جهشياري (محمد عبدوس)
Al-Jahshayari (Mohammad ibn Abdouss-) - Al-Jahchayari (Mohammad ibn Abdousse-)
الجَهْشَيَارِي (محمد بن عبدوس ـ)
(… ـ331هـ/… ـ943م)
أبو عبد الله محمد بن عبدوس، من المؤرخين والكتاب المترسلين. أتت نسبته «الجَهْشَيَارِي» من أن أباه كان يخدم «أبا الحسن علي بن جَهْشَيَار» القائد، حاجب «الموفَّق طلحة» أخي الخليفة العباسي المعتمد (256-279هـ/869-892م)، وكان خصيصاً به فنسب إليه. وهو من أهل الكوفة إلا أنه نشأ مع أبيه في بغداد. وقد عمل أبوه أيضاً حاجباً للوزير علي بن عيسى، وزير الخليفة المقتدر العباسي (295-320هـ/908-932م)، وقد عاش محمد بن عبدوس وسط الأجواء السياسية المضطربة للخلافة العباسية زمن ذلك الخليفة؛ وخلف أباه في الحجابة لـ علي بن عيسى وكان على رأس حرسه الخاص سنة 306هـ/918م، كما عمل أيضاً حاجباً للوزير حامد بن العباس، وولي إمارة الحج العراقي سنة 317هـ/929م، وهي السنة التي عُزل فيها الخليفة المقتدر، وبويع بدلاً منه وليومين فقط الخليفة القاهر. وكان الجَهْشَيَارِي نصيراً لـ أبي علي بن مُقْلة، وعوناً له في الوصول إلى الوزارة. وعندما نُقِم على ابن مُقْلَة ولوحق، أخفاه لديه. وكان من نتائج اشتراكه في التقلبات السياسية للخلافة العباسية، أن سجن عدة مرات، وأجبر على دفع أموال كثيرة للوزراء، والأمراء، كابن رائق وابن بَجْكَم. ونُكب يوم قُبض على ابن مُقْلَة بثمانين ألف دينار حتى أطلق سراحه. ومات ببغداد مستتراً، واستتر كذلك أولاده وحاشيته.
للجَهْشَيَارِي مؤلَّفات، أشهرها «كتاب الوزراء والكتاب»؛ وفيه يتتبع تاريخ الكتابة، والوزارة في الخلافة الإسلامية حتى 296هـ/908م، أي حتى خلع الخليفة المقتدر ومبايعة ابن المعتز. ولكن لم يصل من هذا الكتاب سوى القسم الأول، الذي يتوقف عند مطلع خلافة المأمون. وقد قدّم فيه معلومات مهمة، تدل على تفهم تاريخي حقيقي للتطورات السياسية الجارية، وإدراك عميق للصفات الفكرية للشخصيات التي كتب عن فعالياتها السياسية والإدارية.
ومن مصنفات الجَهْشَيَارِي أيضاً، كتاب كبير عن خلافة المقتدر بعنوان «أخبار المقتدر»، وجاء في ألف ورقة. وقد أكد أمره، المؤرخ المسعودي في كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، ومن مؤلفاته كذلك «أسماء العرب والعجم وغيرهم». وقد وصفه النديم في كتابه «الفهرست» بقوله: «ابتدأ الجَهْشَيَارِي بتأليف كتاب اختار فيه ألف سَمَر من أسمار العرب، والعجم، والروم، وغيرهم، كل جزء قائم بذاته لا يعلق به غيره. وأحضر المسامرين فأخذ عنهم أحسن ما يعرفون ويحسنون، واختار في الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو بنفسه، وكان فاضلاً، فاجتمع له من ذلك أربعمئة وثمانون ليلة، كل ليلة سمر تام، يحتوي على خمسين ورقة وأقل وأكثر. ثم عاجلته المنية قبل استيفاء ما في نفسه من تتميمه ألف سمر. ورأيت من ذلك عدة أجزاء بخط أبي الطيب أخي الشافعي. ويرى بعض الباحثين أن هذا الكتاب قد فُقد في حين يرى آخرون بأن كتاب «الحكايات العجيبة» الذي نشر في الخمسينات من هذا القرن على أنه لمؤلف مجهول، هو هذا الكتاب.
ويضيف الصفدي لمؤلفات الجَهْشَيَارِي كتاب «ميزان الشعر والاشتمال على أنواع العروض» وقد يدعو للعجب أن ابن خلِّكان الذي استمد من كتاب الجَهْشَيَارِي «الوزراء والكتاب» في مواضع كثيرة في مؤلَّفه «وفيات الأعيان»، واستخلص منه معلومات كثيرة عن آل برمك، لم يترجم الجَهْشَيَارِي.
ليلى الصباغ
Al-Jahshayari (Mohammad ibn Abdouss-) - Al-Jahchayari (Mohammad ibn Abdousse-)
الجَهْشَيَارِي (محمد بن عبدوس ـ)
(… ـ331هـ/… ـ943م)
أبو عبد الله محمد بن عبدوس، من المؤرخين والكتاب المترسلين. أتت نسبته «الجَهْشَيَارِي» من أن أباه كان يخدم «أبا الحسن علي بن جَهْشَيَار» القائد، حاجب «الموفَّق طلحة» أخي الخليفة العباسي المعتمد (256-279هـ/869-892م)، وكان خصيصاً به فنسب إليه. وهو من أهل الكوفة إلا أنه نشأ مع أبيه في بغداد. وقد عمل أبوه أيضاً حاجباً للوزير علي بن عيسى، وزير الخليفة المقتدر العباسي (295-320هـ/908-932م)، وقد عاش محمد بن عبدوس وسط الأجواء السياسية المضطربة للخلافة العباسية زمن ذلك الخليفة؛ وخلف أباه في الحجابة لـ علي بن عيسى وكان على رأس حرسه الخاص سنة 306هـ/918م، كما عمل أيضاً حاجباً للوزير حامد بن العباس، وولي إمارة الحج العراقي سنة 317هـ/929م، وهي السنة التي عُزل فيها الخليفة المقتدر، وبويع بدلاً منه وليومين فقط الخليفة القاهر. وكان الجَهْشَيَارِي نصيراً لـ أبي علي بن مُقْلة، وعوناً له في الوصول إلى الوزارة. وعندما نُقِم على ابن مُقْلَة ولوحق، أخفاه لديه. وكان من نتائج اشتراكه في التقلبات السياسية للخلافة العباسية، أن سجن عدة مرات، وأجبر على دفع أموال كثيرة للوزراء، والأمراء، كابن رائق وابن بَجْكَم. ونُكب يوم قُبض على ابن مُقْلَة بثمانين ألف دينار حتى أطلق سراحه. ومات ببغداد مستتراً، واستتر كذلك أولاده وحاشيته.
للجَهْشَيَارِي مؤلَّفات، أشهرها «كتاب الوزراء والكتاب»؛ وفيه يتتبع تاريخ الكتابة، والوزارة في الخلافة الإسلامية حتى 296هـ/908م، أي حتى خلع الخليفة المقتدر ومبايعة ابن المعتز. ولكن لم يصل من هذا الكتاب سوى القسم الأول، الذي يتوقف عند مطلع خلافة المأمون. وقد قدّم فيه معلومات مهمة، تدل على تفهم تاريخي حقيقي للتطورات السياسية الجارية، وإدراك عميق للصفات الفكرية للشخصيات التي كتب عن فعالياتها السياسية والإدارية.
ومن مصنفات الجَهْشَيَارِي أيضاً، كتاب كبير عن خلافة المقتدر بعنوان «أخبار المقتدر»، وجاء في ألف ورقة. وقد أكد أمره، المؤرخ المسعودي في كتابه «مروج الذهب ومعادن الجوهر»، ومن مؤلفاته كذلك «أسماء العرب والعجم وغيرهم». وقد وصفه النديم في كتابه «الفهرست» بقوله: «ابتدأ الجَهْشَيَارِي بتأليف كتاب اختار فيه ألف سَمَر من أسمار العرب، والعجم، والروم، وغيرهم، كل جزء قائم بذاته لا يعلق به غيره. وأحضر المسامرين فأخذ عنهم أحسن ما يعرفون ويحسنون، واختار في الكتب المصنفة في الأسمار والخرافات ما يحلو بنفسه، وكان فاضلاً، فاجتمع له من ذلك أربعمئة وثمانون ليلة، كل ليلة سمر تام، يحتوي على خمسين ورقة وأقل وأكثر. ثم عاجلته المنية قبل استيفاء ما في نفسه من تتميمه ألف سمر. ورأيت من ذلك عدة أجزاء بخط أبي الطيب أخي الشافعي. ويرى بعض الباحثين أن هذا الكتاب قد فُقد في حين يرى آخرون بأن كتاب «الحكايات العجيبة» الذي نشر في الخمسينات من هذا القرن على أنه لمؤلف مجهول، هو هذا الكتاب.
ويضيف الصفدي لمؤلفات الجَهْشَيَارِي كتاب «ميزان الشعر والاشتمال على أنواع العروض» وقد يدعو للعجب أن ابن خلِّكان الذي استمد من كتاب الجَهْشَيَارِي «الوزراء والكتاب» في مواضع كثيرة في مؤلَّفه «وفيات الأعيان»، واستخلص منه معلومات كثيرة عن آل برمك، لم يترجم الجَهْشَيَارِي.
ليلى الصباغ