تلك العينان
وخيوط الدم الرقيقة؛ دروبٌ في البياض
السعةُ بين الجفنين
والصوت الذي يتواردُ في الوقت
صباح مساء ..
كم يحتاج الحبُّ للصمت
للا كلام .. للتوقفِ بين العبرات
للنظر خلف النظرةِ !
تلك الضحكةُ
و قلبي الذي يفيضُ نهراً،
بولهٍ يميلُ إليك؛
كم يزحفُ فوق خطاك ..
كم يتوقُ لعناقٍ .. للهفةٍ تنهضُ
في الرأس، في الأكتاف، في الصدر
في الأيدي؛ تقبضُ الحسَّ المكثَّفَ
في العروق وتمضي في الهذيان ..
يكادُ ينكمشُ العقلُ من ثقلٍ
من ألمٍ في الحبِّ ..
أما اللونُ فيرسمُ غابةً
من عسلٍ مرَّةً،
ومرَّةً بحراً من عشبٍ وغيم ..
أغوصُ أغوصُ ويداي شراعان
تعاندان ريحاً من أرقٍ
ريحٌ تغالبُ القهرَ والدمعَ
والخفقان ..
يا لهذا النبض الموجع !
يا للنخزِ المرِّ في الضلوع !
تلك آلهةُ الجمال، آيةُ الحبِّ المترفِ
وذاك قلبي الذي
لا يهدأ، لا يتعبُ، لا يتوب ولا يؤوب ..
النطفة التي صارتْ
جسداً من نورٍ ..
كوناً من رأفةٍ و سماح
الطفل الذي تكون
يسكنني دهراً ..
وأنا التي لا أكبرُ ولا أكفُّ عن اللوم
أمُّ حلمكَ الضَّالِ .. وإرثُ خوفك النبيل
سرُّ خلقكَ مني؛ "فيك"
وفيَّ حزنك وقليلُ حظِّك
ونصيبك الذي في الحبِّ كائنٌ
كاملٌ ، متواترٌ ، مكنون ..
و لي كلُّ هذا القسط
وأكثر ..
منك كفايةُ العدل .
:
كوثر وهبي
سوريا