السلامة والأمان في المركبات
المركبة هي وسيلة نقل ذاتية الحركة مخصصة لنقل الناس والبضائع أو لتنفيذ مهمات خاصة، وتصنف المركبات حسب تخصصها في ثلاث مجموعات أساسية هي:
1- مركبات نقل (ركاب ـ بضائع).
2- المركبات المتخصصة: أهمها مركبات المعاقين.
3- المركبات الرياضية: التي أخذت تتمتع بشهرة واسعة منذ عام 1914م.
إن تصميم المركبات واستثمارها وتطويرها لرفع السلامة والأمان فيها، وإطالة مدة خدمتها، ومواءمتها لنظريات تنظيم المرور وقوانينه واستعمالها وفق شروط اقتصادية لنقل الأشخاص والبضائع، وأساليب تشخيص الحالة الفنية للمركبات بمساعدة الأجهزة الإلكترونية وكشف احتمالات أعطال وحدات المركبات ومنظوماتها في الوقت المناسب، أدت إلى تلافي الأعطال قبل أن تسبب اختلالات في عمل المركبات وأمانها وسلامتها.
لمحة تاريخية
وُضعت أسس صناعة المركبات (باستثناء السكك الحديدية)، وعلى رأسها وسائل النقل القابلة للسير على الطرق الوعرة، بدلاً من دواب الجر، منذ القرن الثامن عشر للميلاد. وكانت المركبات الأولى كبيرة الحجم ومحدودة القدرة على المناورة والمرور، وكانت المركبات التي تتحرك بقوة البخار في نهاية القرن التاسع عشر ثقيلة نسبياً وبطيئة الحركة وغير اقتصادية ولا تتوافر فيها شروط السلامة والأمان للمركبة وركابها.
شهدت بدايات القرن العشرين ميلاد صناعة المركبات المختلفة، ومنها شاحنات لا تزيد حمولتها على طن ونصف، ومركبات للركاب ذات قابلية عالية للسير على مختلف أنواع الطرق.
واهتمت صناعة المركبات بتطوير تصميمها وتحسين تقنيات إنتاجها واستعمال مواد جديدة في صنعها زيادة في أمانها وسلامة عملها وطول عمرها. وقد تم هذا التطور في ثلاث مراحل أساسية: اتصفت المرحلة الأولى بالإنتاج القليل أول الأمر، ثم التوسع فيه، وتميزت المرحلة الثانية بظهور طرز جديدة متنوعة وكثيرة، واتسمت المرحلة الثالثة حتى الوقت الحاضر، بزيادة أعداد المركبات المنتجة وجودتها وإقامة مصانع ضخمة وتحديث المصانع القديمة لزيادة إنتاجها وتحسين نوعية منتجاتها، ورفع مستوى عامل الأمان والسلامة، وهي من أهم مقومات تطور المركبات.
الأمان في هيكل المركبة وجسمها
لتحقيق الأمان والسلامة في المركبة يجب أن تتوافر فيها الشروط الآتية:
1- الهيكل: يجب أن يكون هيكل المركبة chassis في حالة فنية جيدة، وأن يثبت الجسم body عليه تثبيتاً جيداً، وأن يكون مقاوماً ومتيناً غير قابل للالتواء أو لتغيُّر شكله، وأن يصمم بحيث يمكن فك جميع أجزاء المركبة وتركيبها عليه بسهولة ويسر في وقت غير طويل، وأن يزود بوسائل جَرْ أمامية وخلفية تستخدم عند الضرورة في عمليات القطر والنجدة.
2- الجسم: يجب أن يكون في حالة فنية جيدة وأن يثبت على الهيكل تثبيتاً جيداً، وأن يضمن انسياب الهواء على سطحه ويخفف من مقاومته بحيث تكون خطوطه العامة انسيابية على طول المركبة ومقدمتها ومؤخرتها. ويجب أن يضمن لسائقها مجالاً كافياً للرؤية إلى الأمام والجانبين، وان يكون متوازن القوى ومتيناً لا يسمح بأي ارتخاء أو تقوس في مركز ثقله المؤلف من مركَّبات القوى المختلفة المطبقة عليه في حالة السير وردود الفعل الناتجة من الطريق والحركة، وأن يؤمن استقراراً جيداً وخاصة عند الانعطاف والدوران. ويكون الجسم كاتماً للأصوات مخمداً لاهتزازات القطع الميكانيكية وأن يوفر الحماية الكافية للركاب وسلامتهم داخله قدر الإمكان في حال التصادم وحوادث الطرق. كما يجب أن يكون مقاوماً للصدأ باستخدام صفائح حديد مناسبة وطلاء سطحها بطلاء متجانس، وأن يكون كتيماً يمنع تسرب المياه إلى مقصورة الركاب وإلى صندوق الأمتعة، وخالياً من الأجزاء البارزة الحادة أو المتحركة التي تسبب خطراً على حركة المرور والمشاة.
منظومة التعليق وامتصاص الصدمات ومقاومتها في الخلف والأمام والجوانب
تتألف أجهزة التعليق في المركبات[ر] من النوابض والمخمدات وماصات الصدمة التي تفصل بين هيكل المركبة وجسمها، إضافة إلى العجلات والإطارات. تستند أجهزة التعليق على المحاور والمرابط المعدة لها، وقد تكون هوائية مع مخمدات نابضية حلزونية، أو صفائحية مع مخمدات صدمات، أو أي وسيلة أخرى مناسبة لامتصاص الاهتزازات المنقولة للمركبة من الطريق، وذلك لضمان سلامة القيادة والسيطرة وتخميد الذبذبات التي تؤثر في المركبة وتغيير اتجاه تأثيرها الذي يعرف بالوزن المرتد والوزن غير المرتد.
ولمقاومة الصدمات في المركبة يجب أن تكون قاعدتها الأساسية صلبة مقاومة ومرنة في مقدمة الجسم ومؤخرته بحيث تمتص قوة الصدم في حال وقوع الحوادث، وتحول دون تشويه مقصورة الركاب. ولذلك تتجنب صناعة المركبات استعمال المواد القاسية الثقيلة في التصميم لأنها تزيد الوزن والتكلفة وتخفض الإنتاج.
الشروط الواجب توافرها في المركبة لملاءمة المناخ والبيئة
وضعت الهيئة العالمية للمواصفات والمقاييس شروطاً يجب توافرها لجميع المركبات ومطابقتها لشروط المناخ والبيئة، وخاصة الحرارة والرطوبة وشدة الإشعاع الشمسي وتخفيض كمية الغازات والمواد الملوثة المنبعثة منها نتيجة احتراق الوقود وتخفيف الضجيج الناتج منها.
يؤدي ارتفاع الحرارة في المناطق الحارة إلى زيادة معدل التبخر في وقود البنزين (الغازولين)، وخاصة في المركبات الخفيفة التي يهمل أصحابها إحكام إغلاق خزان الوقود، أو يستخدمون أغطية غير محكمة. يزداد التبخر من المُفَحم وانبعاث الغازات الملوثةْ في حالة عدم مرعاة الصيانة الدورية للمركبة، وكذلك في حالة تكرر توقفها وسيرها، وخاصة في المناطق المزدحمة.
وسائل أمان الركاب
إن حوادث الطرق تعد مشكلة أساسية من مشكلات هذا العصر والعصور القادمة إذا لم يتم التخلص من المشكلات السلبية. يصاب في حوادث السير أعداد واضحة من الناس، وقد تَبَين أن أكثر من ثلث الوفيات سببها سرعات سير المركبات على الطرق في الدول المتقدمة (سجلات منظمة الصحة العالمية W.H.O) وهي في ازدياد مستمر غير أن نسبة الوفيات تتناقص بسبب تحسن تصميم المركبات واستعمال الوسائل التقنية للتخفيف من قوة الصدمة عند وقوع الحوادث.
ولزيادة الأمان في أثناء حركة المركبة يجب مراعاة ما يأتي:
- سلامة إطارات المركبة.
- التخفيف من تذبذب المركبات واهتزازها وتوفير راحة أفضل للركاب.
- استخدام حزام الأمان للإقلال من إصابات الحوادث.
- التحقق من سلامة منظومة المكابح.
وإن اختبار مقدرة السائق على التحمل من دون تعريضه لمخاطر الحوادث الحقيقية على الطرقات، واختبار إمكانية تشغيل التقنيات الحديثة في صناعة المركبات وفق الشروط المعينة والمحددة، من الأمور الأساسية لتوفير الأمان والسلامة في المركبات.
يجب أن تتم الصيانة الفنية[ر] للمركبات وفق نظام مخطط وقائي ينص على إخضاع جميع المركبات للصيانة الفنية الدورية بحسب برنامج محدَّد ملزم، والهدف منه الوقاية المسبقة من حالات العطل والخلل، ومنع استهلاك ( تآكل ) الأجزاء قبل أوانها، وإزالة الأعطال التي تعرقل عمل المركبة الطبيعي.
نظام الأمان الإيجابي في السيارات
إن مقومات تصنيع المركبات وإنتاجها هي اختبارها قبل تداولها في الاستثمار، وكذلك للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية، ومن صلاحيتها للاستعمال في كل الشروط التي صممت لتعمل فيها، وتطويرها وفق الاحتمالات المستقبلية، ومنها توفير السلامة والأمان لركابها.
ومن هذه المتطلبات التصميمية لجسم المركبة الراحة والإنسيابية، وتناسب أجهزة نقل الحركة مع عزم المحرك، وأن تزود لوحة القيادة فيها بالمؤشرات الإلكترونية المناسبة (مصابيح الإشارة والتحذير والتنبيه للوقود ولحرارة المحرك، وأن تزود بأجهزة لتنبيه السائق إلى أي خلل في دورة التبريد والتزليق[ر] وغيرها). وأن تتوافر فيها التهوية الجيدة والتدفئة بكفاية عالية. وأن تكون أحزمة الأمان شديدة الفاعلية وكذلك توفير الوسائل الكفيلة بحماية السائق والركاب داخل المركبة وخارجها ولابد لتكامل الحماية من أن تجهز المركبة بأكياس الهواء لتلافي الإصابة لحظة الاصطدام. وأن يكون نظام التعليق فعالاً يقي الركاب من الإصابة ويمنع الخطر عنهم.
مكابح العجلات
العجلات: إن من أهم وسائل توفير متطلبات السلامة والأمان في المركبات إطارات عجلات المركبة التي يجب أن تتمتع ببنية متينة مقاومة للتشقق والانفلات وتخفيف الصدمات وتوفر قيادة آمنة ومرنه.
تتركز المواصفات الرئيسية للعجلات والإطارات على قياساتها ومرونتها وضغط الهواء فيها وقلة تآكلها وتخفيفها للاهتزازات عند الحركة على الطريق.
وتجنباً للحوادث وإطالة عمر المركبات يجب الأخذ بما يأتي:
- عدم تحميل إطارات العجلات أكثر من الحد الأقصى المسموح به من الهواء المضغوط.
- عدم السير على الطرق ذات الخشونة العالية بسرعات كبيرة.
- عدم السير بالسرعات العالية في الطرق التي بها مطبات ذات حروف حادة.
- عدم استخدام المكابح فجأة وبصورة متكررة.
- عدم استخدام إطارات أو طنابير قديمة.
- إن الضغط المنخفض في الإطار يسبب تآكله السريع.
- عدم استعمال إطارات غير متساوية الأقطار الخارجية.
- عدم استعمال إطارات داخلية مستعملة وقديمة.
- توزيع الحمولة توزيعاً عادلاً على المحاور منعاً لتلف الإطارات.
- تجهيز المركبة بمنظومة الكبح المانعة للتماسك.
أجهزة الإنذار والتنبيه في المركبات الحديثة
يجب أن تزود المركبات الحديثة بأجهزة إنذار وتنبيه مضمونة العمل وأهمها ما يأتي:
- جهاز إنذار ضوئي أو صوتي يعطي السائق تنبيهاً تلقائياً حين يتعدى قراءة عداد السرعة. وأن يصمم الجهاز بحيث يستحيل إيقاف الإنذار إلا إذا خفض السائق سرعة المركبة.
- جهاز تشغيل مساحات الزجاج.
- لوحة عدادات في مواجهة السائق تزوده بمختلف البيانات الضرورية عن حالة المركبة وسيرها، كعداد دوران المحرك، وقائس المسافة الإجمالي والمسافة البينية المقطوعة وعداد السرعة ومؤشرات ضغط الزيت ودرجة حرارة سائل التبريد ومستوى الوقود، ومؤشر الكهرباء وغيرها.
- مصابيح تحذير تصدر إشارات وميضية لتنبيه السائق في حال حدوث عطل أو خلل في المركبة.
- منبه صوتي يمكن سماعه بوضوح من مسافة كافية للفت نظر الأشخاص المعنيين في الوقت المناسب، ويفضل كذلك وجود منبه صوتي يعمل تلقائياً في حالة السير إلى الخلف.
الآفاق المستقبلية في المركبات
لم يقتصر اهتمام صانعي المركبات في العالم على تخفيف الوزن والاقتصاد في الوقود فحسب، بل تعداها إلى توفير الشكل الانسيابي وإمكانية تصميم أشكال وفق الأذواق والطلب. وغدت المواد المستعملة في صناعة المركبات موضوعاً أساسياً يدخل في صلب الاستراتيجية التجارية والصناعية للشركات العالمية.
ولا ينظر إلى أمن وسلامة المركبة عامة من وجهة نظر فردية فحسب، ولكنها تنطلق في الواقع من معرفة المشكلات الفعلية التي تعترض المركبة في لحظات الشدة أو الخطر. وقد شرعت الشركات المنتجة للمركبات في إجراء تجارب واختبارات دائمة لتطوير إنتاجها باستمرار بالاستعانة بأحدث المنجزات التقنية. وتجرى الدراسات والتجارب المتخصصة والنوعية وفق خطط مدروسة ومحددة، مثل القدرة على التحمل والضجيج ومقاومة الهواء وتلوث البيئة وأداء المركبة واستهلاك الوقود ودرجة تبخره وأداء أجهزة التعليق والمخمدات وأحزمة الأمان وأكياس الهواء الواقية وفاعليتها في الحوادث ومستوى انبعاث غازات العادم وأثرها في البيئة، وغيرها.
طارق الخاير الجاسم
المركبة هي وسيلة نقل ذاتية الحركة مخصصة لنقل الناس والبضائع أو لتنفيذ مهمات خاصة، وتصنف المركبات حسب تخصصها في ثلاث مجموعات أساسية هي:
1- مركبات نقل (ركاب ـ بضائع).
2- المركبات المتخصصة: أهمها مركبات المعاقين.
3- المركبات الرياضية: التي أخذت تتمتع بشهرة واسعة منذ عام 1914م.
إن تصميم المركبات واستثمارها وتطويرها لرفع السلامة والأمان فيها، وإطالة مدة خدمتها، ومواءمتها لنظريات تنظيم المرور وقوانينه واستعمالها وفق شروط اقتصادية لنقل الأشخاص والبضائع، وأساليب تشخيص الحالة الفنية للمركبات بمساعدة الأجهزة الإلكترونية وكشف احتمالات أعطال وحدات المركبات ومنظوماتها في الوقت المناسب، أدت إلى تلافي الأعطال قبل أن تسبب اختلالات في عمل المركبات وأمانها وسلامتها.
لمحة تاريخية
وُضعت أسس صناعة المركبات (باستثناء السكك الحديدية)، وعلى رأسها وسائل النقل القابلة للسير على الطرق الوعرة، بدلاً من دواب الجر، منذ القرن الثامن عشر للميلاد. وكانت المركبات الأولى كبيرة الحجم ومحدودة القدرة على المناورة والمرور، وكانت المركبات التي تتحرك بقوة البخار في نهاية القرن التاسع عشر ثقيلة نسبياً وبطيئة الحركة وغير اقتصادية ولا تتوافر فيها شروط السلامة والأمان للمركبة وركابها.
شهدت بدايات القرن العشرين ميلاد صناعة المركبات المختلفة، ومنها شاحنات لا تزيد حمولتها على طن ونصف، ومركبات للركاب ذات قابلية عالية للسير على مختلف أنواع الطرق.
واهتمت صناعة المركبات بتطوير تصميمها وتحسين تقنيات إنتاجها واستعمال مواد جديدة في صنعها زيادة في أمانها وسلامة عملها وطول عمرها. وقد تم هذا التطور في ثلاث مراحل أساسية: اتصفت المرحلة الأولى بالإنتاج القليل أول الأمر، ثم التوسع فيه، وتميزت المرحلة الثانية بظهور طرز جديدة متنوعة وكثيرة، واتسمت المرحلة الثالثة حتى الوقت الحاضر، بزيادة أعداد المركبات المنتجة وجودتها وإقامة مصانع ضخمة وتحديث المصانع القديمة لزيادة إنتاجها وتحسين نوعية منتجاتها، ورفع مستوى عامل الأمان والسلامة، وهي من أهم مقومات تطور المركبات.
الأمان في هيكل المركبة وجسمها
لتحقيق الأمان والسلامة في المركبة يجب أن تتوافر فيها الشروط الآتية:
1- الهيكل: يجب أن يكون هيكل المركبة chassis في حالة فنية جيدة، وأن يثبت الجسم body عليه تثبيتاً جيداً، وأن يكون مقاوماً ومتيناً غير قابل للالتواء أو لتغيُّر شكله، وأن يصمم بحيث يمكن فك جميع أجزاء المركبة وتركيبها عليه بسهولة ويسر في وقت غير طويل، وأن يزود بوسائل جَرْ أمامية وخلفية تستخدم عند الضرورة في عمليات القطر والنجدة.
2- الجسم: يجب أن يكون في حالة فنية جيدة وأن يثبت على الهيكل تثبيتاً جيداً، وأن يضمن انسياب الهواء على سطحه ويخفف من مقاومته بحيث تكون خطوطه العامة انسيابية على طول المركبة ومقدمتها ومؤخرتها. ويجب أن يضمن لسائقها مجالاً كافياً للرؤية إلى الأمام والجانبين، وان يكون متوازن القوى ومتيناً لا يسمح بأي ارتخاء أو تقوس في مركز ثقله المؤلف من مركَّبات القوى المختلفة المطبقة عليه في حالة السير وردود الفعل الناتجة من الطريق والحركة، وأن يؤمن استقراراً جيداً وخاصة عند الانعطاف والدوران. ويكون الجسم كاتماً للأصوات مخمداً لاهتزازات القطع الميكانيكية وأن يوفر الحماية الكافية للركاب وسلامتهم داخله قدر الإمكان في حال التصادم وحوادث الطرق. كما يجب أن يكون مقاوماً للصدأ باستخدام صفائح حديد مناسبة وطلاء سطحها بطلاء متجانس، وأن يكون كتيماً يمنع تسرب المياه إلى مقصورة الركاب وإلى صندوق الأمتعة، وخالياً من الأجزاء البارزة الحادة أو المتحركة التي تسبب خطراً على حركة المرور والمشاة.
منظومة التعليق وامتصاص الصدمات ومقاومتها في الخلف والأمام والجوانب
تتألف أجهزة التعليق في المركبات[ر] من النوابض والمخمدات وماصات الصدمة التي تفصل بين هيكل المركبة وجسمها، إضافة إلى العجلات والإطارات. تستند أجهزة التعليق على المحاور والمرابط المعدة لها، وقد تكون هوائية مع مخمدات نابضية حلزونية، أو صفائحية مع مخمدات صدمات، أو أي وسيلة أخرى مناسبة لامتصاص الاهتزازات المنقولة للمركبة من الطريق، وذلك لضمان سلامة القيادة والسيطرة وتخميد الذبذبات التي تؤثر في المركبة وتغيير اتجاه تأثيرها الذي يعرف بالوزن المرتد والوزن غير المرتد.
ولمقاومة الصدمات في المركبة يجب أن تكون قاعدتها الأساسية صلبة مقاومة ومرنة في مقدمة الجسم ومؤخرته بحيث تمتص قوة الصدم في حال وقوع الحوادث، وتحول دون تشويه مقصورة الركاب. ولذلك تتجنب صناعة المركبات استعمال المواد القاسية الثقيلة في التصميم لأنها تزيد الوزن والتكلفة وتخفض الإنتاج.
الشروط الواجب توافرها في المركبة لملاءمة المناخ والبيئة
وضعت الهيئة العالمية للمواصفات والمقاييس شروطاً يجب توافرها لجميع المركبات ومطابقتها لشروط المناخ والبيئة، وخاصة الحرارة والرطوبة وشدة الإشعاع الشمسي وتخفيض كمية الغازات والمواد الملوثة المنبعثة منها نتيجة احتراق الوقود وتخفيف الضجيج الناتج منها.
يؤدي ارتفاع الحرارة في المناطق الحارة إلى زيادة معدل التبخر في وقود البنزين (الغازولين)، وخاصة في المركبات الخفيفة التي يهمل أصحابها إحكام إغلاق خزان الوقود، أو يستخدمون أغطية غير محكمة. يزداد التبخر من المُفَحم وانبعاث الغازات الملوثةْ في حالة عدم مرعاة الصيانة الدورية للمركبة، وكذلك في حالة تكرر توقفها وسيرها، وخاصة في المناطق المزدحمة.
وسائل أمان الركاب
إن حوادث الطرق تعد مشكلة أساسية من مشكلات هذا العصر والعصور القادمة إذا لم يتم التخلص من المشكلات السلبية. يصاب في حوادث السير أعداد واضحة من الناس، وقد تَبَين أن أكثر من ثلث الوفيات سببها سرعات سير المركبات على الطرق في الدول المتقدمة (سجلات منظمة الصحة العالمية W.H.O) وهي في ازدياد مستمر غير أن نسبة الوفيات تتناقص بسبب تحسن تصميم المركبات واستعمال الوسائل التقنية للتخفيف من قوة الصدمة عند وقوع الحوادث.
ولزيادة الأمان في أثناء حركة المركبة يجب مراعاة ما يأتي:
- سلامة إطارات المركبة.
- التخفيف من تذبذب المركبات واهتزازها وتوفير راحة أفضل للركاب.
- استخدام حزام الأمان للإقلال من إصابات الحوادث.
- التحقق من سلامة منظومة المكابح.
وإن اختبار مقدرة السائق على التحمل من دون تعريضه لمخاطر الحوادث الحقيقية على الطرقات، واختبار إمكانية تشغيل التقنيات الحديثة في صناعة المركبات وفق الشروط المعينة والمحددة، من الأمور الأساسية لتوفير الأمان والسلامة في المركبات.
يجب أن تتم الصيانة الفنية[ر] للمركبات وفق نظام مخطط وقائي ينص على إخضاع جميع المركبات للصيانة الفنية الدورية بحسب برنامج محدَّد ملزم، والهدف منه الوقاية المسبقة من حالات العطل والخلل، ومنع استهلاك ( تآكل ) الأجزاء قبل أوانها، وإزالة الأعطال التي تعرقل عمل المركبة الطبيعي.
نظام الأمان الإيجابي في السيارات
إن مقومات تصنيع المركبات وإنتاجها هي اختبارها قبل تداولها في الاستثمار، وكذلك للتأكد من مطابقتها للمواصفات الفنية، ومن صلاحيتها للاستعمال في كل الشروط التي صممت لتعمل فيها، وتطويرها وفق الاحتمالات المستقبلية، ومنها توفير السلامة والأمان لركابها.
ومن هذه المتطلبات التصميمية لجسم المركبة الراحة والإنسيابية، وتناسب أجهزة نقل الحركة مع عزم المحرك، وأن تزود لوحة القيادة فيها بالمؤشرات الإلكترونية المناسبة (مصابيح الإشارة والتحذير والتنبيه للوقود ولحرارة المحرك، وأن تزود بأجهزة لتنبيه السائق إلى أي خلل في دورة التبريد والتزليق[ر] وغيرها). وأن تتوافر فيها التهوية الجيدة والتدفئة بكفاية عالية. وأن تكون أحزمة الأمان شديدة الفاعلية وكذلك توفير الوسائل الكفيلة بحماية السائق والركاب داخل المركبة وخارجها ولابد لتكامل الحماية من أن تجهز المركبة بأكياس الهواء لتلافي الإصابة لحظة الاصطدام. وأن يكون نظام التعليق فعالاً يقي الركاب من الإصابة ويمنع الخطر عنهم.
مكابح العجلات
العجلات: إن من أهم وسائل توفير متطلبات السلامة والأمان في المركبات إطارات عجلات المركبة التي يجب أن تتمتع ببنية متينة مقاومة للتشقق والانفلات وتخفيف الصدمات وتوفر قيادة آمنة ومرنه.
تتركز المواصفات الرئيسية للعجلات والإطارات على قياساتها ومرونتها وضغط الهواء فيها وقلة تآكلها وتخفيفها للاهتزازات عند الحركة على الطريق.
وتجنباً للحوادث وإطالة عمر المركبات يجب الأخذ بما يأتي:
- عدم تحميل إطارات العجلات أكثر من الحد الأقصى المسموح به من الهواء المضغوط.
- عدم السير على الطرق ذات الخشونة العالية بسرعات كبيرة.
- عدم السير بالسرعات العالية في الطرق التي بها مطبات ذات حروف حادة.
- عدم استخدام المكابح فجأة وبصورة متكررة.
- عدم استخدام إطارات أو طنابير قديمة.
- إن الضغط المنخفض في الإطار يسبب تآكله السريع.
- عدم استعمال إطارات غير متساوية الأقطار الخارجية.
- عدم استعمال إطارات داخلية مستعملة وقديمة.
- توزيع الحمولة توزيعاً عادلاً على المحاور منعاً لتلف الإطارات.
- تجهيز المركبة بمنظومة الكبح المانعة للتماسك.
أجهزة الإنذار والتنبيه في المركبات الحديثة
يجب أن تزود المركبات الحديثة بأجهزة إنذار وتنبيه مضمونة العمل وأهمها ما يأتي:
- جهاز إنذار ضوئي أو صوتي يعطي السائق تنبيهاً تلقائياً حين يتعدى قراءة عداد السرعة. وأن يصمم الجهاز بحيث يستحيل إيقاف الإنذار إلا إذا خفض السائق سرعة المركبة.
- جهاز تشغيل مساحات الزجاج.
- لوحة عدادات في مواجهة السائق تزوده بمختلف البيانات الضرورية عن حالة المركبة وسيرها، كعداد دوران المحرك، وقائس المسافة الإجمالي والمسافة البينية المقطوعة وعداد السرعة ومؤشرات ضغط الزيت ودرجة حرارة سائل التبريد ومستوى الوقود، ومؤشر الكهرباء وغيرها.
- مصابيح تحذير تصدر إشارات وميضية لتنبيه السائق في حال حدوث عطل أو خلل في المركبة.
- منبه صوتي يمكن سماعه بوضوح من مسافة كافية للفت نظر الأشخاص المعنيين في الوقت المناسب، ويفضل كذلك وجود منبه صوتي يعمل تلقائياً في حالة السير إلى الخلف.
الآفاق المستقبلية في المركبات
لم يقتصر اهتمام صانعي المركبات في العالم على تخفيف الوزن والاقتصاد في الوقود فحسب، بل تعداها إلى توفير الشكل الانسيابي وإمكانية تصميم أشكال وفق الأذواق والطلب. وغدت المواد المستعملة في صناعة المركبات موضوعاً أساسياً يدخل في صلب الاستراتيجية التجارية والصناعية للشركات العالمية.
ولا ينظر إلى أمن وسلامة المركبة عامة من وجهة نظر فردية فحسب، ولكنها تنطلق في الواقع من معرفة المشكلات الفعلية التي تعترض المركبة في لحظات الشدة أو الخطر. وقد شرعت الشركات المنتجة للمركبات في إجراء تجارب واختبارات دائمة لتطوير إنتاجها باستمرار بالاستعانة بأحدث المنجزات التقنية. وتجرى الدراسات والتجارب المتخصصة والنوعية وفق خطط مدروسة ومحددة، مثل القدرة على التحمل والضجيج ومقاومة الهواء وتلوث البيئة وأداء المركبة واستهلاك الوقود ودرجة تبخره وأداء أجهزة التعليق والمخمدات وأحزمة الأمان وأكياس الهواء الواقية وفاعليتها في الحوادث ومستوى انبعاث غازات العادم وأثرها في البيئة، وغيرها.
طارق الخاير الجاسم