غيمارايس روسا (جوا)
Guimaraes Rosa (Joao-) - Guimaraes Rosa (Joao-)
غيمارايس روسا (جواو -)
(1908-1967)
جواو غيمارايس روسا João Guimarães Rosa روائي وقاص برازيلي ولد في كورديسبورغو Cordisburgo في مقاطعة ميناس جيراس Minas Gerais. درس الطب في بيلو هوريزُنتي Belo Horizonte وأقام في إيتاغوارا Itaguara في منطقة السيرتاو Sertão حيث مارس مهنته. عُيّن طبيباً عسكرياً في بيلو هوريزُنتي في أثناء ثورة 1932، لكنه لم يلبث أن تقدم في عام 1934 إلى مسابقة وزارة الخارجية ليصير عضواً في السلك الدبلوماسي. وبالفعل صار ممثلاً للبرازيل في هامبورغ وباريس وفي المؤتمرات الدولية ما بين 1938 و1950 قبل أن يعود إلى البرازيل في عام 1951 فأقام بصورة دائمة في ريو دي جانيرو حيث توفي في السنة التي انتخب فيها عضواً في الأكاديمية البرازيلية.
يمثل غيمارايس روسا تيار النزعة المحلية الخالصة في الأدب البرازيلي. فبدافع من ارتباطه الكبير بالمنطقة التي ولد فيها، ولتشبعه بالحكايات التي كان يسمعها من كبار السن في طفولته، تدور معظم أعماله القصصية في منطقة السرتاو حيث تتحرك شخصيات تشبه كثيراً أبناء منطقة ميناس جيراس التي أمضى فيها طفولته ونشأته من الفلاحين وملاكي الأرض وقطاع الطرق ورجال الشرطة والجيش. أما لغة الكتابة لديه فتأخذ طابع السرد الشفوي المليء بالتعابير المحلية والمصطلحات الخاصة التي كان يشتغل على إدخالها في نصه بعناية، بحيث تتجاور بسلاسة مع البنى النحوية الجديدة والكلمات المنحوتة والإرجاع إلى الاستخدامات القديمة لصيغ تكاد تصير حوشية. ولعل هذا التوجه الأسلوبي هو ما يجعل ترجمة غيمارايس روسا إلى اللغات الأجنبية أمراً غاية في الصعوبة.
تعد رواية «غرانده سرتاو، ڤيريداس» Grande Sertão:Veredas عام (1956) من أهم أعماله، وهي من الأعمال الأساسية في الأدب البرازيلي المعاصر. ويمكن القول إن هذه الرواية تكاد تكون ملحمة لشموليتها ولأن الكاتب كان يطمح فيها لأن يخلق نصاً يمكن قراءته على عدة مستويات: فللحبكة بعد سيكولوجي، والعالم الذي ترجع إليه هو المجتمع الريفي المعزول في تلك المنطقة النائية في البرازيل، الذي يصفه الكاتب بدقة تكاد تعطي للعمل صفة الطبيعية، أما أسلوب الكتابة فيحمل نفحة شعرية خالصة لها تأثير شجي يتماشى مع البعد الميتافيزيقي والديني الذي يميز العمل. تحكي الرواية قصة الحب المستحيل لريوبالدو وديادوريم، ومغامرة اجتياز نهر ساو فرانسيسكو Sao Francisco التي تتحول من خلال سحر الكلمات إلى ما يشبه طقوس الانتقال والعبور من مرحلة في الحياة البشرية إلى مرحلة أخرى ضمن عالم غريب ومبهم. ويمكن قراءة الرواية من جانب آخر على أنها استعارة مجازية حول الوحي الفاوستي والموهبة الروائية، ذلك أن اسم البطل Riobaldo يمكن أن يكون تحريفاً لكلمتي «io bardo» (أنا، الشاعر) التي تجعل من بطل الرواية القرين الروائي للكاتب نفسه.
إضافة إلى هذه الرواية كتب غيمارايس روسا عدداً كبيراً من الحكايات التي نشرها في مجموعات منها «أجساد الرقص» Corpo de baile عـام (1956)، و«الحكايات الأولى» Primeiras Estorias عـام (1962) و«توتاميا» Tutaméia عام (1967) و«ساغارانا» Sagarana عام (1946) التي كتبها على شكل قصيدة طويلة.
حنان قصاب حسن
Guimaraes Rosa (Joao-) - Guimaraes Rosa (Joao-)
غيمارايس روسا (جواو -)
(1908-1967)
جواو غيمارايس روسا João Guimarães Rosa روائي وقاص برازيلي ولد في كورديسبورغو Cordisburgo في مقاطعة ميناس جيراس Minas Gerais. درس الطب في بيلو هوريزُنتي Belo Horizonte وأقام في إيتاغوارا Itaguara في منطقة السيرتاو Sertão حيث مارس مهنته. عُيّن طبيباً عسكرياً في بيلو هوريزُنتي في أثناء ثورة 1932، لكنه لم يلبث أن تقدم في عام 1934 إلى مسابقة وزارة الخارجية ليصير عضواً في السلك الدبلوماسي. وبالفعل صار ممثلاً للبرازيل في هامبورغ وباريس وفي المؤتمرات الدولية ما بين 1938 و1950 قبل أن يعود إلى البرازيل في عام 1951 فأقام بصورة دائمة في ريو دي جانيرو حيث توفي في السنة التي انتخب فيها عضواً في الأكاديمية البرازيلية.
يمثل غيمارايس روسا تيار النزعة المحلية الخالصة في الأدب البرازيلي. فبدافع من ارتباطه الكبير بالمنطقة التي ولد فيها، ولتشبعه بالحكايات التي كان يسمعها من كبار السن في طفولته، تدور معظم أعماله القصصية في منطقة السرتاو حيث تتحرك شخصيات تشبه كثيراً أبناء منطقة ميناس جيراس التي أمضى فيها طفولته ونشأته من الفلاحين وملاكي الأرض وقطاع الطرق ورجال الشرطة والجيش. أما لغة الكتابة لديه فتأخذ طابع السرد الشفوي المليء بالتعابير المحلية والمصطلحات الخاصة التي كان يشتغل على إدخالها في نصه بعناية، بحيث تتجاور بسلاسة مع البنى النحوية الجديدة والكلمات المنحوتة والإرجاع إلى الاستخدامات القديمة لصيغ تكاد تصير حوشية. ولعل هذا التوجه الأسلوبي هو ما يجعل ترجمة غيمارايس روسا إلى اللغات الأجنبية أمراً غاية في الصعوبة.
تعد رواية «غرانده سرتاو، ڤيريداس» Grande Sertão:Veredas عام (1956) من أهم أعماله، وهي من الأعمال الأساسية في الأدب البرازيلي المعاصر. ويمكن القول إن هذه الرواية تكاد تكون ملحمة لشموليتها ولأن الكاتب كان يطمح فيها لأن يخلق نصاً يمكن قراءته على عدة مستويات: فللحبكة بعد سيكولوجي، والعالم الذي ترجع إليه هو المجتمع الريفي المعزول في تلك المنطقة النائية في البرازيل، الذي يصفه الكاتب بدقة تكاد تعطي للعمل صفة الطبيعية، أما أسلوب الكتابة فيحمل نفحة شعرية خالصة لها تأثير شجي يتماشى مع البعد الميتافيزيقي والديني الذي يميز العمل. تحكي الرواية قصة الحب المستحيل لريوبالدو وديادوريم، ومغامرة اجتياز نهر ساو فرانسيسكو Sao Francisco التي تتحول من خلال سحر الكلمات إلى ما يشبه طقوس الانتقال والعبور من مرحلة في الحياة البشرية إلى مرحلة أخرى ضمن عالم غريب ومبهم. ويمكن قراءة الرواية من جانب آخر على أنها استعارة مجازية حول الوحي الفاوستي والموهبة الروائية، ذلك أن اسم البطل Riobaldo يمكن أن يكون تحريفاً لكلمتي «io bardo» (أنا، الشاعر) التي تجعل من بطل الرواية القرين الروائي للكاتب نفسه.
إضافة إلى هذه الرواية كتب غيمارايس روسا عدداً كبيراً من الحكايات التي نشرها في مجموعات منها «أجساد الرقص» Corpo de baile عـام (1956)، و«الحكايات الأولى» Primeiras Estorias عـام (1962) و«توتاميا» Tutaméia عام (1967) و«ساغارانا» Sagarana عام (1946) التي كتبها على شكل قصيدة طويلة.
حنان قصاب حسن