١٥ خطوة لانطلاقتك الفنية
الدكتور فرانك هاجكاك طبيب نفساني ومصور له اسلوبه الذي يعلمه للآخرين بأساليب ومناهج متطورة ..
وهو هنا يطرح سلسلة خطوات للوصول إلى عمل فوتوغرافي ابداعي وبعيد كل البعد عن الاعتماد على الكاميرا وحدها ، مؤكداً أن المصور هو عنصر الابداع وليست الآلة .
هل تفتقر صورك إلى تلك اللمسة الانتاجية الفنية ؟!
الاحتمال الأكبر هو أن تغييراً بسيطاً يطرا على منـاهـج عملك يستطيع أن يـدعـمـه بـالشـرارة اللازمة فمنهاج العمل هو اعتقاد يؤثر على التصرف . والمثال على ذلك اعـتـقـادك انـك مـصـور فوتوغرافي تجيد صنع الوجهيات فقط ، لذلك تتـجـنـب خـوض التحديات الفوتوغرافية الأخرى .
لن تفشل هكذا ، ولكنك لن تحقق النـجـاح أبـدأ فـي مـجـالات فوتوغرافية أخرى . نتيجة لذلك . تعيق تطور مهاراتك وتؤكد لنفسك ان مواهبك محصـورة بـالتقاط وجهبات جيدة بهذه الطريقة يتحول منهاج العمل إلى دوراتك في الحلقات ذاتها ، وهي حلقات دائمـة صنعتهـا انت . يصبـح منهاج العمل مقبولا كحقيقة لا مجـال لتبديلها ، إلا أن منـاهـج العمـل هي شيء تتعلمه ويمكن تغييره ، لذلك يـصـبـح مـن الضروري ادراك هذه المعتقدات وكيفيـة اعـاقتـهـا او تحسينها لعملك .
وانا ، كطبيب نفساني ومصور فوتوغرافي في ذات الوقت ، اركز بالطبع على الشخص الذي يلتقط الصورة ... على ما يؤمن به وعلى قيمه وتصرفاته . ثم من خـلال ادارتي لحلقات دراسية وورشات عمل فوتوغرافية ، وجدت على مر السنين ان هناك مواقف معينة شائعة تعمل دائماً على منع الكثير من المصورين الفوتوغرافيين من استثمـار كـامـل امـكـانـاتـهم الابداعية .
۱- تركيز على المنظور :
صحيح ان التصوير الفـوتـوغـرافي هو فن بصري ولكن ليس من شيء بصري إلا وينتج تفاعلا غريزيا ، فالصور الأفضل تتميز بفتنـة بصـريـة وبتاثير عاطفي ، وتدعو الأهمية إلى فهم التاثير العاطفي لكل لون وكل نوع من التنوير نستعمله . ما هي الألوان الحارة وما هي الألوان الباردة : ما هي الألوان التي تبرز إلى الأمـام أو تتـراجـع وتبعث بعمق : ما هي الألوان التي تتناغم مع بعضها وما هي الألوان التي تتنافر ؟ . باستطاعـة كـل هـذه الوجـوه اللونيـة ان تحسن او تعطب التأثير الذي نريد بعثه .
فتجاهلك لمشاعر التدرج اللوني في صـورة فـوتـوغـرافيـة يعني القضاء على ما تريد هذه الصورة قوله .
۲ - تسديد والتقاط :
في ورشات العمل الفوتوغرافية . كثيراً ما أسال المشاركين عن سبب رغبتهم أن يتعلمـوا التصـويـر الفوتوغرافي ، وكثيراً ما يأتي الجـواب ، « حسنا ، اريد منفذاً إبداعياً ، والتصوير الفوتوغرافي يبدو سهلا كل ما تفعله هو ان تسدد وتلتقط . وتقوم الكاميرا بانجاز العمل . يبدو هذا وهو أسهل الفنون لاتعلمه . يقوم هذا الزعم الخـاطيء على القول بـان الصورة الفوتوغرافية تبدأ بتكـة تصدرها الكاميرا . والحقيقة انها لا تبـدأ هكذا . فعلى العمل والتفكير الابداعي ، أن يسبقا الكبس على زر اطلاق المغـلاق .
وهذا هو عكس معظم الانواع الفنية الأخرى ، فالنحات بشكل نتاجه النهائي خلال عمله . وهكذا هـو الرسم والفـن الـفـخـاري والموسيقى والكتابة ، بينما في التصوير الفوتوغرافي عليك ان تتخيل وتخطط قبـل ان تكبس زر المغلاق . فتخـطي هذا الجـزء الرئيسي من العملية ينتج صورة خاملة أو عادية .
۳ - تسمية / تصنيف :
إذا راينـا شـيئـاً بـاوراق خضراء واغصان وجذع وجذور ، ندعوه شجرة . وإذا راينا شيئا باجنحة ومحـرك ومصنوع من المعـدن تصنفه على انه طائرة - ذلك اننا لا نستطيع في عالمنا المعقد ان نعيش دون تسميات وهذه هي تعبيرات مخـتصـرة لعملية تفكيرنا . مع ذلك تبقى للتسميات ناحية سلبية ، إذ حالما نتعرف إلى شيء ما ، عادة ما نكف عن التمعن فيه والتفكير به . نفشل في مـلاحـظة الخطوط والبنية والفروقات اللونية والانظمة اللامـعـدودة فيـه وتـفـاصيله المتشابكـة . على المصورين الفوتوغرافيين أن يتعلموا تجاهل هذا الأثـر الجـانبي للتسميـة والتصنيف فبدلا من مشاهـدة البـنـاء فقـط على المـصـور الفوتوغرافي ان ينسق كل المزايا التي تشكل البناء المعين بل واكثر من هذا عليه ان يلاحـظ كيف أن كل النواحي في ذلك البناء المعين تتمازج مع بعضها وتؤثر على بعضها البعض ، هذه هي العملية التي تنتج صورا إبداعية تستدعي الانتباه .
٤ ـ تخصص غير ناضج :
كثيراً ما سمعت المعلمين وهم يطلبون من تلامذتهم أن يلتقطوا ما يثير اهتمامهم ، ليست هـذه بنصيحة جيدة في نظري . ذلك انهـا تقـود إلى اختصـاص غير ناضج . ومن ناحيتي ، اطلب من زملائي المصورين الفوتوغرافيين دائما ان يلتقطوا أي شيء وكل شيء ، قدح زجاج على الطاولة أو ربطة العنق التي يضعونها جـدولا جميلا او طريقاً دولياً أو سلسلة جبال ، إلتقـط كـل شيء تحت كل انواع الظروف الضوئية . هذا هو سبيلك لتتعلم التفكير الابداعي فـي مجـال التصوير الفوتوغرافي , فانت تتعلم ما يمكن صنعه ، تتعلم اية مناهج عمل تؤدي إلى اية نتائج . وتتعلم كيفية جلب افضل ما في موضوعك .
حالما تتعلم ذلك ، وهو العنصر الحاسم في التصوير الفوتوغرافي الابداعي ، حينذاك تستطيع أن تتخصص ، وهكذا . يصبح التصوير الفوتوغرافي شبيها باية مهنة اخرى .
ه ـ أفضل المعدات :
يزعم العديد من المـصـوريـن الفـوتـوغـرافيين انهم عنـدمـا يبتاعون كاميرا افضـل ، سوف تتحسن صورهم اوتوماتيكيا ، انه راي نشـجـعـه الدعـايـات المبثوثة ، والمطبوعة ، ينشأ من الظن بان الابداع يقوم على المعـدات لا على الشخص الذي يستعملها . ولكن موهبـة الرسام ليست محصـورة بـفـراشـيـه .
صحيح أن الكاميرا الأفضـل تستطيع فتح أبواب جديدة بسبب تعدد استعمالاتها الأكثر ، ولكن تبقى انت الذي تلتقط الصور ، لا الكاميرا , عليك القيام بالتفكير الإبداعي وتطبيقه على الوضع والمعدات المتوفرة .
٦ - كل الأشياء تقنيـة :
باستطاعة الخبرة التقنية ان تفتح ابواباً جديدة ، او ان تجنبك هدر الأفـلام ، أو نحسن صـورة هي جيدة أساساً , ولكن الاسلوب ليس الابداع فالصورة الابداعية تبـدأ بتطبيق عملية التفكيـر الابداعي على تشكيل المحتوى وعلى الابعاد والاضاءة ، ذلك أن الخبرات التقنية في العالم لا تستطيع تحسين صورة ضعيفة التشكيل ذات ابعاد مثيرة للملل او تنوير غير ممتع .
٧ - الاعـتـمـاد على الادوات :
عنـدمـا تعتمد على الأدوات لصنع صورة فوتوغرافية أصلية ولا معتادة ، تكون متجاهلا لمصدر الابداع ، الا وهو انت . لا شك انه من الممكن التقاط بعض الصور الفوتوغرافية المميزة باستعمال ملحقات ، ولكن الادوات تلعب دوراً ثانوياً في مجال تحقيق صور رائعة بالفعل ، وعندما تعمل بـالـكـاميـرا وملحقاتهـا ، تـاتي مخيلتك انت لتنتج صوراً فريدة بالفعل .
٨ - المـزاج الصحيح :
يرى كل مصور فوتوغرافي مبتديء تقريباً انه عليك ان تشعر بنفسك ملهماً أو تكـون بالمـزاج المناسب حتى تلتقط صـوراً جيدة ، ولو كان هذا صحيحاً ، لافلست شـركـات صنـع الأفلام ولجـاع العديد من المصورين الفوتوغرافيين المحترفين ، افضل طريقة لوضع نفسك في المزاج المناسب أن تمسك بكاميرتك وتبدا بالالتقاط . ثم بينما أنت تعمل . تبعث هذا المزاج المناسب في ذاتك فانت تتحكم بمزاجك . قم بعمل إيجـابـي حـاسم ، وحضر نفسك لاخـذ بعض اللقطات الرائعة .
۹ - الاعـتـمـاد على القوانين :
يشتمل الابداع ان تعمل على ما هو اصيل وفريد ومختلف ، لذلك فإن كـل عمـل إبداعي هو رحلة إلى منطقة ليست ممسـوحـة . ومن الطبيعي أن نبحث عن القوانين والارشـاد عنـدمـا نـغـامـر بـالدخـول في المجهول . ولكن يبقى الاعتماد على القوانين إعاقـة للابداع فإذا تقيدنا بالقوانين ، لا نخوض الاختبارات . نتوقف عن التفكير لانفسنا ونبدا الاعتماد على الخبراء ، صحيح ان الخبراء هم مراجع في حقول اختصاصهم . ولـكـنـهـم ليـسـوا مبدعين بالضرورة ، فعندما تحتاج إلى حقائق ، عليك استشارة خبيربها وعندما تريد صنع صور ابداعية ، استشر شخصاً مبدعاً ، هو انت . ثم بدلا من البحث عن قوانين ، خض التجـارب . جـرب ابـعـاداً مـخـتـلـفـة وإضـاءات مخـتـلفـة ومواضيع مختلفة ، كن مختلفاً وجريئا ، جرب القيام بأعمال لست واثقاً انها ستنجـح . تسـتـطيـع الانصات إلى اقتراحات بالطبع شرط أن لا تعتمدها كحقائق غيـر ممكنة التغيير .
۱۰ - لقطة واحدة فقط :
بينما نحن ننمو وتترعرع تعلمنا ان هناك طريقة صحيحة واحدة فقط للقيـام بـاي شـيء . أمـا الحقيقة ، فهي وجود العديد من الطرق المقبولة لإنجاز اية مهمة ، تماماً كما أن هناك إمكانات لقطات رائعـة متـعـددة في أي ظرف فوتوغرافي ، ويعود الأمر إلى كل مصور فوتوغرافي ليبحث عن هذه الطرق . فإذا توقفت عن الالتقاط عنـدمـا تظن انك حصلت على اللقطة الرائعة ، ستفـوتـك بعض البدائل التي ربمـا تكـون بذات الجودة أو ربمـا تكـون افضل .
١١ - توقع المثالية :
هل يبدو هذا التسلسل مألوفاً ... كنت متحمساً للتصوير الفوتوغرافي فقد ابتعت كاميرا والتقطت بعض اللغات ، ثم تطلعت إلى النتائج فلم يرضك ما رايت ، لذلك وضعت كاميرتـك جانباً . بعد ذلك رحت تستعيـدهـا بين حين وحين في منـاسبـات نـادرة لتحـاول مـرة أخرى ، والنتائج ذاتها ، كان وراء هذا السيناريو حماس ذاتي بـالغ تـوقـع أكثـر مـمـا ينبغي قبلمـا ينبغي إذ لم يحدث لاي محترف ان اتـقـن أسـلـوبـه بـيـن لـيـلـة وضحاها ، ولن يحدث هذا معك انت . ذلك أن الأمر يحتاج منك إلى وقت وصبر ومنهاج عمل منظم . حتى تصحح اخطاءك . وعوضاً عن فقـدانـك الحمـاس ، استعن بصورك الفوتوغرافية كمصدر دعم . تعرف على الأخطاء التي ترتكبهـا وصححهـا واحـدة فواحدة .
١٢ ـ إغفـال الواضـح :
ينبع هذا الاتجاه من الايمان بأن الجمال نادر ، والحقيقة أن الجمال يقبع في تسلسل السطور والألوان والأشكال والتناغم أو التنافر الذي تبعثـه هـذه ، يقبـع الجمـال باختصار في كل شيء يحيط بنا .
ليس علينـا إلا أن نتطلع حتى نلاحظه ، فإذا نظرت إلى ذلك المشهد الكبير أو في ذلك الحدث النادر ، سوف تغفل عن كل السـمـات الجميلة الممتعة المنتشرة في بيئتك اليومية .
۱۳ - اعـتـمـادك على عدادك :
التصوير الفوتوغرافي هو الرسم بالضوء . فإذا تعلمت التصوير الفوتوغرافي بالخضوع إلى قراءات عدادك كمنفذ مطيع ، سوف تفـوتـك بعض الدروس المهمـة حـول امكـانـات الضـوء وجماله . ذلك ان الخضوع المطلق إلى العداد يؤثر على التصوير الفوتوغرافي الابداعي بكل تأكيد .
إذ يحدث في بعض الأحيان أن يؤدي التـعـريض الضوئي الخاطيء بحد ذاته إلى اعطاء النتائج الأفضل . والمثال على هذا انك إذا أردت الوانا حمراء عميقة التشبع في مشهد غروب الشمس الذي تـلـتـقـطه ، أو اردت ظلالا شديدة وقلة في التفصيل لانتاج وجهيات قوية ممتعة ، يصبـح عليك ان تعتمد تعريضاً ضوئياً يقل عما ينبغي . أكثر من هذا ان العدادات قد تكون مخطئة .
فقد حدث لبعض صوري الفوتوغرافية ان الثقطت في نور لم يحرك ابرة عدادي مطلقاً ، ولو اعتمدت على هذا العداد وحده فقـط ، لفاتتني بعض اللقطات الرائعة بالفعل .
١٤ - الثقة بالنفس :
هذه هي الناحية الأكثر إعاقة للتصوير الفوتوغرافي الابداعي ، فنحن نميل إلى الظن بـان المـوهبـة نادرة ، ونادراً مـا نـرى انفسنا مبدعين ، أما الحقيقة فهي ان الابداع هو أحد معالم الذكاء . ما من شخص لديه نسبة ذكاء ما إلا ولديه نسبة ابداع ما ، والمسالة بالنسبة لمعظمنا هي ببساطة مسألة أن نتعلم تنميـة نسبـة الابداع هذه وتطبيقها . هنـاك الكثير من الشواهد التي تظهر اننا إذا آمنا باننا مبدعون ، او تصرفنا حسبما نظن أن المبدعين يتصرفون ، فسيزداد انتاجنا الابداعي . ومن سبل التخلص من هذه الاعاقـة ان تسال نفسـك . و كيف سيعمد الشخص الابداعي إلى أخذ هذه اللقطة ؟ .. أو « لو حدث لانسیل آدمز ان شاهـد هذا الذي اشاهده ، فكيف يلتقطه . ؟ . » سوف تندهش من النتـائـج . ولسـوف تنجـح هـذه الطريقـة لأسباب ثلاثة . أولاها انها تحررك من المسؤولية الشخصية . إذا لم ترض عن النتائج ، تستطيـع لوم ذلك ، الشخص المبدع ، على ما حـدث . وثانيها أن هذه الطريقة تجبرك على التفكير بدقة وعنـاية فيما تلتقطه , أما ثالثها ، فهي انها طريقة تجبرك على تغيير أبعادك . ذلك أن المرونة هي أحد المفاتيح الرئيسية لباب الابداع .
١٥ - ابعاد صارمة :
يحدث لمعظمنا أن نشاهد الأشياء حسبما هي معروضة في بيئتنا ونميـل لعدم البحث عن مزيد . لا نكلف انفسنا أبدأ عبء خـوض عمليات التلاعب بما نشاهده او إجـراء التجارب عليه او تفحصه من أبعاد متعددة مختلفة . باختصار ، نحن لا نحاول ابدأ أن نتعرف على ما هو موجود في بيئتنا . فمعظم الناس لا يستطيعون حتى التعرف على إمكانات أخذ لقطات قريبة لأشياء نشاهدها ونلمسها كل يوم ، وهكذا تكون عاداتنا الصارمة في مجال الادراك مسؤولة عن خسارتنـا لفرص اكتشاف الجمال القاتم في كل شيء .
إذا بدت لك بعض مناهج العمل هذه مألوفة ، واجـه كـلا منها بالعمل أولا على التفكير به ، ثم بتبني موقف إيجابي أكثر ومنتج أكثر ، وسينعكس نموك في صورك⏹
اعداد وتصوير :
الدكـتـور -frank ha jcak
الدكتور فرانك هاجكاك طبيب نفساني ومصور له اسلوبه الذي يعلمه للآخرين بأساليب ومناهج متطورة ..
وهو هنا يطرح سلسلة خطوات للوصول إلى عمل فوتوغرافي ابداعي وبعيد كل البعد عن الاعتماد على الكاميرا وحدها ، مؤكداً أن المصور هو عنصر الابداع وليست الآلة .
هل تفتقر صورك إلى تلك اللمسة الانتاجية الفنية ؟!
الاحتمال الأكبر هو أن تغييراً بسيطاً يطرا على منـاهـج عملك يستطيع أن يـدعـمـه بـالشـرارة اللازمة فمنهاج العمل هو اعتقاد يؤثر على التصرف . والمثال على ذلك اعـتـقـادك انـك مـصـور فوتوغرافي تجيد صنع الوجهيات فقط ، لذلك تتـجـنـب خـوض التحديات الفوتوغرافية الأخرى .
لن تفشل هكذا ، ولكنك لن تحقق النـجـاح أبـدأ فـي مـجـالات فوتوغرافية أخرى . نتيجة لذلك . تعيق تطور مهاراتك وتؤكد لنفسك ان مواهبك محصـورة بـالتقاط وجهبات جيدة بهذه الطريقة يتحول منهاج العمل إلى دوراتك في الحلقات ذاتها ، وهي حلقات دائمـة صنعتهـا انت . يصبـح منهاج العمل مقبولا كحقيقة لا مجـال لتبديلها ، إلا أن منـاهـج العمـل هي شيء تتعلمه ويمكن تغييره ، لذلك يـصـبـح مـن الضروري ادراك هذه المعتقدات وكيفيـة اعـاقتـهـا او تحسينها لعملك .
وانا ، كطبيب نفساني ومصور فوتوغرافي في ذات الوقت ، اركز بالطبع على الشخص الذي يلتقط الصورة ... على ما يؤمن به وعلى قيمه وتصرفاته . ثم من خـلال ادارتي لحلقات دراسية وورشات عمل فوتوغرافية ، وجدت على مر السنين ان هناك مواقف معينة شائعة تعمل دائماً على منع الكثير من المصورين الفوتوغرافيين من استثمـار كـامـل امـكـانـاتـهم الابداعية .
۱- تركيز على المنظور :
صحيح ان التصوير الفـوتـوغـرافي هو فن بصري ولكن ليس من شيء بصري إلا وينتج تفاعلا غريزيا ، فالصور الأفضل تتميز بفتنـة بصـريـة وبتاثير عاطفي ، وتدعو الأهمية إلى فهم التاثير العاطفي لكل لون وكل نوع من التنوير نستعمله . ما هي الألوان الحارة وما هي الألوان الباردة : ما هي الألوان التي تبرز إلى الأمـام أو تتـراجـع وتبعث بعمق : ما هي الألوان التي تتناغم مع بعضها وما هي الألوان التي تتنافر ؟ . باستطاعـة كـل هـذه الوجـوه اللونيـة ان تحسن او تعطب التأثير الذي نريد بعثه .
فتجاهلك لمشاعر التدرج اللوني في صـورة فـوتـوغـرافيـة يعني القضاء على ما تريد هذه الصورة قوله .
۲ - تسديد والتقاط :
في ورشات العمل الفوتوغرافية . كثيراً ما أسال المشاركين عن سبب رغبتهم أن يتعلمـوا التصـويـر الفوتوغرافي ، وكثيراً ما يأتي الجـواب ، « حسنا ، اريد منفذاً إبداعياً ، والتصوير الفوتوغرافي يبدو سهلا كل ما تفعله هو ان تسدد وتلتقط . وتقوم الكاميرا بانجاز العمل . يبدو هذا وهو أسهل الفنون لاتعلمه . يقوم هذا الزعم الخـاطيء على القول بـان الصورة الفوتوغرافية تبدأ بتكـة تصدرها الكاميرا . والحقيقة انها لا تبـدأ هكذا . فعلى العمل والتفكير الابداعي ، أن يسبقا الكبس على زر اطلاق المغـلاق .
وهذا هو عكس معظم الانواع الفنية الأخرى ، فالنحات بشكل نتاجه النهائي خلال عمله . وهكذا هـو الرسم والفـن الـفـخـاري والموسيقى والكتابة ، بينما في التصوير الفوتوغرافي عليك ان تتخيل وتخطط قبـل ان تكبس زر المغلاق . فتخـطي هذا الجـزء الرئيسي من العملية ينتج صورة خاملة أو عادية .
۳ - تسمية / تصنيف :
إذا راينـا شـيئـاً بـاوراق خضراء واغصان وجذع وجذور ، ندعوه شجرة . وإذا راينا شيئا باجنحة ومحـرك ومصنوع من المعـدن تصنفه على انه طائرة - ذلك اننا لا نستطيع في عالمنا المعقد ان نعيش دون تسميات وهذه هي تعبيرات مخـتصـرة لعملية تفكيرنا . مع ذلك تبقى للتسميات ناحية سلبية ، إذ حالما نتعرف إلى شيء ما ، عادة ما نكف عن التمعن فيه والتفكير به . نفشل في مـلاحـظة الخطوط والبنية والفروقات اللونية والانظمة اللامـعـدودة فيـه وتـفـاصيله المتشابكـة . على المصورين الفوتوغرافيين أن يتعلموا تجاهل هذا الأثـر الجـانبي للتسميـة والتصنيف فبدلا من مشاهـدة البـنـاء فقـط على المـصـور الفوتوغرافي ان ينسق كل المزايا التي تشكل البناء المعين بل واكثر من هذا عليه ان يلاحـظ كيف أن كل النواحي في ذلك البناء المعين تتمازج مع بعضها وتؤثر على بعضها البعض ، هذه هي العملية التي تنتج صورا إبداعية تستدعي الانتباه .
٤ ـ تخصص غير ناضج :
كثيراً ما سمعت المعلمين وهم يطلبون من تلامذتهم أن يلتقطوا ما يثير اهتمامهم ، ليست هـذه بنصيحة جيدة في نظري . ذلك انهـا تقـود إلى اختصـاص غير ناضج . ومن ناحيتي ، اطلب من زملائي المصورين الفوتوغرافيين دائما ان يلتقطوا أي شيء وكل شيء ، قدح زجاج على الطاولة أو ربطة العنق التي يضعونها جـدولا جميلا او طريقاً دولياً أو سلسلة جبال ، إلتقـط كـل شيء تحت كل انواع الظروف الضوئية . هذا هو سبيلك لتتعلم التفكير الابداعي فـي مجـال التصوير الفوتوغرافي , فانت تتعلم ما يمكن صنعه ، تتعلم اية مناهج عمل تؤدي إلى اية نتائج . وتتعلم كيفية جلب افضل ما في موضوعك .
حالما تتعلم ذلك ، وهو العنصر الحاسم في التصوير الفوتوغرافي الابداعي ، حينذاك تستطيع أن تتخصص ، وهكذا . يصبح التصوير الفوتوغرافي شبيها باية مهنة اخرى .
ه ـ أفضل المعدات :
يزعم العديد من المـصـوريـن الفـوتـوغـرافيين انهم عنـدمـا يبتاعون كاميرا افضـل ، سوف تتحسن صورهم اوتوماتيكيا ، انه راي نشـجـعـه الدعـايـات المبثوثة ، والمطبوعة ، ينشأ من الظن بان الابداع يقوم على المعـدات لا على الشخص الذي يستعملها . ولكن موهبـة الرسام ليست محصـورة بـفـراشـيـه .
صحيح أن الكاميرا الأفضـل تستطيع فتح أبواب جديدة بسبب تعدد استعمالاتها الأكثر ، ولكن تبقى انت الذي تلتقط الصور ، لا الكاميرا , عليك القيام بالتفكير الإبداعي وتطبيقه على الوضع والمعدات المتوفرة .
٦ - كل الأشياء تقنيـة :
باستطاعة الخبرة التقنية ان تفتح ابواباً جديدة ، او ان تجنبك هدر الأفـلام ، أو نحسن صـورة هي جيدة أساساً , ولكن الاسلوب ليس الابداع فالصورة الابداعية تبـدأ بتطبيق عملية التفكيـر الابداعي على تشكيل المحتوى وعلى الابعاد والاضاءة ، ذلك أن الخبرات التقنية في العالم لا تستطيع تحسين صورة ضعيفة التشكيل ذات ابعاد مثيرة للملل او تنوير غير ممتع .
٧ - الاعـتـمـاد على الادوات :
عنـدمـا تعتمد على الأدوات لصنع صورة فوتوغرافية أصلية ولا معتادة ، تكون متجاهلا لمصدر الابداع ، الا وهو انت . لا شك انه من الممكن التقاط بعض الصور الفوتوغرافية المميزة باستعمال ملحقات ، ولكن الادوات تلعب دوراً ثانوياً في مجال تحقيق صور رائعة بالفعل ، وعندما تعمل بـالـكـاميـرا وملحقاتهـا ، تـاتي مخيلتك انت لتنتج صوراً فريدة بالفعل .
٨ - المـزاج الصحيح :
يرى كل مصور فوتوغرافي مبتديء تقريباً انه عليك ان تشعر بنفسك ملهماً أو تكـون بالمـزاج المناسب حتى تلتقط صـوراً جيدة ، ولو كان هذا صحيحاً ، لافلست شـركـات صنـع الأفلام ولجـاع العديد من المصورين الفوتوغرافيين المحترفين ، افضل طريقة لوضع نفسك في المزاج المناسب أن تمسك بكاميرتك وتبدا بالالتقاط . ثم بينما أنت تعمل . تبعث هذا المزاج المناسب في ذاتك فانت تتحكم بمزاجك . قم بعمل إيجـابـي حـاسم ، وحضر نفسك لاخـذ بعض اللقطات الرائعة .
۹ - الاعـتـمـاد على القوانين :
يشتمل الابداع ان تعمل على ما هو اصيل وفريد ومختلف ، لذلك فإن كـل عمـل إبداعي هو رحلة إلى منطقة ليست ممسـوحـة . ومن الطبيعي أن نبحث عن القوانين والارشـاد عنـدمـا نـغـامـر بـالدخـول في المجهول . ولكن يبقى الاعتماد على القوانين إعاقـة للابداع فإذا تقيدنا بالقوانين ، لا نخوض الاختبارات . نتوقف عن التفكير لانفسنا ونبدا الاعتماد على الخبراء ، صحيح ان الخبراء هم مراجع في حقول اختصاصهم . ولـكـنـهـم ليـسـوا مبدعين بالضرورة ، فعندما تحتاج إلى حقائق ، عليك استشارة خبيربها وعندما تريد صنع صور ابداعية ، استشر شخصاً مبدعاً ، هو انت . ثم بدلا من البحث عن قوانين ، خض التجـارب . جـرب ابـعـاداً مـخـتـلـفـة وإضـاءات مخـتـلفـة ومواضيع مختلفة ، كن مختلفاً وجريئا ، جرب القيام بأعمال لست واثقاً انها ستنجـح . تسـتـطيـع الانصات إلى اقتراحات بالطبع شرط أن لا تعتمدها كحقائق غيـر ممكنة التغيير .
۱۰ - لقطة واحدة فقط :
بينما نحن ننمو وتترعرع تعلمنا ان هناك طريقة صحيحة واحدة فقط للقيـام بـاي شـيء . أمـا الحقيقة ، فهي وجود العديد من الطرق المقبولة لإنجاز اية مهمة ، تماماً كما أن هناك إمكانات لقطات رائعـة متـعـددة في أي ظرف فوتوغرافي ، ويعود الأمر إلى كل مصور فوتوغرافي ليبحث عن هذه الطرق . فإذا توقفت عن الالتقاط عنـدمـا تظن انك حصلت على اللقطة الرائعة ، ستفـوتـك بعض البدائل التي ربمـا تكـون بذات الجودة أو ربمـا تكـون افضل .
١١ - توقع المثالية :
هل يبدو هذا التسلسل مألوفاً ... كنت متحمساً للتصوير الفوتوغرافي فقد ابتعت كاميرا والتقطت بعض اللغات ، ثم تطلعت إلى النتائج فلم يرضك ما رايت ، لذلك وضعت كاميرتـك جانباً . بعد ذلك رحت تستعيـدهـا بين حين وحين في منـاسبـات نـادرة لتحـاول مـرة أخرى ، والنتائج ذاتها ، كان وراء هذا السيناريو حماس ذاتي بـالغ تـوقـع أكثـر مـمـا ينبغي قبلمـا ينبغي إذ لم يحدث لاي محترف ان اتـقـن أسـلـوبـه بـيـن لـيـلـة وضحاها ، ولن يحدث هذا معك انت . ذلك أن الأمر يحتاج منك إلى وقت وصبر ومنهاج عمل منظم . حتى تصحح اخطاءك . وعوضاً عن فقـدانـك الحمـاس ، استعن بصورك الفوتوغرافية كمصدر دعم . تعرف على الأخطاء التي ترتكبهـا وصححهـا واحـدة فواحدة .
١٢ ـ إغفـال الواضـح :
ينبع هذا الاتجاه من الايمان بأن الجمال نادر ، والحقيقة أن الجمال يقبع في تسلسل السطور والألوان والأشكال والتناغم أو التنافر الذي تبعثـه هـذه ، يقبـع الجمـال باختصار في كل شيء يحيط بنا .
ليس علينـا إلا أن نتطلع حتى نلاحظه ، فإذا نظرت إلى ذلك المشهد الكبير أو في ذلك الحدث النادر ، سوف تغفل عن كل السـمـات الجميلة الممتعة المنتشرة في بيئتك اليومية .
۱۳ - اعـتـمـادك على عدادك :
التصوير الفوتوغرافي هو الرسم بالضوء . فإذا تعلمت التصوير الفوتوغرافي بالخضوع إلى قراءات عدادك كمنفذ مطيع ، سوف تفـوتـك بعض الدروس المهمـة حـول امكـانـات الضـوء وجماله . ذلك ان الخضوع المطلق إلى العداد يؤثر على التصوير الفوتوغرافي الابداعي بكل تأكيد .
إذ يحدث في بعض الأحيان أن يؤدي التـعـريض الضوئي الخاطيء بحد ذاته إلى اعطاء النتائج الأفضل . والمثال على هذا انك إذا أردت الوانا حمراء عميقة التشبع في مشهد غروب الشمس الذي تـلـتـقـطه ، أو اردت ظلالا شديدة وقلة في التفصيل لانتاج وجهيات قوية ممتعة ، يصبـح عليك ان تعتمد تعريضاً ضوئياً يقل عما ينبغي . أكثر من هذا ان العدادات قد تكون مخطئة .
فقد حدث لبعض صوري الفوتوغرافية ان الثقطت في نور لم يحرك ابرة عدادي مطلقاً ، ولو اعتمدت على هذا العداد وحده فقـط ، لفاتتني بعض اللقطات الرائعة بالفعل .
١٤ - الثقة بالنفس :
هذه هي الناحية الأكثر إعاقة للتصوير الفوتوغرافي الابداعي ، فنحن نميل إلى الظن بـان المـوهبـة نادرة ، ونادراً مـا نـرى انفسنا مبدعين ، أما الحقيقة فهي ان الابداع هو أحد معالم الذكاء . ما من شخص لديه نسبة ذكاء ما إلا ولديه نسبة ابداع ما ، والمسالة بالنسبة لمعظمنا هي ببساطة مسألة أن نتعلم تنميـة نسبـة الابداع هذه وتطبيقها . هنـاك الكثير من الشواهد التي تظهر اننا إذا آمنا باننا مبدعون ، او تصرفنا حسبما نظن أن المبدعين يتصرفون ، فسيزداد انتاجنا الابداعي . ومن سبل التخلص من هذه الاعاقـة ان تسال نفسـك . و كيف سيعمد الشخص الابداعي إلى أخذ هذه اللقطة ؟ .. أو « لو حدث لانسیل آدمز ان شاهـد هذا الذي اشاهده ، فكيف يلتقطه . ؟ . » سوف تندهش من النتـائـج . ولسـوف تنجـح هـذه الطريقـة لأسباب ثلاثة . أولاها انها تحررك من المسؤولية الشخصية . إذا لم ترض عن النتائج ، تستطيـع لوم ذلك ، الشخص المبدع ، على ما حـدث . وثانيها أن هذه الطريقة تجبرك على التفكير بدقة وعنـاية فيما تلتقطه , أما ثالثها ، فهي انها طريقة تجبرك على تغيير أبعادك . ذلك أن المرونة هي أحد المفاتيح الرئيسية لباب الابداع .
١٥ - ابعاد صارمة :
يحدث لمعظمنا أن نشاهد الأشياء حسبما هي معروضة في بيئتنا ونميـل لعدم البحث عن مزيد . لا نكلف انفسنا أبدأ عبء خـوض عمليات التلاعب بما نشاهده او إجـراء التجارب عليه او تفحصه من أبعاد متعددة مختلفة . باختصار ، نحن لا نحاول ابدأ أن نتعرف على ما هو موجود في بيئتنا . فمعظم الناس لا يستطيعون حتى التعرف على إمكانات أخذ لقطات قريبة لأشياء نشاهدها ونلمسها كل يوم ، وهكذا تكون عاداتنا الصارمة في مجال الادراك مسؤولة عن خسارتنـا لفرص اكتشاف الجمال القاتم في كل شيء .
إذا بدت لك بعض مناهج العمل هذه مألوفة ، واجـه كـلا منها بالعمل أولا على التفكير به ، ثم بتبني موقف إيجابي أكثر ومنتج أكثر ، وسينعكس نموك في صورك⏹
اعداد وتصوير :
الدكـتـور -frank ha jcak
تعليق