غيانا
Guiana - Guyane Français
غيانا
تقع جمهورية غيانا Guyana على الساحل الشمالي لقارة أمريكا الجنوبية، بين دائرتي العرض 1-9 ْ إلى الشمال من دائرة الاستواء، على سواحل المحيط الأطلسي، وتشغل غيانا جزءاً من السفوح الشمالية والشمالية الشرقية من هضبة غيانا. تحدها البرازيل من الجنوب، والمحيط الأطلسي من الشمال والشمال الشرقي، وفنزويلا والبرازيل من الغرب، وسورينام شرقاً، تتألف من نجد يتوضع فوق صخور قديمة، وتشغل مساحة 214969كم2 من هضبة غيانا البالغة مساحتها 468335كم2 وقد أطلق المستكشفون عليها اسم بلاد جهنم الخضراء لقسوة مناخها، وصعوبة العيش فيها. عاصمتها وميناؤها مدينة جورجتاون Georgetown الساحلية. تنتمي غيانا إلى رابطة دول الشعوب البريطانية، وقد كانت تُعرف قبل الاستقلال بغيانا البريطانية، إذ استعمرها الإنكليز منذ بدايات القرن الثامن عشر.
يتحكم موقعها الفلكي وبنيتها التضريسية في خصائصها الطبيعية، إذ تقسم البنية التضريسية فيها إلى:
ـ حزام ساحلي رملي، يزيد طوله على 459كم، ويراوح عرضه بين 8-65كم، وقد أقيمت السدود والحواجز أمام المنطقة لحمايتها من الأمواج وتدفق مياه البحر وغمرها، وغيانا لغة أرض الماء Land of Water، فالشاطىء الغياني ينخفض بالاتجاه غرباً، وتغمره المياه فتحوله إلى مستنقعات.
سلاسل جبلية مرتفعة تساير الحزام الساحلي، وتسمى هضاب غيانا، وتنحدر شمالاً باتجاه ساحل الأطلسي، وتنتهي سفوحها إلى المستنقعات والانخسافات الممتدة على الشاطئ، وترتفع قمة رورياما Roriama في شمال غربي غيانا نحو 2875 متراً عن سطح البحر، وتكسوها الغابة الاستوائية الحقيقية، وتظهر نطاقات السافانا وراء الغابة، وعلى الشريط الساحلي وعند ضفاف الأنهار المتجهة شمالاً.
مناخ غيانا استوائي مداري، يراوح المتوسط السنوي لدرجة الحرارة فيها بين 23 ْ-32 ْم، ويتأثر مناخها بتيار الخليج الحار Gulf Stream الذي يمر على سواحلها فيرفع من حرارتها، لكن مناخها الساحلي معتدل بالنسبة إلى منطقة مدارية منخفضة، بسبب تأثير الرياح التجارية الشمالية الشرقية القادمة من الأطلسي. ومع ارتفاع الرطوبة النسبية والحرارة العالية في الداخل يصبح جوها خانقاً، وهطلها غزيراً، إذ يـراوح معدل الهطل في غيانـا بين 1525 - 2030ملم سنوياً، ويقل بالاتجاه غرباً، وتعد الفترة من نيسان إلى آب ومن تشرين الثاني إلى كانون الثاني هي فترة الهطل على الساحل، بينما يتلقى نطاق السافانا الهطل من نيسان إلى أيلول. وعلى الرغم من فصل الجفاف القصير يبقى مناخ المنطقة استوائياً حاراً ورطباً بمجمله. إن الارتفاع الدائم في درجات الحرارة المرافق للأمطار الغزيرة يتسبب في نمو الغابة الاستوائية الكثيفة، إذ تغطي هذه الغابات 85% من مساحة غيانا.
يوفر الهطل شبكة مائية كثيفة، تنحدر من قمم السفوح الجبلية العالية في غيانا، وتتجه شمالاً عبر الغابة الاستوائية لتصب في الأطلسي، أهم تلك الأنهار نهر بوتارو Potaro الشهير بشلالات كييتور Kaieteur Falls الخلابة، التي تعد من أعلى الشلالات في العالـم، حيث تسقط الميـاه مـن ارتفـاع 226 متراً. يلتقي نهر بوتارو مع نهر إسكويبو Essequibo العابر للبلاد الذي يصب في الأطلسي، بعد أن يكون قد شكّل دلتا واسعة عند مصبه، ويعد أطول أنهار دول هضبة غيانا، ونهر كورانتين Courantyne على الحدود بين سورينام وغيانا، وهناك أنهار أخرى متعددة غزيرة الجريان، وتحدث فيضانات في فصل الهطل الغزير ولاسيما في آذار ونيسان، وتستخدم هذه الأنهار في الملاحة، وتستقبل سفناً محيطية لمسافة 100-160كم عن شاطىء البحر, بعدها تصعب الملاحة بسبب الانحدارات والشلالات التي تعترض مجاري الأنهار، وتقوم مدينة جورجتاون العاصمة عند مصب نهر دي ميرارا Demerara على الأطلسي.
استعمر الهولنديون غيانا ثم الإنكليز، ولم تحصل على استقلالها حتى عام 1966، فنشر المستعمرون فيها الديانة المسيحية (البروتستانتية الأنغليكانية) إلى جانب الهندوسية، إذ يشكل المسيحيون فيها 50% من السكان، والهندوس 33%، ولا تتجاوز نسبة المسلمين فيها 9%. كما نشروا أيضاً اللغة الإنكليزية التي تمثل اللغة الرسمية في البلاد إلى جانب الكريولية والهندية، واستقدموا إليها الهنود والأفارقة الزنوج للعمل في مزارعهم، وفي مناجم المنغنيز والبوكسيت. وعلى الرغم من أن غيانا شعب تابع لجنوب أمريكا، إلا أنها تميل في ميزاتها الثقافية والتاريخية والاقتصادية إلى جزر الآنتيل الغربية المنتشرة في الكاريبي الشرقي.
وصل عدد سكانها إلى 698209 نسمة في عام 2002 بكثافة سكانية لا تزيد على 3.2ن/كم2 ويتركز 90% من السكان على الساحل منهم 62% ريفيون. وداخل غيانا في معظمه غير مأهول بالسكان لكثافة الغابة الاستوائية فيها. وسكانها متنوعون؛ هنود 50%، وزنوج 43%، والباقي أوربيون وآسيويون وهنود أمريكيون، وجماعاتها مختلفة ومختلطة مع عاداتها المختلفة ودياناتها ولهجاتها المتغايرة، وقد أصبح الأفارقة والهنود في نهاية القرن العشرين من أكبر التجمعات العرقية في غيانا، وتشكلت فيها أحزاب سياسية أثنية وعرقية بعد الاستقلال، وسيطر الغيانيون الأفارقة عليها حتى عام 1990، إذ وصل إلى السلطة بعدها حزب سياسي غياني هندي وانتزع السلطة من الغيانيين الأفارقة.
يمارس السكان زراعة قصب السكر والأرز في مساحات ساحلية ضيقة، إذ يعمل 29% من القوة العاملة الغويانية في زراعة قصب السكر، فقد صدرت نحو 3 مليون طن من السكر و 54000طن من الأرز عام 2001، وتصدر أيضاً جوز الهند والبن والكاكاو والفواكه الاستوائية والذرة. وعلى الرغم من انتشار الغابة الاستوائية فإن استثمارها لا يزال ضعيفاً، حيث لم تنتج غيانا سوى 467000م3 من الأخشاب القاسية عام 2000، وهي تستخدم في أعمدة الهاتف، والأثاث المنزلي والوقود، وأشهر نباتاتها زنبق الماء العملاق giant water lilly. ويستثمر فيها البوكسيت بالقرب من العاصمة في موقع ماكنزي Mackenzie بمنطقة دي ميرارار، وقد وصل إنتاجها إلى 204 مليون طن عام 2000، ويعد أهم صادراتها، وتنتج أيضاً المنغنيز والذهب والألماس والكاولين (الصلصال الصيني) وقد اكتشف النفط في المناطق البعيدة عن الشاطئ. لكن الصناعة لا تزال في بداياتها؛ بسبب ضعف شبكة المواصلات الداخلية، إذ تقتصر مصانعها على توليد الكهرباء وتنقية البوكسيت. يعيش فيها الأيل وآكل النمل ونوعان من القردة والطيور المختلفة ذات الألوان الزاهية، وفيها السلاحف والديدان والعناكب والأفاعي.
عبد الكريم حليمة
Guiana - Guyane Français
غيانا
يتحكم موقعها الفلكي وبنيتها التضريسية في خصائصها الطبيعية، إذ تقسم البنية التضريسية فيها إلى:
ـ حزام ساحلي رملي، يزيد طوله على 459كم، ويراوح عرضه بين 8-65كم، وقد أقيمت السدود والحواجز أمام المنطقة لحمايتها من الأمواج وتدفق مياه البحر وغمرها، وغيانا لغة أرض الماء Land of Water، فالشاطىء الغياني ينخفض بالاتجاه غرباً، وتغمره المياه فتحوله إلى مستنقعات.
سلاسل جبلية مرتفعة تساير الحزام الساحلي، وتسمى هضاب غيانا، وتنحدر شمالاً باتجاه ساحل الأطلسي، وتنتهي سفوحها إلى المستنقعات والانخسافات الممتدة على الشاطئ، وترتفع قمة رورياما Roriama في شمال غربي غيانا نحو 2875 متراً عن سطح البحر، وتكسوها الغابة الاستوائية الحقيقية، وتظهر نطاقات السافانا وراء الغابة، وعلى الشريط الساحلي وعند ضفاف الأنهار المتجهة شمالاً.
نهر إسكويبو |
شلالات عند قمة جبل رورياما |
استعمر الهولنديون غيانا ثم الإنكليز، ولم تحصل على استقلالها حتى عام 1966، فنشر المستعمرون فيها الديانة المسيحية (البروتستانتية الأنغليكانية) إلى جانب الهندوسية، إذ يشكل المسيحيون فيها 50% من السكان، والهندوس 33%، ولا تتجاوز نسبة المسلمين فيها 9%. كما نشروا أيضاً اللغة الإنكليزية التي تمثل اللغة الرسمية في البلاد إلى جانب الكريولية والهندية، واستقدموا إليها الهنود والأفارقة الزنوج للعمل في مزارعهم، وفي مناجم المنغنيز والبوكسيت. وعلى الرغم من أن غيانا شعب تابع لجنوب أمريكا، إلا أنها تميل في ميزاتها الثقافية والتاريخية والاقتصادية إلى جزر الآنتيل الغربية المنتشرة في الكاريبي الشرقي.
محطة ليندن لتوليد الطاقة |
يمارس السكان زراعة قصب السكر والأرز في مساحات ساحلية ضيقة، إذ يعمل 29% من القوة العاملة الغويانية في زراعة قصب السكر، فقد صدرت نحو 3 مليون طن من السكر و 54000طن من الأرز عام 2001، وتصدر أيضاً جوز الهند والبن والكاكاو والفواكه الاستوائية والذرة. وعلى الرغم من انتشار الغابة الاستوائية فإن استثمارها لا يزال ضعيفاً، حيث لم تنتج غيانا سوى 467000م3 من الأخشاب القاسية عام 2000، وهي تستخدم في أعمدة الهاتف، والأثاث المنزلي والوقود، وأشهر نباتاتها زنبق الماء العملاق giant water lilly. ويستثمر فيها البوكسيت بالقرب من العاصمة في موقع ماكنزي Mackenzie بمنطقة دي ميرارار، وقد وصل إنتاجها إلى 204 مليون طن عام 2000، ويعد أهم صادراتها، وتنتج أيضاً المنغنيز والذهب والألماس والكاولين (الصلصال الصيني) وقد اكتشف النفط في المناطق البعيدة عن الشاطئ. لكن الصناعة لا تزال في بداياتها؛ بسبب ضعف شبكة المواصلات الداخلية، إذ تقتصر مصانعها على توليد الكهرباء وتنقية البوكسيت. يعيش فيها الأيل وآكل النمل ونوعان من القردة والطيور المختلفة ذات الألوان الزاهية، وفيها السلاحف والديدان والعناكب والأفاعي.
عبد الكريم حليمة