أدى الاستخدام المكثّف للمضادات الحيوية، خاصّةً في المواشي لتعزيز النمو، إلى تطور البكتيريا المقاومة لها. إن ظهور مسببات وناقلات الأمراض هذه، الموجودة في جميع أنحاء العالم، يشكل تهديدًا لنا جميعًا. الآن، أظهرت دراسة جديدة وجود البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية حتى في طيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية.
وقد نظر فريق الباحثين الدولي في وجود جينات مقاومة للمضادات الحيوية في ميكروبيوم-Microbiome الطيور المائية. درس الباحثون حيوانات من مجموعة واسعة من البيئات، بما في ذلك البطّ الذين يعيش في محطّات معالجة مياه الصرف الصحي في أستراليا حتى طيور البطريق في القارة القطبية الجنوبية. وجد الفريق 81 جينًا مقاومًا للمضادات الحيوية في الطيور من جميع المناطق والبيئات، ووُجد أنّ البطّ كان يستحوذ على أكبر نسبة من هذه الجينات.
وكما ورد في New Scientist، جمع الفريق عيناتٍ من 110 بطّاتٍ وطيور أخرى وأجرَوا تسلسل جينوم الميكروبيوم الخاصّ بها بحثًا عن وجود جينات مقاومة للمضادات الحيوية، وما إذا تمّ التعبير عنها في البكتيريا التي عُثِر عليها أم لا.
كانت طيور البطريق التي فُحصت تعيش بالقرب من قاعدتين في القارة المتجمدة: قاعدة Bernardo O’Higgins Base وقاعدة González Videla Base. تقع كلا القاعدتين في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية وتعيش بطاريق الجنتو-Gentoo بالقرب منها. وكانت طيور البطريق التي تعيش بالقرب من قاعدة Videla، وهي أقلّ كثافةً سكانيةً، تحمل جيناتٍ أقلّ مقاومةً للمضادات الحيوية مقارنة بتلك الموجودة بالقرب من قاعدة O’Higgins.
وتعرب الدراسة عن قلقها من أنّ محطات المعالجة قد لا تفعل ما يكفي لوقف المضادات الحيوية من دخول السلسلة الغذائية. وتسلّط الضوء على طرق التبادل المعقّدة بين البشر والحياة البرية. لقد لوّثت البشرية كلّ بيئة على هذا الكوكب، وبينما تركّز الدراسة على النشاط البشري، يمكن أن تحدث مقاومة المضادات الحيوية بشكل طبيعي. البحث متاح على خادم ما قبل الطباعة لدى bioRxiv ولم يُراجَع بعد.
توصف مقاومة المضادات الحيوية غالبًا كواحدة من أكبر التحدّيات في القرن الواحد والعشرين وتعتبر خطرًا حقيقيًّا. وتشير التقديرات إلى أنّ ما لا يقلّ عن 23000 شخص يموتون في الولايات المتّحدة سنويًّا من الإصابات بعدوى مقاومة للمضادات الحيوية، ويُصاب حوالي مليوني شخص بالمرض خلال نفس هذه الفترة الزمنية. ووفقًا للتقارير، فإنّ مسبّبات الأمراض المقاومة للأدوية قد تؤدي في النهاية إلى مقتل ما يصل إلى 10 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم كلّ عام بحلول منتصف هذا القرن.