إذا كنت تعاني من (رهاب العناكب – arachnophobia) وأمضيت وقتًا في تصفّح الفيسبوك في الفترة الماضية، فلا بُدَّ أنك شعرت بالخوف والقلق من صور (الرتيلاء – tarantula) آكلة الطيور في قرية غولياث في أميركا الجنوبية، والتي كانت تنتشر على كل الصفحات المأخوذة من قبل مصوِّر الحياة البرية بيتر ناسكريكي.
قُدّرَ حجمها بحجم الجرو، والعديد منّا تمنّى أن يكون هذا الكائن المرعب مجرّد تعديل صورةٍ بالفوتوشوب وألا يكون حقيقيًا، لكن للأسف، لم يكن كذلك.
لاحظ ناسكريكي العنكبوت عندما كان في غويانا؛ وهي دولةٌ في أميريكا الجنوبية بين فينزويلا وسورينام، أملَ ناسكريكي أن يكون هذا الكائن «أبسوم» أو حيوانًا ثدييًا صغيرًا آخر، لكنّه تردّد عندما لاحظ أنه عنكبوتٌ كبير.
ورغم اسم العنكبوت المُستعار، إلا أنَّ آكل طيور غولياث لا يأكل الطيور حقًا!
تستوطن هذه الرتيلاء في الغابات المطيرة في أميركا الجنوبية على الأرض، ما يقلّل من عدد الطيور التي يمكن أن تصل إليها وتتغذّى عليها، وإنَّ الغذاء النموذجي لها هو ديدان الأرض والحشرات، ومع ذلك، يمكن أن تأكل القوارض الصغيرة والأفاعي والضفادع أيضًا.
إنَّه يستحقُّ لقب غولياث والتي تعني (العملاق – Goliath) بجدارة؛ لأنه يُعتبر أضخم العناكب على وجه الأرض، له سيقانٌ تصل إلى أكثر من 28 سم، وجسم بحجم قبضة البالغ، ويصل وزنه إلى 170 غرام؛ أي ما يعادل تفاحةً من الحجم المتوسط، أو جروًا صغيرًا بعد ولادته.
لاحظ ناسكريكي أنَّ العنكبوت ثقيل، إذ يمكن سماع صوت خطواته كأنها لحوافر حصانٍ صغير.
وبالتأكيد، لم يكن العنكبوت يُقدِّر ناسكركي الذي كان على الأرض ويقوم بتصويره عن كثب، وقد جعله يعلم ذلك عن طريق إصدار صوت هسيس.
إنَّ البشر أكبر من أن يتمكّن غولياث من مهاجمتهم كفريسة، لذا؛ لا تحدث مثل هذه الهجمات عادةً إلا في الدفاع عن النفس.
عند التهديد، يفرك غولياث أرجله المُشعرة التي تولّد صوت هسيسٍ مسموعٍ على بُعد 4.5 مترٍ تقريبًا.
يُطلق الاحتكاكُ الوبر في الهواء، وهو مهيّجٌ للجلد ويُستخدم لردع أي شخصٍ من الاقتراب أكثر من اللازم.
تعرّض ناسكريكي للضرر من العنكبوت، إذ دخلت العديد من الشعيرات عينه، يشرح أيضًا في مدوّنته أنَّ التجربة تركت له قرحةً وعيونًا دامعة لعدة أيامٍ تالية.
في عرضٍ عدوانيٍّ آخر لمحاولة إخافة ناسكيركي، أظهر العنكبوت أنيابه بطريقةٍ مهددة.
يبلغ طول أنياب الرتيلاء 4 سم وهي -بالتأكيد- كبيرةٌ بما يكفي لاختراق بشرة الإنسان وترك لدغةٍ مؤلمة.
لا يكون سمُّ العنكبوت قويًا بما يكفي لقتل شخصٍ ليست لديه حساسية تجاهه، ولكنه يسبّب الألم والغثيان لأيامٍ قادمة، ولحسن الحظ، لم يكن على ناسكيركي أن يجرّب عمل هذه الأنياب وآثارها.
على الرغم من أن غولياث هو أكبر عنكبوتٍ هائلٍ على الكوكب، إلا أن العملاق هانتسمان (الذي اكتُشف في لاوس) يملك حجمًا أكبر قليلًا.