فرعون - بقلم بدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فرعون - بقلم بدوي الجبل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	16538563631.jpg 
مشاهدات:	4 
الحجم:	11.1 كيلوبايت 
الهوية:	123909
    يا نجد جنّات و بيد بكليهما سكر النشيد
    ألرملة الظمأى حنين الشّوق و الرّوض المجود
    أرجت صباك . يجيد _ حين يشمّها _ من لا يجيد
    و عرائس الأحلام نعمان الجزيرة و النفوذ
    و قوافل بمتاهة ، ألنجم قائدها الوحيد
    و هوادج لحمى السيوف و حولها العدد العديد
    رنّ الحليّ بها و جرجر في مباركه قعود
    ألجهد هدّ قلوصها بالرّمل و المرعى الجهيد
    و الشيح قاطعة النسيم فلا يميل و لا يميد
    و أشعّة كالنار . تبر ، ما لسائله جمود
    ثمّ الضّحى فاذا عيوا فبظلّ عيسهم الرّقود
    حتّى إذا أخفى الضّياء غدائر لليل سود
    فالبدر و الحادي و خطو بين سحرهما وئيد
    و على الرّبى النيران عطّر وهجها غار وعود
    هي و الصباح له عمود ضاحك و لها عمود
    و صهيل أفراس و راغية و اضياف وجود
    و نسيمة هفهافة ثم المناهل و الورود
    و مدلّهان نأت ديارهما و ما نأت الكبود
    حملت حنينهما الصبا بأبي الرسالة و البريد
    رضوى خيال قصائدي و طيوف أجفاني زرود
    أنا ملك إلهامي فلا أبدي هناك و لا اعيد
    ما رحت أحكم بالقصيد و راح يحكمني القصيد
    إن شاء تمّ لنا اللقاء و إن يشأ كتب الصدود
    و الأمر ما يختاره هو سيّد و أنا المسود
    و أريده فيفوتني و يزور ساعة لا أريد
    سرّي و اجهل كنهه فقديم صحبتنا جديد
    و الرّوح أقرب ما إليك و غيبها الدّاني البعيد
    ***
    ألشعر أنغام معطّرة و لؤلؤة و جيد
    فيه الهوى و الأريحية و السلافة و المزيد
    فرح مقيم في سرائرنا و قافية شرود
    و أوزانه عقد الحرير على العرائس لا القيود
    الصائنات له كما صينت بعفّتها النهود
    نور تحدّده الحروف و تخطئ النور الحدود
    أحلة الصّعاب قصائد و نواعم كالورد خود
    و من التّمنّع ما يدلّه بالجمال و ما يزيد
    الشعر و الحسن المدلّ كلاهما طاغ عنيد
    ***
    أنا من تغنّيه النجوم على السلاف فيستعيد
    و على المشيب و عبئه ممّا يؤود و لا يؤود
    لتصيدني نجل العيون و قد أغير و قد أصيد
    ما كان يقنعني اللقاء فصرت تقنعني الورود
    سمراء كالأحلام : جفناها و جفن اللّيل سود
    ألحسن يحسد نفسه فيها ، لقد كرم الحسود
    و يغار من شهديّها جاراه : سالفة و جيد
    ***
    سمراء حبّك صحوي السكران و الغيّ الرّشيد
    لفّي على الجسد البرود تؤرج الدّنيا البرود
    ألروح فيك فريدة يزهو بها جسد فريد
    ذكراك إن عزّ اللّقاء للوعتي كأس وعود
    ***
    أنا ساحر لمس الغصون و ضمّها فهي القدود
    ة من الشقائق حين أقطفها المراشف و الخدود
    و من الدّموع و قد ضننت بها اللآليء و العقود
    و غمزت عطر الأقحوان فنوّرت شفة برود
    عندي الكنوز فكيف تسألني النّجوم و لا أجود
    أعطي و تسأل _ لا نملّ _ فتستزيد و أستزيد
    شهب السّماء تفرّقت في الأفق تنقص و تزيد
    كتب الضّياء لبعضها و لبعضها كتب الهمود
    و العبقريّة كالضحى من بعض نعمته الوجود
    و أنا الغريب بموطني و أنا المشرّد و الطريد
    ***
    قل للّدات بتدمر عزّ المفاخر و النديد
    سجن تضيق كهوفه و السهل منبسط مديد
    ألدهر أقعدني و لم يك من شمائلي القعود
    و السقم فوّت أن أشارككم و ذروته كؤود
    شرفا على عضّ القيود فشارة الشرف القيود
    أسمى القلوب هو الرّحيب على النوازل و الجليد
    نحن الحماة الأوّلون . قبور صرعانا الشهود
    نحن العقيدة و الرسالة و المعارك و الحشود
    إن يصرع البطل النجيد تقدّم البطل النّجيد
    و تقاسم الكوخ الوديع النصر و الفصر المشيد
    أيّام لا الطبقات مزّقت الصفوف و لا الحقود
    كفرت جهود كالضحى لله و الوطن الجهود
    أنا و العهود فلم يضع حبّ و لم تنكث عهود
    عيني الضنينة بالدموع و قلبي المضنى العميد
    ماد الطغاة بكم ، فيا فلك السماء ألا تميد ؟
    فلك يدور و لم أجد فلكا أتيح له الرّكود
    بيني و بين الظّلم نار وغى يشبّ لها وقود
    ألحبّ عدّتي الوحيدة لا السّلاح و لا الجنود
    و تهون عندي النائبات فلا ألين و لا أحيد
    يا ربّ عفوك إن سألت و أنت تعلم من أريد
    من أيّ طين أنشئ الظمآن للدم و الحقود
    أللّينون على العدوّ و بأسهم فينا شديد
    جلّ الوداد فكان من أسماء عزّتك الودود
    ألغير وجهك في كنانتك العبادة و السجود
    فرعون عاد فكيف كيف و قد عصفت به يعود ؟
    ما للطّغاة سيادة ، يخشى الظلام و لا يسود
    دنيا العروبة رجّها بالهول شيطان مريد
    صبغت بألوان الأذى فخطوبها حمر و سود
    أرض الكنانة ما بها إلاّ المتوّج و العبيد
    ***
    فرعون مصر : و أنت من رشق المصاحف لا الوليد
    فرعون مصر : و أنت من قتل الهواشم لا يزيد
    سمّيت فرعون الكنانة و هي تسمية كنود
    فرعون ذلّ به اليهود و أنت عزّ بك اليهود
    طامن غرورك . لم تدم عاد و لا بقيت ثمود
    و لئن ذكرت فإنّ ذكرك لا الزكيّ و لا الحميد
    و لئن حكمت فإنّ عيشك لا الهنيّ و لا الرّغيد
    تتناهب الأشلاء نومك و العواصف و الرّعود
    و هواجس اليمن السّعيد . و رجّك اليمن السّعيد
    ***
    مغرى بحبّ الإمّعات طريف حكمك و التّليد
    من كلّ أبله عاثر وغد يضرّ و لا يفيد
    الغدر طبعك و الدسائس ة الخيانة و الجحود
    يتسلّل النذل الجبان دجى و تقتحم الأسود
    ***
    أميتّم الأطفال : لا جدّ عناك و لا حفيد
    أمّ ممزّقة و في أحضانها هشم الوليد
    شكت الأرامل و الثّكالى و الطفولة و المهود
    يا قاتلا بأخ أخاه . كلا قتيليك الشّهيد
    أولا تخاف على بنيك و قد تعثّرت الجدود
    أن يستجاب دعاء ثاكلة و أدمعها تجود
    فترى بنيك مصرّعين و لا تضمّهم اللحود
    كد للنّبي و دينه ألله فوقك إذ تكيد
    باد الطّغاة جميعهم أمّا الشعوب فلا تبيد
    خلّ الكرامة و شأنهم خلق الكرام لكي يسودوا
يعمل...
X