محمد فريد احمد فريد
Mohammad Farid ibn Ahmad Farid - Mohammad Farid ibn Ahmad Farid
محمد فريد بن أحمد فريد
(1284 ـ 1338هـ/1868ـ 1919م)
محمد فريد بن أحمد فريد «باشا» رئيس الحزب الوطني أيام الاحتلال البريطاني بمصر وأحد نوابغها، من أصل تركي. ولد في القاهرة، وتعلم في مدرستي الألسن والحقوق، ونال شهادة الحقوق سنة 1887م، فألحقه والده بوظيفة في قلم قضايا الدائرة السنية، ثم نقل إلى النيابة العمومية وكيلاً للنيابة، ثم احترف المحاماة.
وكان طامحاً لخدمة بلاده عن طريق الانخراط بالكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني، فكان مع مصطفى كامل في كثير من رحلاته إلى أروبا، ولما تُوفِّي مصطفى كامل، انتخب محمد فريد رئيساً للحزب الوطني في شباط/فبراير عام 1908م؛ في ظروف أشد وأحرج من ظروف سلفه الوطني المشهور. فقد أمعنت الحكومة في قمع الحركة الوطنية، فقيدت حرية الصحافة، وأعادت قانون المطبوعات القديم، وسنت القوانين الاستثنائية الرجعية، وأحيل محمد فريد بناء عليها إلى محكمة جنايات القاهرة في تهمة صحفية باطلة، وحُكِم عليه سنة 1911م بالحبس ستة أشهر، فكانت هذه السنة بداية المحن الكبرى التي أصابته في حياته الوطنية، فقد نفي محمد فريد بعدها سنة 1912م إلا أنه لم ينقطع عن جهاده في سنوات النفي، بل كانت سلسلة متصلة من الكفاح والنضال في سبيل مصر، إذ دافع عن القضية الوطنية في مؤتمر السلام بجنيف في أيلول/سبتمبر سنة 1912م، ثم في مؤتمر السلام في لاهاي سنة 1913م، ثم في الصحف والمجلات وغيرها.
وساح سياحات كثيرة مدافعاً عن قضية مصر؛ معلناً ظلامتها، واعتلت صحته، ومرض في آذار/مارس 1918م، ولم يقعده المرض عن متابعة النضال، ونصح له الأطباء حين اشتد به المرض أن يعدل عن جهاده أو يخفّف منه، ويسالم الاحتلال، أو يهادنه حتى يستطيع العودة إلى مصر؛ إذ كانت صحته تقتضي استشفاءه بمناخها، وإقامته تحت سمائها، ولكنه رفض العودة إلى مصر، ولم يقبل أن يتنازل قيد شبر عن مبادئه، وظلّ يجاهد، ويناضل حتى وافاه الأجل المحتوم في برلين، ونقل جثمانه إلى القاهرة، وقد أنفق كل ماله في سبيل بلاده.
بدا اتجاه محمد فريد نحو التأليف وهو بعد في وظيفته في خدمة الدولة، فأخرج سنة 1891م كتابه «البهجة التوفيقية في تاريخ مؤسس العائلة المحمدية»، وفي سنة 1894م وضع كتابه في تاريخ الدولة العثمانية، ثم أخرج سنة 1902م كتابه عن تاريخ الرومان، و«من مصر إلى مصر»، و«رحلة إلى بلاد الأندلس ومراكش والجزائر»، وفي تشرين الثاني سنة 1898م أنشأ مجلة «الموسوعة» باشتراكه مع أحمد حافظ عوض، ومحمود أبي النصر، وهي مجلة علمية نصف شهرية، وله فيها عدة مباحث تدلّ على سعة اطلاعه وميله إلى البحث والتمحيص والإحاطة بالموضوعات التي كان يكتبها.
قال محمود عباس العقاد راثياً الزعيم الوطني محمد فريد:
أَفريدُ لا يلممْ بسيرتِكَ الرَّدى
أبداً ولا يبرحْ سلاحُكَ يمشقُ
ما كانَ ذاكَ العمرُ إلا وقفةً
الدَّهرُ حومةُ حربِها لا الخندق
أحمد سعيد هواش
Mohammad Farid ibn Ahmad Farid - Mohammad Farid ibn Ahmad Farid
محمد فريد بن أحمد فريد
(1284 ـ 1338هـ/1868ـ 1919م)
محمد فريد بن أحمد فريد «باشا» رئيس الحزب الوطني أيام الاحتلال البريطاني بمصر وأحد نوابغها، من أصل تركي. ولد في القاهرة، وتعلم في مدرستي الألسن والحقوق، ونال شهادة الحقوق سنة 1887م، فألحقه والده بوظيفة في قلم قضايا الدائرة السنية، ثم نقل إلى النيابة العمومية وكيلاً للنيابة، ثم احترف المحاماة.
وكان طامحاً لخدمة بلاده عن طريق الانخراط بالكفاح الوطني ضد الاحتلال البريطاني، فكان مع مصطفى كامل في كثير من رحلاته إلى أروبا، ولما تُوفِّي مصطفى كامل، انتخب محمد فريد رئيساً للحزب الوطني في شباط/فبراير عام 1908م؛ في ظروف أشد وأحرج من ظروف سلفه الوطني المشهور. فقد أمعنت الحكومة في قمع الحركة الوطنية، فقيدت حرية الصحافة، وأعادت قانون المطبوعات القديم، وسنت القوانين الاستثنائية الرجعية، وأحيل محمد فريد بناء عليها إلى محكمة جنايات القاهرة في تهمة صحفية باطلة، وحُكِم عليه سنة 1911م بالحبس ستة أشهر، فكانت هذه السنة بداية المحن الكبرى التي أصابته في حياته الوطنية، فقد نفي محمد فريد بعدها سنة 1912م إلا أنه لم ينقطع عن جهاده في سنوات النفي، بل كانت سلسلة متصلة من الكفاح والنضال في سبيل مصر، إذ دافع عن القضية الوطنية في مؤتمر السلام بجنيف في أيلول/سبتمبر سنة 1912م، ثم في مؤتمر السلام في لاهاي سنة 1913م، ثم في الصحف والمجلات وغيرها.
وساح سياحات كثيرة مدافعاً عن قضية مصر؛ معلناً ظلامتها، واعتلت صحته، ومرض في آذار/مارس 1918م، ولم يقعده المرض عن متابعة النضال، ونصح له الأطباء حين اشتد به المرض أن يعدل عن جهاده أو يخفّف منه، ويسالم الاحتلال، أو يهادنه حتى يستطيع العودة إلى مصر؛ إذ كانت صحته تقتضي استشفاءه بمناخها، وإقامته تحت سمائها، ولكنه رفض العودة إلى مصر، ولم يقبل أن يتنازل قيد شبر عن مبادئه، وظلّ يجاهد، ويناضل حتى وافاه الأجل المحتوم في برلين، ونقل جثمانه إلى القاهرة، وقد أنفق كل ماله في سبيل بلاده.
بدا اتجاه محمد فريد نحو التأليف وهو بعد في وظيفته في خدمة الدولة، فأخرج سنة 1891م كتابه «البهجة التوفيقية في تاريخ مؤسس العائلة المحمدية»، وفي سنة 1894م وضع كتابه في تاريخ الدولة العثمانية، ثم أخرج سنة 1902م كتابه عن تاريخ الرومان، و«من مصر إلى مصر»، و«رحلة إلى بلاد الأندلس ومراكش والجزائر»، وفي تشرين الثاني سنة 1898م أنشأ مجلة «الموسوعة» باشتراكه مع أحمد حافظ عوض، ومحمود أبي النصر، وهي مجلة علمية نصف شهرية، وله فيها عدة مباحث تدلّ على سعة اطلاعه وميله إلى البحث والتمحيص والإحاطة بالموضوعات التي كان يكتبها.
قال محمود عباس العقاد راثياً الزعيم الوطني محمد فريد:
أَفريدُ لا يلممْ بسيرتِكَ الرَّدى
أبداً ولا يبرحْ سلاحُكَ يمشقُ
ما كانَ ذاكَ العمرُ إلا وقفةً
الدَّهرُ حومةُ حربِها لا الخندق
أحمد سعيد هواش