Sharif Shahin
استشفاء
_______
المرأة التي وضعت رأسها على ركبتي ، وعيناها على جدار حانة أبي جورج ، كانت تستشفي بوجودي من حب قديم.
روحي كانت في المصحة ذاتها
كنا أربعة إذن :
قلت مبتسماً وحزيناً :
" لذيذ كل هذا الحب المحتشد هنا ! "
.
المرأة التي قرأت رسائلي وبكت ، استلت أكبر سكاكين مطبخي ، و خرجت إلى الشارع ، تطعن هواء كالقطران ، وتربت بحنان على أديم قططه الشاردة
.
المرأة التي خرجت في جنازتي ذات موت ، وأفردتْ عنها ، إفراد " بعير طرفة المعبد " ، أضاعت شاهدة قبري .
هي الآن تحمل الورود إلى قبور ألآخرين على نية أن الورد لروحي الهائمة
.
المرأة التي التقطتُ إختلاجات صرعها من على الرصيف ، لم تمت بين يديّ .
حين ناقشنا موتها لاحقاً ومعاً ، قالت :
" سأختار شجرة في غابات الشمال أدون على جذعها ذكرياتنا وشواهد ميتاتي اللاحقة "
.
المرأة التي قاتلتني حباً حتى انقطاع النفس ، كانت ترتق هوة هذا الجرح النرجسي في نسيج روحينا الهائمتين .
اتفقنا أخيراً ، و صرخنا احتضاراً :
" لا يليق بعاشقين أن يتلصصا على ندبهما السابقة من على ضفتين متباعدتين لحقل ألغام شاسع "
. ______________________________
د . شريف شاهين