إن تهتف الشام : ميخائيل : أنجدها
كأنّه قدر يحمي به القدر
إذا الوجوه عنت لليأس حالكة
أضاء في وجهك الإيمان و الظفر
عففت عن قدرة عصماء باذخة
وربّما عفّ أقوام و ما قدروا
صعب الشكيمة و الأعناق مسلسة
قاس من الحقّ لكن لست تنكسر
لك الشمائل من نور و من كرم
لها على النجم ذيل مترف عطر
رأي كأنّ بنات الغيب تعشقه
فعنده السرّ و الأطياف و الصور
و جرأة في العلى و الحقّ لوجبهت
ليثا تبرأ منه النّاب و الظفر
زينتها بوسيم جلّ مبدعه
من الحياء فلا زهو و لا بطر
و ما استباح عرين الحقّ طاغية
إلاّ وصرح عن أنيابه النّمر
و لم تهادن قويّا في تحكمه
و لا غدرت و شرّ النّاس من غدروا
إذا تأرج ذكر منك أو نبأ
تهلّلت حلب الشهباء تنتظر
أنت اللبانة في نجوى ضمائرها
و فيك عطّر جوّ السامر السّمر
أصفيتك الحبّ لا منّا و لا كدرا
و من هنات المحبّ المنّ و الكدر
و ما اصطفيتك عن خوف و عن ملق
و لا لأنّي إلى نعماك أفتقر
لكن وفاء لنعمى منك سابقة
و أنّك الكنز للأوطان يدّخر
و بلبل الدّوح يرضيه بأيكته
سرّ الجمال . و يرضي غيره الثمر