تظهر المكتبات في كل دول العالم، إذ تُعتبر الثروة التاريخية والمعرفية لأي أمّةٍ، إلّا أنّ حجمها قد يختلف من بلدٍ إلى آخر، كذلك عدد الكتب الموجودة فيها، أبرز توجّهات هذه الكتب، كما اللغات المتوفرة فيها.
وفي بعض الأحيان، قد تختلف المقتنيات عن الكتب أو الوثائق، خصوصاً أنّ بعض المكتبات في عددٍ من الدول تضمّ مخزوناً ثميناً من نوعٍ آخر، داخل صرحها الثقافي، والكثير منها تتميز بأغرب المحتويات.
كتاب مصنوع من الجبن
صُنع كتاب من 20 شريحة من الجبن، بعنوان "بين دينزر"، في جامعة ميشيغان الأميركية. وهو عمل فني ناقد، للتشكيك في مفهوم تعريف الكتب الورقية.
صحيحٌ، أنّ المشروع الفني غير قابل للقراءة، بخلاف الكلمات القليلة الموجودة على الغلاف الخارجي، إلاّ أنّه محسوب رسمياً على الكتب. ويوجد اليوم 6 نسخات منه، موزعةً على المكتبات، بما في ذلك جامعة أكسفورد الأميركية.
ومع أنّ صفحات الجبن المغلّفة بالبلاستيك ستدوم فترة طويلة نسبياً، لكنها ستتحلّل أسرع بكثير من الصفحات الورقية المعتادة. لذا، هناك وقتٌ محدود لرؤية هذا الكتاب. ويوجد أيضاً كتاب مصنوع من المرتديلا، وآخر من الدولارات.
ذيل فيل جالب للحظ
هو الجزء الوحيد المتبقّي من فيل سيرك كان يُدعى جامبو، وتمّ التبرّع بجلده المحشو لجامعة "تافتس" الرقمية والأرشيفية، من جانب "بي تي بارنوم" الوصي المؤسس للجامعة، وذلك بعد احتراق باقي الجسم، في حريق بارنوم هول عام 1975، أثناء تخزينه في أرشيف الجامعة.
وأصبح جامبو، ارتفاعه 3.4 أمتار، ووزنه 5 أطنان، تميمة الجامعة ورمزها الجالب للحظ. وجميع الطلاب تقريباً، يرغبون اليوم في رؤية ذيله.
وقد قام شخص من قسم ألعاب القوى في الجامعة، بوضع رماد الفيل في وعاء لزبدة الفول السوداني. وهو يُستخدم حتى الآن، في احتفالية "مرور الرماد"، كلما تمّ تعيين مدير جديد لألعاب القوى في الجامعة الأميركية، ضمن تقاليدها السنوية الغريبة.
رماد شاعر بريطاني شاب
غرق الشاعر البريطاني الشاب بيرسي بيش شيلي، وهو يبلغ من العمر 29 عاماً فقط، بعدما علق قاربه في عاصفة شديدة عام 1822.
جُمع حينها كل ما يشكّل تذكاراً للشاعر الراحل، إذ إنّ العصر الفيكتوري كان يقدّس الموت والحداد، تيمناً بملكته فيكتوريا، كون حدادها على زوجها امتد طوال فترة حكمها تقريباً، ما جعل من الحزن صيحةً رائجة.
وفي كتاب عتيق، جُمعت رسائل عدة ووثائق تصف وفاة شيلي وحياته، كما يوجد داخل البطانة الأمامية للكتاب خصلة من شعره يُعتقد أنّها قُطعت بعد وفاته، مع خصلة شعر من أرملته ماري شيلي.
وتحتوي البطانة الخلفية للكتاب ذاته، على مواد قيل إنّها من رماد بيرسي، وتمّ جمعها من موقع حرق جثمانه بعد الوفاة. ويقبع الكتاب التاريخي الغريب في المكتبة البريطانية حتى اليوم. ليس هذا فحسب، بل توجد خصلات شعر لشخصيات تاريخية بارزة، أمثال جورج بوش.
خلد محنّط من جندي إلى زوجته
من المستغرب أن تضمّ إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأميركية، لحفظ أهم الوثائق والمخطوطات التاريخية،خلداً صغيراً محنَّطاً، اكتُشف للمرّة الأولى عام 2005، من قِبل أحد أفراد فريق العمل، أثناء فرزه ملفات التقاعد المعتمدة لشهادات أرامل الحرب الأهلية الأميركية.
ولهذا الخلد قصّة غامضة، ففي الرسائل، وُجدت رواية بين زوجين، تقول إنّ المخلوق الجوفي الغريب توجّه نحو خيمة جندي الاتحاد جيمس جيه فان ليو، الذي قام باصطياده لسببٍ غير معروف.
وبعث الجندي الحيوان المحنّط مع رسالة بريدية بعنوان "إلى زوجتي العزيزة"، وهو البريد الغريب، المحفوظ حتى اليوم في مركز السجلات الأميركي.
لوح مدرسي فرعوني عن الحكيم والصديق
تضمّ المكتبة البريطانية لوحاً تاريخياً يعود إلى عصر الفراعنة، يبين نسخ طالب لعبارة لاتينية، نقشها معلّمه في أعلى اللوح، مرات عدة مع وجود الكثير من الأخطاء.
والعبارة تقول "اقبل نصيحة الشخص الحكيم، فليس من الصواب أن تصدّق كل صديق لك"، وهي من توجيه أستاذ مصري قديم، قبل ألفي عام، إلى أحد طلابه لكتابتها على ألواح بالشمع، كواجبٍ منزلي.
أقنعة الموت
تضمّ مكتبة ولاية فيكتوريا في مدينة ملبورن الأسترالية، مجموعةً صغيرة من "أقنعة الموت"، وهي عبارة عن قوالب جبسية مصنوعة لنسخ وجه الشخص بعد موته.
أشهر أقنعة الموت المنسوخة والمخلّدة في المكتبة، قناع نيد كيلي، اللص وقاطع الطريق سيئ السمعة في أستراليا. وهو صُنع بعد فترة وجيزة من شنق كيلي، في 11 تشرين الثاني (نوفمبر)، عام 1880، وتمّ عرضه للجمهور.
تمّت دراسة القناع لاحقاً، لمعرفة ما إذا كانت نتوءات جمجمته تتوافق مع الميول الإجرامية الفسيولوجية. وهو يُعرف بعلم فراسة الدماغ، ويُعدّ زائفاً في العصر الحديث، فلا يُعوّل عليه.