سيمونوف (قسطنطين «كيريل» ميخايلوفيتش-)
(1915 - 1979)
قسطنطين «كيريل» ميخايلوفيتش سيمونوف Kostantin “Kirill” Mikhailovich Simonov شاعر وروائي ومسرحي سوفييتي ـ روسي. ولد في مدينة سان بطرسبورغ وأنهى مدرسة السنوات السبع في مدينة ساراتوف في عام 1930، والتحق بمدرسة مهنية، ثم التحق في عام 1934بـ «معهد غوركي للآداب». تخرج فيه عام 1938 وانتسب إلى اتحاد الكتاب. أُرسل في عام 1939 إلى منغوليا بصفة مراسل حربي، وصار عضواً في الحزب الشيوعي السوفييتي عام 1942. عمل مراسلاً حربياً لجريدة «النجم الأحمر» Krasnaia Zvezdaطوال سني الحرب العالمية الثانية، وتنقل بين مختلف الجبهات الداخلية والخارجية. وكلّف بعد الحرب تنفيذ مهام خارجية بصفة مراسل في العديد من البلدان، وتجول في أرجاء الاتحاد السوفييتي بصفته مراسلاً لجريدة «برافدا» Pravda. تولى مناصب ثقافية وسياسية وحزبية رفيعة، ونال العديد من جوائز الدولة عن أعماله الأدبية، كما منح لقب بطل العمل الاشتراكي عام 1947، ونال جائزة لينين عن ثلاثيته الروائية «الأحياء والأموات».
بدأ سيمونوف ينشر أعماله الشعرية في عام 1934 ومن أشهر دواوينه: «الناس الحقيقيون» (1938)، و«أشعار الطريق» (1939)، و«يوميات غنائية» و«معك وبدونك، و«أشعار الجبهة» (1942) و«الأصدقاء والأعداء» (1948) و«أشعار» (1954) و«فييتنام، شتاء العام السبعين» (1971). ومن قصائده الطويلة «بافل الأسود» (1938)، و«المجزرة الجليدية» و«يوميات مورنساك» (1938)، و«سوفوروف» (1939)، و«بعيداً في الشرق» (1939)، و«الحب الأول»(1942)، و«إيفان وماريا» ( 1954)، و«الأب» (1958)، و«من مراسلنا» (1971).
يربط سيمونوف في أشعاره وأعماله الأخرى بين العاطفة الوطنية والعاطفة الشخصية الحميمة، فالدفاع عن الوطن يعني الدفاع عن مرتع الطفولة والصبا ومنزل الآباء والأجداد، وعن الأحبة والأصدقاء. والبطل الغنائي في أشعاره شاب يصبو إلى اجتراح المآثر البطولية في الحرب والسلم. وقد مجّد في قصائده الأبطال والقادة العسكريين التاريخيين ليضرب المثل ببطولاتهم لأبناء جيله الثوري. كما تغنى بمآثر الأبطال المعاصرين في الوطن والبلدان الأخرى .
وتمتاز أشعار سيمونوف بعذوبة الجرس والسلاسة والعفوية. وقد حظيت بعض مقطوعاته الشعرية بشعبية لا نظير لها وأشهرها «انتظريني سوف أعود» التي ترجمت مرات عديدة إلى كثير من اللغات ومنها العربية. أما أشعاره بعد الحرب فقد علا فيها صوت الدفاع عن السلام ، وتمجيد المدافعين عنه، والدعوة إلى النضال ضد مشعلي نار الحرب.كما وجّه سهام النقد اللاذع إلى البيروقراطيين والمتملقين في الوطن مقتفياً في هذا أثر فلاديمير ماياكوفسكي.
ومن أشهر قصص سيمونوف قصة» أيام وليالٍ» (1943 ـ 1944) التي يصور فيها معارك الدفاع عن ستالينغراد واندحار الغزاة الألمان وقد نال عليها جائزة ستالين عام1946 وقصة «دخان الوطن» (1947) ومجموعة قصص «من مذكرات لوباتين» (صدرت في طبعة خاصة عام 1978) . ومع أنه يصور في أغلبية قصصه ظواهر لافتة وخطوباً جليلة فإن أسلوبه يظل هادئاً وخالياً من الخطابية والفخامة، فهو يعبر عن المضمون البطولي من خلال الأمور الحياتية العادية وتصرفات المقاتلين اليومية ويتخذ من فن ليف تولستوي مثلاً أعلى له.
ومن روايات سيمونوف المعروفة «رفاق السلاح» (1952) و«هم لا يولدون جنوداً» (1963 ـ 1964) و«الصيف الأخير» (في مجلدين 1970 ـ 1971) التي صور فيها طريق الشعب السوفييتي إلى النصر في الحرب العالمية الثانية. وقد وجّه سيمونوف جل اهتمامه في الجزء الأول من الثلاثية إلى تصوير الأحداث الحربية بالذات والبحث عن أسباب الوقائع المأساوية والخسائر الفادحة التي لحقت بالوطن في بداية الحرب، ولكنه عمد في الجزأين التاليين إلى تلافي ما فاته من تصوير لنفسيات الأبطال ومصائرهم، وربط الخاص بالعام وأحرز إنجازات فنية جديدة في تصوير عالم الأبطال الداخلي وبنيتهم الذهنية.
برز إحساس سيمونوف المسبق باندلاع الحرب في مسرحيتيه المبكرتين «قصة حب» (1940) «وفتى من مدينتنا» (1941) ونال عليها جائزة ستالين عام 1942. وفي مسرحيته الشهيرة التي نال عليها جائزة ستالين عام 1943 «الناس الروس» (1942) صور صعوبات الحرب بصفتها امتحاناً لكل قوى الإنسان المادية والروحية،وأكد أن عواطف الحب والصداقة تثير في نفس المقاتل قوة كامنة تدفعه إلى الاستبسال الفدائي في الدفاع عن الوطن، وذلك بلغة حوارية بسيطة معبرة خالية من الحماسة الظاهرية المتكلفة. وصوّر في مسرحية «المسألة الروسية» (1946) الصراع الإيديولوجي الذي نشب بعد الحرب العالمية الثانية بين الامبريالية الداعية إلى الحرب والاشتراكية ونال عليها جائزة ستالين عام 1947. أما في مسرحية «الظل الغريب» (1949) فقد عالج موضوع العلاقة بين إنجازات الفكر العلمي في كل من الاتحاد السوفييتي والغرب، لكن معالجته عانت من أحادية الجانب وضيق الأفق وذلك بتأثير من التيار الإيديولوجي الذي كان مهيمناً في الاتحاد السوفييتي آنذاك. وقد تحدث سيمونوف عن هذه الظاهرة السلبية وسواها في آخر أعماله وهو كتاب : «بعينيّ إنسان من جيلي» الذي أملاه في أثناء مرضه عام 1979وضمنه تقويماً موضوعياًَ صارماً لمواقفه من الأحداث المهمة في حياته منذ أواسط الثلاثينيات وحتى أواسط الستينيات.
نشر سيمونوف الكثير من مجموعات المقالات والتحقيقات الصحفية والمجموعات الشعرية والسيناريوهات السينمائية وحظيت مؤلفاته بشعبية واسعة، وترجمت إلى عدد من اللغات ومنها العربية.
عدنان جاموس
(1915 - 1979)
قسطنطين «كيريل» ميخايلوفيتش سيمونوف Kostantin “Kirill” Mikhailovich Simonov شاعر وروائي ومسرحي سوفييتي ـ روسي. ولد في مدينة سان بطرسبورغ وأنهى مدرسة السنوات السبع في مدينة ساراتوف في عام 1930، والتحق بمدرسة مهنية، ثم التحق في عام 1934بـ «معهد غوركي للآداب». تخرج فيه عام 1938 وانتسب إلى اتحاد الكتاب. أُرسل في عام 1939 إلى منغوليا بصفة مراسل حربي، وصار عضواً في الحزب الشيوعي السوفييتي عام 1942. عمل مراسلاً حربياً لجريدة «النجم الأحمر» Krasnaia Zvezdaطوال سني الحرب العالمية الثانية، وتنقل بين مختلف الجبهات الداخلية والخارجية. وكلّف بعد الحرب تنفيذ مهام خارجية بصفة مراسل في العديد من البلدان، وتجول في أرجاء الاتحاد السوفييتي بصفته مراسلاً لجريدة «برافدا» Pravda. تولى مناصب ثقافية وسياسية وحزبية رفيعة، ونال العديد من جوائز الدولة عن أعماله الأدبية، كما منح لقب بطل العمل الاشتراكي عام 1947، ونال جائزة لينين عن ثلاثيته الروائية «الأحياء والأموات».
بدأ سيمونوف ينشر أعماله الشعرية في عام 1934 ومن أشهر دواوينه: «الناس الحقيقيون» (1938)، و«أشعار الطريق» (1939)، و«يوميات غنائية» و«معك وبدونك، و«أشعار الجبهة» (1942) و«الأصدقاء والأعداء» (1948) و«أشعار» (1954) و«فييتنام، شتاء العام السبعين» (1971). ومن قصائده الطويلة «بافل الأسود» (1938)، و«المجزرة الجليدية» و«يوميات مورنساك» (1938)، و«سوفوروف» (1939)، و«بعيداً في الشرق» (1939)، و«الحب الأول»(1942)، و«إيفان وماريا» ( 1954)، و«الأب» (1958)، و«من مراسلنا» (1971).
يربط سيمونوف في أشعاره وأعماله الأخرى بين العاطفة الوطنية والعاطفة الشخصية الحميمة، فالدفاع عن الوطن يعني الدفاع عن مرتع الطفولة والصبا ومنزل الآباء والأجداد، وعن الأحبة والأصدقاء. والبطل الغنائي في أشعاره شاب يصبو إلى اجتراح المآثر البطولية في الحرب والسلم. وقد مجّد في قصائده الأبطال والقادة العسكريين التاريخيين ليضرب المثل ببطولاتهم لأبناء جيله الثوري. كما تغنى بمآثر الأبطال المعاصرين في الوطن والبلدان الأخرى .
وتمتاز أشعار سيمونوف بعذوبة الجرس والسلاسة والعفوية. وقد حظيت بعض مقطوعاته الشعرية بشعبية لا نظير لها وأشهرها «انتظريني سوف أعود» التي ترجمت مرات عديدة إلى كثير من اللغات ومنها العربية. أما أشعاره بعد الحرب فقد علا فيها صوت الدفاع عن السلام ، وتمجيد المدافعين عنه، والدعوة إلى النضال ضد مشعلي نار الحرب.كما وجّه سهام النقد اللاذع إلى البيروقراطيين والمتملقين في الوطن مقتفياً في هذا أثر فلاديمير ماياكوفسكي.
ومن أشهر قصص سيمونوف قصة» أيام وليالٍ» (1943 ـ 1944) التي يصور فيها معارك الدفاع عن ستالينغراد واندحار الغزاة الألمان وقد نال عليها جائزة ستالين عام1946 وقصة «دخان الوطن» (1947) ومجموعة قصص «من مذكرات لوباتين» (صدرت في طبعة خاصة عام 1978) . ومع أنه يصور في أغلبية قصصه ظواهر لافتة وخطوباً جليلة فإن أسلوبه يظل هادئاً وخالياً من الخطابية والفخامة، فهو يعبر عن المضمون البطولي من خلال الأمور الحياتية العادية وتصرفات المقاتلين اليومية ويتخذ من فن ليف تولستوي مثلاً أعلى له.
ومن روايات سيمونوف المعروفة «رفاق السلاح» (1952) و«هم لا يولدون جنوداً» (1963 ـ 1964) و«الصيف الأخير» (في مجلدين 1970 ـ 1971) التي صور فيها طريق الشعب السوفييتي إلى النصر في الحرب العالمية الثانية. وقد وجّه سيمونوف جل اهتمامه في الجزء الأول من الثلاثية إلى تصوير الأحداث الحربية بالذات والبحث عن أسباب الوقائع المأساوية والخسائر الفادحة التي لحقت بالوطن في بداية الحرب، ولكنه عمد في الجزأين التاليين إلى تلافي ما فاته من تصوير لنفسيات الأبطال ومصائرهم، وربط الخاص بالعام وأحرز إنجازات فنية جديدة في تصوير عالم الأبطال الداخلي وبنيتهم الذهنية.
برز إحساس سيمونوف المسبق باندلاع الحرب في مسرحيتيه المبكرتين «قصة حب» (1940) «وفتى من مدينتنا» (1941) ونال عليها جائزة ستالين عام 1942. وفي مسرحيته الشهيرة التي نال عليها جائزة ستالين عام 1943 «الناس الروس» (1942) صور صعوبات الحرب بصفتها امتحاناً لكل قوى الإنسان المادية والروحية،وأكد أن عواطف الحب والصداقة تثير في نفس المقاتل قوة كامنة تدفعه إلى الاستبسال الفدائي في الدفاع عن الوطن، وذلك بلغة حوارية بسيطة معبرة خالية من الحماسة الظاهرية المتكلفة. وصوّر في مسرحية «المسألة الروسية» (1946) الصراع الإيديولوجي الذي نشب بعد الحرب العالمية الثانية بين الامبريالية الداعية إلى الحرب والاشتراكية ونال عليها جائزة ستالين عام 1947. أما في مسرحية «الظل الغريب» (1949) فقد عالج موضوع العلاقة بين إنجازات الفكر العلمي في كل من الاتحاد السوفييتي والغرب، لكن معالجته عانت من أحادية الجانب وضيق الأفق وذلك بتأثير من التيار الإيديولوجي الذي كان مهيمناً في الاتحاد السوفييتي آنذاك. وقد تحدث سيمونوف عن هذه الظاهرة السلبية وسواها في آخر أعماله وهو كتاب : «بعينيّ إنسان من جيلي» الذي أملاه في أثناء مرضه عام 1979وضمنه تقويماً موضوعياًَ صارماً لمواقفه من الأحداث المهمة في حياته منذ أواسط الثلاثينيات وحتى أواسط الستينيات.
نشر سيمونوف الكثير من مجموعات المقالات والتحقيقات الصحفية والمجموعات الشعرية والسيناريوهات السينمائية وحظيت مؤلفاته بشعبية واسعة، وترجمت إلى عدد من اللغات ومنها العربية.
عدنان جاموس