصر، وفي طريقه يواجه الكثير من الصعوبات والمشكلات.
في بداية الرحلة يتعرض سانتياغو للسرقة ويجد نفسه وحيدًا في منطقة بعيدة عن بلاده نادمًا على قراره في اتباع أحلامه، فيقرر أن يعمل ليكسب بعض النقود ويعود إلى وطنه، لكنّه فجأة يغير رأيه ويُكمل طريقه باتجاه الكنز، وفي طريقه يلتقي بالخيميائي العظيم الذي يعرف أسرار الكون فيُساعده ويُعطيه الإشارات والدلائل لإكمال رحلته، وفقًا لما ورد في الدراسة التحليلية للرواية.
لما وصل سانتياغو إلى الأهرامات وبدأ بالحفر للبحث عن الكنز لاقته مجموعة من الأشخاص أخبرهم بقصته، فأخبروه أنّ أحدهم رأى حلمًا عن وجود الكنز تحت شجرة في كنيسة مهجورة في إسبانيا، فيعود سانتياغو إلى إسبانيا ويحصل على الكنز من هناك.
الركائز الأساسية في رواية الخيميائي
يُلاحظ بعد القراءة المتمعّنة لرواية الخيميائي أنها تقوم على عدد من الركائز الأساسية، منها على سبيل الذكر لا الحصر ما يأتي:
الحبّ: كان الحبّ الدافع القوي لبطل الرواية (سانتياغو) من بداية رحلته في البحث عن الكنز إلى نهايتها؛ لأنه القوة التي تحمل روح العالم كما وضّح مؤلف الرواية.
الأسطورة الشخصية: بنى المؤلف روايته هذه على أساس الأسطورة الشخصية، والتي تعني إصرار الشخص على الوصول إلى الحقيقة وتحقيق جميع الرغبات.
لغة الإشارات: يُلاحظ أنّ حركة البطل (سانتياغو) في مختلف الأماكن والأحداث كان متعمدة على الإشارات والعلامات، الأمر الذي دفعه للاستمرار في رحلته.
السمات الفنية في رواية الخيميائي
أشار الدارسون والنقاد إلى أنّ رواية الخيميائي اتسمت بعدد من الخصائص والسمات، منها ما يأتي ذكره:
اللجوء إلى الوصف والتأمل في رحلة البطل في الرواية لترسيخ الفكرة التي يُريد الكاتب إيصالها.
توظيف الرموز التي تخدم فكرة الرواية.
التأثر بأسلوب الكتابة والحكاية العربية.
استخدام اللغة الفلسفية، ووضوح الفلسفة الإيمانية في اللغة المحكيّة.
الاقتباس من الثقافة الإسلامية في العديد من الأحداث.
تقديم الأحداث بالطريقة التقليدية التصاعدية.
تنويع الكاتب في استخدام التقنيات السردية.