كتب الناقد:مهدي هندو الوزني.عن المعرض التشكيلي للفنان: فاضل ضامد.ثقافية صباح جديد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتب الناقد:مهدي هندو الوزني.عن المعرض التشكيلي للفنان: فاضل ضامد.ثقافية صباح جديد

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1687160538945.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	132.9 كيلوبايت 
الهوية:	123699
    مقالي النقدي عن المعرض التشكيلي الشخصي للفنان فاضل ضامد في ثقافية الصباح الجديد شكرا لصحيفة الصباح الجديد متمثلة برئيس التحرير ومحرر الصفحة الثقافية

    الذاكرة الجمعية تشكل فضاء لوحات التشكيلي فاضل ضامد

    ( بازة ) هو عنوان المعرض الشخصي الثاني للتشكيلي ( فاضل ضامد )والذي أقيم على قاعة متحف صلاح حيثاني مؤخرا" ، من المعروف أن العنوان هو الدالة الأولى التي تؤثث لدلالات فرعية أخرى وهو القراءة الإستكشافية لأي فضاء إبداعي من خلال العلاقات السيميائية والبنائية والإنعكاسية بينه وبين محتوى العمل الفني ، كذلك يشكل العنوان إختزال للأفكار المطروحة من قبل الفنان المبدع ، ودائما" ما يهتم المبدعون بإختيار عناوين لمنجزاتهم كونها العلامة الإشارية للتخاطب بينهم وبين المتلقي ، ولو عدنا إلى عنوان المعرض التشكيلي الشخصي للفنان (فاضل ضامد ) نلحظ أنه إختار وبعناية عنوان معرضه التشكيلي من مفردة ( بازة ) والبازة هو نوع من القماش الذي تسيد في فترة زمنية ماضية في خياطة ( دشاديش ) الأولاد والبنات وخاصة الأطفال وكان هذا القماش عنوان لفرحتهم في اللعب وفي الأعياد ، ولذلك نجده محفورا" في الذاكرة الجمعية ليومنا هذا ، الذاكرة الجمعية التي إستدعاها التشكيلي ( فاضل ضامد ) لتؤثث فضاء لوحات المعرض ، إنطلاقا" من ذاته التي تشارك الذات الجمعية في جمالية هذا النوع من القماش ، فنلحظ تواجدها على أسطح لوحاته متخذة أبعاد جمالية وأخرى رمزية ،
    لقد وظف التشكيلي (فاضل ضامد) قطعة قماش البازة في لوحاته بإسلوب جمالي على مستوى البناء الفضائي مستخدما" في بعض اللوحات طريقة (الكولاج) لينسج منها مادة تعبيرية محايثة لألوان مختلفة في روابط علائقية مابينها وبين علامات ورموز أخرى مكونا" بذلك عملية بناء تظم هذه العناصر الفنية المختلفة منتجة دلالات معينة منبثقة من علامات أيقونية مشتركة بين ذاته وذات المتلقي ،
    جاء توظيف التشكيلي (فاضل ضامد) قماش البازة في فضاء لوحاته إيمانا" منه بأنها تخدم أفكاره في الخروج من محدودية خلفية اللوحة والإنفتاح على زمن لامحدود وهو الزمن الذي إختزنته الذاكرة الجمعية لقطعة القماش فما كان منه إلا أن زاوج بينها وبين خطوطه وألوانه وكتله ليجعل منها معاني جمالية وفكرية ونفسية ، كان للنمط التعبيري الشخوصي عند التشكيلي (فاضل ضامد) مكانة في مساحة لوحاته حيث نلحظ شخوص تتوسط فضاء اللوحة وتتشابك مع قطعة قماش البازة بطريقة فنية تشكيلية تصاحبها علامات لونية لتنتج إيقاعا" حركيا" متعدد الدلالات ليفتح أمام المتلقي أبواب متعددة لقراءات مختلفة تعتمد على خزين الذاكرة الجمعية لمواقف عدة
    إشتغل التشكيلي (فاضل ضامد) على أن تكون قطعة قماش البازة رمزا" سيميائيا" داخل فضاء اللوحة جاعلا" منها جسرا" لدلالاتها الماضوية والآنية التي تبنتها رؤيته ومقصديته كتشكيلي حامل لرسالة فكرية وجمالية مستدعيا" لذلك الذاكرة الجمعية التي إلتقطت صورا" جمالية للطيف اللوني لقماش البازة ليحاكي بدوره التشكيلي (فاضل ضامد) هذه الجمالية اللونية بجمالية لونية يصنعها بريشته وفق مفاهيم وأفكار ورؤى معاصرة حيث جعل اللون منزاحا" من الطبيعي إلى الفني أي أنه لم يقم بنقل لون قماش البازة حرفيا" وإنما إنزاح به ليجعل منه موقفا" ، وهنا نلحظ مهارته في تعامله مع اللون في فضاء اللوحة من ناحية الهارمونية والتناسق والتدرج واضعا" إياه في نسق إجتماعي ونفسي وثقافي بمحمولات يدركها المتلقي من خلال هيمنة الذاكرة الجمعية التي حفظت الزمن الماضي وتعيش الزمن الحاضر
    لم يكن إستدعاء الذاكرة الجمعية من قبل التشكيلي (فاضل ضامد) وماتحتويه من أيقونة جمالية وهي قماش البازة لغرض تزيين فضاء اللوحة بل أراد إستنطاق هذه الجزئية ربما لتكون مرجعية لخطاب تأملي فكري أو مقارنة مابين الحياة المعاشة في فترة ما بالحياة المعاشة الآن جاعلا" قماش البازة أيقونة للدلالة على بساطة الحياة وهنائها وهدوئها، وصراع وصخب حياة اليوم والتي ضمنها في فضاء بعض لوحاته حيث نلحظ أن هناك لوحات إزدحم فضاءها بالأرقام والعلامات المتنوعة والألوان المكثفة والمتضادة والتي توحي بالتناقضات والصراعات التي ربما تمثل الهم الشخصي أو الجمعي وهذا مايتبين لنا عند التمعن في التكنيك اللوني الذي إستخدمه معتمدا" إنشاءه على اللون بالدرجة الأساس مع مجاورة أيقونة قماش البازة وعلامة أخرى كأن تكون شخوصية ،فمثلا" نجد أن اللون الأزرق طاغيا على فضاء بعض لوحاته ، يبدء من الأعلى بشكله الفاتح ثم يتدرج شيئا" فشيء ليصل إلى أسفل الفضاء بشكله الداكن يحايث العلامة الشخوصية التي إصطبغت باللون الأصفر والأحمر ولو قرأنا هذا الفضاء قراءة عمودية ربما نفهم منه أن التشكيلي (فاضل ضامد) أراد أن يشير إلى مخاوف وهواجس مضمرة في ذاته لقادم الأيام
    لقد إشتغل الفنان (فاضل ضامد) على فلسفة اللون في بعديه ( الدال والمدلول) ليقارب به الإنسان وحالته الشعورية والنفسية المرتبطة بذاكرته الخازنة لذكريات جميلة مضيئة أكلتها العتمة ، وربما أراد الرجوع إلى الذاكرة الجمعية في محاولة لإستدراج ماهية بعض الإيقونات البصرية من مثل قماش البازة للبحث عن تجريب (إستاتيقي) جديد أو ربما أراد تخليد الهوية الثقافية بتوظيف هذه الأيقونة القماشية
    أخيرا" إستطاع التشكيلي (فاضل ضامد) من إستدعاء الذاكرة الجمعية ليستنطق بها أشكال ساكنة ليحولها إلى أفكار وأهداف ومواقف إنسانية وإجتماعية أولا" وأفكار جمالية ثانيا" ومن خلال رؤى حداثوية طبعت روحه المعنوية وحسه الجمالي الذي جمع بين توافقات شكلية ومضمونية في فضاء اللوحة

    مهدي هندو الوزني
    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1687160550491.jpg 
مشاهدات:	5 
الحجم:	115.6 كيلوبايت 
الهوية:	123700
يعمل...
X