قصيدة على أطلال الجزيرة العربية لبدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة على أطلال الجزيرة العربية لبدوي الجبل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	images (6).jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	18.2 كيلوبايت 
الهوية:	124509
    عفت الديار و أنكرت قصّادها

    حيّا الحيا تلك الديار و جادها

    أبلت بشاشتها الخطوب و أقصدت

    فرسانها و تخرّمت أجوادها

    و أباد فتيتها الزمان و طالما

    مرّ الزمان بفتية فأبادها

    هي حسرة فازدد و أنت أخو هوى

    حقّ الوفاء عليك أن تزدادها

    حيّيتهنّ منازلا مهجورة

    سبت المنيّة هندها و سعادها

    و حبست فيهنّ المطيّ مسائلا

    عن أهل ودّك نؤيها و ثمادها

    و سكبت ما شاء الهوى بطلولها

    حمر الدّموع . أما تخاف نفادها ؟

    تلك الدموع قصيدة قد جوّدت

    عيناك يوم فراقهم إنشادها

    من أنّه الثكلى أخذت رويّها

    و من القلوب قد استعرت مدادها

    جاءت مهذّبة القوافي ما اشتكت

    إبطاءها و زحافها و سنادها

    فإذا تلتها العين و هي نديّة

    سكر الزمان بلحنها فأعادها

    الحزن أرسلها و وقّع لحنها

    واختار في شوط القريض جيادها

    غرّاء هذّبها و أحكم صنعها

    صنع البيان فأتعبت نقّادها

    الشعر ما ملك النفوس و هزّها

    و أثار ثائرها الكمين وقادها

    تتلو الطبيعة في الصباح قصائدا

    بذّت بهنّ لبيدها وزيادها

    إنّي لتطربني الحمامة أنشدت

    فوق الغصون فرنّحت ميّادها

    و يهزّني لحن النسيم مقبّلا

    نور الخمائل لاثما أورادها

    و الصبح مرّ على الربى بحنانه

    فكسى بلؤلؤ دمعه أجيادها

    والموج يخطب في الصخور مثرثرا

    حنقا و ينقم كبرها و عنادها

    و الليل غطّى في رداء سكونه

    جسم البسيطة شمّها ووهادها

    يا نفحة حملت إليّ من الربى

    غبّ الرّبيع شقيقها و زبادها

    أمّي الجزيرة و اسرقي من غيدها

    برد الثغور على الصبا و برادها

    ما للجزيرة. لا تفيق من الكرى

    طلع الصباح فنبّهي آسادها

    ملّ الشعوب من الرقاد و بكّروا

    للطيّبات فهل تملّ رقادها

    بنت الغزاة الفاتحين تحكّمت

    فيها العداة و أحكمت أصفادها

    ملكوا عليها الدجلتين و حرّموا

    بردى وذادوا بالظبى ورّادها

    و كست جنودهم العواصم فارتدّت

    ثوب الحداد وودّعت أعيادها

    يا للعواصم خطّة مغزوّة

    ملك الغريب بياضها و سوادها

    الدهر فلّ سيوفها هنديّة

    بيضا و حطّم بالقراع صعادها

    مدّت إلى الفيحاء كفّ رجائها

    متروكة و ترقّبت إسعادها

    ما أسرع الفيحاء ، لولا أنّها

    طغت الخطوب فرّيثت أنجادها

    و شكت لبغداد الخطوب و ما درت

    أنّ الخطوب تعرّقت بغدادها

    حبست مياه الرّافدين و حلاّت

    عن ورد دجلة لخمها و إيادها

    و يح العروبة ! حلّمت أحبابها

    ريب الزمان و نزّقت حسّادها

    هي جنّة ما ارتادها ذو شرّة

    إلاّ و أطمع حسنها مرتادها

    كالطير أسكر لحنها صيّادها

    فمشى إليها بالردى و اصطادها

    ذاك الجمال جنى على أبنائها

    ظلما و جلّل بالأذى أحفادها

    و لقد أقول لغاصبين مشوا بها

    مرحا و أثقلها الشقاء و آدها

    هي جذوة حاولتم إطفاءها

    و الظلم راح محولا إيقادها

    أقبلتم كالمرشدين و ساءكم

    بعد الكرى أن تستبين رشادها

    قلتم نؤيّد منعة استقلالها

    لكنكم أيّدتم استبعادها

    إنّ الغزالة لو ملكتم أمرها

    لحبستم عن جلّق آرادها

    يا عصبة الأمم القوية . حاذري

    بأس الضعاف و حزمها و كيادها

    لا تأمني بأس الأعراب إنّهم

    كادت تفارق بيضهم أغمادها

    و كأنّني بالصيد من أمرائها

    يوم الحميّة أنكرت أحقادها

    و كأنّني بالتاج ألّف شملها

    نظما و لمّ نثيرها و بدادها

    هلّلت للنشء الجديد و قد مشى

    يصلى الحياة و حربها و جهادها

    و خشعت للنشء الجديد و قلت ذا

    جند الشام فمن يطيق جلادها

    حيّيت فيه حماتها أبطالها

    يوم النزال كماتها قوّادها

    تلك المهار و لا أكابد لوعة

    إن مدّ في عمري شهدت طرادها
يعمل...
X