جابري (سعد الله)
Al-Jaberi (Saadallah-) - Al-Jaberi (Saadallah-)
الجابري (سعد الله ـ)
(1312ـ1367هـ/1894ـ1947م)
سعد الله بن عبد القادر لطفي الجابري، أحد رجال السياسة السوريين البارزين في النصف الأول من القرن العشرين. نشأ في أسرة حلبية ذات مكانة ونفوذ كبيرين في المجالين السياسي والاجتماعي، أتمَّ دراسته الثانوية في حلب ثم التحق بالكلية الملكية السلطانية في اصطنبول. شارك عام 1912 عدداً من الشباب العرب في تأسيس (الجمعية الفتاة) التي نادت باستقلال البلاد العربية وتحرُّرها من الاستبداد العثماني، وشاركت من أجل ذلك في المؤتمر العربي الأول المنعقد في باريس 17 حزيران 1913 والذي دعا إلى إقامة نظام اللامركزية في ديار العرب التابعة للدولة العثمانية. وقضى الجابري مدة الحرب العالمية الأولى مجنّداً في الجيش العثماني، وعُيِّن مراقب أرزاق الجيش وقوافله في بلدة (أرض روم). وعاد بعد الحرب إلى حلب، وجدّد اتصاله بمن كان معه في الكلية الملكية السلطانية، ومنهم شكري القوتلي وعدد من الوطنيين. في هذه المدة أٌقيمت الحكومة العربية (العهد الفيصلي) برئاسة الملك فيصل بن الشريف حسين بن علي في سورية، بيد أنَّ الاحتلال الفرنسي الذي رسا على الساحل السوري اللبناني، بدأ يتوغَّل نحو الداخل ويعمل على تقويض العهد الفيصلي تنفيذاً لاتفاق سايكس-بيكو الاستعماري وتوابعه المعقودة بين إنكلترة وفرنسة لاقتسام البلاد العربية الخاضعة للعثمانيين. ونشبت ثورات في مناطق مختلفة من سورية في وجه التدخل الفرنسي، وكانت ثورة إبراهيم هنانو من 1919 إلى 1921 شمالي سورية إحدى هذه الثورات الهامة. وعمل سعد الله على مساندة ثورة هنانو ودعمها بين سكان مدينة حلب والمدن القريبة منها، وكان ساخطاً على اعتداء الاحتلال الفرنسي على الشخصية الوطنية وثقافتها وتعميم اللغة الفرنسية، وواصل الاجتماع إلى الوطنيين ورفع مذكرات الاحتجاج في الداخل وإلى جمعية الأمم.
اعتقل سعد الله مرة مع بعض كبار الوطنيين ومنهم هاشم الأتاسي وفارس الخوري وآخرون، ومرة منفرداً في أرواد ولبنان والحسكة في المدة بين 1926 و1928، حين مالت فرنسة إلى المهادنة ووافقت على إقامة حكم دستوري في سورية، وأطلقت المعتقلين وخفَّفت القيود، وانتخب سعد وهنانو عضوين في المجلس التأسيسي لعام 1928. غير أن الفرنسيين ألغوا المجلس لأنه لم يخدم أغراضهم، واستمر سعد بالتآزر مع الوطنيين يناهض الفرنسيين والحكومات التي يقيمونها ومشروع المعاهدة التي اقترحوها في 1933، فاعتقل سعد الله وحوكم في حزيران 1934، وسُجن مدة قصيرة لهذا السبب. وكان قد شارك في تشرين الثاني 1932 هاشم الأتاسي وهنانو وشكري القوتلي وفارس الخوري وجميل مردم بك وعبد الرحمن الكيالي في تأسيس الكتلة الوطنية لتكون هيئة سياسية لقيادة النضال الوطني، شغل سعد الله فيها منصب نائب الرئيس، وغدا سعد الله بعد موت هنانو في تشرين الأول 1935 زعيم الشمال السوري. عمّت الاضطرابات سورية في أواخر 1935 ومستهل 1936، وأغلقت السلطة الفرنسية مكاتب الكتلة الوطنية، واتَّسعت الاعتقالات، ولما رأت فرنسة إخفاق تدابيرها التعسفية مالت إلى المفاوضة، وأطلقت سراح المعتقلين، وتألَّف وفد سوري مفاوض، غادر إلى باريس وكان من أعضائه هاشم الأتاسي وسعد الله الجابري وفارس الخوري وجميل مردم وآخرون، واتُّفِق على عقد معاهدة مع فرنسة تعطي سورية استقلالاً منقوصاً في أيلول 1936، ترتَّب عليها انتخابات فازت فيها الكتلة الوطنية وتألَّفت أواخر 1936 أول حكومة وطنية، شغل فيها هاشم الأتاسي رئاسة الجمهورية وجميل مردم رئاسة الوزارة وفارس الخوري رئاسة مجلس النواب والقوتلي المالية وسعد الله الجابري الداخلية ثم الخارجية وغيرهم. وبدأ جو العالم يكفهرّ من إرهاصات الحرب العالمية الثانية، وتراجعت فرنسة عن اتفاقها مع السوريين، وامتنعت عن تصديق المعاهدة الموقعة مع سورية بعد أن أقرَّها مجلس النواب السوري، وعَطّلت فاعلية الحكومة السورية، فاستقالت هذه الحكومة واستقال رئيس الجمهورية بعدها مباشرة في منتصف عام 1939، وعطّل المندوب السامي الفرنسي الحياة الدستورية ودستور 1928 المُعتَمد. وألّف حكومة المديرين الموالية للفرنسيين برئاسة بهيج الخطيب، وانتشر الاضطهاد في البلاد، واغتيل الزعيم عبد الرحمن الشهبندر أواسط عام 1940، فوجّهت سلطة المديرين الاتهام نحو بعض قادة الكتلة الوطنية بقصد شقّ الصف الوطني، ولجأ سعد وأصحابه بسبب ذلك إلى العراق، وبرّأ القضاء سعداً والقادة الآخرين من التهمة. وتتابعت التطورات السياسية والعسكرية في هذه الآونة على ساحة المنطقة، ودخلت قوات الحلفاء الإنكليزية والفرنسية الدوغولية سورية في حزيران 1941، وسقطت السلطة الفرنسية الفيشية الموالية لألمانية والمحور الموجودة في سورية بقيادة الجنرال دانز. وعاد سعد وصحبه من العراق، واعترفت السلطة الفرنسية الدوغولية الجديدة رسمياً باستقلال سورية في أيلول 1941. وأعقب ذلك قرار ممثّلها الجنرال كاترو بإلغاء تجزئة سورية وعودة اللاذقية والسويداء إلى كيان الدولة. ودُعِي في تموز 1943 إلى انتخابات تؤسِّس لعهد وطني جديد، فازت فيها قائمة الكتلة الوطنية وصار شكري القوتلي رئيساً للجمهورية وفارس الخوري رئيساً لمجلس النواب وسعد الله الجابري رئيساً للوزراء. وأسهم من هذا الموقع في وضع بروتوكول الإسكندرية 7 تشرين الأول 1944 المؤسِّس لجامعة الدول العربية. استقالت وزارة الجابري في الشهر عينه، وخلفتها وزارة الخوري، وصار سعد رئيساً لمجلس النواب مطلع عام 1945. وعادت فرنسة إلى محاولة الاحتفاظ بامتيازات خاصة بها في سورية، واتَّجهت إلى عرقلة استكمال مؤسسات الدولة ولاسيما الجيش، وتوصَّلت إلى تفاهم محدود مع إنكلترة على حساب سورية في هذا الأمر، وأخفقت مفاوضات الفرنسيين مع الرئيس القوتلي بهذا الشأن، فوسّعت قواتهم انتشارها في المدن، ثم وجّهت إنذاراً إلى رئيس مجلس النواب سعد الله الجابري لإخلاء المجلس وتسليمه، فرفضه الجابري، واندلع القصف بعد ذلك مباشرة في 29 أيار 1945، وانصبّ على المجلس فتهدّم واستُشهِدت حاميته، وشمل العدوان دمشق ومعظم المدن السورية. وحُوصر سعد في فندق الشرق مقر إقامته، فخرج متنكّراً بزيّ راهب في سيارة السفير الروسي (سولود)، ووصل حيفا واتصل بالإنكليز وأبرق إلى لندن ومجلس الأمن الدولي يطلب التدخل لوقف المجزرة الفرنسية في سورية. وتدخّل الإنكليز عسكرياً، وأقرّ مجلس الأمن الجلاء الفوري للقوات الأجنبية عن سورية ولبنان. وتمَّ الجلاء عن سورية في 17 نيسان 1946. غدا هذا اليوم العيد الوطني للبلاد، وتولّى الجابري رئاسة الوزارة الأولى بعد الاستقلال التام، والثالثة له في 27 نيسان 1946. وتفاقمت المصاعب في هذه المدة، ولم يكن متاحاً للحكومة السورية آنئذٍ أن تتغلب على الصعاب التي واجهتها داخلياً وخارجياً، فلجأت إلى التضييق وأصدرت المرسوم (50) بغية خنق المعارضة، وقامت المظاهرات والإضرابات، وعمَّ السُّخط على سياسة الحكومة الخارجية والداخلية، وبدأ المرض يستحكم في جسم الجابري فاستقال وهو مريض في مشفى الإسكندرية في 20 كانون الأول 1946. ثم عاد إلى سورية في أوائل 1947، وانزوى في قرية (تريدم) قرب حلب يكابد المرض إلى أن وافته المنيّة في 20 حزيران، ودفن إلى جوار قبر هنانو في حلب.
كان لموت سعد الله الجابري رنة حزن شاملة في سورية والوطن العربي، لما كان يتمتع به من سجايا مقدّرة، منها وطنيته الصادقة المثابرة، وشعوره القومي العربي، وشجاعته ونزاهته المتشددة، ونبل مسلكه.
يوسف الأمير علي
Al-Jaberi (Saadallah-) - Al-Jaberi (Saadallah-)
الجابري (سعد الله ـ)
(1312ـ1367هـ/1894ـ1947م)
سعد الله بن عبد القادر لطفي الجابري، أحد رجال السياسة السوريين البارزين في النصف الأول من القرن العشرين. نشأ في أسرة حلبية ذات مكانة ونفوذ كبيرين في المجالين السياسي والاجتماعي، أتمَّ دراسته الثانوية في حلب ثم التحق بالكلية الملكية السلطانية في اصطنبول. شارك عام 1912 عدداً من الشباب العرب في تأسيس (الجمعية الفتاة) التي نادت باستقلال البلاد العربية وتحرُّرها من الاستبداد العثماني، وشاركت من أجل ذلك في المؤتمر العربي الأول المنعقد في باريس 17 حزيران 1913 والذي دعا إلى إقامة نظام اللامركزية في ديار العرب التابعة للدولة العثمانية. وقضى الجابري مدة الحرب العالمية الأولى مجنّداً في الجيش العثماني، وعُيِّن مراقب أرزاق الجيش وقوافله في بلدة (أرض روم). وعاد بعد الحرب إلى حلب، وجدّد اتصاله بمن كان معه في الكلية الملكية السلطانية، ومنهم شكري القوتلي وعدد من الوطنيين. في هذه المدة أٌقيمت الحكومة العربية (العهد الفيصلي) برئاسة الملك فيصل بن الشريف حسين بن علي في سورية، بيد أنَّ الاحتلال الفرنسي الذي رسا على الساحل السوري اللبناني، بدأ يتوغَّل نحو الداخل ويعمل على تقويض العهد الفيصلي تنفيذاً لاتفاق سايكس-بيكو الاستعماري وتوابعه المعقودة بين إنكلترة وفرنسة لاقتسام البلاد العربية الخاضعة للعثمانيين. ونشبت ثورات في مناطق مختلفة من سورية في وجه التدخل الفرنسي، وكانت ثورة إبراهيم هنانو من 1919 إلى 1921 شمالي سورية إحدى هذه الثورات الهامة. وعمل سعد الله على مساندة ثورة هنانو ودعمها بين سكان مدينة حلب والمدن القريبة منها، وكان ساخطاً على اعتداء الاحتلال الفرنسي على الشخصية الوطنية وثقافتها وتعميم اللغة الفرنسية، وواصل الاجتماع إلى الوطنيين ورفع مذكرات الاحتجاج في الداخل وإلى جمعية الأمم.
اعتقل سعد الله مرة مع بعض كبار الوطنيين ومنهم هاشم الأتاسي وفارس الخوري وآخرون، ومرة منفرداً في أرواد ولبنان والحسكة في المدة بين 1926 و1928، حين مالت فرنسة إلى المهادنة ووافقت على إقامة حكم دستوري في سورية، وأطلقت المعتقلين وخفَّفت القيود، وانتخب سعد وهنانو عضوين في المجلس التأسيسي لعام 1928. غير أن الفرنسيين ألغوا المجلس لأنه لم يخدم أغراضهم، واستمر سعد بالتآزر مع الوطنيين يناهض الفرنسيين والحكومات التي يقيمونها ومشروع المعاهدة التي اقترحوها في 1933، فاعتقل سعد الله وحوكم في حزيران 1934، وسُجن مدة قصيرة لهذا السبب. وكان قد شارك في تشرين الثاني 1932 هاشم الأتاسي وهنانو وشكري القوتلي وفارس الخوري وجميل مردم بك وعبد الرحمن الكيالي في تأسيس الكتلة الوطنية لتكون هيئة سياسية لقيادة النضال الوطني، شغل سعد الله فيها منصب نائب الرئيس، وغدا سعد الله بعد موت هنانو في تشرين الأول 1935 زعيم الشمال السوري. عمّت الاضطرابات سورية في أواخر 1935 ومستهل 1936، وأغلقت السلطة الفرنسية مكاتب الكتلة الوطنية، واتَّسعت الاعتقالات، ولما رأت فرنسة إخفاق تدابيرها التعسفية مالت إلى المفاوضة، وأطلقت سراح المعتقلين، وتألَّف وفد سوري مفاوض، غادر إلى باريس وكان من أعضائه هاشم الأتاسي وسعد الله الجابري وفارس الخوري وجميل مردم وآخرون، واتُّفِق على عقد معاهدة مع فرنسة تعطي سورية استقلالاً منقوصاً في أيلول 1936، ترتَّب عليها انتخابات فازت فيها الكتلة الوطنية وتألَّفت أواخر 1936 أول حكومة وطنية، شغل فيها هاشم الأتاسي رئاسة الجمهورية وجميل مردم رئاسة الوزارة وفارس الخوري رئاسة مجلس النواب والقوتلي المالية وسعد الله الجابري الداخلية ثم الخارجية وغيرهم. وبدأ جو العالم يكفهرّ من إرهاصات الحرب العالمية الثانية، وتراجعت فرنسة عن اتفاقها مع السوريين، وامتنعت عن تصديق المعاهدة الموقعة مع سورية بعد أن أقرَّها مجلس النواب السوري، وعَطّلت فاعلية الحكومة السورية، فاستقالت هذه الحكومة واستقال رئيس الجمهورية بعدها مباشرة في منتصف عام 1939، وعطّل المندوب السامي الفرنسي الحياة الدستورية ودستور 1928 المُعتَمد. وألّف حكومة المديرين الموالية للفرنسيين برئاسة بهيج الخطيب، وانتشر الاضطهاد في البلاد، واغتيل الزعيم عبد الرحمن الشهبندر أواسط عام 1940، فوجّهت سلطة المديرين الاتهام نحو بعض قادة الكتلة الوطنية بقصد شقّ الصف الوطني، ولجأ سعد وأصحابه بسبب ذلك إلى العراق، وبرّأ القضاء سعداً والقادة الآخرين من التهمة. وتتابعت التطورات السياسية والعسكرية في هذه الآونة على ساحة المنطقة، ودخلت قوات الحلفاء الإنكليزية والفرنسية الدوغولية سورية في حزيران 1941، وسقطت السلطة الفرنسية الفيشية الموالية لألمانية والمحور الموجودة في سورية بقيادة الجنرال دانز. وعاد سعد وصحبه من العراق، واعترفت السلطة الفرنسية الدوغولية الجديدة رسمياً باستقلال سورية في أيلول 1941. وأعقب ذلك قرار ممثّلها الجنرال كاترو بإلغاء تجزئة سورية وعودة اللاذقية والسويداء إلى كيان الدولة. ودُعِي في تموز 1943 إلى انتخابات تؤسِّس لعهد وطني جديد، فازت فيها قائمة الكتلة الوطنية وصار شكري القوتلي رئيساً للجمهورية وفارس الخوري رئيساً لمجلس النواب وسعد الله الجابري رئيساً للوزراء. وأسهم من هذا الموقع في وضع بروتوكول الإسكندرية 7 تشرين الأول 1944 المؤسِّس لجامعة الدول العربية. استقالت وزارة الجابري في الشهر عينه، وخلفتها وزارة الخوري، وصار سعد رئيساً لمجلس النواب مطلع عام 1945. وعادت فرنسة إلى محاولة الاحتفاظ بامتيازات خاصة بها في سورية، واتَّجهت إلى عرقلة استكمال مؤسسات الدولة ولاسيما الجيش، وتوصَّلت إلى تفاهم محدود مع إنكلترة على حساب سورية في هذا الأمر، وأخفقت مفاوضات الفرنسيين مع الرئيس القوتلي بهذا الشأن، فوسّعت قواتهم انتشارها في المدن، ثم وجّهت إنذاراً إلى رئيس مجلس النواب سعد الله الجابري لإخلاء المجلس وتسليمه، فرفضه الجابري، واندلع القصف بعد ذلك مباشرة في 29 أيار 1945، وانصبّ على المجلس فتهدّم واستُشهِدت حاميته، وشمل العدوان دمشق ومعظم المدن السورية. وحُوصر سعد في فندق الشرق مقر إقامته، فخرج متنكّراً بزيّ راهب في سيارة السفير الروسي (سولود)، ووصل حيفا واتصل بالإنكليز وأبرق إلى لندن ومجلس الأمن الدولي يطلب التدخل لوقف المجزرة الفرنسية في سورية. وتدخّل الإنكليز عسكرياً، وأقرّ مجلس الأمن الجلاء الفوري للقوات الأجنبية عن سورية ولبنان. وتمَّ الجلاء عن سورية في 17 نيسان 1946. غدا هذا اليوم العيد الوطني للبلاد، وتولّى الجابري رئاسة الوزارة الأولى بعد الاستقلال التام، والثالثة له في 27 نيسان 1946. وتفاقمت المصاعب في هذه المدة، ولم يكن متاحاً للحكومة السورية آنئذٍ أن تتغلب على الصعاب التي واجهتها داخلياً وخارجياً، فلجأت إلى التضييق وأصدرت المرسوم (50) بغية خنق المعارضة، وقامت المظاهرات والإضرابات، وعمَّ السُّخط على سياسة الحكومة الخارجية والداخلية، وبدأ المرض يستحكم في جسم الجابري فاستقال وهو مريض في مشفى الإسكندرية في 20 كانون الأول 1946. ثم عاد إلى سورية في أوائل 1947، وانزوى في قرية (تريدم) قرب حلب يكابد المرض إلى أن وافته المنيّة في 20 حزيران، ودفن إلى جوار قبر هنانو في حلب.
كان لموت سعد الله الجابري رنة حزن شاملة في سورية والوطن العربي، لما كان يتمتع به من سجايا مقدّرة، منها وطنيته الصادقة المثابرة، وشعوره القومي العربي، وشجاعته ونزاهته المتشددة، ونبل مسلكه.
يوسف الأمير علي