أطل من حرم الرؤيا فغراني - بدوي الجبل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أطل من حرم الرؤيا فغراني - بدوي الجبل

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	images (1).jpg 
مشاهدات:	2 
الحجم:	8.9 كيلوبايت 
الهوية:	123666

    منازل الخلد لا أرباع لبنان

    و فتنة السحر لا آيات فنّان

    جنان لبنان حسبي منك وارفة

    فيها النديّان من روح و ريحان

    شبّ النبيّون في أفيائها و حبت

    فيها خيالات إنجيل و قرآن

    بليلة بدموع الله ما و شنت

    إلاّ و بين خوافيها حبيبان

    يغفو بها الفجر في أحضان مورقة

    مديدة الظلّ أحلام سكران

    و دغدغته فللأغصان هيمنة

    كأنّها بثّ غيران لغيران

    و ما تنبّه حتى راعه وهج

    و الشمس حلي ربى خضر و وديان

    صحبت فيك شبابي و الهوى و منى

    لعس الشفاه و ظلا غير ضحيان

    فأسبغي نعمة النسيان تغمرني

    عسى يخفّف من بلواي نسياني

    أمسيت لا ريقها المعسول أسعدني

    و لا الجنون : جنون الحبّ واتاني

    ألحّ بي السقم حتّى لا يفارقني

    و راح ينسج قبل الشيب أكفاني

    عفّى على نزوات النفس جامحة

    إلاّ اهتزاز خليع الحسن نشوان

    و صبوة للعيون النجل هانئة

    من الشباب بظلّ العاطف الحاني

    يثير بي كلّ حسن فتنة و هوى

    فما أمرّ بماء غير صديان

    و يا ربى الحسن في لبنان هل عريت

    مخضلّة الدوح من ظلّ و أغصان

    و من لبناتي السكرى مصرّعة

    من الونى بين أفياء و أفنان

    و يا ربى الحسن هل من نفحة حملت

    شذى النّهود لصادي القلب حرّان

    و هل صباك نموم العطر ناقلة

    بعدي أحاديث أذيال و أردان

    و يا ربى الحسن في لبنان هل ثملت

    بعدي الرّياحين من صهباء نيسان

    و يا ربى الحسن في لبنان لا انبسطت

    يمنى الهجير على أفياء لبنان

    مدّي ظلالك ينعم في غلائلها

    صرعى الردى من أحبّائي و أخداني

    النّائمين بظلّ الأرز ينشدهم

    رواية الدّهر في نعمى سليمان

    أمّا البلابل فلتؤنس قبورهم

    من كلّ ساجعة في الدّوح مرنان

    أعيذ بالحبّ و الذكرى هوى نفر

    بيض الوجوه من النّعماء غرّان

    قد صوّر الوحي ألوان النّعيم على

    مثال ما فيك من حسن و ألوان

    و زاد فيها خلودا ما عنيت به

    أشهى اللبانات في حكم النّهى الفاني

    لا يعذّب الوصل إلاّ أن يخامره

    خوف المحبّين من نأي و هجران

    و لا هناء بنعمى لا تخاف لها

    فقدا و لا تبتلى منها بحرمان

    لو يعلمون مناحي النّفس ما خلعوا

    ثوب الخلود على نعمى و أحزان

    فأصبح الكون لغوا لا حياة به

    من رغبة في مجاليه و غنيان

    ما للخلود و ما للحسن يزعمه

    هيهات عرّي من حسن و إتقان

    يضفي الجمال على الأيام مقتدر

    من (التحوّل) ذو غزّ و سلطان

    عنا له الكون مأخوذا بفتنته

    من أنجم و مكانات و أزمان

    و عاطفات و أرواح و أخيلة

    تغزو الوجود و آراء و أديان

    و ربّما فقهت من أمره عجبا

    قبل الهداة عصا موسى بن عمران

    ليؤمن النّاس ما شاؤا بربّهم

    فبالتحوّل بعد الله إيماني

    تسمو إلى أفقه القدسيّ طاهرة

    طهر الدّموع تسابيحي و ألحاني

    كفرت بالرّوح بعد الرّيب آونة

    و كان زلفى إلى نجواه كفراني

    و قرّب النّاس ما شاؤا لمذبحه

    فما تقبّل منهم غير قرباني

    أعلنت حين أسرّوا أمرهم فرقا

    يا بعد ما بين أسرار و إعلان

    إنّ الخلود و ما تروي مزاعمهم

    عن السعادة في الأخرى نقيضان

    لا يخدع الله قوما يؤمنون به

    فتلك خدعة إنسان لإنسان

    جنان ربّك في سرّ الخلود غدت

    و كلّ آو إليها رازح وان

    ملّ المقيمون فيها من هناءتهم

    كم يملّ السقام المدنف العاني

    تمضي العصور عليهم و هي واحدة

    اليوم كالأمس فيها ضاحك هاني

    تزجي السآمة تفكيرا و عاطفة

    إلى عقول و أهواء و وجدان

    لا يرقبون جديدا في خلودهم

    لرثّ من قدم العهد الجديدان

    و لا يحبّون لكن تلك طائفة

    من ماجنات خليعات و مجّان

    و لا يناجون في أحلامهم أملا

    محبّبّا بين إنكار و إيقان

    و لا يحسّون لا حزنا و لا جذلا

    فالقوم ما بين مشدوه و سهوان

    يا شقوة النفس تخلو بعد أن عمرت

    من حسرة و لبانات و أضغان

    و ضيعة القلب لا تأوي إليه منى

    كالنحل تأخذ من روض و بستان

    من كلّ من أبلت الأدهار جدّته

    فما يحرّكه تدليل رضوان

    ينادم الحور لكن غير مغتبط

    و يشرب الراح لكن غير ظمآن

    لودّ في كلّ مل يجريه من عسل

    و من خمور و من درّ و عقيان

    هنيهة من شقاء يطمئنّ بها

    إلى مناجاة آلام و أشجان

    إذا تذكرّ دنياه هفا ولعا

    إلى حبيب و صهباء و ندمان

    و راح يبحث في المجهول عن أمل

    و عن شقاء و عن أهل و خلاّن

    لعلّ بين زوايا النفس قد تركت

    ثمالة من صبابات و تحنان

    أماّ الغواني فصخر لا يحرّكها

    نجوى محبّ و لا تدليل ولهان

    لا تعرف الحبّ إلاّ محض تلبية

    لعابرين من الأبرار فتيان

    و لا تحنّ إلى روح و عاطفة

    فالحبّ في ملكوت الله جثماني

    من كلّ مرتجّة الأرداف حالية

    بالحسن أخّاذة بالسحر مفتان

    خبا لهيب المنى في روحها فغدت

    و حسنها في حلاه حسن أوثان

    جنى الخلود عليها فهي شاكية

    إلى الأنوثة ذاك الخائن الجاني

    و للخلود على أهل الجحيم يد

    تجزي مع الدّهر إحسانا بإحسان

    الكافرون لطول العهد قد ألفوا

    بقاعها نضج أرواح و أبدان

    و قد تزفّ بها و الحفل محتشد

    سجينة من ضحاياها لسجّان

    فأصبحت و هي من ماء و من مدر

    شيطانة تتصبّى كلّ شيطان

    و ربّما صحبوا فيها زبانية

    بعد القلى إلف إخوان لإخوان

    لا يألمون و لا تشكو جسومهم

    من اللظى فهي نيران بنيران

    مليحة الدلّ من غسّان لا بليت

    شمائل الصيد من أقيال غسّان

    أتأذنين بإنشاد فما جليت

    إلاّ لحسنك أشعاري و أوزاني

    طوّفت في هذه الدنيا على مهل

    طواف أشعث ماضي العزم يقظان

    تظلّلني مصر أحيانا و آونة

    أعاقر الخمر في جنّات بغدان

    و قد صحبت شعوب الأرض من عرب

    شمّ الأنوف إلى روم و كلدان

    مفتّشا عن عزاء النفس لا لعبي

    أدّى إليه و لا حلمي و عرفاني

    مسائلا عنه حتّى قد عييت به

    إرث الفلاسف من هند و يونان

    فما رأيت له عينا و لا أثرا

    و لا فاد طوافي غير خذلاني

    إذا ندبت جهودي و هي ضائعة

    أطلّ من حرم الرؤيا . فعزّاني

    ثمّ انثنيت و ركبي جدّ متّئد

    من الونى و رفيقي جدّ حيران

    و البيد أوسع من صدر الحليم مدى

    و للسّراب بها آلاف غدران

    ظمأى حيارى و خلف الركب طائفة

    حمر اللواحظ من أسد و ذؤبان

    فأيقن القوم بالجلىّ و قد صمتوا

    لهيبة الموت و هو المقبل الدّاني

    حتّى إذا اليأس لم تترك مرارته

    إلاّ بقيّة صبر غير خزيان

    لاحت إذا اليأس لم تترك مرارته

    إلاّ بقيّة صبر غير خزيان

    لاحت خيامك بالصحراء مونقة

    أبهى و أزين من عرش و إيوان

    فكبّر الرّكب مرتاحا إلى أمل

    عذب المجاجة حالي الوشي ريّان

    مبادرا للظلال الخضر قد كسيت

    نثير ورد و نمام و سوسان

    فما فتحت جفوني و هي دامية

    من الرّمال أعان الله أجفاني

    حتّى لمحتك خلف الستر ضاحكة

    إلى جوار و حجّاب و غلمان

    فقرّت النفس لا شكوى و لا تعب

    و لا لجاجة إيمان و كفران

    و ابصرت بعد طول البحث غايتها

    فاذعنت لهواها أيّ إذعان

    رأت بعينيك يا ليلى و قد يئست

    عزاءها لا بإنجيل و فرقان

    فقبّلت شفة حمراء دامية

    و اهتزّ من نشوات اللثم نهدان

    سرّ السعادة في الدّنيا و إن خفيت

    تجلوه منك على الأكوان عينان

    آمنت بالحبّ ما شاءت عذوبته

    آمنت بالحبّ فهو الهادم الباني
يعمل...
X