مهما كانت الطريقة، يُعتبر التكاثر عمليةً غريبةً، غالبًا ما يكون رائعًا لكنّه مرعبٌ في بعض الأحيان، ففي العام 2000 كتب رئيس العلماء بيل جوي في شركة (Sun Microsystem) مقالًا في مجلة (Wired) كان عنوانها (لماذا لا يحتاجنا المستقبل – Why The Future Doesn’t Need Us).
يتحدث المقال عن توقعٍ لتطورٍ كارثي قريب الحدوث: (الرجال الآليون المتكاثرون بصورةٍ ذاتيةٍ).
وإذا تمكنا من الوصول إلى ذلك الحال ستصبح حياة البشر دون أيِّ أهميةٍ تُذكر.
ولكن لا يتوجب عليك النظر إلى المستقبل لتحصل على أمثلة للإمكانيات التكاثرية الغريبة، فعند الأغريق كان لدى زيوس وهو إله الرعد قصة جديرة بالذكر تخص الولادة، في أحد الأيام كان زيوس في علاقةٍ غراميةٍ مع ميتس وهي إلهة البراعة، وبعد فوات الأوان تذكّر نبوءةً تقول أنَّ أطفال ميتس سيكونون أكثر قوةً من آبائهم، بينما كان زيوس خائفًا من العواقب قام بإبتلاع حبيبته بأكملها، وبالطبع فات الأوان لأنّها كانت قد أصبحت حبلى بالفعل وبعد بعض الوقت عانى من صداعٍ مؤلمٍ للغاية وطلب من أحد الآلهة فتح جمجمته باستخدام فأس، وفي تلك اللحظة خرجت ابنته الجديدة أثينا وهي إلهة الحكمة.
كل هذا قد يبدو غير محتملٍ، ولكنه لا يختلف كثيرًا عن الطرق الغريبة التي تتكاثر بعض الكائنات الحية حاليًا.
10-تنين كومودو
رُبّما العملية التكاثرية تعد غريبةً للغاية إذ أنّ البشر كانوا يَروون العديد من القصص عن الولادة العذرية منذ بدء سرد القصص، والأكثر شهرةٍ من هذه القصص بالطبع هي ولادة المسيح عيسى من مريم التي قيل أنّها كانت لا تزال عذراء.
في حين أنّه نظريًا من الممكن للمرأة أن تلد ولادةً عذريةً، إِلّا أنّه غير محتمل بالمرة، من ناحيةٍ أخرى (التوالد العذري – Parthenogenesis) شائع بين كائنات أخرى في الطبيعة مثل قرش رأس المطرقة وتنين كومودو والسمندر وتشكيلة من الزواحف كالسمك والحشرات الأخرى جميعها تستطيع التكاثر بدون تزاوج.
يبدأ الأمر كله بخلية تسمى (الخلية الجرثومية) تنقسم هذه الخلية إلى خليتين، وتنقسم هاتين الخليتين من جديد، أصبح لدينا أربع خلايا تكاثرية يُطلق عليها الأمشاج من ثم يتم التخلص من ثلاثة أمشاجٍ وبالتالي سيحوي المشيج المتبقي على نصف العدد اللازم من الكروموسومات لتكوين كائنٍ جديدٍ.
أمّا في التكاثر الجنسي، يندمج مشيج الذكر والأنثى لتكوين المجموعة الكاملة من الكروموسومات.
ولكن في التوالد العذري، يحتوي مشيج الأنثى على المجموعة الكاملة من الكروموسومات ومن الممكن أن يُحفِز المشيج نفسه للنمو.
بصورةٍ مثيرةٍ للدهشة، هنالك بعض أنواع الحشرات التي تنتقل بين التكاثر الجنسي والعذري بالإعتماد على أيِّ طريقةٍ تعمل بصورةٍ أفضل تبعًا للبيئة التي يعيشون بها، وهنالك شيء يُسمى التكاثر البكري الدوري حيث تقوم بعض الكائنات الحية مثل براغيث الماء بالانتقال بين التزاوج وعدم التزواج في تكاثرها.
حتى الآن لم يجد العلماء أيَّ مثالٍ على التكاثر العذري في الثديات ولكنهم تمكنوا من جعله ممكنًا بصورةٍ صناعيةٍ في الأرانب بمساعدة التحكم في درجات الحرارة والمواد الكيميائية، ولكن لم يحالفنا الحظ مع البشر حتى الآن.
9-مراجعة نيمو
يجب أن نميز بين التكاثر العذري والخنثي فهما ليسا متشابهين على الإطلاق، ففي التكاثر العذري يقوم المشيج الأنثوي بالعمل كله بنفسه، أمّا الكائنات الخنثية فهي مميّزة بقدرتها على تكوين كلًا من الأمشاج الذكرية والانثوية معًا وهذا لأنّهم يمتلكون الأعضاء التناسلية الذكرية والأنثوية.
الخنوثة شائعةٌ في بعض الأنواع من الكائنات مثل أنواع معينة من الأزهار والحلزونات والأسماك، في بعض الأحيان من الممكن أن يكون الكائن الحي ذكرًا ثم يتحول إلى أنثى وفي بعض الأحيان يكون أنثى ويتحول إلى ذكر أو قد يحتفظ بكلا الجنسين خلال فترة حياته.
هل تتذكر نيمو وأبوه في فيلم (Finding Nemo)؟ يبدو أنّ العاقبة مضمونة لأنّ هنالك العديد من الدراما في الحياة التكاثرية لسمكة المهرج، إجتماعيًا تميل سمكة المهرج إلى السير بالقرب من شقائق النعمان إذ أنّ اثنين من المولدين الكبار سواء كانوا ذكورًا أم إناثًا يكونان مسؤولين عن مجموعةٍ أصغر من ذكور سمك المهرج التي لا تتكاثر.
ولكن لنقل على سبيل المثال أنّ الأنثى المُكاثرة قد ماتت ففي هذه الحالة يقوم الذكر الكبير بتغيير جنسه ليصبح الأنثى الكبيرة في حين أنّ الذكر الأكبر من المجموعة الصغيرة يلعب دور الذكر المُكاثر الناضج جنسيًا.
8-قبضة القراصنة
الإخصاب الخارجي هو الاستراتيجية التكاثرية المفضلة للعديد من الأسماك والبرمائيات حيث تطرح الأنثى البيوض في الماء ومن ثم يطرح الذكر النطف عليها، تريد الضفادع القيام بهذه العملية من دون أيّ تأخير.
عندما تكون أنثى الضفدع مستعدةً لإلقاء بيوضها، تسمح للذكر أن يصعد على ظهرها وأن يعطيها عناقًا قويًا فتقوم بطرح بيوضها، ويقوم الذكر بتخصيب البيوض مباشرةً ومن الممكن أن تخصب نطافه فقط نسبةً من البيوض.
في برك الجبال البرينية في الأعلى، يبدو أنّ رومانسية الصفادع تعمل بصورةٍ مختلفةٍ قليلًا، أعداد الذكور تتفوق على أعداد الإناث ولأنّهم غالبًا لا يستطيعون العثور على أنثى للتزاوج معها، تقوم مجموعات من الذكور باصطياد مجموعات البيوض المطروحة حديثًا وعندما يجدونها سيقومون بأفضل ما في وسعهم لتخصيب البيوض غير المخصبة، حيث وجد الباحثون مجموعات من البيوض تم تخصيبها من أربعة ذكور.
7-خداع الأزهار
لدى أغلب الزهور علاقة مع ملقحاتها التي تساعدهم على التكاثر، فالنحل والفراش والطائر الطنان على سبيل المثال يحصلون على رشفةٍ لذيذةٍ من الرحيق في مقابل حملهم لبعض حبوب اللقاح من زهرةٍ إلى أخرى وعندما يحدث هذا من الممكن أن تبدأ الأزهار المُستلمة عملية تكوين البذور التي ستنمو إلى أزهارٍ جديدةٍ.
ولكن هنالك أنواعًا معينةً من الأوركيد تجد هذه الاستراتيجية قديمةً من دون القول بصراحة أنّها مملةٌ، ومع قيام المُلقحات بالقفز من زهرةٍ لأخرى تقلق الأوركيد من التهجين.
حسنًا بقدر ما نعلم، هم لا يقلقون بالفعل ولكن أنتج التطور طريقةً أكثر سموًا للتكاثر الداخلي لهذه النباتات.
في منطقةٍ جبليةٍ في البحر المتوسط، هنالك نوع من الأوركيد يسمى (Ophrys apifera)، والمعروف أكثر باسم أوركيد النحل.
لهذه الزهرة طريقة رائعة لخداع النحل إذ تبدو هذه الزهور بصورةٍ دقيقةٍ مثل خلفية نحلة أنثى مدفونٌ رأسها داخل زهرة زرقاء، ليس هذا فحسب، بل تقلد هذه الزهور رائحة النحلة الأنثى حتى بعض الشعر ليضيف بعض الوهم الحسي، الخداع هذا مثاليٌ للغاية حتى العيوب فيها تبدو أنّها ذات فائدة.
تتزاوج ذكور النحل مخدوعةً بسحر الزهور بكل نشاطٍ مع الزهور التي تقوم بطرح مُلّقحاتها والتي تحتوي على مادةٍ لاصقةٍ تلتصق بظهورها، ولكن طبقًا للخطة يستمر الخداع لفترةٍ طويلةٍ. وبعد الجهود الجبارة للوصول إلى النعيم الشهواني يدرك النحل أنّه قد خُدِعَ ومن ثم يذهب مترنحًا مع بعض الإحباط. ومن ثم يتجول لمسافةٍ قبل أنّ يتم خداعه بنفس الخدعة من جديد، وإذا سار الأمر بصورةٍ جيدةٍ بالنسبة لهذه الزهرة سيقوم بطرح حبوب اللقاح في زهرة أوركيد نحل أخرى من جديد.
إحباط النحل يلعب دورًا في استراتيجية تكاثر الأوركيد، حيث أنّ المسافة التي يقطعها النحل حتى يُهدء مزاجه ستمنع التزاوج الداخلي.
وبالطبع النحل لا يغريه سحر الأوركيد فقط بل نباتات الأوركيد جميعها التي تزدهر على النوافذ في أرجاء العالم.
6-الزواج متعدد الأجناس
في المرة القادمة التي تحاول فيها الاسترخاء قرب البحيرة حاول ألّا تفكر بحقيقة كونك محاطًا بكائنات أحادية الخلية تتكاثر بطرق مميزة للغاية، في الواقع تعتبر رباعية الغشاء كائناتٍ عفيفةً تستخدم التوالد العذري للتكاثر في محيطها.
ولكن لا يساعد التوالد العذري على تكوين التغيّرات الجينية التي تساعد على التأقلم مع البيئة المتغيرة، لذا عندما تكون الظروف صعبةً من الممكن أن تتحول رباعيات الغشاء إلى وضع جنسي سباتي وهنا تصبح الأمور مثيرةً.
إذا كنت تعتقد أنّ متابعة الدور الجنسي أمرٌ معقدٌ، ضع بالحسبان إنّ هذا الكائن الصغير لديه ما لا يقل عن سبعة أجناسٍ!
قسم العلماء هذه الأجناس بصورةٍ خياليةٍ من النوع I وحتى النوع VII، إذ أنّ الجنس I لا يستطيع التزاوج مع جنس I آخر، ولكن لا داعي للقلق فهو يستطيع الاختيار من ستة أجناسٍ أخرى.
يحصل رباعي الغشاء الجديد على كل المعلومات الجينية الكافية ليصبح أيّ واحدٍ من الأنواع السبعة هذه، وبعدها من خلال عملية عشوائية يتم تشذيب حمضه النووي ليصبح جنسًا واحدًا، يا لها من أمورٍ معقدةٍ لميكروب مجهري مثله!
5-حمل الذكور
نسِيَ أغلبنا الحبكة الموجودة في فلم (Junior) من بطولة أرنولد شوارزنيجر وداني ديفيتو، ولغرض التثقيف العلمي سيقوم هذا المقال بتذكيركم بما يتضمنه أيّ عندما يصبح أرنولد حاملًا.
يا لها من فكرةٍ سخيفةٍ، ولكن أظهر هذا العمل إلى فرس البحر، وسيقوم بهز كتفيه (إذا كان لديه).
وهذا ليس لأنّ الفلم حصل على تقييم 32 بالمئة على موقع (Rotten Tomatoes) بل لأنّه ليس هنالك أيّ غرابةٍ فيما يخص حمل الذكور في عالم فرس البحر.
عندما يستعد فرس البحر للتكاثر يقوم كُلٌ من الذكور والإناث برقصةٍ جميلةٍ، فيقومون بضفر ذيولهم ويسبحون بصورةٍ ترادفيةٍ، وفي النهاية عندما تكون حركاتهم متزامنة بصورة تامة تقوم الأنثى بطرح بضعة آلاف من البيوض في كيس موجود عند الذكر ومخصص فقط لهذا الغرض.
يُخصب الذكر البيوض ويحملها معه في الكيس الذي ستفقس به ويرعاها إلى أن تنمو، وعندما تصبح مستعدة للعيش في العالم الخارجي تتكون تقلصات عضلية في جسم الذكر ليدفعها خارجًا.
في هذه الأحيان تقوم الأنثى بتحضير المزيد من البيوض، ويحين وقت التانغو من جديد! يستطيع ذكر فرس البحر أن يلد في الصباح وأن يصبح حاملًا من جديد في المساء.
4-التملك
والآن حان الوقت لبعض التناسل الطفيلي! عندما يتعلق الأمر بالطفيليات فيكون من الصعب الأختيار بين المجموعة الواسعة من الأنواع الغريبة والبارعة والمقلقة غالبًا من التكاثر الذاتي.
هنالك حيوان قشري وضيع يطلق عليه (ريزوسيفالان – Rhizocephalans) لديه استراتيجية ميكافيلية للغاية وتستحق بعض الاهتمام هنا.
لا يبدو الريزوسيفالان -والذي يسمى ريزو للسهولة- مثل بقية القشريات، فعندما يكون الريزو يرقة صغيرة يطوف في الأرجاء على أمل أن يلتقي بسلطعون، ونظرًا إلى حجم المحيط فإنّ فرصة الالتقاء صغيرة ولكن الريزو يتكاثر بكميات كبيرة لذا يحالف الحظ بعض الريزو ليجدوا هدفهم.
عندما يجد الريزو السلطعون سيلتصق به وستظهر منه زوائد تشبه الحقن تقوم بإدخال خلاياه داخل السلطعون حيث تجد خلايا الريزو طريقها نحو جيوب المضيف ومن هنا يبدأ نظام جذري ينتشر في كل مكان، في النهاية يثقب نفس المكان الذي تحمل فيه أنثى السلطعون بيوضها ويقوم الطفيلي بطرح بيوضه هنالك في كيس صغير.
ولأسبابٍ غير مفهومة تمامًا، إذا كان السلطعون ذكرًا فسيقوم بتغيير شكله بتوسيع بطنه ليصبح شكله مشابهًا للأنثى.
وبطريقة غير مفهومة كذلك يُقنع الريزو المُضيف أنّ بيوض الطفيلي التي يحملها هي بيوض سلطعون. ثم يوّجه الطفيلي مُضيفه إلى المياه العميقة حيث يستطيع تجنب الحيوانات المتوحشة والمنافسة على الطعام.
الأمر كله مقلق، ولكن هل هو بغرابة (Hymenoepimecis Argyraphaga)؟ استمر بالقراءة لمعرفة الجواب.
3-الولادة المهلكة
الهيمينوايبيميسيس أرغيرافيج (Hymenoepimecis argyraphaga) هو دبور طفيلي موطنه كوستاريكا، وعندما يود التكاثر تقوم الأنثى باصطياد عنكبوت قليل الحظ يسمى (Plesiometa argyra) وتقوم بشله لمدة 10 إلى 15 دقيقة عن طريق لدغه وفي هذه الربع ساعة تطرح أنثى الدبور البيوض وتربطها ببطن العنكبوت وتغادر.
عندما يستعيد العنكبوت وعيه يذهب في طريقه وكأن شيئًا لم يكن، ربما لا يتذكر ما حدث أو لعلّه لا يود تذكر ما حدث، في هذه الفترة يتم احتضان البيوض وبعد أسبوع أو أسبوعين تنتهي الهدنة وتصبح الأمور سيئةً للغاية بالنسبة للعنكبوت البائس حيث تفقس يرقات الدبور وتقوم بطعن معدة العنكبوت وتبدأ بالتغذي عليه.
وفي حركة وحشية تقوم باستخلاص مصدرٍ أخيرٍ من العنكبوت قبل أن تقتله تقوم الدبابير الصغيرة بحقن العنكبوت بمادة ذات تأثير نفسي تقوم بإقناع الكائن البائس بغزل شبكة وعندما تنتهي منه يقوم الدبور بقتله وأكله ومن ثم يستخدم الشبكة المنسوجة حديثًا لِلَف نفسه داخل شرنقة.
وبعد أقل من أسبوعين سيخرج دبور(Hymenoepimecis argyraphaga) كامل النمو وهو مستعد للتكاثر بنفس الطريقة، أليست الطبيعة رائعةً؟
2-البدء من جديد
إذا كان نجم البحر مثل فرس البحر سيبدو مثل كائنٍ آتٍ من قصص الخيال فإنّ اللافقري السام المعروف باسم (تاج الشوك – crown of thrones) ينتمي إلى النسخة الشريرة من (Brothers Grimm).
يأكل نجم البحر الأعشاب المرجانية ولأنّ فعاليات البشر المتمثلة بالمبالغة في اصطياد الأسماك المفترسة لنجم البحر سيحدث إنفجار سكاني، ولهذا السبب من الممكن أن يحدث الهلاك التام للأعشاب وهذا لا يعني فقط خسارة الموطن للعديد من الكائنات التي تجعل من الأعشاب منزلها، بل قد تتأثر السياحة المحلية.
ولمجابهة هذه المشكلة كانت هنالك جهود لقتل تاج الشوك الزائد في الحيد المرجاني العظيم، على سبيل المثال قام الغواصون بقطع اللافقريات إلى أجزاءٍ صغيرةٍ، ولكن يبدو أن الخطة كان لها آثارٌ عكسيةٌ بسبب قدرة نجم البحر على التجدد.
فهي لا يستطيعون فقط إعادة إنماء الأطراف ولكنها تحت الظروف الصحيحة تستطيع إنماء جسدٍ كاملٍ من الطرف المقطوع، وهذا لأنّ خلاياها غير محددةٍ والذي يعني احتفاظها على قدرة تكوين الأجزاء الجديدة تمامًا مثل خلايانا الجينية عند تكوينها في البداية.
ولكن إذا ما تمكنا من إتقان عملية التجديد هذه -ليس فقط أن نقدر على إنماء الأطراف المبتورة- بأن نقوم بإنماء أطرافٍ جديدةٍ، من منا لم يفضل حصوله على أيادٍ إضافية؟ ولكن ستكون الأمور غريبةً قليلًا، إذا ما نمت من اليد المبتورة أجسام جديدة.
1- تجنيس المجتمع
يطلق على السرخس كامل النمو (النابتة العرسية – gametophytes)، ومن الممكن أن يكون ذكرًا أو أنثى أو مخنثًا إذا لم يكن هنالك نباتات أخرى قريبة لتساعده على التكاثر، ولكن بالطبع الإخصاب الذاتي هو التجسيد التام للتوالد الداخلي وهو وضع يجب تجنبه متى ما سمحت الفرصة.
لذا عندما تنمو السرخسيات الصغيرة تستطيع الإناث الكبيرة إفراز مادة كيميائية تسمى غيبريلين والتي تُسبب تحول النباتات الصغيرة المحيطة بها إلى ذكور، وحينها يسيطر البالغون على التوازن الجنسي للحفاظ على التنوع الجنسي الصحي.
في الآونة الأخيرة أصبحت كلمة (مجتمع) طنانةً لكل شيءٍ إيجابي وضروري في قرننا الحالي، ولرُبّما أظهرت الحياة الجنسية للسرخس المتسلق أنّ تضمين كلمة المجتمع قد يكون له حدود!
يقول علماء الطفيليات أنّ مواضيع بحثهم تحترم براعة استراتيجيات البقاء الموجودة لدى مختلف الكائنات، وبعد بحثي وكتابتي عن بعضها يجب أن أوافق على وجود نوع من التألق السيكوباتي لديهم ولكنّه أدى إلى بعض الاضطراب في معدتي، فإنّ الدبور الكوستا ريكي على سبيل المثال مجتهد للغاية في استغلاله للعنكبوت المسكين حتى أنّه من الصعب عدم الشعور بوجود شيءٍ شريرٍ بخصوص العملية كلها.
وكما أنّ التطور غليظ، يظهر أيضًا الإبداع المشاكس الموجود لدى زهرة أوركيد النحل والذي يستحق التأمل.