محمود زنكي
Mahmoud ibn Zengi - Mahmoud ibn Zengi
محمود بن زنكي
(511 ـ 569هـ/1117 ـ 1173م)
أبو القاسم نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، لُقِّب بالملك العادل، وكان له قصب السبق في التخطيط للجهاد المتواصل تجاه الفرنجة، ووضع اللبنة الأولى في إعادة بعض الوحدة العربية الإسلامية لتطويق المعتدين الصليبيين، عندما ضم الشام وديار الجزيرة ومصر تحت سلطانه.
ولد نور الدين في حلب، وتربى في كنف والده عماد الدين تربية إسلامية، ونال ثقافة عصره الدينية، وعاش أحداث زمانه بإدراك المتبصر وشجاعة المحارب المجاهد، ولاسيما أنه كان قد رافق والده في معظم غزواته.
قُتل عماد الدين زنكي سنة 541هـ/1146م فانقسمت دولته إلى قسمين، فكان لنور الدين حلب وحماة وحمص، ولسيف الدولة غازي ثم لأخيه قطب الدين مودود من بعده الموصل وما حولها. وقد تلقى أعداء عماد الدين ولاسيما الصليبيون نبأ وفاته بالغبطة والسرور ظناً أن وفاته سوف تؤدي إلى منازعات أسرية وإلى تمزيق ملكه، ولكن الأحداث أثبتت أن أبناءَه كانوا من الحكمة والوعي بما يكفي لمنع وقوع المنازعات، فعندما حاول الصليبيون مغتنمين فرصة مقتل عماد الدين إعادة الاستيلاء على الرها، تصدى لهم بسرعة وأحبط مسعاهم، كذلك استغل أمير أنطاكية ريموند وفاة عماد الدين ليغير على حلب وأعمالها سنة 541هـ، فتصدى نور الدين لهذه الغارة ونجح في حماية حلب، وقام بمهاجمة إمارة أنطاكية ذاتها وجرّدها من معظم القلاع والحصون التي كانت تملكها شرقي نهر العاصي سنة 542هـ و543هـ، ولكن حجر الزاوية في سياسة نور الدين كان متابعة جهود والده بضم دمشق إلى حلب، ولهذا تقرَّب نور الدين من مدبر الأمور في دمشق معين الدين أَنَر الذي كان الساعد الأيمن لمجير الدين أبق من آل طغتكين، فتم توقيع تحالف بين الطرفين، وتعزز هذا التحالف بمصاهرة سياسية عندما تزوج نور الدين ابنة معين الدين أنر عصمة الدين خاتون سنة 542هـ/1147م.
أدرك الصليبيون خطورة هذا التحالف، لأن انضمام دمشق ـ بموقعها المتميز وإمكاناتها البشرية والعسكرية والاقتصادية ـ إلى الوحدة سيؤدي إلى تحويل هذه المدينة إلى قاعدة أساسية للجهاد ضد الصليبيين، وستجعل منها معقلاً متقدماً يهدد مملكة بيت المقدس تهديداً مباشراً، ولذلك عندما أتت الحملة الصليبية الثانية إلى بلاد الشام سنة 543هـ/1148م لتعزيز قوات الفرنجة فيها، قامت مملكة بيت المقدس بمهاجمة دمشق وحصارها فاستنجد معين الدين بنور الدين وأخيه سيف الدولة غازي، فقدما بسرعة من الشمال، ورحل الفرنجة عن المدينة بعد أربعة أيام من الحصار والقتال عندما رأوا تجمع الأجناد والمطوعة من الأهالي عليها، وعادوا من حيث أتوا بعد أن أحرقوا أطرافها وقتلوا كثيراً من أهلها.
إن الدور الكبير الذي كان لنور الدين في حماية دمشق والدفاع عنها ضد الخطر الصليبي كان تمهيداً لسياسته التي استهدفت ضم دمشق إلى حلب، فقد أدرك أن وحدة بلاد الشام لا تكتمل حلقاتها إلا بضم دمشق إليها، بل إن بقاء دمشق خارج هذه الوحدة يُحدث فراغاً كبيراً وخطراً على الوحدة ومستقبل بلاد الشام، ولهذا أخذ يسعى إلى ضم دمشق، ولكنه في كل مساعيه عزف عن استخدام العنف، وحرص على استخدام السياسة حتى لا يوصم بأنه استولى عليها قهراً. وفي سنة 549هـ/1154م تمكن نور الدين من دخول دمشق من دون أن يلقى مقاومة «لامتناع الأجناد والرعية من الممانعة لما هم عليه من المحبة لنور الدين لعدله وحسن ذكره» كما يذكر ابن القلانسي.
إن ضم دمشق إلى وحدة بلاد الشام كان نقطة تحول بالغة الأهمية في تاريخ المشرق العربي، حيث امتدت دولة عربية واحدة مركزها دمشق من الرها شمالاً حتى حوران جنوباً، كما أن ضمها حقق توازناً بين العرب والصليبيين في بلاد الشام، فإذا كان الصليبيون باحتلالهم عسقلان عام 548هـ/1153م قد سيطروا على الساحل الشامي الممتد من اسكندرونة شمالاً حتى غزة جنوباً، فإن ضم دمشق جعل داخل بلاد الشام من الفرات حتى جنوبي حوران في قبضة عربية واحدة، ومن هنا فقد عَدِّ المؤرخون ضم دمشق «فتح الفتوح» وخطوة كبيرة لتحقيق الوحدة بين مصر وبلاد الشام.
بقي نور الدين حتى سنة 559هـ/1164م منشغلاً بالفرنجة في بلاد الشام فقط، إلاّ أنه بدأ من هذا التاريخ بفتح جبهة أخرى معهم وهي جبهة مصر، بعد أن اتضحت له أطماع الصليبيين في مصر مستغلين ضعف الخلافة الفاطمية وتمزُّق جبهتها الداخلية، وقد أدرك نور الدين أن حماية مصر من الخطر الصليبي هو في الوقت نفسه حماية لبلاد الشام من هذا الخطر، وأكد نور الدين هذه الحقيقة في أثناء حديثه مع قائده أسد الدين شيركوه عندما طلب منه المسير إلى مصر سنة 564هـ/1168م بقوله: «لأننا إذا أهملنا أمرها (أي مصر) ملكها الفرنج، ولا يبقى لنا معهم مقام بالشام ولا غيرها». وقد بعث نور الدين ثلاث حملات عسكرية سنة 560هـ/1164ـ563هـ/1167ـ564/1168، نجحت في إحباط الحملات الصليبية وحماية مصر من الوقوع في أيدي الصليبيين، واستقبل الشعب في مصر القوات العربية الشامية استقبالاً حاراً ورأى في أسد الدين شيركوه البطل المنقذ له من الخطر الصليبي حتى إن الخليفة العاضد خلع عليه الوزارة ولقَّبه بالمنصور، وبعد وفاته سنة 565هـ/1169م اختار الخليفة نفسُه صلاح الدين الأيوبي للوزارة ولقَّبه بالناصر.
لم يول نور الدين اهتمامه بالجهاد فقط بل أولى اهتمامه بالعلم والعلماء أيضاً؛ فقد بنى المدارس الكثيرة للحنفية والشافعية وبنى المساجد والجوامع والربط في معظم المدن التي انضوت تحت سلطانه، وفي دمشق أصلح الجامع الأموي بعد أن كان قد لحقه الخراب، وأضاف إلى أوقافه أوقافاً، وبنى الجامع النوري بالموصل، وعمّر عدداً من المساجد في دمشق وضواحيها.
وكان نور الدين عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة من دون تعصب، ويكثر من مطالعة كتب الحديث والفقه وروى الحديث وأسمعه وبنى «دار الحديث» لاستماع الحديث وإسماعه، وكان أول من أقدم على ذلك.
وأحب نور الدين العلماء والفقهاء والمتصوفة، وأكرمهم واحترمهم وقرَّبهم منه وأجرى عليهم وعلى القرّاء، وبنى مكاتب للأيتام لتعليمهم القراءَة والكتابة، وجعل لهم نفقة وكسوة وخصّ معلميهم بالرواتب الوافرة، وبنى مستشفاه الكبير (البيمارستان النوري) في دمشق، وكانت نفقاته من فداء أمير طرابلس الفرنجي الذي وقع أسيراً في يده، إذ عاهده على 300 ألف دينار و500 حصان وإطلاق سراح 500 أسير مسلم وألا يُغير على بلاد المسلمين سبع سنين وسبعة أشهر.
كان نور الدين إدارياً حازماً عادلاً أسقط الضرائب والمكوس غير الشرعية في مصر والشام والجزيرة والموصل، وكان يعظِّم الشريعة ويقف عند أحكامها، ويعقد مجالس العدل ويتولاها بنفسه وكان أول من ابتنى داراً للعدل في دمشق، وكان يجلس فيها في الأسبوع مرتين وربما أكثر ولا يحميه من الناس حاجب.
تُوفِّي نور الدين سنة 569هـ/1174م، قبل أن يصل في حروبه مع الصليبيين إلى نتائج حاسمة، إلا أنه نجح في بناء دولة قوية امتدت من أعالي الموصل إلى وادي النيل، وذهب في تاريخ الأمة العربية على أنه بطل وحدة المشرق العربي في عصر الغزو الصليبي.
دفن نور الدين بقلعة دمشق، ونقل بعدها إلى المدرسة التي كان قد أنشأها، وتعرف باسم المدرسة النورية.
نجدة خماش
Mahmoud ibn Zengi - Mahmoud ibn Zengi
محمود بن زنكي
(511 ـ 569هـ/1117 ـ 1173م)
أبو القاسم نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي، لُقِّب بالملك العادل، وكان له قصب السبق في التخطيط للجهاد المتواصل تجاه الفرنجة، ووضع اللبنة الأولى في إعادة بعض الوحدة العربية الإسلامية لتطويق المعتدين الصليبيين، عندما ضم الشام وديار الجزيرة ومصر تحت سلطانه.
ولد نور الدين في حلب، وتربى في كنف والده عماد الدين تربية إسلامية، ونال ثقافة عصره الدينية، وعاش أحداث زمانه بإدراك المتبصر وشجاعة المحارب المجاهد، ولاسيما أنه كان قد رافق والده في معظم غزواته.
قُتل عماد الدين زنكي سنة 541هـ/1146م فانقسمت دولته إلى قسمين، فكان لنور الدين حلب وحماة وحمص، ولسيف الدولة غازي ثم لأخيه قطب الدين مودود من بعده الموصل وما حولها. وقد تلقى أعداء عماد الدين ولاسيما الصليبيون نبأ وفاته بالغبطة والسرور ظناً أن وفاته سوف تؤدي إلى منازعات أسرية وإلى تمزيق ملكه، ولكن الأحداث أثبتت أن أبناءَه كانوا من الحكمة والوعي بما يكفي لمنع وقوع المنازعات، فعندما حاول الصليبيون مغتنمين فرصة مقتل عماد الدين إعادة الاستيلاء على الرها، تصدى لهم بسرعة وأحبط مسعاهم، كذلك استغل أمير أنطاكية ريموند وفاة عماد الدين ليغير على حلب وأعمالها سنة 541هـ، فتصدى نور الدين لهذه الغارة ونجح في حماية حلب، وقام بمهاجمة إمارة أنطاكية ذاتها وجرّدها من معظم القلاع والحصون التي كانت تملكها شرقي نهر العاصي سنة 542هـ و543هـ، ولكن حجر الزاوية في سياسة نور الدين كان متابعة جهود والده بضم دمشق إلى حلب، ولهذا تقرَّب نور الدين من مدبر الأمور في دمشق معين الدين أَنَر الذي كان الساعد الأيمن لمجير الدين أبق من آل طغتكين، فتم توقيع تحالف بين الطرفين، وتعزز هذا التحالف بمصاهرة سياسية عندما تزوج نور الدين ابنة معين الدين أنر عصمة الدين خاتون سنة 542هـ/1147م.
أدرك الصليبيون خطورة هذا التحالف، لأن انضمام دمشق ـ بموقعها المتميز وإمكاناتها البشرية والعسكرية والاقتصادية ـ إلى الوحدة سيؤدي إلى تحويل هذه المدينة إلى قاعدة أساسية للجهاد ضد الصليبيين، وستجعل منها معقلاً متقدماً يهدد مملكة بيت المقدس تهديداً مباشراً، ولذلك عندما أتت الحملة الصليبية الثانية إلى بلاد الشام سنة 543هـ/1148م لتعزيز قوات الفرنجة فيها، قامت مملكة بيت المقدس بمهاجمة دمشق وحصارها فاستنجد معين الدين بنور الدين وأخيه سيف الدولة غازي، فقدما بسرعة من الشمال، ورحل الفرنجة عن المدينة بعد أربعة أيام من الحصار والقتال عندما رأوا تجمع الأجناد والمطوعة من الأهالي عليها، وعادوا من حيث أتوا بعد أن أحرقوا أطرافها وقتلوا كثيراً من أهلها.
إن الدور الكبير الذي كان لنور الدين في حماية دمشق والدفاع عنها ضد الخطر الصليبي كان تمهيداً لسياسته التي استهدفت ضم دمشق إلى حلب، فقد أدرك أن وحدة بلاد الشام لا تكتمل حلقاتها إلا بضم دمشق إليها، بل إن بقاء دمشق خارج هذه الوحدة يُحدث فراغاً كبيراً وخطراً على الوحدة ومستقبل بلاد الشام، ولهذا أخذ يسعى إلى ضم دمشق، ولكنه في كل مساعيه عزف عن استخدام العنف، وحرص على استخدام السياسة حتى لا يوصم بأنه استولى عليها قهراً. وفي سنة 549هـ/1154م تمكن نور الدين من دخول دمشق من دون أن يلقى مقاومة «لامتناع الأجناد والرعية من الممانعة لما هم عليه من المحبة لنور الدين لعدله وحسن ذكره» كما يذكر ابن القلانسي.
إن ضم دمشق إلى وحدة بلاد الشام كان نقطة تحول بالغة الأهمية في تاريخ المشرق العربي، حيث امتدت دولة عربية واحدة مركزها دمشق من الرها شمالاً حتى حوران جنوباً، كما أن ضمها حقق توازناً بين العرب والصليبيين في بلاد الشام، فإذا كان الصليبيون باحتلالهم عسقلان عام 548هـ/1153م قد سيطروا على الساحل الشامي الممتد من اسكندرونة شمالاً حتى غزة جنوباً، فإن ضم دمشق جعل داخل بلاد الشام من الفرات حتى جنوبي حوران في قبضة عربية واحدة، ومن هنا فقد عَدِّ المؤرخون ضم دمشق «فتح الفتوح» وخطوة كبيرة لتحقيق الوحدة بين مصر وبلاد الشام.
بقي نور الدين حتى سنة 559هـ/1164م منشغلاً بالفرنجة في بلاد الشام فقط، إلاّ أنه بدأ من هذا التاريخ بفتح جبهة أخرى معهم وهي جبهة مصر، بعد أن اتضحت له أطماع الصليبيين في مصر مستغلين ضعف الخلافة الفاطمية وتمزُّق جبهتها الداخلية، وقد أدرك نور الدين أن حماية مصر من الخطر الصليبي هو في الوقت نفسه حماية لبلاد الشام من هذا الخطر، وأكد نور الدين هذه الحقيقة في أثناء حديثه مع قائده أسد الدين شيركوه عندما طلب منه المسير إلى مصر سنة 564هـ/1168م بقوله: «لأننا إذا أهملنا أمرها (أي مصر) ملكها الفرنج، ولا يبقى لنا معهم مقام بالشام ولا غيرها». وقد بعث نور الدين ثلاث حملات عسكرية سنة 560هـ/1164ـ563هـ/1167ـ564/1168، نجحت في إحباط الحملات الصليبية وحماية مصر من الوقوع في أيدي الصليبيين، واستقبل الشعب في مصر القوات العربية الشامية استقبالاً حاراً ورأى في أسد الدين شيركوه البطل المنقذ له من الخطر الصليبي حتى إن الخليفة العاضد خلع عليه الوزارة ولقَّبه بالمنصور، وبعد وفاته سنة 565هـ/1169م اختار الخليفة نفسُه صلاح الدين الأيوبي للوزارة ولقَّبه بالناصر.
لم يول نور الدين اهتمامه بالجهاد فقط بل أولى اهتمامه بالعلم والعلماء أيضاً؛ فقد بنى المدارس الكثيرة للحنفية والشافعية وبنى المساجد والجوامع والربط في معظم المدن التي انضوت تحت سلطانه، وفي دمشق أصلح الجامع الأموي بعد أن كان قد لحقه الخراب، وأضاف إلى أوقافه أوقافاً، وبنى الجامع النوري بالموصل، وعمّر عدداً من المساجد في دمشق وضواحيها.
وكان نور الدين عارفاً بالفقه على مذهب أبي حنيفة من دون تعصب، ويكثر من مطالعة كتب الحديث والفقه وروى الحديث وأسمعه وبنى «دار الحديث» لاستماع الحديث وإسماعه، وكان أول من أقدم على ذلك.
وأحب نور الدين العلماء والفقهاء والمتصوفة، وأكرمهم واحترمهم وقرَّبهم منه وأجرى عليهم وعلى القرّاء، وبنى مكاتب للأيتام لتعليمهم القراءَة والكتابة، وجعل لهم نفقة وكسوة وخصّ معلميهم بالرواتب الوافرة، وبنى مستشفاه الكبير (البيمارستان النوري) في دمشق، وكانت نفقاته من فداء أمير طرابلس الفرنجي الذي وقع أسيراً في يده، إذ عاهده على 300 ألف دينار و500 حصان وإطلاق سراح 500 أسير مسلم وألا يُغير على بلاد المسلمين سبع سنين وسبعة أشهر.
كان نور الدين إدارياً حازماً عادلاً أسقط الضرائب والمكوس غير الشرعية في مصر والشام والجزيرة والموصل، وكان يعظِّم الشريعة ويقف عند أحكامها، ويعقد مجالس العدل ويتولاها بنفسه وكان أول من ابتنى داراً للعدل في دمشق، وكان يجلس فيها في الأسبوع مرتين وربما أكثر ولا يحميه من الناس حاجب.
تُوفِّي نور الدين سنة 569هـ/1174م، قبل أن يصل في حروبه مع الصليبيين إلى نتائج حاسمة، إلا أنه نجح في بناء دولة قوية امتدت من أعالي الموصل إلى وادي النيل، وذهب في تاريخ الأمة العربية على أنه بطل وحدة المشرق العربي في عصر الغزو الصليبي.
دفن نور الدين بقلعة دمشق، ونقل بعدها إلى المدرسة التي كان قد أنشأها، وتعرف باسم المدرسة النورية.
نجدة خماش