مَذْحِج (قبيلة ـ)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مَذْحِج (قبيلة ـ)

    مذحج (قبيله)

    مَذْحِج (قبيلة ـ)


    مَذْحِج (بفتح الميم وسكون الذّال المعجمة وكسر الحاء المهملة آخره جيم). اسمه مالك بن أُدَد، ينتهي نسبه إلى كَهْلان بن سَبَأ، ثمّ إلى يَعْرُب بن قحطان، أَبٌ لقبيلة عربيّة قحطانيّة مساكنها الأصلية جنوبيّ الجزيرة العربيّة، ورد لها ذكر في غير ما موضع من النّقوش السَّبئيّة المكتوبة على صِفاح الحجارة بالخطّ المُسْند، وورد لها ذكرٌ أيضاً فيما وُقِف عليه من نقوش بالخطّ العربيّ، كنقش النّمارة - من أعمال حوران - وتاريخه سنة 328 ميلاديّ؛ أمّا كتب الأنساب التي صُّنِفت في الإسلام - ففيها بسطٌ لا بأس به، عن هذه القبيلة، وعدّها ابن الكلبيّ في تصانيفه جُمْجُمَةً من جَماجِم العرب.
    تفرّع من مَذْحِج خلْقٌ عظيم صاروا بطوناً وأفخاذاً وجمراتٍ؛ هم: جَلْد بن مَذْحِج، وسَعْد العَشِيْرة بن مَذْحِج، وعَنْس بن مَذْحِج، ولَمِيْس بن مَذْحِج وقد دخلوا في عَنْس، ومُراد بن مَذْحِج؛ وذكر الهَمْدانيّ أيضاً: نَمَرة بن مَذْحِج، وذكر له حَفِيْداً اسمه الحَدا.
    كانت مساكنها في الجاهليّة اليمن، وأبرز تلك المساكن نََجْران حيث بنو الحارث بن كعب، وبِيْشة حيث النَّخَع، وصَعْدة حيث بعض بني زُبيد، وتِهامة حيث بنو الحَكَم بن سعد العشيرة، ومِخْلاف عَنْس قرب ذَمار حيث عَنْس، والسَّرْو، المعروف بسَرْو مَذْحِج حيث اختلطت بعض بطونها كجُعْفِيّ وصُداء بغيرها، ومارب (بلا همز) ومريب وبيحان وشَبْوة حيث مُراد، إلى غير ذلك من المواضع.
    وقد تعددت معتقدات مَذْحِج في الجاهلية فعبدت الأصنام دهراً، كـ(يَغوث وذي الخَلَصة وفَرّاض ونَسْر، وغير ذلك)، ثمّ دخلت بعض بطونها في اليهوديّة فيمن دخل وإن كانت أقلّ؛ ثمّ تنصّرت دهراً حتّى رسخت فيها النّصرانيّة، يؤيّد ذلك ما ابتُلُوا به في دينهم يوم الأُخْدود، يوم خيّرهم ذو نواس الحميريّ (اسمه في النّقوش: يوسف أسأر يثأر) بين العُدول عن دينهم أو القتل؛ ثمّ كان فيهم المُوحِّد المُقرّ لله بالأُلُوهيّة؛ على أنّ تنقّلها من معتقد إلى آخر لا يعني تسلسل ذلك فيها زمنيًّاً؛ إذ وُجِد فيها الوثنيّ واليهوديّ والنّصرانيّ والمُوحِّد في آنٍ، ولاسيّما قبل الإسلام؛ فلمّا جاء الإسلام كان من مَذْحِج في مكّة من لا يُغفل مكانهم، وهم آل ياسر العَنسيّ؛ الذين يقول فيهم الرّسولr: «صبراً آلَ ياسر إنّ موعدكم الجنّة»، وقد اسْتُشهد في التّعذيب منهم أَبَوَا عمّار بن ياسر: ياسرٌ وسميّة.
    أمّا بطون مَذْحِج القاطنة في مساكنها الأصليّة فتوافدت على الرّسولr بدءاً من السّنة الثّامنة للهجرة حين وِفادة صُداء، ثمّ لَحاق غيرها من البطون كزُبيد وسعد العشيرة وجُعْفيّ والرُّها وعَنْس وبني الحارث بن كعب، ثمّ كان آخرها وَفْداً النَّخَع وذلك في السّنة الحادية عشرة من الهجرة.
    وقد شاركت مَذْحِج في الفتوحات الإسلاميّة في الشّام والعراق ومصر، وأبلى فُرسانها فيها بلاء مشهوداً؛ كالّذي كان منهم يوم القادسيّة في قتال الفُرس، وما أبلاه يومئذ فرسانها من بلاء حَسَن، كعمرو بن معدي كرب الزُّبيديّ وشَريك بن عبد يَغُوث بن عمرو الغُطَيفيّ المُراديّ؛ وكالّذي كان منهم يوم اليرموك في قتال الرّوم؛ يوم ظهر صبرُ زُبيد على غيرها.
    على أنّه لم يقتصر إسهام مَذْحِج على المشاركة في الفتوحات بالسّيف فحسب، وإنّما برز أثرها في عمران البلدان المفتوحة على أيديهم.
    وفيما يأتي عرضٌ لبطون مَذْحِج مشفوعاً بذكر أَنْبهِ أعلامها في الجاهليّة والإسلام؛ فأمّا جَلْد بن مَذْحِج فأشهر بطنيه بنو الحارث بن كعب والنَّخَع بن عمرو، ومن مشاهير بني الحارث: المأمور الحارثيّ الكاهن، الّذي لم يكنْ في العرب أَحَدٌ أَكْهَنَ منه، كانت مَذْحِج بأمره تَتقدّم وتتأخَّر؛ ومن مشاهير الشّعراء الفرسان الأشراف: عبد يغوث الحارثيّ، قتيل يوم الكُلاب الثّاني، القائل:
    وأَنْحَرُ للشَّرْبِ الكِرامِ مَطِيَّتِي
    وأَصْدَعُ بينَ القَيْنَتَينِ رِدائِيا
    وكُنتُ إذا ما الخَيلُ شَمَّصَها القَنا
    لَبِيقاً بِتصْرِيفِ القَناةِ بَنانِيا
    ويزيد بن عبد المَدان الحارثيّ، والنّجاشيّ الحارثيّ واسمه قَيْس بن عَمْرو، والنّابغة الحارثيّ واسمه يزيد ابن أَبان، وشَرِيك بن الأَعْوَر الحارثيّ، وجَعْفر بن عُلْبَة الحارثيّ صاحب اليوم المشهور مع بني عُقيل، وعبد الملك بن عبد الرحيم الحارثيّ، من بني الدّيان، صاحب القصيدة الذّائعة الصّيت المنسوبة خطأً إلى السَّمَوْءل، منها قوله يفخر بتحدُّره من بني الدَّيّان:
    وما ماتَ مِنَّا سَيِّدٌ حَتْفَ أَنْفِهِ
    ولا طُلَّ مِنّا حيثُ كانَ قَتِيلُ
    وأَسْيافُنَا في كُلِّ غَرْبٍ ومَشْرِقٍ
    بِها مِنْ قِراعِ الدَّارِعِيْنَ فُلولُ
    مُعَوَّدَةً ألاَّ تُسَلَّ نِصَالُهَا
    فَتُغْمَدَ حتَّى يُسْتَباحَ قَبِيلُ
    فإِنَّ بَنِي الدَّيَّانِ قُطْبٌ لِقَوْمِهِمْ
    تَدورُ رَحَاهُمْ حَولَهُمْ وتَجولُ
    ومُسْهِر بن يزيد الحارثيّ، الذي فَقَأَ عينَ عامر بن الطُّفَيْل في معركة فَيْف الرِّيْح؛ وذو الغُصّة أبو عُمَيْر، واسمه الحُصَيْن بن يزيد الحارثيّ، رَأَس قومه بني الحارث مِئةَ عام، وكان بَنوه فوارس الأَرْبَاع، وقد قَتَلَتْهم هَمْدان يوم الأَحْرَمين.
    ومن مشاهير النَّخَع: الأَشْتَر مالك ابن الحارث النَّخَعيّ، كان أحد فرسان مَذْحِج وشعرائها في الإسلام، صحب علي بن أبي طالبt، وشَهِد مَشاهِدَه، وله من الشّعر ما يُعدّ من شريف الأيمان، وهو قوله من حماسيّته:
    بَقَّيْتُ وَفْرِي وانْحَرَفْتُ عَنِ العُلا
    ولَقِيْتُ أَضْيَافِي بِوَجْهِ عَبُوسِ
    إِنْ لَمْ أَشُنَّ عَلَى ابْنِ حَرْبٍ غَارَةً
    لَمْ تَخْلُ يَوماً مِنْ نِهَابِ نُفُوسِ
    وكُمَيْل بن زياد النَّخَعِيّ، تابِعيٌّ ثِقة، كان شريفاً مُطاعاً في قومه، قدم على عمر بن الخطّابt فَعَقَد له على الكوفة، وكان من شيعة علي بن أبي طالبt، وشَهِد معه صِفّين، قتله الحَجّاج بن يوسف الثَّقَفِيّ صَبْراً.
    وأمّا سَعْد العَشِيْرة، ويُكنى أبا الحَكَم فأشهر أولاده الحَكَم وجُعْفيّ وصَعْب؛ فمن بَني الحَكم: عبد الجَدّ بن ربيعة الحَكَمِيّ، وفد على النّبيّr، والرئاسة مَعْقُودة بِنَواصي بَنِيه، وعبد الله بن سعد الحَكَمِيّ، كانت زوجُهُ آمنةَ بنت عفّان؛ أختَ عثمان بن عفّانt. ومن مشاهير جُعْفيّ، وهما بطنان: مَرّان وحَرِيْم، فمن بَني مَرّان: قَتادَة بن شَراحِيْل المَرَّانِيّ الجُعْفِيّ، كان شاعراً، وجُمَانَة بن شريح المَرّاني الجُعْفيّ، كان شاعراً، ودَهْر بن الحَدّاء المَرّانيّ، رَأَس في الجاهليّة، ورَأَس ابنه أسْماء من بعده؛ وعمرو بن دَهْر المَرَّانِيّ الجُعْفِيّ؛ وخليفة ابن عبد الله المَرَّانِيّ، والجَرَّاح بن الحُصَيْن المَرَّانِيّ الجُعْفِيّ، وزَحْر بن قيس المَرَّانِيّ الجُعْفِيّ، وجَهْم بن زَحْر المَرَّانِيّ الجُعْفِيّ، وشَراحِيل بن الشَيْطان المَرَّانيّ الجُعْفِيّ، كان رئيساً بعيدَ الغارة، وعَلْقَمة وهو الحَرّاب بن مالك المَرَّانِيّ الجُعْفِيّ، ودِيْنار بن بادِيَة المَرَّانيّ الجُعْفِيّ، كان شاعراً؛ وحُجْر بن جَلِيْلَة المَرَّانِيّ الجُعْفيّ، والحِنْبِص بن الأَحْوَص المَرَّانِيّ الجُعْفِيّ، كان فارساً شاعراً.
    أمّا مشاهير بَني حَرِيم بن جُعْفيّ فمنهم: أبو الشَّعْثَاء عبد الله بن وبرة الحَرِيْمِيّ الجُعْفِيّ، كان شاعراً؛ وأبو الجَنُوب سلامة حَريِّ بن جابر الحَرِيْمِيّ الجُعْفِيّ؛ كان شاعراً؛ والمختار ابن كعب الحَرِيْمِيّ الجُعْفِيّ؛ كان شاعراً، وأبو زهير الأَسْعَر الحَرِيْمِيّ الجُعْفِيّ من شعراء الجاهليّة وفرسانها، ومحمد بن حُمْران بن أبي حُمْران الحَرِيْمِيّ الجُعْفِيّ، والخِلْجُ عبد الله بن الحارث الحَرِيْمِيّ الجُعْفِيّ؛ كان شاعراً، وسَلَمة ابن يزيد بن مَشْجَعَة الحَرِيْمِيّ الجُعْفِيّ، وفد على النّبيّ[؛ كان شاعراً، من جيِّد شعره قوله:
    أَلَمْ تَعْلَمِي أَنْ لَسْتُ ما عِشْتُ لاقِياً
    أَخِي إِذْ أَتَى مِنْ دُوْنِ أَوْصالِهِ القَبْرُ
    وكُنْتُ أَرَى كَالـمَوتِ مِنْ بَيْنِ لَيْلَةٍ
    فَكَيْفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيْعادَه الحَشْرُ
    فَتًى كانَ يُعْطِي السَّيْفَ فِي الرَّوْعِ حَقَّهُ
    إذا ثَوَّبَ الدَّاعِي وتَشْقَى بِهِ الجُزْرُ
    فَتًى كانَ يُدْنِيْهِ الغِنىَ مِنْ صَدِيقِه
    إِذا ما هُو اسْتَغْنىَ ويُبْعِدُهُ الفَقْرُ
    وأبو الأشْرس عُبيد الله بن الحُرّ الحَرِيْمِيّ الجُعْفِيّ، من فُتّاك العرب، كان شاعراً.
    ومن مشاهير بَني صَعْب بن سعد العَشِيْرة ـ وهم بطنان: بنو أَوْد بن صَعْب وبنو مُنبِّه بن صعب ـ: أبو ربيعة الأَفْوَه الأَوْدِيّ، من كبار الشّعراء القدماء في الجاهليّة، كان سيّد قومه وقائدهم في حروبهم، والعرب تعدّه من حكمائها، من رائق شعره قوله من داليّته:
    لا يَصْلُحُ النّاس فوضَى لا سَراة لهم
    ولا سَراةَ إِذا جُهّالُهُمْ سَادُوا
    تُلْفَى الأُمُورُ بِأَهْلِ الرُّشْد ما صَلحتْ
    فَإِنْ تَوَلّوا فَبِالأَشْرارِ تَنْقادُ
    إذا تَوَلَّى سَراةُ القومِ أمرَهُمُ
    نَما علَى ذاكَ أَمْرُ القَومِ فَازْدادُوا
    وأبو المِغْراء عمرو بن عبد الحارث الأَوْدِيّ الشّاعر، رئيس مَذْحِج في القادسيّة؛ وعبد الرحمن بن النّعمان الأَوْدِيّ، كان شريفاً، ولم يكن بالكوفة عربيٌّ له بَوَّابٌ غيره.
    وعمرو بن معدي كَرِب الزُّبَيْديّ المُنَبِّهيّ الأكبر، شاعر جاهليّ، وأبو ثَور عمرو بن معدي كَرِب الزُّبَيْديّ المُنَبِّهيّ الأصغر، ممّا يتمثلّ به من شعره قوله في الحكمة:
    إِذا لمْ تَسْتَطِعْ شَيْئاً فَدَعْهُ
    وجَاوِزْهُ إِلَى ما تَسْتَطِيْعُ
    وأمّا عنس فمن مشاهيرها: أبو اليَقَظان عمّار بن ياسر اليَامِيّ العَنْسيّ، قُتل في صِفّين عن تسعين سنة ونَيِّفٍ، وهو يقاتل في صفّ عليّ بن أبي طالب، كرّم الله وجهه، وكان يخاطب هاشم بن عتبة المِرْقَال ـ قُبَيْل استشهاده ـ بقوله: أبا عُتبةَ تَقدّم، الجنّة تحت ظِلال السّيوف والموت في أَطْراف الأَسَل، اليوم أَلْقَى الأَحِبّة؛ محمّداً وصحبَه. وذُو الخِمَار عَبْهَلَة بن كعب بن عَوْف بن عَنْس؛ المعروف بالأسود العَنْسِيّ، الّذي تَنَبّأ باليمن، واحتواها في شهر من نَجْران إلى حَضْرموت، تآمر عليه قيس بن المَكْشُوح المراديّ وفَيْروز الدّيْلَمِيّ وذادَويْهِ.
    وأمّا مراد، واسمه يَُحابِر بن مَذْحِج فأبو قبيلةٍ كبيرةٍ ذات شأن، كان لها صِيْتٌ في الجاهلية، وغَناء عظيم في الإسلام؛ وولَدُ مُراد من ناجية وزاهر؛ فمن مشاهيرهم: عمرو بن قِعاس الغُطَيفِيّ المراديّ، شاعرٌ جاهليّ، كان من فرسان مُراد؛ من رائق شعره قوله:
    أُرَجِّلُ لِمَّتي وأَجرُّ ذَيْلِي
    وتحملُ شِكَّتي أُفُقٌ كُمَيْتُ
    وكُنْتُ إذا أَرى زِقّاً مَرِيْضاً
    يُناحُ على جِنازتِهِ بَكَيْتُ
    مَتى ما يأْتِني يومي يَجِدنِي
    شَبِعْتُ مِن اللَّذاذَةِ واشْتَفَيْتُ
    وهانئ بن عروة الغُطَيفيّ المُراديّ، من نَسْل عمرو بن قِعاس، كان من أشراف الكوفة، وقد لاذَ مُسْلم بن عَقِيل بمنزله، فلزمه ذِمام لذلك، فلمّا طلب عُبَيْد الله بن زياد مُسْلماً منعه هانئ فقتلا معاً. وبكير، وهو الفضّة بن عبد الله الغُطَيفيّ المُراديّ؛ كان شاعراً. وشَريك بن عبد يَغُوث بن عمرو الغُطَيفيّ المُراديّ، شهد القادسيّة، وهو من ضرب رأس رُستم؛ قائد الفرس بالسّيف. وشَريك بن سُمَيّ الغُطَيفي المرادي، كان في طليعة الفاتحين لمصر. وأبو عُمَيْر فَرْوة بن مُسيك الغُطِيفيّ المُراديّ، الصّحابي، وفد على النّبيّr، واستعمله عمر بن الخَطّابt على صدقات مَذْحِج، وبَقِي على إسلامه حين ارتدّ الأسود العَنْسيّ، وعمرو بن مَعْدِي كَرِب، وكان فَرْوة بن مُسِيْك شاعراً مُجيداً، من جيّد شعره قوله يوم الرَّزْم:
    فَإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاّبُونَ قِدْماً
    وإِن نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِيْنا
    وأُوَيْس بن عمرو القَرَنيّ المُراديّ، كان من التّابِعين الزّاهدين؛ قال عمر بن الخطّابt، سمعت النّبيّr يقول: «يأتي عليكم أُوَيْس القَرَنيّ مع إِمْدادٍ من اليمن، كان به بَرَصٌ فَبَرِئَ منه إلا موضع دِرْهم، له والدةٌ هو بِها بَارٌّ، لو أقسم على الله لأَبَرّه، فإِنْ استطعتَ أنْ يستغفر لك فافعل». وحينما أراد عمر ابن الخطاب أن يستوصي به عاملَ الكوفة قال: لا، بَلْ أَكُون في غبرات الناس أحبَّ إلَيّ، وكان يقول: الوحدة أحبّ إليّ.
    وعبد الرّحمن بن مُلْجَم التَّدْؤُلِيّ العامِريّ المُراديّ، كان قد قرأ القرآن على معاذ بن جبل باليمن، وشَهِد فتح مصر، وسَكَنَها، وكان عمر بن الخطابt، قد كتب إلى عمرو بن العاص، يأمرُه بمنزلٍ لعبد الرحمن بن مُلْجَم قُرب المَسْجِد، ليُعَلّم النّاس القرآن، ثم انتقل إلى مذهب الخَوارج، فقتل الإمام علي بن أبي طالب، فقُتل قصَاصاً على يَدِ الحَسَن بن علي، ومن النّاس من يجعل ابنَ مُلْجَم في حِمْيَر، ومنهم أيضاً من يلزّه في كِنْدَة. وهُبَيْرَة، وهو المَكْشُوح العامِريّ المُراديّ، كان سيّد مُراد، وهو مَنْ زاحَم الجُعَيْدَ المُراديّ على الشَّرَفَ في قَتْل عَمْرو بن مَامَة اللَّخْمِيّ. وابنه أبو حسّان قَيْس بن المَكْشُوح العامِريّ المُراديّ، كان فارسَ مَذْحِج، ارتدَّ مع الأسود العَنْسيّ، ثمّ قلب للعَنْسيّ ظهْر المِجَنّ، وشارك فَيْرُوزَ الدَّيْلَمِيّ في قَتْلِه، وكان قَيْسٌ هذا فخوراً بنفسه، مُزاحِماً خالَه عَمْرو بن مَعْديّ كَرِب على سِيادة مَذْحِج، راغِباً في منازلته، وفي ذلك يقول مخاطباً خاله: :
    فلو لاقَيْتَنِي لاقَيْتَ قِرْناً
    ووَدَّعْتَ الأَحبَّة بالسَّلام
    مُقْبِل التّامّ عامر الأحمدي

يعمل...
X