حسين بن أبي بكر بن غنَّام، مؤرخ ينتمي إلى قبيلة تميم. ولدفي بلدة «المُبَرَّز

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حسين بن أبي بكر بن غنَّام، مؤرخ ينتمي إلى قبيلة تميم. ولدفي بلدة «المُبَرَّز

    غنام نجدي (حسين )

    Ibn Ghannam al-Najdi (Hussein-) - Ibn Ghannam al-Najdi (Hussein-)

    ابن غنّام النجدي (حسين -)
    (… -1225هـ/… -1810م)

    حسين بن أبي بكر بن غنَّام، مؤرخ ينتمي إلى قبيلة تميم. ولدفي بلدة «المُبَرَّز» بمنطقة الأحساء شرق المملكة العربية السعودية في القرن الثاني عشر للهجرة، من دون معرفة للعام الذي ولد فيه؛ وكانت الأحساء حينئذٍ مركزاً من مراكز العلم في الجزيرة العربية، ونشأ في ذلك المناخ العلمي الذي صاحب قدراته الذاتية، فأصبح عالم شريعة، ومعلم لغة عربية، وناظم شعر.
    وقد عرف بمؤرخ الدولة السعودية الأولى واشتهر به، وكتابه «روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام، وتعداد غزوات ذوي الإسلام»؛ الذي طبع مرتين يُعَدُّ من أهم المراجع لهذه الحقبة من تاريخ الدولة السعودية في بداية نشأتها.
    وإذا كان ابن غنّام اشتهر وعرف مؤرخاً فإن قدراته العلمية واللغوية جعلت منه أحد شعراء النظم في عصره: فله منظومات وقصائد مطولات منثورة في ثنايا كتابه «روضة الأفكار والأفهام» الجزء الثاني، إذ لا يوجد لـه ديوان شعر مخطوط أو مطبوع.
    وهذه القصائد في مجملها لا تخرج عن أغراض المديح والرثاء، أو تسجيل وقائع تاريخية وانتصارات حققتها الدولة السعودية في بداياتها. والتي احتضنت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في عاصمتها «الدرعية» فكان ابن غنّام مؤرخً هذه الفترة بكل أحداثها، ومعلماً يدرس العلوم الشرعية، واللغوية في مساجدها، وشاعراً يمتدح سيرة قادتها، ويرثي رجالها وعلماءها وأعيانها، ويُسجل بإعجاب ما تحقق من انتصارات.
    ولعلَّ خير شاهد على مستواه الشعري تلك القصيدة التي يمدح بها بعض العلماء، حيث استهلها بنسيب مثل عادة كثير من شعراء عصره:
    هل الفجر إلاَّ ما بدا من جبينها
    أو الورد إلاَّ ما جلاهُ احمرارها
    أو الليل إلاَّ من مُعَسْعَس شعرها
    أو الخمرُ إلاّ طلّها لا عقارها
    أو السَّهمُ إلاّ ما تريشُ جفونُها
    أو البيضُ إلاّ لحظُها لا غِرارها
    مهاةٌ تريك الشمسَ طلعةُ وجهها
    إذا أسفرت يجلو الظلامَ نهارُها
    وقصائد المطولات الرثائية أو الإخوانية تصل بعضها إلى أكثـر من مئة وثلاثين بيتاً، وأهم المطولات رثــاؤه للشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقصيدته إلى صديقه أحمد بن رزق، إذ تبدو فيها قدرة ابن غنّام اللغوية، وحنينه إلى بلدته في الأحساء، تقع في أكثر من مئة وثلاثين بيتاً، منها:
    إلام فؤادي يكتم السِّر ذائباً
    وتنطقُ عيني بالذي هو كاتم
    وكيف أكنُّ الوجدَ والسهد والأسى
    وسُقْمي وتعذيبي عليَّ حواكم
    وحتَّام طرفٌ يقصر الطرف خطوه
    وتثنيه عن زهو التصابي شكائم
    وبالقلب نيران الهيام تثيرها
    عواصف شوق هنَّ منها ضوارم
    عجبتُ لقلبي كلّما شاد في الهوى
    يهدُّ اصطباري فهو بانٍ وهادم
    رعى الله من حَلُّوا سويداء مهجتي
    وطرفي لهم معْ شقة البعد شائم
    ألا ليت ربَّ الحسن والظرف عالمٌ
    بأني لـه نصب على الحال دائم
    يُعد تاريخ ابن غنّام «روضة الأفكار والأفهام» مرجعاً مهماً ووحيداً سجَّل فيه تفاصيل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومسيرة دعوته، وأحداث الدولة السعودية الأولى التي ناصرت هذه الدعوة منذ انطلاقتها. وتلك القصائد المبثوثة في تاريخه على درجة من الأهمية التاريخية واللُّغوية؛ لما تشتمل عليه من تقييدات لأحداث السنين في ذلك العصر، وهي تستحق أن يُخصص لها ديوان شعر يلم شتاتها، ويحمل اسم ذلك المؤرخ الشاعر، الذي يعد رائداً لمؤرخي «نجد» في الفترة التي تناول أحداثها. وإن جميع من تناول الكتابة عن ابن غنّام باحثاً أو محققاً، إنما تناولـه مؤرخاً لا غير. عدا ما كتبه عبد الله الصالح العثيمين في كتابه «بحوث وتعليقات في تاريخ المملكة» عام 1400هـ، وفيه قصائد عدة لابن غنّام.
    خالد محمد الخنين
يعمل...
X