غوتسي (كارل)
Gozzi (Carlo-) - Gozzi (Carlo-)
غوتسي (كارلو -)
(1720-1806)
كارلو غوتسي Carlo Gozzi كاتب مسرحي إيطالي وُلد وتُوفي في البندقية. ترك تعليمه بسبب إفلاس أسرته النبيلة فعاش حياة عزلة وتقشف، وكان الأدب سلواه وهوايته. كتب مسرحيات متنوعة شعراً ونثراً حتى بلغ الحادية والعشرين، عندئذ توجَّه إلى دلماطية Dalmatie في يوغسلافيا (كرواتيا حالياً) لأداء خدمة العلم مدة ثلاث سنوات. وبعد عودته إلى البندقية اصطدم بواقع مؤلم، إذ تفاقم الوضع الاقتصادي لأسرته مما أدى إلى وفاة والده. وزاد من شجونه جشع أشقائه وتهافتهم على تقاسم الميراث، فابتعد عن داره كارهاً الأسرة والمجتمع.
حاول غوتسي الترفيه عن نفسه فارتاد المسارح وخالط فناني الملهاة (الكوميديا) المرتجلة Commedia dell’arte ووجد أصدقاء له في مجمع غرانِلِسكي Accademia dei Granelleschi، وهو الوسط الأدبي الفلسفي العلمي الذي سعى إلى إحياء الاتباعية (الكلاسيكية) التي قضى عليها تيار الباروك، وساند غوتسي أعضاءه وصار واحداً منهم وكان هدفهم المحافظة على نقاء لغة البلاد من تسرب الفرنسية أو غيرها إليها. هاجم عقائد عصر التنوير، وكان يؤمن بالتبعية وبمجتمع يخضع لنظام تراتبي لكل فرد فيه مكانته وحقوقه وواجباته، ولذلك صُنّف الكاتب في المحافظين.
بدأ غوتسي بكتابات هجاء لمسرح غولدوني Goldoni وكياري Chiari كان أولها «مركب التأثيرات الوافدة» La Tartana degli influssi عام (1757) وهي تقويم شعري ينبئ بوصول سفينة إلى البندقية على متنها مسرحيات ملهاوية رديئة، تبعتها أُهجيات أخرى مناهضة للمجتمع والتيارات الحديثة أشهرها «مارفيزا غريبة الأطوار» La Marfisa bizzarra، وهي قصيدة بطولية هزلية بدأ نظمها عام 1761 ووصفها غوتسي بأنها «لوحة تاريخية عن وطن أفسدته أخلاق المجتمع»، ثم كتب عام 1762 مسرحيته الشهيرة «الأميرة توراندوت» Turandot التي حولها الموسيقار بوتشيني Puccini إلى أوبرا، ثم توجّه غوتسي نحو المسرحيات الخيالية الخرافية وكتب بين عامي 1761 و 1766 عشرة مسرحيات منها «حب البرتقالات الثلاث» L’Amore delle tre melarance التي حولها الروسي بروكوڤييف إلى أوبرا، و«الملك الوعل» Il Re cervo و«الغراب» Il Corvo و«المرأة الأفعى» La Donna serpente.
وجد النقاد في مسرح غوتسي سلفاً لمسرح شعبي يستلهم المخيلة الشعرية ويخضع لقواعد الفانتازيا والأهواء والنزوات، لمسرح يخلط الواقع بالخيال والمضحك بالمبكي. وهذا ما أُخذ على الكاتب. فخلْطُ الأمور في رأي النقاد غير وارد في مسرحيات تقف فيها وجوه مقنّعة، تمثل الشعب وتتحدث بلغته المحكية وبتعابيره السوقية، جنباً إلى جنب مع وجوه أبطال تتحدث بلغة الشعر عن أعظم المشاعر الإنسانية.
حاول غوتسي التقرّب من جمهوره أكثر فاقتبس من مسرح الفروسية الإسباني لكنه فشل، ولا يذكر من تلك الفترة سوى مسرحية «عقاقير الحب» Le Droghe d’amore عام (1777) التي أثارت فضيحة حول أمين سر مجلس الشيوخ في البندقية مما دفع الكاتب إلى الدفاع عن نفسه وتقديم مبررات في مذكرات سماها «مذكرات عقيمة نُشرت عن تواضع» Memorie inutili pubblicate per umiltà عام (1780). وقد عُرف عن غوتسي معارضته الشديدة لاتجاه معاصره غولدوني في صياغة نصوص مسرحياته التي قضت - في رأيه - على عنصر الارتجال المهم في «الكوميديا المرتجلة» أو المسرح الشعبي الإيطالي.
حنان المالكي
Gozzi (Carlo-) - Gozzi (Carlo-)
غوتسي (كارلو -)
(1720-1806)
كارلو غوتسي Carlo Gozzi كاتب مسرحي إيطالي وُلد وتُوفي في البندقية. ترك تعليمه بسبب إفلاس أسرته النبيلة فعاش حياة عزلة وتقشف، وكان الأدب سلواه وهوايته. كتب مسرحيات متنوعة شعراً ونثراً حتى بلغ الحادية والعشرين، عندئذ توجَّه إلى دلماطية Dalmatie في يوغسلافيا (كرواتيا حالياً) لأداء خدمة العلم مدة ثلاث سنوات. وبعد عودته إلى البندقية اصطدم بواقع مؤلم، إذ تفاقم الوضع الاقتصادي لأسرته مما أدى إلى وفاة والده. وزاد من شجونه جشع أشقائه وتهافتهم على تقاسم الميراث، فابتعد عن داره كارهاً الأسرة والمجتمع.
حاول غوتسي الترفيه عن نفسه فارتاد المسارح وخالط فناني الملهاة (الكوميديا) المرتجلة Commedia dell’arte ووجد أصدقاء له في مجمع غرانِلِسكي Accademia dei Granelleschi، وهو الوسط الأدبي الفلسفي العلمي الذي سعى إلى إحياء الاتباعية (الكلاسيكية) التي قضى عليها تيار الباروك، وساند غوتسي أعضاءه وصار واحداً منهم وكان هدفهم المحافظة على نقاء لغة البلاد من تسرب الفرنسية أو غيرها إليها. هاجم عقائد عصر التنوير، وكان يؤمن بالتبعية وبمجتمع يخضع لنظام تراتبي لكل فرد فيه مكانته وحقوقه وواجباته، ولذلك صُنّف الكاتب في المحافظين.
بدأ غوتسي بكتابات هجاء لمسرح غولدوني Goldoni وكياري Chiari كان أولها «مركب التأثيرات الوافدة» La Tartana degli influssi عام (1757) وهي تقويم شعري ينبئ بوصول سفينة إلى البندقية على متنها مسرحيات ملهاوية رديئة، تبعتها أُهجيات أخرى مناهضة للمجتمع والتيارات الحديثة أشهرها «مارفيزا غريبة الأطوار» La Marfisa bizzarra، وهي قصيدة بطولية هزلية بدأ نظمها عام 1761 ووصفها غوتسي بأنها «لوحة تاريخية عن وطن أفسدته أخلاق المجتمع»، ثم كتب عام 1762 مسرحيته الشهيرة «الأميرة توراندوت» Turandot التي حولها الموسيقار بوتشيني Puccini إلى أوبرا، ثم توجّه غوتسي نحو المسرحيات الخيالية الخرافية وكتب بين عامي 1761 و 1766 عشرة مسرحيات منها «حب البرتقالات الثلاث» L’Amore delle tre melarance التي حولها الروسي بروكوڤييف إلى أوبرا، و«الملك الوعل» Il Re cervo و«الغراب» Il Corvo و«المرأة الأفعى» La Donna serpente.
وجد النقاد في مسرح غوتسي سلفاً لمسرح شعبي يستلهم المخيلة الشعرية ويخضع لقواعد الفانتازيا والأهواء والنزوات، لمسرح يخلط الواقع بالخيال والمضحك بالمبكي. وهذا ما أُخذ على الكاتب. فخلْطُ الأمور في رأي النقاد غير وارد في مسرحيات تقف فيها وجوه مقنّعة، تمثل الشعب وتتحدث بلغته المحكية وبتعابيره السوقية، جنباً إلى جنب مع وجوه أبطال تتحدث بلغة الشعر عن أعظم المشاعر الإنسانية.
حاول غوتسي التقرّب من جمهوره أكثر فاقتبس من مسرح الفروسية الإسباني لكنه فشل، ولا يذكر من تلك الفترة سوى مسرحية «عقاقير الحب» Le Droghe d’amore عام (1777) التي أثارت فضيحة حول أمين سر مجلس الشيوخ في البندقية مما دفع الكاتب إلى الدفاع عن نفسه وتقديم مبررات في مذكرات سماها «مذكرات عقيمة نُشرت عن تواضع» Memorie inutili pubblicate per umiltà عام (1780). وقد عُرف عن غوتسي معارضته الشديدة لاتجاه معاصره غولدوني في صياغة نصوص مسرحياته التي قضت - في رأيه - على عنصر الارتجال المهم في «الكوميديا المرتجلة» أو المسرح الشعبي الإيطالي.
حنان المالكي