قصيدة ابتهلات لبدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصيدة ابتهلات لبدوي الجبل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	تنزيل (3).jpg 
مشاهدات:	3 
الحجم:	8.8 كيلوبايت 
الهوية:	124349
    لا الغوطتان و لا الشباب أدعو هواي فلا أجاب
    أين الشام من البحيرة و المآذن و القباب
    و قبور إخواني و ما أبقى من السيف الضراب
    الصامتات و للطيور على مشارفها اصطخاب
    الغافيات فلم ترع منها الزماجر و الوثاب
    أشتاق أحضنها و ألثمها و للدمع انسكاب
    تحنو الدموع على القبور فتورق الصمّ الصلاب
    و لها إلينا لهفة و لطول غربتنا انتحاب
    يا شام : يا لدة الخلود و ضمّ مجدكما انتساب
    من لي بنزر من ثراك و قد ألحّ بي اغتراب
    فأشمّه و كأنّه لعس النواهد و الملاب
    و أضمّه فترى الجواهر كيف يكتنز التراب
    هذا الأديم شمائل غرّ و أحلام عذاب
    و أمومة و طفولة و رؤى كما عبر الشهاب
    و تحيّة مسكيّة من سالفين هووا و غابوا
    و من الأبوّة و الجدود لأهل ودّهم خطاب
    هذا الأديم أبي و أمّي و البداية و المآب
    و وسائدي و قلائدي و دمى الطّفولة و السخاب
    ودد يباع له الوقار و لا ندامة و الصواب
    أغلى عليّ من النجوم و لا ألام و لا أعاب
    الروح من غيب السماء و منك قد نسج الإهاب
    أشتاق شمسك و الضحى أنا و البحيرة و الضباب
    و مضفّرات بالثلوج كأنّما نصل الخضاب
    تعوي الرّياح فما القساور في الفلاة و ما الذئاب
    و الثلج جنّ فلم تبن سبل و لم تعرف شعاب
    أخفى المعالم لا السفوح هي السفوح و لا الهضاب
    يا شمس غبت فكيف تمّ ? و لا طلوع لك ? الغياب
    إن كنت مسلمة الهوى فتألّقي رفع الحجاب
    ملّ السحاب من السماء وقرّ في الأرض السحاب
    و كأنّ ملء الأرض ملء الأفق آلهة غضاب
    حسن يهاب و ما سما حسن يحبّ و لا يهاب
    ***
    دوح البحيرة أين سامرك المعطّر و الشراب
    و الراقصون ونوا فحين دعاهم النغم ، استجابوا
    و القاطفون شفاههم كورودهم حمر رطاب
    ثغر على ثغر . تسرّب فيه ، فاختلط الرضاب
    قبل ، أغاريد الشفاه فتستعاد و تستطاب
    و تكاد تقطف كالرّياحين المجانة و الدعاب
    أهي العقود على الرّقاب بل المعاصم و الرقاب
    بيني و بين الدوح في أحزانه النسب القراب
    من كلّ موحشة فأين الطيب و الوهج المذاب
    و غدا يعود لك الشباب و لن يعود لي الشباب
    الدّهر ملك يمينه و الشمس من يسراه قاب
    طابت سلافته تدار على سكارها و طابوا
    لهفي عليه فطالما أشقاه لوم و اغتياب
    نعم الملائك بالشباب فما لنعمته استلاب
    و يزورنا لمع البروق فما للامعه اصطحاب
    و العمر أيام قد اختصرت و آمال رحاب
    ليت الملائك يشفقون على الألى عبثوا و خابوا
    قدر تعجّل أن نعاقب مؤمنين و أن يثابوا
    عد يا شباب و لن أطامن من جماحك يا شباب
    ***
    في غربة أنا و الإباء المرّ و الأدب اللباب
    كالسيف حلّته الفتوح و ربّما بلي القراب
    طود أشمّ فكيف ترشقني السّهام و لا أصاب
    يخفي البغاث فلا تلمّ به و لا يخفى العقاب
    الكبر عندي للعظيم إذ تكبّر لا العتاب
    عندي له زهد يدلّ على الكواكب و اجتناب
    يزهو الكريم و قلبه قطع تمزّقها الحراب
    أغلى المروءة شيمة طبعت و أرخصها اكتساب
    ***
    أنا ما عتبت على الصحاب فليس في الدنيا صحاب
    خرس و لكن قد تفاصحت الخواتم و الثياب
    عقمت مروءتهم و تطمع أن يدغدغها احتلاب
    و اعفّ عن سبّ اللئيم و ربّما نبل السباب
    حيّا فبشر سلامه نزر و بسمته اغتصاب
    يا من يمنّ بودّه و الشهد . حين يمنّ ? صاب
    أنا كالمسافر لاح لي أيك و أغرتني قباب
    و تفتّحت حولي الرياض الخضر و اصطفق العباب
    و وثقت أنّ النهر ملك يدي ففاجأني السراب
    ***
    أنا لا أرجّي غير جبّار السماء و لا أهاب
    بيني و بين الله من ثقتي بلطف الله باب
    أبدا ألوذ به و تعرفني الأرائك و الرّحاب
    لي عنده من أدمعي كنز تضيق به العياب
    ***
    يا ربّ : بابك لا يردّ اللائذين به حجاب
    مفتاحه بيديّ يقين لا يلمّ به ارتياب
    و محبّة لك لا تكدّر بالرّياء و لا تشاب
    و عبادة لا الحشر أملاها عليّ و لا الحساب
    وإذا سألت عن الذنوب فإن ّ أدمعي الجواب
    هي في يميني حين أبسطها لرحمتك الكتاب
    إنّي لأغبط عاكفين على الذنوب و ما أنابوا
    لو لم يكونوا واثقين بعفوك الهاني لتابوا
    منهم غدا لكنوز رحمتك اختطاف و انتهاب
    و لهم غدا بيقينهم من فيء سدرتك اقتراب
    و سقيت جنّتك الدموع فروّت النطف العذاب
    و سكبت في نيرانك العبرات فابترد العذاب
    تنهل في عدن فنوّر كوكب و نمت كعاب
    قرّبتها زلفى هواك فلا الثواب و لا العقاب
    أنت المرجّى لا تناخ بغير ساحتك الركاب
    الأفق كأسك و النجوم الطافيات به حباب
    أنا من بحارك قطرة مّما تحمّله الرباب
    ألقى بها بعد السّفار فضمّها قفر يباب
    ألبحر غايتها فلا واد يصدّ و لا عقاب
    يا دمعة المزن اغتربت و شطّ أهلك و الجناب
    حثّي خطاك فللفروع إلى أرومتها انجذاب
    حثّي خطاك فشاهق يرقى و موحشة تجاب
    ألبحر معدنك الأصيل و شوق روحك و الحباب
    و غدا للجّته و إن بعدت يتمّ لك انسياب
    ***
    أنا لا أطيل إذا ابتهلت و قد تحدّتني الصّعاب
    لا أشتكي و بمهجتي ظفر يمزّقها و ناب
    مسح الحياء على الدموع و أكرم الشكوى اقتضاب
    تكفي ببابك وقفة و أسى تجمّل و اكتئاب
    ***
    يا شام عطر سريرتي حبّ لجمرته التهاب
    أنت اللبانة في الجوانح لا النوار و لا الرباب
    لك مهجتي و قبولها منك الهديّة و الثواب
    و النور في عيني و لا منّ عليك و لا كذاب
    أنا من عرفت : تجلّد عند النوائب و احتساب
    و لئن عثرت فربّما عثرت مجليّة عراب
    يعيا بحقّك من يسوّفه و لا يعيا الطلاب
    غالبت أشواقي إليك و يضرم الشوق الغلاب
    و وددت لو عمرت رباك و ألف عامرة خراب
    أنا طيرك الشادي و للأنغام من كبدي انسراب
    سكبت أغاريدي و للأمواج زأر و احتراب
    فصغت تسمعها الريّاح و قرّ في الموج اضطراب
    أنا و الربيع مشرّدان و للشذا معنا ذهاب
    لا الأيك بعد غيابنا غرد الطيوب و لا الرباب
    و النور يسأل و الخمائل و الجمال متى الإياب ؟
يعمل...
X