لويس دي آرغوته إي غونغورا Luis de Argote y Gongora شاعر من العصر الذهبي الإسباني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لويس دي آرغوته إي غونغورا Luis de Argote y Gongora شاعر من العصر الذهبي الإسباني

    غونغورا (لويس دي)

    Gongora (Luis de-) - Gongora (Luis de-)

    غونغورا (لويس دي -)
    (1561-1627)

    لويس دي آرغوته إي غونغورا Luis de Argote y Gongora شاعر من العصر الذهبي الإسباني، تميز بأسلوبه المنمق المليء بالتورية والمبالغة والاستعارات المعقدة، مما جعل النقاد يطلقون صفة الغونغورية Gongorisme الانتقاصية المستمدة من اسمه على توجه التكلف والصنعة الواضحة في الشعر. ولد في مدينة قرطبة لعائلة عريقة غنية. وقد ورث لقبه وأملاكه من خاله فرانشيسكو دي غونغورا، الذي كان كاهناً في مجلس كاتدرائية المدينة. تعلم في مدارس اليسوعيين في قرطبة، ثم سافر عام 1576 إلى سلمنقة ليتابع دراسة القانون، وبقي فيها أربع سنين برع في أثنائها بالمساجلات الشعرية. طبع قصيدته الأولى التي تحمل عنوان «لوسياد» Lusiades في عام 1580، وتبدّى فيها ميله إلى الأسلوب المنمق والإحالات الميثولوجية والتراكيب المستمدة من اللغة اللاتينية. وهناك في السونيتات العشقية وفي قصائد الرومانس Romances والليترياس Letrillas التي كتبها في الفترة نفسها أثر الصنعة التي تغلب على الجذوة الشعرية. وقد لفتت هذه الأعمال الانتباه إليه حتى كتب ثربانتس[ر] Cervantes عنه في مؤلفه «غالاتيه» Galatée عام (1585) أنه «يتمتع بفكر متقد يندر مثله في العالم».
    عاد غونغورا إلى قرطبة عام 1581 وبدأ يتدرب على الوظائف الكهنوتية ليحل محل عمه في مجلس الكاتدرائية، حيث عيّن رسمياً في عام 1585. وبدأ يوزع حياته بين كتابة الشعر وعمله في الكنيسة الذي ما كان يميل إليه كثيراً لولا المهمات التي كانت توكل إليه وتجبره على السفر إلى غرناطة ومدريد، مما فتح أمامه آفاقاً واسعة جعلته يراقب المجتمعات والمدن وجمال الطبيعة التي كان لها أثرها الكبير في شعره. تزايدت شهرة غونغورا في البلاط مما أثار حقد الشاعر فرانشيسكو دي كيڤيدو[ر] Francisco de Quevedo وعداوته، وكانت بينهما معارك هجائية شعراً ونثراً لم تتوقف إلا بموت غونغورا.
    نشر غونغورا قصيدته المهمة «حكاية بوليفيم وغالاتيه» Fabula de Polifemo y Galatea عام (1613) التي كتبها في مقاطع من ثمانية أبيات بالوزن الأحد عشري، وقد استمد موضوعها من النشيد الثالث عشر في كتاب «التحولات» Métamorphoses للشاعر اللاتيني أوڤيد[ر] Ovide. ثم بدأ كتابة مجموعة قصائد تدور حول موضوع معاناة الوحدة Las Soledades لم ينهِ منها سوى القصيدة الأولى المؤلفة من 1091 بيتاً والثانية التي توقف فيها عند البيت 979. كانت بنية قصيدتي «الوحدة» وأوزانها عامة أكثر مرونة من «حكاية بوليفيم وغالاتيه»، إضافة إلى أن موضوعاتها ذات النفحة الريفية والرعوية كانت تترك حيزاً كبيراً للمغامرة والرحلات البحرية والطموح غير المتناهي للبشر. ويمكن القول إن قصائد «الوحدة» تتميز بغنى الكلمات وجمال التراكيب والإيقاعات التي تصل بالعمل إلى مصاف الشعر الخالص، وهو ما استند إليه شعراء القرن العشرين أمثال فدريكو غارثيا لوركا[ر] Federico García Lorca وداماسو آلونسو Dámaso Alonso وبيدرو ساليناس Pedro Salinas وجيراردو دييغو Gerardo Diego حين أعادوا الاعتبار إلى غونغورا واحداً من شعراء إسبانيا المهمين بعد أن رفضه كتّاب القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
    أثارت قصيدة «حكاية بوليفيم وغالاتيه» عند نشرها ردود فعل متباينة من قبل المؤيدين المتحمسين للشاعر والمعارضين الشرسين له وعلى رأسهم الشاعر كيفيدو. وقد كان لهذه المعركة أثرها في تصاعد شهرة الشاعر مما حمله على ترك قرطبة والذهاب إلى مدريد في عام 1617 حيث شغل منصب مستشار الملك. لكن جو البلاط المليء بالدسائس وتردي الحال المادية لغونغورا، الذي أجبره على بيع منزله في عام 1625 من أجل سداد ديونه، جعلت قصائد تلك الفترة مليئة بالمرارة، خاصة وأن المرض أضناه وأجبره على العودة إلى قرطبة حيث قضى نحبه تاركاً وراءه ما يقارب مئتي قصيدة إضافة إلى مسرحيتين كوميديتين هما «إخلاص إيزابيل» La Constance d’Isabelle و«الدكتور كارلينو» Le Docteur Carlino التي لم يكملها.
    كانت العداوة الكبيرة التي اندلعت بين غونغورا وكيفيدو سبباً في ربط اسميهما أنموذجين متناقضين أسلوبياً. ففي حين كان كيفيدو يجنح في قصائده إلى إبراز الفكرة بأسلوب موجز ومقتضب، كان غونغورا جزل الأسلوب مهتماً بالصنعة والتنميق والتوشيات متأثراً ببِتراركا Pétrarque وتاسو[ر] Tasso وسنتزارو Sannazaro.
    حنان قصاب حسن
يعمل...
X