نائية القطوف كلّ نجمة
من شفتي دانية القطوف
و يا ربيعا من فتون و هوى
طاف الربيع بالهوى فطوفي
زارت طيوف منك ثمّ لم تعد
إليك ، جفني شرك الطيوف
و يا خطوب الدّهر لا تهوّلي
روّضك الحبّ فلن تخيفي
كلّ لباناتي طيوف و رؤى
كأنّهنّ شطحات صوفي
تحملني غمامة مسحورة
كالبرق عبر أفق مكشوف
خمريّة الحرير و الشذا معا
تعجّ من مناي بالألوف
تلثّم الأنجم من أحلامها
بالأرجوان العبق الشفيف
على غناء و رؤى و وتر
ترنّحت ترنّح النزيف
و لا تتيه في الدّجى غمامتي
شوقي دليلي و الضحى رديفي
أسأل عنك كوكبا فكوكبا
بنزق المعذّب الملهوف
ألفرقدان أنزلاك منهما
على النديم و على الوصيف
كعبتي السمراء قد لقيتها
بين عويل الجنّ و العزيف
فلن تحنّ بعدها لوثن
عبادتي الولهى و لا عكوفي
أمرّ فيه و كأنّي لم أكن
أفديه بالتليد و الطريف
كعبتي السمراء أنت قبلتي
على بليل بالندى و ريف
حسنك لم يؤلف و لا ألومه
تكبّر الحسن على المألوف
تبرّجت لك الشفوف دلّها
يا من رأى تبرّج الشفوف
و الأيك حنّ و انحنت و سلّمت
غصونه على القدود الهيف
تحيّة القربى و ما أرقّها
و حنّة الألوف للألوف
طارت إليك كبدي محمولة
على جناح الرجز الخفيف
ألمرقص السماء في عرس الهوى
و الحور ينقرن على الدفوف
الناثر الأنجم في فرحته
دراهما نهبا على الضيوف
و ضنّ بالشمس فضمّ يده
حرصا على دينارها المشوف
النغم الناعم في اختصاره
أحلى من المطوّل العنيف
و رنوة الحييّ ألف قصّة
عن الهوى و غمزة العفيف
نائية القطوف ، كلّ نجمة
من شفتي دانية القطوف
الأقحوان ثغرك المندّى
و نحن بالعطر و بالرفيف
دعي النصيف و أطلّي (جنّة)
هل تستر الجنّة بالنصيف
شربت أقداري في مصفّى
سهدك حتّى سكرت حتوفي
تسأل كلّ أيكة جارتها
عن قدّك المهفهف النحيف
تمّ رشيقا أملدا و لقيت
منه الفضول نظرة العيوف
قدّك و الضمير من سجّية
بورك بالرهيف و الرهيف
و الناهدان و ثبا كرصد
على الكنوز الحالمات يوفي
تحالفا تصوّنا و عزّة
و امتنع الحليف بالحليف
مضمّخان خمرة و شهدا
أهكذا يصمد للزحوف
أذكى بقلبي إن خبا لهيبه
جمر الغضا أو دمعه اللهيف
هل يسمح الضحى ببعض ظلّه
قد طال في هجيره وقوفي
أحمل في مجامري بخورها
هديّة المشرّد الضعيف
و لبنا من فضّة و لبنا
من ذهب لقصرك المنيف
تعطّري فهذه صبابتي
و اكتحلي فهذه حروفي