مناظر جبلية أكثر روعة وجمالا
نحتاج لأكثر من مجرد كاميرا ومعدات لتحويل المناظر الجبلية من مجرد مواضيع عادية الى مواضيع نموذجية تسلب الألباب ، أو الى لقطات بانورامية ذات تفاصيل مؤثرة ورائعة .
يحـدث لبعض الناس أنهم نادراً ما يشاهدون جبالا على الطبيعة وعن كثب بـل يشاهدونها إما بينما هم في رحلة للتزلج على الثلج أو في رحلة ترفيهية . بينمـا هنـاك آخـرون يعيشون على مقربة من سلسلة جبال ربما ، ويستطيعون تصویر هذه السلسلة بكافة ظروفها . اذا كانت الحال هي هذه أو تلك ، يبقى القول ان الجبال تفسح المجال لتحقيق صور فوتوغرافية تسلب الألباب .
ولكن حتى تبلغ قمـة المنـاظر الجبلية ، من الضروري النقاط طبيعة الجبل عوضاً عن مقيـاس ذروته . كما قد لا يكون التسلق مطلوباً على الاطلاق طالمـا أن بعض أجمل المناظر الدراماتيكية هي تلك التي تشاهد عن بعد . مع هذا ، يحتاج الأمر الى مقدار ملحوظ من المهارة لتحويل المنظر الجيد الى لقطة مؤثرة عوضاً عن منظر ضبابي لا شكل له دون مركز إهتمام فعلي فيه .
من هنا " يصبح علينا أن نفكر مليا بالنواحي التي تثير اهتمامنا أكثر ما نفعل في المناظر الجبلية . هذه تتحدد طبيعياً بما لدي الموضوع ليقـدمـه ، فمنحدرات التزلج وسلاسل الجبال تختلف كل الاختلاف عن بروز صخري في صحراء ، رغم أن شكلهما الأساسي يعني ضرورة العمل ببعض الأساليب المتشابهة . ولكن منذ لحظة الاختيار ، يصبح الموقع واختيار العدسات والمرشحات والفيلم تحت تصرفنا .
فاختيار فيلم الأسود والأبيض أو الملون على سبيـل المـثـال سيتحدد بنوع الجـو الذي نريد بعثه ، يستطيع الأسود والأبيض ان يقوي العناصر الدراماتيكية في المـوضـوع ـ الحـدود البـارزة
للجبل ، والسحب الرعدية المعلقة على القمـة ، والظلال المنـاسبـة على المنظر الطبيعي في الأسفل - أما في الألوان ، فمن المحتمل جداً لهذا المنظر ذاته أن يظهر لطيفاً وريفياً بالوان مخففـة وسحب خفيفة بيضاء .
فإذا كنا عازمين على النقاط الجبال من مسافة يجب إعطاء أنفسنا وقتاً طويلاً لاستكشاف المنطقة المحيطة ودراسـة الارتفـاعـات من عدد من نقـاط المشاهدة المختلفة تحت ظروف ضوئية مختلفة . لن يذهب هذا الوقت هباءاً إذا كنا وراء لقطة مشهودة بالفعل . واذا كنا في رحلة تزلج ، يمكن للظروف التي لا تناسب ممارسة هذه الريـاضـة اطلاقاً ان تمثل وقتاً نموذجياً للتصوير الفوتوغرافي طالما ان العديد من المناظر الجبلية
الدراماتيكية الاستثنائية تؤخذ في طقس عاصف .
هذا ، ويفضل الكثير من المصورين الفوتوغرافيين للمناظر الطبيعية العمل في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من بعد الظهر عندما يكون الضوء قوي التوجيه كاشفاً هكذا عن نسبة تشكيل كبيرة ، في هذه الأوقات تنبعث التأثيرات الدراماتيكية التي يمكن التقاطها عند الفجر أو المغيب .
فإذا كنا راغبين بتركيز التصوير الفوتوغرافي للمناظر الجبلية على الساعات الأولى أو الأخيرة من نور النهار ، قد يساعد المرشح الأزرق الشـاحـب على تخفيف المسحة اللونية الحمراء البالغة التي تبعثها أشعة الشمس في هذه الأوقات ، ولكن يحدث في بعض الأحيان أن هذا التأثير الدمـوي الأحمر اللامرشح يستـطيـع أن يكون دراماتيكياً للغاية ، عنـد المغيب خاصة ، الا ان الأفضل ربما حصر هذا باللقطة الغريبة ، عوضاً عن التقاط لغة كاملة هكذا .
ذلك أنه حتى التلوين الدراماتيكي يستطيع أن يصبح مملا .
ليست أشعة الشمس القوية ضرورية لالتقاط المناظر الجبلية بنجاح . فقد حدث لبعض أكثر الصور الفوتوغرافية فعاليـة ان الثقطت تحت الثور الخفيف ليوم ملبد بالغيوم ، لذلك علينا عدم اعتزال العمل اذا صادفنا طقس من هذا القبيل . وسلاسل الجبـال مشهورة بالتغييرات السريعة التي تطرا على طقسها ، من هنا علينا ان نكون متاهبين لانهمار المطر الغزير أو ظهور الضباب الكثيف حتى عنـد مـستـويـات منخفضة ، فعلى الرغم من أن المشاهدة قد تكون مستحيلة من
خلال الضباب ، اذا تغاضينا عن التصوير الفوتوغرافي ، يبقى بـالامكـان استعمـال الضباب الخفيف لتحقيق تاثير رائـع عند ابتداع مناظر جبلية متميزة بجوها وطبيعتها قد نفقد بعض الوضوح والتفاصيل في الصورة النهائية ، الا اننا سنكسب صورة أكثر غموضاً وتنميقا بكثير .
هـذا ، وتتميز بعض اوقات النهار بظروف ضبابية ، صباحات الصيف على وجه الخصوص بعد ترسب كثيف للندى ، وأمسيات الشتاء بعد نهار صاف . في هذه الحالات ، علينا ان نبدي اهتماماً دقيقاً بالتوازن اللوني ، لكن كثيراً مـا نـكـون قادرين على تحقيـق تاثيرات لونية غير عادية تكـون مقبولة تماماً دون أن نعمل بدقة متناهية . فالألوان والأنظمـة التخطيطية التي تنتج بينما شمس الصباح تشق طريقهـا من خلال ضباب كثيف هي بحد ذاتها معتادة وتستـطيـع بعث صور مذهلة .
التأثير الضبابي يمكن تقويته بزيادة التعريض الضوئي قليلا ، وهذا يميل الى تخفيف التشبع بالالوان أما التغيير المفاجيء في الطقس أو الضوء فيستطيع تغيير الموضوع الى حد هائل حيث يكشف في بعض الأحيان عن منظر رائع في موقع كان غير مهم فيما مضى ، علينا ان نتنبه لتبدل الفصول كذلك . فإذا عثرنا على منظر يتميز بجودته ، قد نستطيع العودة اليه في أوقات أخرى من السنة لتسجل مـا يطرأ عليـه من تغييرات .
وفي أصعب الانطباعات على الكاميرا لتسجيلها ذلك المقياس الحقيقي للجبـال بحـد ذاتهـا .
وهناك العديد من الطرق التي توحي بهذا المقياس ـ من أشدها فعالية أن نضمن المحتوى أهدافاً أخرى لها علاقة بمقياس الجبل .
فالأشخاص الدقيقون المعزولون على قمة مكللة بالثلوج على سبيل المثال ، سوف يتساعدون على اعطاء إيحاء بـالمقياس الهـائـل للجبل ، وإيحاء بالتحدي والخطر المرتبط مع تسلق ذلك الجبل . كما يمكن تصوير بناء عند سفح جبل ما يبدو والجبل وكانه يرتفع كبرج فوقه . يتم التحقيق الأفضل لهكذا لقطة بعدسة تليفوتو تستعمل عن بعد . وعلى الرغم من احتمال ضياع مقدار من الاحساس بالعمق في الصورة الفوتوغرافية ، يمكن تحقيق احساس دراماتيكي بالعمق عند اعتماد هذه الطريقة .
نشير هنا إلى أنه ليس من السهل تمثيـل كـل من المقيـاس والعمق بفعـالية كبيرة في منظر جبلي - يحدث عادة ان إدخال أمامية ، سوف يـزيـد الشعـور بالعمق ، طالما أن العين سوف تنقـاد نـحـو المنظر الجبلي الحقيقي بسلسلة من الأهداف في الأمامية والوسط . أمـا نقـطة المشاهدة الأكثر ارتفاعاً فقد تميل الى استثناء موجودات الأمامية ولكنها ستؤمن مجالا أكبر لالتقاط مشهـد بـانـورامي ينصب على المنطقة الوسطى والبعيدة .
أما العدسات واسعة الزاوية فتحتاج الى مقدار كبير من الخبرة والعناية عند استعمالها لالتقاط
جبال ، طالما انها تستطيع ايجاز سلسلة الجبال المؤثرة الى صف جبال رتيبة صغيرة . من الأفضل الاحتفاظ بهذه العدسات للقطات تؤخذ من مكان قريب الى حد ما ، وذلك لقمة جبل معزولة عندما تتمنع تفاصيل الأمامية باهتمام بالغ .
تسمح عدسة التليفوتو من ناحية أخرى بالالتقاط من نقطة مشاهدة أكثر بعدا ، الأمر الذي يجعلنا قادرين على عزل مزايـا معينة فيهـا مـا يجعلها مثيـرة للاهتمام في الجبل كالموضوع الرئيسي في الصورة ، فالقمة على سبيل المثال ، قد تكون من تلك الأشكال الإبرية الغريبة المعقوفة التي لا تشاهد بسهولة عندما نكون أقرب الى الجبـل طالما أن زاويـة المشـاهـدة قـد تكـون مـحـدودة ، في هـذه الـحـال نستطيع بعدسة التليفوتو أن تحقق لقطة أفضل عندما تلتقط من مكان بعيد .
بعدما ننهي عملية استكشاف المـوضـوع عـن بـعـد ومـن ارتفاعات متفاوتة كذلك ، ربما نشعر أن الوقت قد حان لنقترب أكثـر ونستكشف امكانات التقاط الصورة من تلال سفح الجبل بحد ذاته عند هذه النقطة ، واذا كانت جبلا شديد الانحدار صعبة البلوغ عـوضـاً عن جـانب تلة متدرجة خاصة . علينا ان نبدي عنـايـة كبيرة بطريقـة سيـرنـا ومعدات الكاميرا ، فعندما لا يتوفر التنقل المريح ، يصبح الوزن هو العنصر الواحد الأكثر أهمية ،
وبـالـتـالي علينا التفكير مليـاً بالمعدات التي سنستعملها . في المجموعات النموذجية في هذه الحال ربما عدسة واسعة الزاوية وعدسة زوم تيليفـوتـو ، علينـا التزود بكثير من الأفلام وركيزة ثلاثية الأرجل .
ثم مع بلوغ سفح الجبل . أول ما قد نلاحظه هو أن القمة اختفت من المنظر . ذلك أن سفوح التلال قد لا تكون المكان الأفضل لزوايا مؤثرة ، الا انها تستطيع توليـد بعض المواضيع الممتعة لربطها مع ما يمكن مشاهدته من الجبل في الخلفيـة . المثـال على هذا أن المـنـحـدرات السفلى مـمـكـنـة الالتقاط ، وبـإمكـانـنـا إحـداث تعارض بين السهـول القليلة الانحدار والمنـظمـة بتـرتيب وواجهات الصخور المسننة في الأعلى ، نشير هنا إلى أن البحيرة تمثل أمامية كلاسيكية لمنظر جبلي ، ينعكس الجبـل عـلى صفحتها ليضفي مزيداً من المتعة والاثارة الى الصورة .
ثم بينما نتقدم الى مستويات أكثر ارتفاعاً ، قد تعثر على جداول او شلالات مناسبة بسرعة ، هذان كلاهما يصنعان مواضيـع امامية رائعة تتعـارض مـع المنظر الجبلي الساكن وراءها
هذا ، وعلى الرغـم مـن ان المناظر الطبيعية هي ما نحن بصدده أساساً ، علينا عدم تجاهل فرص شمول اشخاص في صورنا الفوتوغرافية . ذلك أن المتنزهين أو المتسلقين أو المتـزلـجـين يستطيعون اضافة الكثير من الألوان والمـنـعـة الى صورة الجبل ، كما أن علاقتهم مع الجبل تمثل ناحية جديرة بالاستكشـاف كذلك .
اذا قررنا متابعة الارتفاع الى ما بعد خط الثلج ، علينا أن نأخـذ بعين الاعتبار أننا قد نواجه ضباباً أو سحباً والأحوال هذه تستطيع انتاج لقطات مذهلة الا أن الجبال تتحول الى مناطق مشحـونـة بالمخاطر عند هذا المستوى وعلينا أن نجهز أنفسنا ببوصلة او خريطة على الأقل علينا تحقيق لقطات تعطي إحساساً واقعياً بالارتفاع الذي بلغناه وبينما نحن نتطلع الى الأسفل من حافة صخرة شديدة الانحدار ، سوف تبدو العموديات محرفة ، وإذا استعملت بمهارة ، سوف يؤدي مظهرها هذا الى بعث تأثير رائع في الصورة معطيـا المـزيـد من الإحساس بالارتفاع .
امـا اذا كنـا عنـد مستـوى السحب ، فلنحاول شمـول هـذه السحب في لقـطـاتنـا . ذلك أن المنظر البعيد الذي يشاهد من خلال سحب ، يستطيع أن يكون بذات الفعـاليـة كجبـل تكتنفـه السحب باعثة هكذا بأحاسيس غموض . علينا خوض التجارب مع فترات التعريض الضوئي لتلطيف الغيوم . والاستعـانـة بركيزة ثلاثية الأرجل وشاقول : - إذا كان لدينـا واحـد ـ لنلتقط اطارين او ثلاثة اطارات على السطح حتى نقوم بجمعها معاً فيما بعد لنصنع منظراً بانورامياً .
القمة الفعلية للجبل هي موقع فاحل غير مضياف عادة ، فالاشجار نادراً ما تستقر هناك ، والنباتات نادرة مع ذلك قد نواجـه بعض الحيوانات والطيور التي نتدبر أمرها لنعيش في مناطق عاليـة ، وهذه تستـطيـع التحـول الى مـواضـيـع مـثـيـرة لمـصـور فوتوغرافي يتميز بـردود فعل عكسية سريعة .
نلفت النظر أخيراً الى اننا كلما ازددنا ارتفاعاً كلما ازداد الجـو بردا ، كما يمكن للرياح أن تصبح حـادة ومثلجة فـاذا انخفضت الحرارة إلى ما دون نقطة التجمد علينا حفظ الكاميرا قريبة من جسده حتى لا يبرد الفيلم أكثر مما ينبغي ، والجدير بالذكر ان بعض الطبقات الحساسة المعنيـة بالألوان تتفاعـل بشكل سيء مع البرد القارس ، أما افلام الأبيض والاسود فهي أكثر استقرارا في هذه الظروف .
علينـا الاستفادة من هذه المناطق العاليـة لالتقاط جـبـال وتـلال أخـرى مـجـاورة ، اذ باستطاعتنا أن نحقق للجبل الآخر منظراً مختلفاً تماماً عندما نلتقطه من وجهة نظر توازيه ارتفاعاً ، مرة أخرى هنا نجد ان الصباح الباكر هو وقت رائع لتحقيق صورة من هذا النوع . وسنجد أن المصورين الجديين قد يقضون نصف الفترة الليلية وهم يتاهبون قابعين داخل خيمة هناك بانتظار اللحظة المناسبة عندما ترسل الشمس خيوط اشعتها الأولى على المنظر الطبيعي الغارق في النوم⏹
نحتاج لأكثر من مجرد كاميرا ومعدات لتحويل المناظر الجبلية من مجرد مواضيع عادية الى مواضيع نموذجية تسلب الألباب ، أو الى لقطات بانورامية ذات تفاصيل مؤثرة ورائعة .
يحـدث لبعض الناس أنهم نادراً ما يشاهدون جبالا على الطبيعة وعن كثب بـل يشاهدونها إما بينما هم في رحلة للتزلج على الثلج أو في رحلة ترفيهية . بينمـا هنـاك آخـرون يعيشون على مقربة من سلسلة جبال ربما ، ويستطيعون تصویر هذه السلسلة بكافة ظروفها . اذا كانت الحال هي هذه أو تلك ، يبقى القول ان الجبال تفسح المجال لتحقيق صور فوتوغرافية تسلب الألباب .
ولكن حتى تبلغ قمـة المنـاظر الجبلية ، من الضروري النقاط طبيعة الجبل عوضاً عن مقيـاس ذروته . كما قد لا يكون التسلق مطلوباً على الاطلاق طالمـا أن بعض أجمل المناظر الدراماتيكية هي تلك التي تشاهد عن بعد . مع هذا ، يحتاج الأمر الى مقدار ملحوظ من المهارة لتحويل المنظر الجيد الى لقطة مؤثرة عوضاً عن منظر ضبابي لا شكل له دون مركز إهتمام فعلي فيه .
من هنا " يصبح علينا أن نفكر مليا بالنواحي التي تثير اهتمامنا أكثر ما نفعل في المناظر الجبلية . هذه تتحدد طبيعياً بما لدي الموضوع ليقـدمـه ، فمنحدرات التزلج وسلاسل الجبال تختلف كل الاختلاف عن بروز صخري في صحراء ، رغم أن شكلهما الأساسي يعني ضرورة العمل ببعض الأساليب المتشابهة . ولكن منذ لحظة الاختيار ، يصبح الموقع واختيار العدسات والمرشحات والفيلم تحت تصرفنا .
فاختيار فيلم الأسود والأبيض أو الملون على سبيـل المـثـال سيتحدد بنوع الجـو الذي نريد بعثه ، يستطيع الأسود والأبيض ان يقوي العناصر الدراماتيكية في المـوضـوع ـ الحـدود البـارزة
للجبل ، والسحب الرعدية المعلقة على القمـة ، والظلال المنـاسبـة على المنظر الطبيعي في الأسفل - أما في الألوان ، فمن المحتمل جداً لهذا المنظر ذاته أن يظهر لطيفاً وريفياً بالوان مخففـة وسحب خفيفة بيضاء .
فإذا كنا عازمين على النقاط الجبال من مسافة يجب إعطاء أنفسنا وقتاً طويلاً لاستكشاف المنطقة المحيطة ودراسـة الارتفـاعـات من عدد من نقـاط المشاهدة المختلفة تحت ظروف ضوئية مختلفة . لن يذهب هذا الوقت هباءاً إذا كنا وراء لقطة مشهودة بالفعل . واذا كنا في رحلة تزلج ، يمكن للظروف التي لا تناسب ممارسة هذه الريـاضـة اطلاقاً ان تمثل وقتاً نموذجياً للتصوير الفوتوغرافي طالما ان العديد من المناظر الجبلية
الدراماتيكية الاستثنائية تؤخذ في طقس عاصف .
هذا ، ويفضل الكثير من المصورين الفوتوغرافيين للمناظر الطبيعية العمل في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من بعد الظهر عندما يكون الضوء قوي التوجيه كاشفاً هكذا عن نسبة تشكيل كبيرة ، في هذه الأوقات تنبعث التأثيرات الدراماتيكية التي يمكن التقاطها عند الفجر أو المغيب .
فإذا كنا راغبين بتركيز التصوير الفوتوغرافي للمناظر الجبلية على الساعات الأولى أو الأخيرة من نور النهار ، قد يساعد المرشح الأزرق الشـاحـب على تخفيف المسحة اللونية الحمراء البالغة التي تبعثها أشعة الشمس في هذه الأوقات ، ولكن يحدث في بعض الأحيان أن هذا التأثير الدمـوي الأحمر اللامرشح يستـطيـع أن يكون دراماتيكياً للغاية ، عنـد المغيب خاصة ، الا ان الأفضل ربما حصر هذا باللقطة الغريبة ، عوضاً عن التقاط لغة كاملة هكذا .
ذلك أنه حتى التلوين الدراماتيكي يستطيع أن يصبح مملا .
ليست أشعة الشمس القوية ضرورية لالتقاط المناظر الجبلية بنجاح . فقد حدث لبعض أكثر الصور الفوتوغرافية فعاليـة ان الثقطت تحت الثور الخفيف ليوم ملبد بالغيوم ، لذلك علينا عدم اعتزال العمل اذا صادفنا طقس من هذا القبيل . وسلاسل الجبـال مشهورة بالتغييرات السريعة التي تطرا على طقسها ، من هنا علينا ان نكون متاهبين لانهمار المطر الغزير أو ظهور الضباب الكثيف حتى عنـد مـستـويـات منخفضة ، فعلى الرغم من أن المشاهدة قد تكون مستحيلة من
خلال الضباب ، اذا تغاضينا عن التصوير الفوتوغرافي ، يبقى بـالامكـان استعمـال الضباب الخفيف لتحقيق تاثير رائـع عند ابتداع مناظر جبلية متميزة بجوها وطبيعتها قد نفقد بعض الوضوح والتفاصيل في الصورة النهائية ، الا اننا سنكسب صورة أكثر غموضاً وتنميقا بكثير .
هـذا ، وتتميز بعض اوقات النهار بظروف ضبابية ، صباحات الصيف على وجه الخصوص بعد ترسب كثيف للندى ، وأمسيات الشتاء بعد نهار صاف . في هذه الحالات ، علينا ان نبدي اهتماماً دقيقاً بالتوازن اللوني ، لكن كثيراً مـا نـكـون قادرين على تحقيـق تاثيرات لونية غير عادية تكـون مقبولة تماماً دون أن نعمل بدقة متناهية . فالألوان والأنظمـة التخطيطية التي تنتج بينما شمس الصباح تشق طريقهـا من خلال ضباب كثيف هي بحد ذاتها معتادة وتستـطيـع بعث صور مذهلة .
التأثير الضبابي يمكن تقويته بزيادة التعريض الضوئي قليلا ، وهذا يميل الى تخفيف التشبع بالالوان أما التغيير المفاجيء في الطقس أو الضوء فيستطيع تغيير الموضوع الى حد هائل حيث يكشف في بعض الأحيان عن منظر رائع في موقع كان غير مهم فيما مضى ، علينا ان نتنبه لتبدل الفصول كذلك . فإذا عثرنا على منظر يتميز بجودته ، قد نستطيع العودة اليه في أوقات أخرى من السنة لتسجل مـا يطرأ عليـه من تغييرات .
وفي أصعب الانطباعات على الكاميرا لتسجيلها ذلك المقياس الحقيقي للجبـال بحـد ذاتهـا .
وهناك العديد من الطرق التي توحي بهذا المقياس ـ من أشدها فعالية أن نضمن المحتوى أهدافاً أخرى لها علاقة بمقياس الجبل .
فالأشخاص الدقيقون المعزولون على قمة مكللة بالثلوج على سبيل المثال ، سوف يتساعدون على اعطاء إيحاء بـالمقياس الهـائـل للجبل ، وإيحاء بالتحدي والخطر المرتبط مع تسلق ذلك الجبل . كما يمكن تصوير بناء عند سفح جبل ما يبدو والجبل وكانه يرتفع كبرج فوقه . يتم التحقيق الأفضل لهكذا لقطة بعدسة تليفوتو تستعمل عن بعد . وعلى الرغم من احتمال ضياع مقدار من الاحساس بالعمق في الصورة الفوتوغرافية ، يمكن تحقيق احساس دراماتيكي بالعمق عند اعتماد هذه الطريقة .
نشير هنا إلى أنه ليس من السهل تمثيـل كـل من المقيـاس والعمق بفعـالية كبيرة في منظر جبلي - يحدث عادة ان إدخال أمامية ، سوف يـزيـد الشعـور بالعمق ، طالما أن العين سوف تنقـاد نـحـو المنظر الجبلي الحقيقي بسلسلة من الأهداف في الأمامية والوسط . أمـا نقـطة المشاهدة الأكثر ارتفاعاً فقد تميل الى استثناء موجودات الأمامية ولكنها ستؤمن مجالا أكبر لالتقاط مشهـد بـانـورامي ينصب على المنطقة الوسطى والبعيدة .
أما العدسات واسعة الزاوية فتحتاج الى مقدار كبير من الخبرة والعناية عند استعمالها لالتقاط
جبال ، طالما انها تستطيع ايجاز سلسلة الجبال المؤثرة الى صف جبال رتيبة صغيرة . من الأفضل الاحتفاظ بهذه العدسات للقطات تؤخذ من مكان قريب الى حد ما ، وذلك لقمة جبل معزولة عندما تتمنع تفاصيل الأمامية باهتمام بالغ .
تسمح عدسة التليفوتو من ناحية أخرى بالالتقاط من نقطة مشاهدة أكثر بعدا ، الأمر الذي يجعلنا قادرين على عزل مزايـا معينة فيهـا مـا يجعلها مثيـرة للاهتمام في الجبل كالموضوع الرئيسي في الصورة ، فالقمة على سبيل المثال ، قد تكون من تلك الأشكال الإبرية الغريبة المعقوفة التي لا تشاهد بسهولة عندما نكون أقرب الى الجبـل طالما أن زاويـة المشـاهـدة قـد تكـون مـحـدودة ، في هـذه الـحـال نستطيع بعدسة التليفوتو أن تحقق لقطة أفضل عندما تلتقط من مكان بعيد .
بعدما ننهي عملية استكشاف المـوضـوع عـن بـعـد ومـن ارتفاعات متفاوتة كذلك ، ربما نشعر أن الوقت قد حان لنقترب أكثـر ونستكشف امكانات التقاط الصورة من تلال سفح الجبل بحد ذاته عند هذه النقطة ، واذا كانت جبلا شديد الانحدار صعبة البلوغ عـوضـاً عن جـانب تلة متدرجة خاصة . علينا ان نبدي عنـايـة كبيرة بطريقـة سيـرنـا ومعدات الكاميرا ، فعندما لا يتوفر التنقل المريح ، يصبح الوزن هو العنصر الواحد الأكثر أهمية ،
وبـالـتـالي علينا التفكير مليـاً بالمعدات التي سنستعملها . في المجموعات النموذجية في هذه الحال ربما عدسة واسعة الزاوية وعدسة زوم تيليفـوتـو ، علينـا التزود بكثير من الأفلام وركيزة ثلاثية الأرجل .
ثم مع بلوغ سفح الجبل . أول ما قد نلاحظه هو أن القمة اختفت من المنظر . ذلك أن سفوح التلال قد لا تكون المكان الأفضل لزوايا مؤثرة ، الا انها تستطيع توليـد بعض المواضيع الممتعة لربطها مع ما يمكن مشاهدته من الجبل في الخلفيـة . المثـال على هذا أن المـنـحـدرات السفلى مـمـكـنـة الالتقاط ، وبـإمكـانـنـا إحـداث تعارض بين السهـول القليلة الانحدار والمنـظمـة بتـرتيب وواجهات الصخور المسننة في الأعلى ، نشير هنا إلى أن البحيرة تمثل أمامية كلاسيكية لمنظر جبلي ، ينعكس الجبـل عـلى صفحتها ليضفي مزيداً من المتعة والاثارة الى الصورة .
ثم بينما نتقدم الى مستويات أكثر ارتفاعاً ، قد تعثر على جداول او شلالات مناسبة بسرعة ، هذان كلاهما يصنعان مواضيـع امامية رائعة تتعـارض مـع المنظر الجبلي الساكن وراءها
هذا ، وعلى الرغـم مـن ان المناظر الطبيعية هي ما نحن بصدده أساساً ، علينا عدم تجاهل فرص شمول اشخاص في صورنا الفوتوغرافية . ذلك أن المتنزهين أو المتسلقين أو المتـزلـجـين يستطيعون اضافة الكثير من الألوان والمـنـعـة الى صورة الجبل ، كما أن علاقتهم مع الجبل تمثل ناحية جديرة بالاستكشـاف كذلك .
اذا قررنا متابعة الارتفاع الى ما بعد خط الثلج ، علينا أن نأخـذ بعين الاعتبار أننا قد نواجه ضباباً أو سحباً والأحوال هذه تستطيع انتاج لقطات مذهلة الا أن الجبال تتحول الى مناطق مشحـونـة بالمخاطر عند هذا المستوى وعلينا أن نجهز أنفسنا ببوصلة او خريطة على الأقل علينا تحقيق لقطات تعطي إحساساً واقعياً بالارتفاع الذي بلغناه وبينما نحن نتطلع الى الأسفل من حافة صخرة شديدة الانحدار ، سوف تبدو العموديات محرفة ، وإذا استعملت بمهارة ، سوف يؤدي مظهرها هذا الى بعث تأثير رائع في الصورة معطيـا المـزيـد من الإحساس بالارتفاع .
امـا اذا كنـا عنـد مستـوى السحب ، فلنحاول شمـول هـذه السحب في لقـطـاتنـا . ذلك أن المنظر البعيد الذي يشاهد من خلال سحب ، يستطيع أن يكون بذات الفعـاليـة كجبـل تكتنفـه السحب باعثة هكذا بأحاسيس غموض . علينا خوض التجارب مع فترات التعريض الضوئي لتلطيف الغيوم . والاستعـانـة بركيزة ثلاثية الأرجل وشاقول : - إذا كان لدينـا واحـد ـ لنلتقط اطارين او ثلاثة اطارات على السطح حتى نقوم بجمعها معاً فيما بعد لنصنع منظراً بانورامياً .
القمة الفعلية للجبل هي موقع فاحل غير مضياف عادة ، فالاشجار نادراً ما تستقر هناك ، والنباتات نادرة مع ذلك قد نواجـه بعض الحيوانات والطيور التي نتدبر أمرها لنعيش في مناطق عاليـة ، وهذه تستـطيـع التحـول الى مـواضـيـع مـثـيـرة لمـصـور فوتوغرافي يتميز بـردود فعل عكسية سريعة .
نلفت النظر أخيراً الى اننا كلما ازددنا ارتفاعاً كلما ازداد الجـو بردا ، كما يمكن للرياح أن تصبح حـادة ومثلجة فـاذا انخفضت الحرارة إلى ما دون نقطة التجمد علينا حفظ الكاميرا قريبة من جسده حتى لا يبرد الفيلم أكثر مما ينبغي ، والجدير بالذكر ان بعض الطبقات الحساسة المعنيـة بالألوان تتفاعـل بشكل سيء مع البرد القارس ، أما افلام الأبيض والاسود فهي أكثر استقرارا في هذه الظروف .
علينـا الاستفادة من هذه المناطق العاليـة لالتقاط جـبـال وتـلال أخـرى مـجـاورة ، اذ باستطاعتنا أن نحقق للجبل الآخر منظراً مختلفاً تماماً عندما نلتقطه من وجهة نظر توازيه ارتفاعاً ، مرة أخرى هنا نجد ان الصباح الباكر هو وقت رائع لتحقيق صورة من هذا النوع . وسنجد أن المصورين الجديين قد يقضون نصف الفترة الليلية وهم يتاهبون قابعين داخل خيمة هناك بانتظار اللحظة المناسبة عندما ترسل الشمس خيوط اشعتها الأولى على المنظر الطبيعي الغارق في النوم⏹
تعليق