نعم، بالطبع تأكل إناث عناكب الأرملة السوداء شُركاءها الذكور، وإلّا لماذا إذًا كنا سنسميها الأرامل السوداء؟ فنحن طبعًا لن نطلق هذا الاسم على نوع من العناكب ونلصقه به من دون قدر كافٍ من التدقيق والبحث العلمي.
ولكن ليس تمامًا، إذا كان هنالك أي شيء يمكنك أن تتعلمه من خلال دراستك للحيوانات هو أن المعلومات الموجودة عنها غالبًا ما تكون مأخوذة من تفاصيل بالغة الصغر أو حتى من سلوكها بشكل استثنائي، والأمثلة الرئيسية على ذلك هي: لا تريد الدببة أو أسماك القرش أن تأكلك إلا نادرًا، خراف البحر ليست حوريات بحر، وترفض الضفادع أن تتحول إلى ملوك بغض النظر عن الجهد الذي تبذله في تقبيلها.
الأرملة السوداء ليست استثناءًا، هذه القصة التي تتكرر كثيرًا تسير على هذا النحو: الأرملة السوداء تغري شريكها خلال التزاوج، وخلال الوميض الدافئ للقائهم الغرامي فهي غالبًا ما تأكل الذكر فورًا قبل أن يتمكن الذكر حتى من سؤالها عمَا لديها لوجبة الإفطار وقبل أن يحصل على بعض التعليقات المضحكة حول كيفية وجوده على قائمة الوجبات.
إنها فكرة مرعبة إذا كنت تكتب رواية غامضة، ولكن لا تنخدع: فالفرضية قريبة جدًا من الخيال.
وهذا لا يعني أن الفكرة سابقة الذكر لا تحدث أبدًا، إلا أنها تحدث في بعض الأحيان فقط وليس دائمًا (الأمر الذي يكون مريحًا بشدة لذكور العناكب) لكن في الحقيقة عليك ألا تبدأ احتجاجك نيابًة عن العناكب الذكور في كل مكان، وذلك لأن الإصابة ليست ساحقة.
إنها أساسًا تتلخّص في حقيقة أنه ليست كل أرملة سوداء تقوم بذات الشي، فهنالك عدة أنواع مختلفة من عناكب الأرملة السوداء، وقد أظهرت بعض هذه الأنواع طقوس تزاوج آكلي المثيل، أما الأنواع الأخرى فلم تفعل ذلك.
ولكي نكون منصفين، بعض أنواع عناكب الأرملة السوداء غالبًا ما تلتهم شريكها الجنسي حتى خارج المختبر (ويجب أن يبقى في البال أن مراقبة تزاوج عناكب الأرملة السوداء في المختبر حيث لا يمكن لأحد أن يهرب، يختلف إلى حد كبير عن مراقبة تزاوجها في الطبيعة).
هنالك ثلاثة أنواع من عناكب الأرملة السوداء في أمريكا الشمالية ونوع واحد منها فقط أظهر هذا التزاوج القاتل، أما النوعان الآخران فلم يلاحظ أحد على الإطلاق أن الإناث قاتلة في طبيعتها.
السبب الآخر الذي قد يدفع الناس لافتراض أن عناكب الأرملة السوداء تريد شركاءها على طبق من ذهب هو أن عدة أنواع من عناكب الأرملة السوداء تزن الأنثى منها 10-160 ضعف وزن شريكها الذكر، وهذا قد يعطي الناس الانطباع الخاطئ حول أن الأرملة السوداء شرهة لأي شي و/أو ترمي بثقلها الشديد على الذكر.
ولكننا نعرف الحقيقة، نعم فمن الممكن أحيانًا أن تتحمّس الأنثى قليلًا تحت تأثير حرارة اللحظة، إلا أنه عمومًا فالناس هم من ينسجون شبكة الأكاذيب هذه.