"المشبك".. صناعة يتوارثها الآباء عن الأجداد
الحسكة
عرفت مدينة "الحسكة" العديد من المهن التقليدية التي تقوم على مواد أولية بسيطة وقليلة هي المهن والحرف التي بقيت صامدة في وجه التغيرات وثبتت رغم عجلة التطور التي دخلت على المأكولات الشعبية، حيث إن العديد من المهن لم تصمد طويلاً في وجه هذا التغيير.
لكن ومع هذا التطور حافظت بعض المهن على أصالتها وألقها بل ما زالت متوارثة عائلياً وخير مثال على ذلك صناعة "المشبك" أو كما يحلو لأهل "الحسكة" تسميتها "طيب وناهي" التي تقوم على مواد أولية قليلة وبسيطة التركيب في بنيتها.
eHasakeh بتاريخ 28/10/2010 زار إحدى ورشات العمل عند العم "جورج يعقوب كمو" الذي يعتبر من أقدم المهنيين في هذا المجال واطلع على أسرار هذه المهنة وسر بقائها وخفايا صناعتها حيث قال: «تقوم هذه الصناعة على مواد أولية بسيطة في بنية تركيبتها فهي مكونة من "السميد" الذي يخلط بالماء المغلي ليترك فترة من الزمن بعدها تضاف إليه الخميرة التي تساعد على الاختمار وفي هذه الأثناء نقوم بغلي الزيت وتحضير القطر اللازم وفق معايير محددة وهنا لابد من براعة استخدام القوالب من قبل المهني لأن هذا العمل يتطلب مهارة من حيث تركيب الخلطة ودقة المعايير وحسن استخدام القوالب التي تعتبر أساس هذه الصناعة».
العم جورج يعلم ابنه
وعن سبب محافظة هذه الأكلة على أصالتها وشعبيتها في "الحسكة" وتاريخ هذه الأكلة الشعبية يضيف العم "جورج" فيقول: «تعتبر هذه الأكلة من الأكلات الشعبية في المحافظة حيث استطاعت أن تقتحم المنازل الشعبية بسهولة ويعود ذلك الى رخص ثمن "قرص المشبك" حيث يمكن القول بأنها شيخه الجلسات العائلية في الشتاء البارد لأنها تحمل سعرات حرارية تمد الإنسان بالطاقة والدفء كما يعود تاريخ هذه الأكلة الى العصر العباسي حيث اشتهرت بعض العائلات السريانية بصناعتها وتوارثت عبر الأجيال وحافظت على وجودها حتى الوقت الحاضر».
ويضيف العم "جورج": «يشاع أن أهل "حلب" هم أصحاب المهنة الأصليين لكن الحقيقة تقول بأنهم قد اكتسبوها من خلال تمازج الحضارات والهجرات التي تمت خلال "العصر العثماني" من خلال "الهجرات التركية" التي حصلت للعائلات في تلك الفترة».
صناعة المشبك
وعن تطور هذه المهنة وأدواتها يبين العم "جورج" فيقول: «في الوقت الحاضر دخلت العديد من المعدات التقنية التي تساهم في صناعة هذه الأكلة وبالرجوع الى الزمن الذهبي فأن هذه الصناعة لم تعرف عبر مسيرتها إلا الحطب والأواني الفخارية كما كانت العديد من القوالب تصنع باليد، أما في الوقت الحالي فقد حل الغاز بديلاً من الحطب ودخلت القوالب الجاهزة عوضاً عن القوالب الخشبية وهذا ما ساعد على الانتشار الكبير لهذه الأكلة الشعبية».
أما فيما يتعلق بتوارث هذه الصناعة عبر الأجيال يشير العم "جورج" بأنه: «تعلم هذه الحرفة عن طريق الوراثة منذ ثلاثين عاماً خلت عن طريق الآباء الذين بدورهم ورثوها عن الأجداد ونحن بدورنا نعلم الأبناء طريقة التحضير للحفاظ على الموروث الشعبي لهذه المهنة لتظل شعارا ترفعه الأجيال في العائلة، وهنالك صناعات موازية لا تختلف بطريقة الإعداد والتحضير بل الاختلاف وحده بالشكل ومن هذه الصناعات العوامة التي تختلف أشكالها باختلاف القوالب».
باسل مراد
الحرفي "سعيد رزوق" أحد مزاولي هذه المهنة تحدث عن هذه المهنة فقال: «تعتبر هذه المهنة من المهن التقليدية التي تعرفها المحافظة كما تعتبر من المأكولات الشعبية التي لا يكاد يخلو البيت الجزراوي منها خاصة في فصل الشتاء وعلى الرغم من محافظة هذه المهنة على تقاليدها دخلت عليها العديد من التغيرات مثل استخدام بعض العجانات الآلية لكن وعلى الرغم من هذه التغيرات تعتبر شيخه الحلويات الشتوية».
"باسل مراد" /25 عاما/ من زبائن المحل يقول: «تعتبر هذه الأكلة من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها محافظة "الحسكة" وهي متداولة منذ القدم خاصة في فصل الشتاء وباتت من الأكلات المميزة في المحافظة وذلك لرخص ثمنها ولأنها تقدم في كافة المناسبات كما أن الإقبال الشديد عليها من أهل الريف يجعلها تحتل مكانة جيدة في المجتمع المحلي».
"عبد السلام عطية" طالب جامعي يقول: «تشتهر هذه الأكلة في كافة الأوقات خاصة في شهر رمضان الكريم فلهذه الأكلة خصوصية لدى الصائمين لأنها تعوضهم عن ساعات الصوم الطويل كما أنها من المأكولات الشتوية التي تزيد من السعرات الحرارية وتحافظ على الطاقة».
- أيهم طفس
الحسكة
عرفت مدينة "الحسكة" العديد من المهن التقليدية التي تقوم على مواد أولية بسيطة وقليلة هي المهن والحرف التي بقيت صامدة في وجه التغيرات وثبتت رغم عجلة التطور التي دخلت على المأكولات الشعبية، حيث إن العديد من المهن لم تصمد طويلاً في وجه هذا التغيير.
لكن ومع هذا التطور حافظت بعض المهن على أصالتها وألقها بل ما زالت متوارثة عائلياً وخير مثال على ذلك صناعة "المشبك" أو كما يحلو لأهل "الحسكة" تسميتها "طيب وناهي" التي تقوم على مواد أولية قليلة وبسيطة التركيب في بنيتها.
يشاع أن أهل "حلب" هم أصحاب المهنة الأصليين لكن الحقيقة تقول بأنهم قد اكتسبوها من خلال تمازج الحضارات والهجرات التي تمت خلال "العصر العثماني" من خلال "الهجرات التركية" التي حصلت للعائلات في تلك الفترة
eHasakeh بتاريخ 28/10/2010 زار إحدى ورشات العمل عند العم "جورج يعقوب كمو" الذي يعتبر من أقدم المهنيين في هذا المجال واطلع على أسرار هذه المهنة وسر بقائها وخفايا صناعتها حيث قال: «تقوم هذه الصناعة على مواد أولية بسيطة في بنية تركيبتها فهي مكونة من "السميد" الذي يخلط بالماء المغلي ليترك فترة من الزمن بعدها تضاف إليه الخميرة التي تساعد على الاختمار وفي هذه الأثناء نقوم بغلي الزيت وتحضير القطر اللازم وفق معايير محددة وهنا لابد من براعة استخدام القوالب من قبل المهني لأن هذا العمل يتطلب مهارة من حيث تركيب الخلطة ودقة المعايير وحسن استخدام القوالب التي تعتبر أساس هذه الصناعة».
العم جورج يعلم ابنه
وعن سبب محافظة هذه الأكلة على أصالتها وشعبيتها في "الحسكة" وتاريخ هذه الأكلة الشعبية يضيف العم "جورج" فيقول: «تعتبر هذه الأكلة من الأكلات الشعبية في المحافظة حيث استطاعت أن تقتحم المنازل الشعبية بسهولة ويعود ذلك الى رخص ثمن "قرص المشبك" حيث يمكن القول بأنها شيخه الجلسات العائلية في الشتاء البارد لأنها تحمل سعرات حرارية تمد الإنسان بالطاقة والدفء كما يعود تاريخ هذه الأكلة الى العصر العباسي حيث اشتهرت بعض العائلات السريانية بصناعتها وتوارثت عبر الأجيال وحافظت على وجودها حتى الوقت الحاضر».
ويضيف العم "جورج": «يشاع أن أهل "حلب" هم أصحاب المهنة الأصليين لكن الحقيقة تقول بأنهم قد اكتسبوها من خلال تمازج الحضارات والهجرات التي تمت خلال "العصر العثماني" من خلال "الهجرات التركية" التي حصلت للعائلات في تلك الفترة».
صناعة المشبك
وعن تطور هذه المهنة وأدواتها يبين العم "جورج" فيقول: «في الوقت الحاضر دخلت العديد من المعدات التقنية التي تساهم في صناعة هذه الأكلة وبالرجوع الى الزمن الذهبي فأن هذه الصناعة لم تعرف عبر مسيرتها إلا الحطب والأواني الفخارية كما كانت العديد من القوالب تصنع باليد، أما في الوقت الحالي فقد حل الغاز بديلاً من الحطب ودخلت القوالب الجاهزة عوضاً عن القوالب الخشبية وهذا ما ساعد على الانتشار الكبير لهذه الأكلة الشعبية».
أما فيما يتعلق بتوارث هذه الصناعة عبر الأجيال يشير العم "جورج" بأنه: «تعلم هذه الحرفة عن طريق الوراثة منذ ثلاثين عاماً خلت عن طريق الآباء الذين بدورهم ورثوها عن الأجداد ونحن بدورنا نعلم الأبناء طريقة التحضير للحفاظ على الموروث الشعبي لهذه المهنة لتظل شعارا ترفعه الأجيال في العائلة، وهنالك صناعات موازية لا تختلف بطريقة الإعداد والتحضير بل الاختلاف وحده بالشكل ومن هذه الصناعات العوامة التي تختلف أشكالها باختلاف القوالب».
باسل مراد
الحرفي "سعيد رزوق" أحد مزاولي هذه المهنة تحدث عن هذه المهنة فقال: «تعتبر هذه المهنة من المهن التقليدية التي تعرفها المحافظة كما تعتبر من المأكولات الشعبية التي لا يكاد يخلو البيت الجزراوي منها خاصة في فصل الشتاء وعلى الرغم من محافظة هذه المهنة على تقاليدها دخلت عليها العديد من التغيرات مثل استخدام بعض العجانات الآلية لكن وعلى الرغم من هذه التغيرات تعتبر شيخه الحلويات الشتوية».
"باسل مراد" /25 عاما/ من زبائن المحل يقول: «تعتبر هذه الأكلة من الأكلات الشعبية التي تشتهر بها محافظة "الحسكة" وهي متداولة منذ القدم خاصة في فصل الشتاء وباتت من الأكلات المميزة في المحافظة وذلك لرخص ثمنها ولأنها تقدم في كافة المناسبات كما أن الإقبال الشديد عليها من أهل الريف يجعلها تحتل مكانة جيدة في المجتمع المحلي».
"عبد السلام عطية" طالب جامعي يقول: «تشتهر هذه الأكلة في كافة الأوقات خاصة في شهر رمضان الكريم فلهذه الأكلة خصوصية لدى الصائمين لأنها تعوضهم عن ساعات الصوم الطويل كما أنها من المأكولات الشتوية التي تزيد من السعرات الحرارية وتحافظ على الطاقة».