المرتضى (الشريف، علي بن الحسين ـ)نقيب الطالبيين،من أئمة الكلام والأدب والشعر.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المرتضى (الشريف، علي بن الحسين ـ)نقيب الطالبيين،من أئمة الكلام والأدب والشعر.

    مرتضي (شريف، علي حسين)

    Al-Murtada (Al-Sharif, Ali ibn al-Hussien-) - Al-Murtada (Al-Sharif, Ali ibn al-Hussien-)

    المرتضى (الشريف، علي بن الحسين ـ)
    (355 ـ 436هـ/966 ـ 1044م)

    أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالبt. نقيب الطالبيين، أحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر.
    ولد ببغداد في أسرة علم وفضل وأدب، وكان أبوه الحسين بن موسى من أعيان عصره (ت 400هـ) مقدِّماً عند ولاة الأمر من زمانه من خلفاء بني العباس، وسلاطين بني بويه، وكذلك كان أخوه الشريف الرضي (406هـ).
    كان المرتضى منذ حداثته مغرماً بالفقه والعلوم والآداب، قصد مجالسها، ونهل من علمائها، وترك أمور السياسة ونقابة الطالبيين تتنقل من أبيه إلى أخيه الأصغر الشريف الرضي، ولم يتول من أمرها شيئاً إلا بعد وفاة أبيه، وأخيه الرضي سنة 406هـ، وفيه يقول الثعالبي: «وقد انتهت الرياسة اليوم ببغداد إلى المرتضى في المجد والشرف والعلم والأدب والفضل والكرم، وله شعر في نهاية الحسن».
    أمضى المرتضى أيامه في التحصيل والتأليف، مؤثراً مجالس العلماء والأدباء، فاضطلع بالآداب والنقد والبلاغة على يدي المرزباني الكاتب (ت 384هـ)، وفي العربية وعلومها وفنونها على يدي ابن نباته السعدي (ت 405هـ)، وفي الفقه والأصول على الشيخ المفيد (ت 413هـ)، وفي علوم القرآن والحديث على ابن بابويه القمي.
    وصار المرتضى مقدِّماً في ضروب الآداب وفنون العلوم، واجتمع له منها ما قلّ أن يجتمع لسواه من أعيان عصره، وإليه انتهت رئاسة الإمامية، فناظر المخالفين، وحاجّ المتكلمين، وكتابه «الشافي» حجة على طول باعه في الجدل، أما أماليه «غرر الفوائد ودُرَر القلائد» فإنها في منزلة أمهات مصادر التراث الأغر، وهي مجالس مختلفة أملاها على قصّاده في تفسير القرآن وتأويل آياته، وفي طائفة من الأحاديث التي يختلف العلماء في تأويلها، إضافة إلى مسائل في علم الكلام. وديوان شعره شائع مشهور، ذكر ابن شهراشوب أنه يربو على عشرين ألف بيت.
    ومن المؤلفات المنشورة للمرتضى إضافة إلى هذه المؤلفات الثلاثة:
    «الشهاب في الشيب والشباب - تنزيه الأنبياء - الانتصار - المسائل الناصرية - إنقاذ البشر من الجبر والقدر - مقدمة في الأصول الاعتقادية - تفسير القصيدة المذهّبة - شرح قصيدة للسيد الحميري - طيف الخيال - أوصاف البروق».
    وقد جمع محقق كتابه أمالي المرتضى محمد أبو الفضل إبراهيم أسماء كتبه المذكورة في مصادر التراث، وأثبتها في مقدمة التحقيق، وهي تزيد على سبعين كتاباً.
    حفلت مصادر التراث بأخباره، وبفضله، وبإحرازه قصب السبق فيما ذهب إليه، وقد أوجز هذا ابن خلكان في نقله قول ابن بسام الأندلسي صاحب كتاب «الذخيرة»، قال:
    «كان هذا الشريف إمام أئمة العراق، بين الاختلاف والاتفاق، إليه فزع علماؤها، وعنه أخذ عظماؤها، صاحب مدارسها، وجمّاع شاردها وآنسها، ممن سارت أخباره،وعُرفت له أشعاره، وحمدت في ذات الله مآثره وآثاره، إلى تواليفه في الدين، وتصانيفه في أحكام المسلمين…».
    للشريف المرتضى ديوان شعر ضخم، حققه ونشره في القاهرة رشيد الصفَّار في سنة 1958، وشعره مثال أخلاقه الرفيعة وأصله الطيب وموهبته الكريمة؛ لم يتكسب به، ولم يهج أحداً، فيه غزل محتشم، وذكر واسع للطيف، وللشيب والشباب، وفخر بنفسه وبحسبه العلوي، ومدح،ومراثٍ.
    وأهم أغراض شعره المدح، وفيه يسير على السنن التقليدية لقصيدة المدح العربية، فيلتزم في أغلب الأحيان منهج القصيدة، وعمود الشعر، ويستهل قصائده بمقدمات فيها شيء من روح العصر، وقد صرف مدائحه في سبيل رأب صدوع الحياة السياسية والاجتماعية المضطربة في بغداد جرّاء الخلافات والفتن بسبب ضعف السلطة المركزية، فمدح خلفاء بني العباس، وسلاطين بني بويه، وبعض أعيان العصر مدحاً فيه كثير من موضوع شعر الإخوانيات.
    وللشريف المرتضى شعر كثير جميل في الغزل العفيف، ويتميز شعره في هذا الغرض بالاحتفال بالطيف، وبالشيب والشباب، وبالابتعاد عن الحسيّة.
    وشعره في الفخر أيضاً غير قليل، وهو في أغلب قصائده مقترن بالشكوى، وله في الفخر:
    إنّىِ، وأصدق قول ما نطقت به
    أرعى من الود ما أرعى من النسب
    ألست إنْ عُدَّ هذا الخلق خيرهم
    لم يبرحوا بين جدّ لي وبين أب
    وله في الشيب:
    بياضك يا لون المشيب سوادُ
    وسقمك سقم لا يكاد يعاد
    فقد صرت مكروهاً على الشيب بعدما
    عمرت وما عند المشيب أراد
    توفي الشريف المرتضى ببغداد، وفيها دفن.
    عبد اللطيف عمران
يعمل...
X