مسندم
Musandam - Musandam
مُسَنْدَم
تقع محافظة مُسَنْدَم Musandam في أقصى الشمال من سلطنة عمان، ويفصلها عن بقية أقسام السلطنة جزء من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة[ر]، وتمتد مُسَنْدَم على شكل رأس من الجبال الوعرة داخل البحر، أما من حيث الموقع الفلكي فتقع بين خطي الطول 56 َ 3 ْ و56 َ 4 ْ شرق غرينتش، ودرجتي العرض 38 َ 25 ْ و24 ْ 26 َ شمال خط الاستواء.
تبلغ مساحة محافظة مُسَنْدَم نحو 1800كم2، وتؤلف 0.6% من مساحة سلطنة عمان. ويمتد ساحل مُسَنْدَم على مسافة 600كم تقريباً، من ميدل على الخليج العربي إلى دبا على خليج عمان، ويمتاز بأنه ساحل صخري شديد الانحدار، ولا تظهر الشواطئ الرملية إلا في بعض الأماكن على خليج عمان والخليج العربي. وتكثر فيه الخلجان والأودية الغارقة. ويتبع محافظة مُسَنْدَم مجموعة من الجزر الصغيرة الواقعة في مضيق هرمز، والتي اكتسبت أهمية استراتيجية من خلال موقعها في المضيق, إذ إنها تتحكم في الطرق الملاحية للخليج العربي، وهي جزيرة أم الغنم، وجزيرة مُسَنْدَم، وجزيرة سلامة، وجزيرة الاتصالات، وجزيرة الخيل.
تتبع مُسَنْدَم جيولوجياً إقليم جبال شمال عمان الذي تسوده الصخور الكلسية التي تشكل الرصيف القاري. أما من الناحية التضاريسية فتتمثل مُسَنْدَم بسلاسل جبلية تمتد من الشمال إلى الجنوب تُعرف بسلاسل رؤوس الجبال. وهي جزء من مرتفعات عمان التي كانت تتصل بجبال زاغروس الإيرانية قبل تشكل الخليج العربي في الحقب الثالث، حين تعرضت المنطقة للحركات التكتونية الألبية، التي فصلت مرتفعات عمان عن جبال زاغروس، وتشكل الخليج العربي. لذلك تتصف جبال مُسَنْدَم بالوعورة، وترتفع في أعلى قممها إلى 2087م.
يسود المنطقة مناخ عمان عموماً، وهو مناخ صحراوي حار صيفاً معتدل شتاء. تتفاوت فيه قيم العناصر المناخية من مكان إلى آخر حسب الموقع بالنسبة إلى المسطحات المائية والارتفاع. ويبلغ المتوسط السنوي لدرجة الحرارة 28 ْم، ويبلغ المتوسط السنوي لكمية الأمطار في محطة خصب 200مم.
تميزت منطقة رأس مُسَنْدَم عبر عصورها التاريخية بسمات خاصة من الناحية العرقية، فهي تمثل أول الجسد العربي من جهة الشرق، وقد بيَّنت الدراسات الأثرية أن منطقة رأس مُسَنْدَم شهدت استقراراً للجماعات البشرية منذ الألف الرابع قبل الميلاد وما قبل.
بلغ إجمالي عدد السكان 28263 نسمة عام 2003م، ويؤلف هذا الرقم 1.4% من سكان السلطنة، ويبلغ عدد العمانيين 20380 نسمة والوافدين 7883 نسمة. وتضم المحافظة من الناحية الإدارية أربع ولايات (خصب، بخا، دبا، مدحا). وتعد خصب عاصمة المحافظة.
يعتمد السكان في حياتهم المعيشية على الصيد البحري والزراعة وصناعة السفن واستغلال المحاجر والتصنيع وقطاع السياحة والفنادق والمطاعم والأنشطة العقارية والتجارية، ويعمل أكثر من 50٪ من الأيدي العاملة في مؤسسات الدولة.
ومما يميز هذه المحافظة هو كثرة معالمها الأثرية من الحصون والقلاع والأبراج والجوامع والكثير من الكهوف في الجبال. وفيها كثير من النقوش على الصخور التي تحمل رسومات تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، إضافة إلى المواقع الأثرية التي تعود إلى ما قبل الألف الأول قبل الميلاد.
يبرهن كل ما ذكر آنفاً على أهمية موقع مُسَنْدَم من خلال إطلالته على مضيق هرمز المهم، الذي يربط بين الخليج العربي وبحر العرب. ويعد مضيق هرمز من أكثر الممرات المائية الدولية أهمية بالنسبة إلى صادرات النفط، وبما أنه يقع بين بحرين فهو يخضع لقواعد قانون البحار الذي يعطي حق المرور الحر لجميع السفن والطائرات.
يبلغ عرض مضيق هرمز نحو 60كم، ولا يتجاوز عمقه 60م. ولم تكن تسمية البحّارة لمضيق مُسَنْدَم (سُمِّي مضيق هرمز حديثاً) باسم «فك الأسد» أو «فم السبع» إلا لأهميته في رسم شبكة الطرق قبل القرن السادس عشر الميلادي. ولا غرابة في ذلك إذ إن مدنيات العراق القديم منذ العصر السومري في الألف الرابعة قبل الميلاد اعتمدت على الخليج العربي للاتصال بالعالم الخارجي. وكان أي اتصال بين مناطق الإنتاج في المحيط الهندي ومناطق الطلب في العراق لابد من أن يمر عبر مضيق مُسَنْدَم، وزادت أهمية هذا المضيق في العصور الإسلامية؛ لأنه امتداد للفتوحات الإسلامية شرقاً.
أمين طربوش
Musandam - Musandam
مُسَنْدَم
تبلغ مساحة محافظة مُسَنْدَم نحو 1800كم2، وتؤلف 0.6% من مساحة سلطنة عمان. ويمتد ساحل مُسَنْدَم على مسافة 600كم تقريباً، من ميدل على الخليج العربي إلى دبا على خليج عمان، ويمتاز بأنه ساحل صخري شديد الانحدار، ولا تظهر الشواطئ الرملية إلا في بعض الأماكن على خليج عمان والخليج العربي. وتكثر فيه الخلجان والأودية الغارقة. ويتبع محافظة مُسَنْدَم مجموعة من الجزر الصغيرة الواقعة في مضيق هرمز، والتي اكتسبت أهمية استراتيجية من خلال موقعها في المضيق, إذ إنها تتحكم في الطرق الملاحية للخليج العربي، وهي جزيرة أم الغنم، وجزيرة مُسَنْدَم، وجزيرة سلامة، وجزيرة الاتصالات، وجزيرة الخيل.
تتبع مُسَنْدَم جيولوجياً إقليم جبال شمال عمان الذي تسوده الصخور الكلسية التي تشكل الرصيف القاري. أما من الناحية التضاريسية فتتمثل مُسَنْدَم بسلاسل جبلية تمتد من الشمال إلى الجنوب تُعرف بسلاسل رؤوس الجبال. وهي جزء من مرتفعات عمان التي كانت تتصل بجبال زاغروس الإيرانية قبل تشكل الخليج العربي في الحقب الثالث، حين تعرضت المنطقة للحركات التكتونية الألبية، التي فصلت مرتفعات عمان عن جبال زاغروس، وتشكل الخليج العربي. لذلك تتصف جبال مُسَنْدَم بالوعورة، وترتفع في أعلى قممها إلى 2087م.
يسود المنطقة مناخ عمان عموماً، وهو مناخ صحراوي حار صيفاً معتدل شتاء. تتفاوت فيه قيم العناصر المناخية من مكان إلى آخر حسب الموقع بالنسبة إلى المسطحات المائية والارتفاع. ويبلغ المتوسط السنوي لدرجة الحرارة 28 ْم، ويبلغ المتوسط السنوي لكمية الأمطار في محطة خصب 200مم.
تميزت منطقة رأس مُسَنْدَم عبر عصورها التاريخية بسمات خاصة من الناحية العرقية، فهي تمثل أول الجسد العربي من جهة الشرق، وقد بيَّنت الدراسات الأثرية أن منطقة رأس مُسَنْدَم شهدت استقراراً للجماعات البشرية منذ الألف الرابع قبل الميلاد وما قبل.
بلغ إجمالي عدد السكان 28263 نسمة عام 2003م، ويؤلف هذا الرقم 1.4% من سكان السلطنة، ويبلغ عدد العمانيين 20380 نسمة والوافدين 7883 نسمة. وتضم المحافظة من الناحية الإدارية أربع ولايات (خصب، بخا، دبا، مدحا). وتعد خصب عاصمة المحافظة.
يعتمد السكان في حياتهم المعيشية على الصيد البحري والزراعة وصناعة السفن واستغلال المحاجر والتصنيع وقطاع السياحة والفنادق والمطاعم والأنشطة العقارية والتجارية، ويعمل أكثر من 50٪ من الأيدي العاملة في مؤسسات الدولة.
ومما يميز هذه المحافظة هو كثرة معالمها الأثرية من الحصون والقلاع والأبراج والجوامع والكثير من الكهوف في الجبال. وفيها كثير من النقوش على الصخور التي تحمل رسومات تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، إضافة إلى المواقع الأثرية التي تعود إلى ما قبل الألف الأول قبل الميلاد.
يبرهن كل ما ذكر آنفاً على أهمية موقع مُسَنْدَم من خلال إطلالته على مضيق هرمز المهم، الذي يربط بين الخليج العربي وبحر العرب. ويعد مضيق هرمز من أكثر الممرات المائية الدولية أهمية بالنسبة إلى صادرات النفط، وبما أنه يقع بين بحرين فهو يخضع لقواعد قانون البحار الذي يعطي حق المرور الحر لجميع السفن والطائرات.
يبلغ عرض مضيق هرمز نحو 60كم، ولا يتجاوز عمقه 60م. ولم تكن تسمية البحّارة لمضيق مُسَنْدَم (سُمِّي مضيق هرمز حديثاً) باسم «فك الأسد» أو «فم السبع» إلا لأهميته في رسم شبكة الطرق قبل القرن السادس عشر الميلادي. ولا غرابة في ذلك إذ إن مدنيات العراق القديم منذ العصر السومري في الألف الرابعة قبل الميلاد اعتمدت على الخليج العربي للاتصال بالعالم الخارجي. وكان أي اتصال بين مناطق الإنتاج في المحيط الهندي ومناطق الطلب في العراق لابد من أن يمر عبر مضيق مُسَنْدَم، وزادت أهمية هذا المضيق في العصور الإسلامية؛ لأنه امتداد للفتوحات الإسلامية شرقاً.
أمين طربوش