عبر التجربة والخطأ في طيور الحسون هو الأسلوب الأكثر قوّةً.
إنّ الطيور التي تعلّمت مهارة إدراكية من خلال التجربة والخطأ كانت أكثر قدرةً على تعميم هذه المهارة وتكييفها مع المواقف الجديدة من الطيور التي تعلّمت ذلك من خلال المراقبة».
لكلٍّ من طريقتي التعلّم مزاياها الخاصّة
يشير Gagan Narula وهو باحث ما بعد الدكتوراه في مجموعة Hahnloser والمؤلّف الرئيسي للدراسة إلى أوجه الشبه مع كيفية تعلّم الأطفال والشباب، فيقول: «إنّ التعليم النشط الذي يُركّز على التجريب والتجربة والخطأ يصبح أكثر شيوعًا في المدارس.
ففي المدارس الثانوية حتّى الرياضيات تُدرَّس بمساعدة التجارب»، ويتابع: «لكلتا الوسيلتين مزاياها، ولكنّ التعلّم من خلال المراقبة أسرع».
ويشير Hahnloser إلى أنّ نظام التعليم السويسري يدمج بشكل متعمّد أسلوبي التعلّم: المحاضرات والملاحظة من ناحية، والتجارب والتمارين والواجبات المنزلية من ناحية أخرى.
درجات مختلفة من مشاركة الدماغ
ساعدت نماذجُ الحاسوب العصبية العلماء على تفسير نتائجهم، ويعتقد الباحثون من هذه الحسابات النموذجية أنّه على الرغم من أنّ فعل المراقبة يتضمّن العديد من المشابك العصبية بين الخلايا العصبية في دماغ الحسون؛ فإنّها ضعيفة نسبيًّا.
وعلى عكس ذلك، يتضمن التعلّم بالتجربة والخطأ عددًا أقلَّ من المشابك العصبية ولكنّها أقوى بكثير، ما يؤدّي إلى تعزيز القدرة على التعميم.
ويشرح Hahnloser: «يمكن أن تُركّز الطيور أثناء المراقبة على عدد كبير من تفاصيل التغريدة والعديد منها غير ذي صلة بحلّ المشكلة المطروحة.
أمّا في حالة التجربة والخطأ؛ فبإمكان هذه الطيور أن تتذكّر عددًا أقلّ من التفاصيل ولكنّها تركّز على الجوانب الأكثر بروزًا من التغريدة، مثل مُدّتها».
يجب أن يتمّ استقصاء ما إذا كانت طرق التعلّم المختلفة تؤثّر على أدمغة الأطفال والمراهقين بنفس الطريقة.
يقول Hahnloser: «لقد وفّر البحث على طيور الحسون في الماضي مرارًا وتكرارًا أدلّةً وفرضيّاتٍ مهمّةً لدراسة العمليات العصبية الحيوية.
وتقود نتائجنا الأخيرة لدى طيور الحسون أيضًا إلى فرضيّات يمكن أن تُدرَس عند البشر لفهمٍ أفضل لعمليات التعلّم الاجتماعية».
التجربة
استخدم الباحثون أقفاص الطيور المتجاورة المفصولة بحاجز، مع حسّونٍ في كلّ قفص.
كان على أحد عصافير الحسون استخدام التجربة والخطأ لتعلّم التمييز بين فئتين من العصافير، بينما يراقب الطائر الآخر عملية التعلّم.
سيتمكّن كلّ واحد من الطيور من رؤية الطير الآخر فقط من خلال الوقوف على عصا معيّنة في القفص بجانب نافذة في الحاجز.
ولأنّ طيور الحسون حيوانات اجتماعية، ستُجذَب بشكل غريزيٍّ لهذه العصا بالذات.
إذا طار الحسون «المجرِّب» إلى تلك العصا، فإنّه سيسمع واحدة من عشرة نماذج مختلفة من تغريدة طائر الحسون.
وكان للعيّنات اختلافات خفيفة في الطول والتي كانت الخاصية المميّزة لتقسيمها إلى فئتين: تحتوي الفئة «أ» على خمس تغريدات قصيرة (استمرّت من 0.9 إلى 1.0 ثانية)، وفي الفئة «ب» خمس تغريدات أطول (1.03 إلى 1.13 ثانية).
بعد مرور ثانية واحدة على تشغيل عينة من الفئة «ب»، وجّه الفريق تيّارًا هوائيًّا للطائر.
إذا كان الطائر قادرًا على التمييز بين الصنفين، فعندها يمكنه أن يتجنّب التيّار الهوائي المزعج قليلًا، وقد تمكّن العلماء بهذه الطريقة من تحديد ما إذا كان الطائر قد تعلّم المهمّة أم لا.