حياكة الجلديات.. تحف فنية بطابع شرقي
دمشق
مهنة "حياكة الجلديات" مهنة قديمة بدأت قبل مئات السنين، وقد اشتهرت بها "دمشق" عن باقي المدن السورية، حيث لايزال حرفيو الأسواق القديمة يصنعون مشغولات يدوية من الجلد الطبيعي ترتقي إلى مستوى التحف الفنية.
مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 أيار 2014 زارت سوق المهن اليدوية، حيث تصادف وجودنا مع السيدة "ريف عبد الجبار" والمهتمة باقتناء المنتجات الشرقية، فقالت: «كثيراً ما يلفت الانتباه إلى الجلديات الدمشقية أن صانعها يحولها إلى قطعة فنية تجذب الانتباه، على الرغم من الموديلات الكلاسيكية الموجودة في الأسواق، إلا أن الجزادين ذات الطابع الشرقي لا يمكنني الاستغناء عنها، لأنها مريحة وغير صناعية، وتواكب الموضة في قالبها الشرقي».
"سامر أيوبي" الذي امتهن حرفة الجلديات من عائلته منذ أكثر من 70 عاماً، أضاف: «هي حرفة شعبية تقليدية قديمة قدم قلعة "دمشق"؛ أي قبل 800 عام حين بنى صلاح الدين القلعة، وتستخدم فيها جلود الحيوانات المدبوغة بمختلف أنواعها وأحجامها لأغراض كثيرة كالأحذية والأحزمة والحقائب، وتعد من الصناعات التقليدية بما تحمله من دلالات وقيم جمالية وحضارية، وتعدّ من أهم الموروثات الشعبية التراثية، إذ تجتمع هذه الصناعة بين الفن والأصالة والثقافة؛ ولهذا تعد إرثاً ثقافياً متجدداً».
الحرفي "سامر أيوبي" في سوق السروجية
ويضيف: «تعدّ صناعة الجلديات مهنة غاية في الدقة والإتقان، وتتطلب وقتاً وجهداً طويلاً، وما يميزها أنها إنتاج طبيعي بكل تفاصيلها من نسيجها إلى حياكتها مروراً بزخارفها، حيث استخدم الحرفيون الدمشقيون جلد البقر والماعز في صنع النعال والجلود، وجلد الجمل في صنع الجزادين لطراوته وجودته، إضافة إلى تصنيع سروج الخيل والأحزمة».
ويشير الحرفي "ياسر الحصري" بالقول: «القطع التي ينتجها حرفيو الجلديات هي قطع نادرة في السوق ذلك أن النقوش والزخارف الشرقية على الجلد هي التي تعطي الحرفة الطابع الشرقي التراثي؛ ما يجعل السياح يتهافتون عليها».
قوالب الأحذية.
وعن مستلزمات العمل في حرفة الجلديات هي الأدوات اليدوية التقليدية، ومنها الجلود المدبوغة كجلود البقر والماعز والخراف وتستعمل بعد مرورها بعملية الدباغة، ويستخدم لكل قطعة نوع معين من الجلد، وهناك "الدزكاية" وهي المنصة الخشبية أمام الحرفي وغالباً ما تكون قطعة خشبية متينة من جذع شجرة ضخمة تحتمل الطرق الشديد، و"الكاز" وهو المقطع الفولاذي ذو المقص ويكون على شكل مثلث قاعدته قاطعة، إضافة إلى "الظمبات" وهي الأزاميل الحادة الإسطوانية بغرض التثقيب، و"الكليشهات" وهي سطوح معدنية محفورة بأشكال ورسوم تطبع على الجلد بواسطة الطَرق، وهناك ورق الطبع والقوالب والمشطة وهي المطرقة اليدوية النحاسية الخاصة بالطرق تشبه "يد الهاون".
ويشير الباحث "محمد فياض" في كتابه "الحرف التقليدية في سورية" بالقول: «تعد الصناعات التقليدية مظهراً من مظاهر الحضارة بل هي وسيلتها الأولى للتعبير عن ثقافة وأصالـة المجتمـع، وقـد انبثقت الصناعـات التقليديـة من البيئة المحلية وارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً، واتخذت حرفة ومصدراً للعيش لكثيرين من أفراد المجتمع، وقد اشتهرت بها "سورية" منذ أمد طويل واستطاعت أن تحافظ على بقائها حيث تتبع في صنع منتجاتها ثلاث طرق (الطبع على الجلد - الضغط على الجلد - الضفر)، كما تمتاز بزخارفها ورسوماتها المستوحاة من البيئة وطابعها الحضاري والتاريخي».
"الكاز" من الأدوات المستخدمة في الحرفة
- إسماعيل النجم
دمشق
مهنة "حياكة الجلديات" مهنة قديمة بدأت قبل مئات السنين، وقد اشتهرت بها "دمشق" عن باقي المدن السورية، حيث لايزال حرفيو الأسواق القديمة يصنعون مشغولات يدوية من الجلد الطبيعي ترتقي إلى مستوى التحف الفنية.
مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 17 أيار 2014 زارت سوق المهن اليدوية، حيث تصادف وجودنا مع السيدة "ريف عبد الجبار" والمهتمة باقتناء المنتجات الشرقية، فقالت: «كثيراً ما يلفت الانتباه إلى الجلديات الدمشقية أن صانعها يحولها إلى قطعة فنية تجذب الانتباه، على الرغم من الموديلات الكلاسيكية الموجودة في الأسواق، إلا أن الجزادين ذات الطابع الشرقي لا يمكنني الاستغناء عنها، لأنها مريحة وغير صناعية، وتواكب الموضة في قالبها الشرقي».
القطع التي ينتجها حرفيو الجلديات هي قطع نادرة في السوق ذلك أن النقوش والزخارف الشرقية على الجلد هي التي تعطي الحرفة الطابع الشرقي التراثي؛ ما يجعل السياح يتهافتون عليها
"سامر أيوبي" الذي امتهن حرفة الجلديات من عائلته منذ أكثر من 70 عاماً، أضاف: «هي حرفة شعبية تقليدية قديمة قدم قلعة "دمشق"؛ أي قبل 800 عام حين بنى صلاح الدين القلعة، وتستخدم فيها جلود الحيوانات المدبوغة بمختلف أنواعها وأحجامها لأغراض كثيرة كالأحذية والأحزمة والحقائب، وتعد من الصناعات التقليدية بما تحمله من دلالات وقيم جمالية وحضارية، وتعدّ من أهم الموروثات الشعبية التراثية، إذ تجتمع هذه الصناعة بين الفن والأصالة والثقافة؛ ولهذا تعد إرثاً ثقافياً متجدداً».
الحرفي "سامر أيوبي" في سوق السروجية
ويضيف: «تعدّ صناعة الجلديات مهنة غاية في الدقة والإتقان، وتتطلب وقتاً وجهداً طويلاً، وما يميزها أنها إنتاج طبيعي بكل تفاصيلها من نسيجها إلى حياكتها مروراً بزخارفها، حيث استخدم الحرفيون الدمشقيون جلد البقر والماعز في صنع النعال والجلود، وجلد الجمل في صنع الجزادين لطراوته وجودته، إضافة إلى تصنيع سروج الخيل والأحزمة».
ويشير الحرفي "ياسر الحصري" بالقول: «القطع التي ينتجها حرفيو الجلديات هي قطع نادرة في السوق ذلك أن النقوش والزخارف الشرقية على الجلد هي التي تعطي الحرفة الطابع الشرقي التراثي؛ ما يجعل السياح يتهافتون عليها».
قوالب الأحذية.
وعن مستلزمات العمل في حرفة الجلديات هي الأدوات اليدوية التقليدية، ومنها الجلود المدبوغة كجلود البقر والماعز والخراف وتستعمل بعد مرورها بعملية الدباغة، ويستخدم لكل قطعة نوع معين من الجلد، وهناك "الدزكاية" وهي المنصة الخشبية أمام الحرفي وغالباً ما تكون قطعة خشبية متينة من جذع شجرة ضخمة تحتمل الطرق الشديد، و"الكاز" وهو المقطع الفولاذي ذو المقص ويكون على شكل مثلث قاعدته قاطعة، إضافة إلى "الظمبات" وهي الأزاميل الحادة الإسطوانية بغرض التثقيب، و"الكليشهات" وهي سطوح معدنية محفورة بأشكال ورسوم تطبع على الجلد بواسطة الطَرق، وهناك ورق الطبع والقوالب والمشطة وهي المطرقة اليدوية النحاسية الخاصة بالطرق تشبه "يد الهاون".
ويشير الباحث "محمد فياض" في كتابه "الحرف التقليدية في سورية" بالقول: «تعد الصناعات التقليدية مظهراً من مظاهر الحضارة بل هي وسيلتها الأولى للتعبير عن ثقافة وأصالـة المجتمـع، وقـد انبثقت الصناعـات التقليديـة من البيئة المحلية وارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً، واتخذت حرفة ومصدراً للعيش لكثيرين من أفراد المجتمع، وقد اشتهرت بها "سورية" منذ أمد طويل واستطاعت أن تحافظ على بقائها حيث تتبع في صنع منتجاتها ثلاث طرق (الطبع على الجلد - الضغط على الجلد - الضفر)، كما تمتاز بزخارفها ورسوماتها المستوحاة من البيئة وطابعها الحضاري والتاريخي».
"الكاز" من الأدوات المستخدمة في الحرفة