لورنزو غيبرتي Lorenzo Ghiberti مصور نحات صائغ معمار فلورنسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لورنزو غيبرتي Lorenzo Ghiberti مصور نحات صائغ معمار فلورنسي

    غيبرتي (لورنز)

    Ghiberti (Lorenzo-) - Ghiberti (Lorenzo-)

    غيبرتي (لورنزو -)
    (1378-1455)

    لورنزو غيبرتي Lorenzo Ghiberti مصور نحات صائغ معمار فلورنسي، من أهم فناني عصر النهضة الإيطالي. ولد في فلورنسا، وحمل لقب بارتولوتشو دي ميشيل Bartoluccio di Michele، نسبة إلى معلمه الذي تتلمذ على يديه، وفي عام 1444 قدم إثباتات مولده ليحمل لقب والده.
    اشتهر غيبرتي شهرة عظيمة في الأوساط الرسمية والشعبية بفضل خدماته الإبداعية، فقد اعترف به نحاتاً مهماً كلّ من دوناتللو وبرونيلسكي، كما اعترفا بأنه أفضل منهما في تقانات الصب بالبرونز.
    في بداية حياته تعلم صياغة الذهب في مشغل والده، فأثبت جدارته حتى فاقت شهرته مكانة والده، وقد انشدَّ كثيراً إلى الفنون الأخرى (النحت والرسم والتصوير)، وكان اهتمامه بالنحت كبيراً بعد دراسته أعمال الفنانين من العهود اليونانية والرومانية، فنفذ كثيراً من منحوتات هذه العهود وصب عنها نسخاً بمادة البرونز.
    في فترة انتشار الوباء الذي حل في فلورنسا نشطت الانتفاضات الشعبية، ودفع خلل أمني ملحوظ لورنزو إلى الهجرة إلى رومانيا، حيث عمل أعمالاً فنية متنوعة لقيت إعجاباً كبيراً عند أصحابها. ولم يدم غيابه طويلاً، ففي اللحظة التي انتهى فيها الوباء عاد إلى موطنه فلورنسا على الرغم من الإغراءات الكبيرة التي قدمت له من أجل البقاء.
    في عام 1401 أُعلنت مسابقة لتنفيذ الباب الثاني للمعمودية الفلورنسية، وكانت المنافسة كبيرة، تسابق فيها سبعة من الفنانين الغرباء والمحليين، ومنهم: دوناتللو Donatello وبرونيلسكي Brunelleschi ودلا كويرتشا Della Quercia. نفَّذ غيبرتي مجموعة من النماذج، ومن أجل اختيار الأفضل كان الوحيد الذي دعا المواطنين إلى مشاهدة هذه النماذج وإبداء الرأي فيها، فأدت الآراء المتنوعة إلى الوصول إلى نموذج خال من الأخطاء، ونفّذه بمادة البرونز بنجاح كبير. في موعد التسليم اجتمعت اللجنة المؤلفة من ثلاثة وأربعين محكماً من مختلف الاختصاصات، واختارت عمل غيبرتي في المرتبة الأولى.
    قدم غيبرتي في تصميمه ثمانية وعشرين مشهداً اشتقت مضامينها من الكتاب المقدس، وقدم كلاً منها بصورة أربع أوراق نباتية موسومة بسمات الفنون القوطية، إضافة إلى إخلاصه الواضح لخصائص فنون العصور الوسطى، الذي تجلى في تنظيم الأفكار والبنية المعمارية وتوزيع الشخوص وترتيب المستويات وتأطير الحقول الزاخرة بالأشكال.
    من أهم أعمال غيبرتي الإبداعية أيضاً، الباب الثالث للمعمودية الفلورنسية الذي نفذه في الفترة ما بين 1425-1452م، وذلك بعد فوزه بتنفيذ الباب الثاني، وقد لقي هذا العمل إطراءً كبيراً من الفنان الشهير ميكلانجلو إذ قال: «يصلح هذا العمل أن يكون باباً للجنة»، وفيه احتوت التزيينات النحتية على مضامين من التوراة، موزعة في عشر منحوتات بارزة، واستخدم فيها عناصر نباتية وإنسانية وعالج الموضوعات بأسلوب تصويري ثريّ، دقيق التفصيلات متنوع المستويات.
    لورنزو غيبرتي: «تفصيل قصة يعقوب وإسحاق»
    (فلورنسا 1424-1452)
    لورنزو غيبرتي: «باب الجنة»
    (فلورنسا 1424-1452)
    تطور أسلوب غيبرتي باتجاه عصر النهضة، وقد بدا هذا واضحاً في وقت متأخر من حياته، عندما نفذ منحوتات لكنيسة سان ميشيل في فلورنسا «تمثالا القديسين متى وستيفان»، كما تجلى هذا التأثر أيضاً في المنحوتات البارزة لممثلي كنيسة سان جيوفاني في سيينا Siene.
    إضافة إلى النشاطات الإبداعية في مجال النحت، عمل غيبرتي مع برونيلسكي في بناء الكاتدرائية الفلورنسية، فقدم تصميماً للقبة وتصاميم للزجاج المعشق، ومجموعة كبيرة من العناصر الزخرفية الدقيقة.
    اهتم غيبرتي بالبحث النظري إلى جانب اهتماماته الفنية العملية، ففي فترة تدريبية في مشغل والده، حل بفلورنسا وباء حصد أرواحاً كثيرة، فقبع في بيته وبدأ بتأليف مخطوطه الشهير «التعليق» commentary حتى أواخر حياته، ويتحدث هذا الكتاب في أجزائه الثلاثة عن أثر الحضارة الإغريقية في الفن الإيطالي، كما وضع سيرته الذاتية وكتب عن حياة الفنانين المعاصرين، أمثال دوناتللو ومازاتشو Masaccio، إضافة إلى بحوث بالتشريح الفني، وعلم البصريات، مع وصف ظواهر مهمة كثيرة كان يراقبها في الطبيعة.
    أحمد الأحمد
يعمل...
X