قصيدة الكعبة الزهراء لبدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة الكعبة الزهراء لبدوي الجبل


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	16538563631.jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	11.1 كيلوبايت 
الهوية:	124360
    بنور على أم القرى و بطيب

    غسلت فؤادي من أسى و لهيب

    لثمت الثّرى سبعا و كحّلت مقلتي

    بحسن كأسرار السماء مهيب

    و أمسكت قلبي لا يطير إلى (منى)

    بأعبائه من لهفة و وجيب

    فيا مهجتي : وادي الأمين محمد

    خصيب الهدى : و الزرع غير خصيب

    هنا الكعبة الزّهراء . و الوحي و الشذا

    هنا النور. فافني في هواه و ذوبي

    و يا مهجتي : بين الحطيم و زمزم

    تركت دموعي شافعا لذنوبي

    و في الكعبة الزهراء زيّنت لوعتي

    و عطّر أبواب السماء نحيبي

    و ردّدت الصحراء شرقا و مغربا

    صدى نغم من لوعة و رتوب

    تلاقوا عليها ، من غني و معدم

    و من صبية زغب الجناح و شيب

    نظائر فيها : بردهم برد محرم

    يضوع شذا : و القلب قلب منيب

    أناخوا الذنوب المثقلات لواغبا

    بأفيح ? من عفو الإله ? رحيب

    و ذلّ لعزّ الله كلّ مسوّد

    ورقّ لخوف الله كلّ صليب

    و لو أنّ عندي للشّباب بقيّة

    خففت إليها فوق ظهر نجيب

    و لي غفوة في كلّ ظلّ لقيته

    و وقفة سقيا عند كلّ قليب

    هتكت حجاب الصّمت بيني و بينها

    (بشبّابة) سكرى الحنين خلوب

    حسبت بها جنّيّة (معبدية)

    و فرّجت عن غماّئها بثقوب

    و ركب عليها ، وسم أخفاق عيسهم

    وهام تهاوت للكرى و جنوب

    و ألف سراب ، ما كفرت بحسنها

    و إن فاجأت غدرانها بنضوب

    و ضجّة صمت جلجلت . ثمّ وادعت

    و رقّت ، كأخفى همسة و دبيب

    و أطياف جنّ في بحار رمالها

    تصارع حالي طفوة و رسوب

    و تعطفني آلآرام فيها نوافر

    إلى رشأ في الغوطتين ربيب

    يعلّلني ? و الصدق فيه سجية

    بوعد مطول باللقاء كذوب

    و بدّلت حسنا ضاحك الدلّ ناعما

    بحسن عنيف في الرّمال كئيب

    و من صحب الصحراء هام بعالم

    من السحر جنّي الطيوف رهيب

    و للفلك الأسمى ، فضول لسرها

    ففي كلّ نجم منه عين رقيب

    أرى بخيال السّحب ? خطو محمد

    على مخصب من بيدها و جديب

    و سمر خيام مزّق الصمت عندها

    حماحم خيل بشّرت بركوب

    و نارا على نجد من الرمل أوقدت

    لنجدة محروم و غوث حريب

    و تكبيرة في الفجر سالت مع الصّبا

    نعيم فياف و اخضلال سهوب

    أشمّ الرمال السمر : في كلّ حفنة

    من الرّمل ، دنيا من هوى و طيوب

    على كلّ نجد منه نفح ملائك

    و في كلّ واد منه سرّ غيوب

    توحّدت بالصحراء . حتّى مغيبها

    و مشهدها من مشهدي و مغيبي

    ومن هذه الصحراء ، أنوار مرسل

    و رايات منصور . و بدع خطيب

    و من هذه الصحراء ، شعر تبرّجت

    به كلّ سكرى بالدلال عروب

    تعطّر في أنغامه و رحيقه

    وريّاه :عطري مبسم و سبيب

    ترشّ النجوم النور فيها ممسّكا

    فأترع أحلامي و أهرق كوبي

    و ما أكرم الصحراء .. تصدى .. و نـمنمت

    لنا برد ظل كالنعيم رطيب

    و يغفو لها التاريخ . حتّى ترجّه

    بداهية صلب القناة أريب

    شكا الدّهر ممّا أتعبته رمالها

    و لم تشك فيه من ونى و لغوب

    و صبر من الصحراء ، أحكمت نسجه

    سموت به عن محنتي و كروبي

    و من هذه الصحراء .. صيغت سجيّتي

    فكلّ عجيب الدّهر غير عجيب

    يرنّح شعري باللوى كلّ بانة

    و يندى بشعري فيه كلّ كثيب

    و لولا الجراح الداميات بمهجتي

    لأسكر نجدا و الحجاز نسيبي

    و هيهات ما لوم الكريم سجيّتي

    و لا بغضه عند الجفاء نصيبي

    نقلت إلى قلبي حياء و عفّة

    أسارير وجهي من أسى و قطوب

    و عرّتني الأيّام ممّن أحبّهم

    كأيك ? تحاماه الرّبيع ? سليب

    و رب ّ بعيد عنك أحلى من المنى

    و ربّ قريب الدّار غير قريب

    و ويح الغواني : ما أمنت خطوبها

    و قد أمنت بعد المشيب خطوبي

    و كيف و ثوبي للزّمان و أهله

    و للشيّب أصفاد يعقن و ثوبي

    أفي كلّ يوم لوعة بعد لوعة

    لغربة أهل أو لفقد حبيب

    و يارب : في قلبي ندوب جديدة

    تريد القرى من سالفات ندوب

    يريد حسابي ظالم بعد ظالم

    و ما غير جبّار السماء حسيبي

    و يا رب : صن بالحبّ قومي مؤلفا

    شتات قلوب لا شتات دروب

    و يا رب : لا تقبل صغاء بشاشة

    إذ لم يصاحبه صفاء قلوب

    تداووا من الجلىّ بجلىّ .. و خلّفوا

    وراءهم الإسلام خير طبيب

    و يا رب : في الإسلام نور و رحمة

    و شوق نسيب نازح لنسيب

    فألّف على الإسلام دنيا تمزّقت

    إلى أمم مقهورة و شعوب

    وكلّ بعيد حجّ للبيت أو هفا

    إليه و إن شطّ المزار ? قريبي

    سجايا من الإسلام : سمح حنانها

    فلا شعب عن نعمائها بغريب

    و آمنت أنّ الحبّ خير ونعمة

    و لا خير عندي في وغى و حروب

    و كلّ خصيب الكف فتحا وصولة

    فداء لكف بالعبير خضيب

    و آمنت أنّ الحب و النور واحد

    و يكفر بالآلاء كلّ مريب

    و لو كان في وسعي حنانا و رحمة

    لجنّبت أعدائي لقاء شعوبي

    و يا رب : لم أشرك و لم أعرف الأذى

    و صنت شبابي عنهما و مشيبي

    و إنّي ? و إن جاوزت هذين سالما

    لأكبر لولا جود عفوك حوبي

    و أهرب كبرا أو حياء لزلّتي

    و منك ، نعم ، لكن إليك هروبي

    و أجلو عيوبي نادمات حواسرا

    و أستر إلاّ في حماك عيوبي

    و أيّ ذنوب ليس تمحى لشاعر

    معنّى بألوان الجمال طروب

    و لو شهدت حور الجنان مدامعي

    ترشّفن في هول الحساب غروبي

    مدحت رسول الله أرجو ثوابه

    و حاشا الندى أن لا يكون مثيبي

    وقفت بباب الله ثمّ ببابه

    وقوف ملحّ بالسؤال دؤوب

    صفاء على اسم الله غير مكدّر

    و حب لذات الله غير مشوب

    و أزهى بتظليل الغمام لأحمد

    و عذب برود من يديه سروب

    فإن كان سرّ الله فوق غمامة

    تظلّ و ماء سائغ لشروب

    ففي معجز القرآن و الدولة التي

    بناها عليه مقنع للبيب

    و يا رب عند القبر قبر محمد

    دعاء قريح المقلتين سليب

    بجمر هوى عند الحجيج لمكّة

    و دمع على طهر ( المقام ) سكوب

    بشوق على نغماه ، ضمّ جوانح

    و وجد على ريّاه زرّ جيوب

    ترفّق بقومي و احمهم من ملمّة

    لقد نشبت أو آذنت بنشوب

    وردّ الحلوم العازبات إلى الهدى

    فقد ترجع الأحلام بعد عزوب

    وردّ القلوب الحاقدات إلى ند

    من الحبّ فوّاح الظلال عشيب

    تدفقت الأمواج و اللّيل كافر

    و هبّ جنون الرّيح كلّ هبوب

    رمى اليمّ انضاء السفين بمارد

    من اليمّ تيّاه الحتوف غضوب

    يزلزلها يمنى و يسرى مزمجرا

    و يضغمها من هوله بنيوب

    يرقّصها حينا و حينا يرجّها

    و يوجز حالي هدأة و وثوب

    و ترفعها عجلى و عجلى تحطّها

    لعوب من الأمواج جدّ لعوب

    و أيقن أنضاء السفينة بالردى

    يطالعهم في جيئة و ذهوب

    و لمّا استطال اليأس يكسو وجوههم

    بألوانه من صفرة و شحوب

    دعوا : يا أبا الزهراء و الحتف زاحف

    عليهم : لقد وفّقتم بمجيب

    و أسلست الرّيح القياد كأنها

    نسيم هفا من شمأل و جنوب

    و باده لطف الله من يمن أحمد

    ببرد على عري الرّجاء ? قشيب

    و أقعدني عنك الضّنى فبعثتها

    شوارد شعر لم ترع بضريب

    و ترشدها أطياب قبرك في الدجى

    فتعصمها من حيرة و نكوب

    و عند أبي الزهراء حطّت رحالها

    بساح جواد للثناء كسوب

    جلوت على وادي العقيق فريدتي

    ففاز حسيب منهما بحسيب

    تتيه حضارات الشعوب بشاعر

    و تكمل أسباب العلى بأديب

    و عند أبي الزهراء حطّت رحالها

    بساح جواد للثناء كسوب

    جلوت على وادي العقيق فريدتي

    ففاز حسيب منهما بحسيب

    تتيه حضارات الشعوب بشاعر

    و تكمل أسباب العلى بأديب
يعمل...
X